حياكن الله و بياكن
و نسأل الله جل جلاله أن يتقبل منا و منكم صالح الأعمال
أقدم لكن هذا النداء ... نداء غير ملتزمة، قد تكون أنا ، أو هي أو أي أخت لم تلتزم بعد بالحجاب الشرعي ، و لم تتشبه بأمهات المؤمنين ، فلا تركزي مع هوية المتحدثة بل ركزي مع ما ينطق به قلبها الذي يكاد ينفطر
منذ أن عرفت التيار السلفي ، و أنا أحس أن ما يقولونه هو الحق ... تندفق من أفواههم نفحات الإيمان ، و لا نزكي على الله أحداً ، لتصل إلى قلبي مباشرة
و ها أنا ذا أترك الأغاني على مضض ، و أترك البنطلون و أستر شعري بطرحة شفافة ، و ها أنا أقلل علاقتي بشلة الشباب و أحاول ضبط لساني عن كل ما حرم الله
ثم يزداد تعلقي بالدين في هذه الحالة .. أناس ملتحون يلبسون جلابيب و يتكلمون باللغة العربية الفصحى ، بالكتاب و السنة ... رغم أنني بالأمس القريب كنت أخاف منهم و أخشاهم
و على خلاف ما عهدته من دين معاصر على لسان بعض الناس يقال عنهم داعية
و ازداد تعلقي أكثر فأكثر بالتعاليم التي يقولها هؤلاء المشايخ الأفاضل و التي يقبلها قلبي دون نقاش فهم يتكلمون بالكتاب و السنة... بدأت أحاول المواظبة على صيام الاثنين و الخميس ، و صلاة الضحى ، و ورد يومي من القرآن ...
و ابتعدت كليا عن أصدقائي الشباب ... و تركت البنطلون الذي أحبه كثيييرا نهائيا ...
و في يوم من الأيام
كنت أسمع لشيخ فاضل على التلفاز ، نسأل الله جل جلاله أن يحفظهم لنا جميعاً ، و ها هو يخبرني بأن ما ألبسه لم ينزل الله به من سلطان ... لا البدي يصلح ، و لا الجيبة الضيقة تنفع ... و لا الألوان الزاهية تنفع
فتفاجأت كثيراً من قوله ... كنت أظن أنني محجبة
فأجابني قائلاً : بدأت في الطريق الصواب ... لكن عليكِ أن تزيدي خطوات ... فأسأل بلسان حالي : خمار ؟ فيقول
لا نقاب
نقااااااب ؟؟!!
أي نعم نقاب ... أمهاتك رضي الله عنهن لبسن النقاب ... ألا تريدين أن تتشبهي بهن ؟
نعم ولكن ... كيف أغطي نفسي كليا ؟ أليس الخمار هو الواجب ؟
و كأن الشيخ يسمع كلماتي فيجيب عن كل تساؤلاتي
و انتهت الحلقة و قد اقتنعت بفرضية النقاب
دخلت غرفتي و أنا أراجع و أمرر على قلبي كل ما سمعته ...
و نظرت إلى أحب ملابسي و كلي ألم و لكن قلبي بالمقابل منشرح لفكرة النقاب
لا ليست فكرة ... مشروع ... لااااا حيـــــــــــاة !
و بدأت أفكر كيف أخبر والداي ... هم أناس تربوا في مجتمع يكاد يكون غربيا
فكل آمالهم أن أكون مديرة أعمال ناجحة و معروفة
و لكن ظني بهما أنهما يثقان بي و في قراراتي
ألم يربوني على الحرية كما ينصه علينا المجتمع شبه الغربي الذي تربيا بين أحضانه؟
فذهبت أخبر أمي عن النقاب و قراري ارتداءه
و كانت الصدمة
لااااااااااااااااااااااااااا و ألف لااااااااااااااااااااااااااااااااا !!
و توالت النقاشات مع أمي و ارتفعت الأصوات و جاء أبي كمساند رسمي لأمي و انتهت الحوارات بالفشل الذريع
تبعات القصة ليست مهمة... المهم أنني ( أنا الأخت غير الملتزمة و ليس مسلمة راجية ) ما زلت معهم في نقطة البداية : لا للنقاب و حتى الجيبات عليها تحفظ بااالغ
و لكن نداااائي
يا منتقبة اتق الله في كل من لم تنتقب بعد بسبب أهلها
كل ما تلبسين نقابا بألوان ... نقابا مطرزا ... نقابا لم ينزل الله به من سلطان ... تبعديننا نحن غير الملتزمات به عنه ... فلتعلمي أن الناس ، و إن كانوا بعيدين عن الطريق المستقيم ، يعلمون أن هذه ليست مواصفات النقاب ... اتق الله فبسببك يقال : " ده أكيد لبسته الأول عن اقتناع ... و ألحت على أهلها زيك كده و في الآخر حنت للألوان ... و أهي لابسه المسخرة ده ... هتصبحي مثلها و هتندمي إنك لبستيه و عشان كده لأ! "
كل ما تلبسين حذاءا أو حقيبة يد مطرزة و على آخر صيحات الموضة تمنعيننا من إقناع أهلنا ... فبسببك يقال : " ههههههه .... نقاب على طريقة أمهات المؤمنين و أكسسوارات على طريقة الكافرين .... أرفض أن تصبحي مهزلة ... ستندمين و تنتكسين و تتحولين إلى مهزلة يتكلم عنها و يشير إليها الجميع بأصابعه .... لأ!"
كل ما جلستي في مجلسٍ و اغتبت أحدهم ، أو استهزأت من أحدهم أو ثرثرت أو ... أو ... يقال لنا : " النقاب دليل على قوة الإيمان ... خطوة ما بعدها خطوة ... فأين الدين من الغيبة و اللمز ؟ أصلحي نفسك الأول و بعدها نتكلم ... أما الوقتي : لأ ! "
كلما تذهبين إلى المسجد و تتكثلين مع أخواتك في ركن من أركان المسجد و لا تخاطبن غير المنتقبات ، ترعبين الناس منكن ... أليس الأجدر بكن إلقاء السلام و الابتسام لأخواتكن ؟ فبسبب هذا الفعل يقال : " أتريدين أن تصبحي منعزلة و منبوذة من المجتمع و أن يكرهك الجميع ؟ ... لأ ! "
كل ما تكلمك أخت غير ملتزمة أو حتى تلقي عليك السلام بتحية الإسلام و لا تردين عليها أو تردين بنظرات ثاقبة مفادها : "إيه اللي انت لابساه ده ... قال سلام عليكم ... " اعلمي أنك تجعلين قلبها ينفطر بل و يقال لها : " أتريدين أن تصبحي متعجرفة تظنين أنك الناجية و غيرك هاااالك ؟ ما إن تنتقبي سيتغير تواضعك إلى عجرفة لا مثيل لها ... لأ! "
كل ما تدخلي الامتحانات و تقلعي نقابك لأنك إن لم تزيليه لن يسمح لك بالدخول يقال لنا : " شفتي ! الدين آه لكن لو جه مع الدراسة الله مطلع عليكي و عارف إنك عايزة ترضيه ... فذنوبك في ميزان هؤلاء ... ده حتى المنتقبة قلعته عشان الامتحان ... يعني ليه تنتقبي أساساً ؟ "
كل ما تهزري مع صاحب محل ... كل ما تتفرجي على مسلسلات و أفلام ... كل ما تتخانقي في الشارع أو المسجد ... كل .... كل ... يقال لنا : " ما فائدة النقاب إن كانت المنتقبات بهذا الشكل و يتصرفن على هذا النحو ؟ أصلحي نفسك و بعدها فكري بالنقاب ...."
فأخيراً أقول لك يا منتقبة
اتق الله في غير المنتقبات
فمنهن بل و ما أكثرهن من تريد ارتداءه الآآآآآآن .... الآآآآآآن
و لكن أهلها رافضون و يستعملونك حجة عليها ...
و من منطلق المؤمن من يحب لأخيه ما يحب لنفسه
تمني لنا النقاب و ساعدينا على إقناع أهالينا
بالتزامك و أخلاقك و تقواك
و لا تكوني سلاحاً تشد به أعناقنا كل ما فتحنا أفواهنا
سامحوني إن أطلت عليكن أو كان الكلام غير مرتب
و لكن القلب ينفطر
أسأل الله الحليم جل و علا أن يثبث كل منتقبة
و أن يرزق كل أخت لم تنتقب بعد النقاب
و أن يهدي الله قلوب أهالينا
و أن يثبثنا على الصراط المستقيم حتى نلقاه
جزاكن الله خيراً
تعليق