إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

منهج السلف فى التعامل مع الاخطاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منهج السلف فى التعامل مع الاخطاء

    **منهج السلف في التعامل مع الأخطاء **


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







    ذكر الدكتور عبدالرحمن علوش في كتابه القيم فقه التعامل مع الأخطاء على ضوء منهج السلف ما نصه:
    إن منهج تتبع الأخطاء والعثرات مرفوض شرعًا ، ثبت عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنك إن تتبعت عورات المسلمين أفسدتهم أو كدت تفسدهم".
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع أو الجدل في عينه".
    وأخرج الإمام مالك في الموطأ أنه بلغه أن عيسى عليه السلام كان يقول: " لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون ، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب ، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد فإنما الناس مبتلى ومعافى ، فارحموا أهل البلاء ، واحمدوا الله على العافية".
    وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن من علامات أهل السعادة والموفقون للتوبة الإمساك عن عيوب الناس والفكر فيها فإنه في شغل بعيب نفسه فطوبى لم شغله عيبه عن عيوب الناس ، وويل لمن نسي عيبه وتفرغ لعيوب الناس هذا من علامة الشقاوة كما أن الأول من أمارات السعادة".


    وهذه القاعدة يمكن أن تستفاد أيضًا من الأحاديث الواردة في النهي عن التجسس ومن ذلك مارواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تحسسوا ، ولا تجسسوا ، ولا تنافسوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانًا".

    وقفات مع التعامل مع الأخطاء :

    الوقفة الأولى : المؤمن ستار للعورات.

    يذكر الدكتور أحمد محمد العليمي في كتابه النفيس المدارة التربوية (2) الخطأ من سنة البشر بحديث شائق ونظرًا لطوله سأختصره.
    لقد ربى الإسلام المسلم على خلق حسن ، وفطرة مستقيمة لا يرضى بالخبث ولا يمارسه ، بل يكره ذكره لأنه ضد فطرته الطاهرة النقية التي أكرمه الله بها.
    لذا فهو ستار للعورات سواءً كانت العورة حسية أو معنوية ، فهو لا يكشف سترًا ، بل غاض لبصره صارف له عن تتبع عورات العباد.
    قال ابن تيمية في الفتاوى ج32 ص 239 " وليس لأحد أن يتبع زلات العلماء، كما ليس له أن يتكلم في أهل العلم والإيمان إلا بما هم له أهل، فإن الله ـ تعالى ـ عفا للمؤمنين عما أخطئوا كما قال تعالى‏:‏ ‏[‏رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا‏]‏‏، قال الله‏:‏ قد فعلت‏.‏
    وأمرنا أن نتبع ما أنزل إلينا من ربنا ولا نتبع من دونه أولياء، وأمرنا ألا نطيع مخلوقا في معصية الخالق، ونستغفر لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، فنقول‏:‏ ‏[‏رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ‏]‏ .
    وهذا أمر واجب على المسلمين في كل ما كان يشبه هذا من الأمور‏.‏ ونعظم أمره تعالى بالطاعة لله ورسوله، ونرعى حقوق المسلمين، لا سيما أهل العلم منهم، كما أمر الله ورسوله‏.‏ ومن عدل عن هذه الطريق فقد عدل عن اتباع الحجة إلى اتباع الهوي في التقليد، وآذي المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا‏:‏ فهو من الظالمين‏.‏ ومن عظم حرمات الله وأحسن إلى عباد الله كان من أولياء الله المتقين‏.‏ والله ـ سبحانه ـ أعلم‏"

    الوقفة الثانية فهي تحت عنوان: عدم نشر الزلات.
    يقول العليمي:
    والإنصاف يقتضي عدم نشر الزلات ، لأن إشهار الزلات من خصائص الأشرار ، وليس من شعار أهل المروءات.
    يقول سيد قطب في ظلال القرآن 4/2491" إن إشاعة أخبار الأفراد السيئة أو تجريحهم يترك المجال واسعًا بعد ذلك لتجريح كل أفراد المجتمع ، فتصبح الجماعة بمجموعها ذات سمعة ملوثة وكل فرد فيها مهدد بالاتهام ، وفوق ذلك فإن اطراد التهم يوحي بأن جو الجماعة ملوث ، وصفها غير نظيف ، وجوها آسن وبعد ذلك تهون التهم في حس الأفراد ، وتقل بشاعتها بكثرة الترداد ، والجماعة المسلمة لا تخسر بالسكوت عن تهمة غير محققة ، كما تخسر بشيوع الاتهام والترخيص فيه ، وعدم التحرج من الإذاعة به ، وتحريض الكثير من المتحرجين على ارتكاب الفعلة التي كانوا يستقذرونها ، ويظنون أنها ممنوعة أو نادرة الوقوع وفوق ذلك الآثار المترتبة عليها في حياة الناس".
    لذا كان من أشد واجبات الداعية أن لا ينشر الزلات ، ويتحدث عنها حتى ولو كان يحذر منها ن فإن كثرة الحديث يجرئ المتردد ، ويشجع المبتعد، وينبه الغافل إلى الشر، وإمكانية تحصيله بسهولة.

    فالتجسس وتتبع العثرات والسقطات يدل على فساد القصد وسوء الطوية.
    ورحم الله الرافعي إذ يشبه أهل هذا الصنف:
    بأن منهم قومًا سوسًا كطبع السوس لا ينال شيئًا إلا نخره أو عابه.
    وقومًا كطبع الدود لا يقع في شيء إلا أفسده أو قذرة.
    إنه كطبع الدود والذباب الذي ارتضاه طائفة من البشر فأصبح همهم وغرضهم تتبع السقطات والعثرات مع التغافل عن الحسنات.

    ورحم الله الشعبي إذ يقول: " لو أصبت تسعًا وتسعين وأخطأت واحدة لأخذوا الواحدة وتركوا التسع والتسعين".

    فكن مع الناس كالنحل ، الذي يقع على أحسن الزهور ، وأطهر الزروع ؛ فيجتني منها ما يفيده ن وما يخدم به الناس.
    ودع مساوئهم وأخطاءهم ، لا تكن كالذباب ، الذي يقع على أقذر الأشياء وينشرها في الناس ويؤذي بها الأحياء.
    صنف من الناس يصوب نظره على عنصر الخير في الناس ويتعامل معهم على أساسه ، وينشره فيهم.
    وصنف آخر يصوب نظره إلى عنصر الشر في الناس وإلى الرذائل فيهم ، ويتعامل معهم على أساسه ، وينشره فيهم فيؤذي نفسه ويؤذي الآخرين.

    فكن كالأول تَسْعَدْ وتُسْعد ، ولا تكن كالثاني تَشْقَ وتُشْق.

    يقول الشافعي عن أخلاق المسلم :

    لما عفوت ولم أحقد على أحــد
    أرحت نفسي من هم العداوات
    إني أحيي عدوي عند رؤيتــه
    لأدفع الشـــر عنـي بالتحيـات
    وأظهر البشر للإنسان أبغضـه
    كأنه قد حشا قلبـي محبــــات
    الناس داء وداء الناس قربهــم
    وفي إعتزالهم قطـع المـودات

    الوقفة الثالثة: العفو عن الزلات.

    يقول الكاتب تحت هذا العنوان: والعفو عن الزلات أولى ، والسكوت عن النقائص أجدى ، لأنها إعانة للشيطان ، وتشجيع على إسراع الفيئة ، وفتح الباب للتوبة والإنابة والرجوع إلى الله تعالى ، مع بقاء المودة والصحبة.
    قال أبو الدراداء رضي الله عنه: إذا تغير أخوك وحال كما كان عليه فلا تدعه لأجل ذلك ، فإن أخاك يعوج مرة ويستقيم أخرى.
    وقال النخعي: لا تقطع أخاك ولا تهجره عند الذنب بذنبه فإنه يرتكبه اليوم ويتركه غدًا.
    وقال أحد السلف في ستر زلات الإخوان:ود الشيطان أن يلقي على أخيكم مثل هذا حتى تهجروه وتقطعوه ، فماذا أبقيتم من محبة عدوكم.
    ويقول عمر بن رواد كان من كان قبلكم ، إذا رأى الرجل من أخيه شيئًا يأمره في رفق فيؤجر في أمره ونهيه ، وإن أحد هؤلاء يخرق بصاحبه فيستغضب أخاه ويهتك ستره.
    وأما سكوت المسلم عن أخيه فهو أن يسكت عن ذكر عيوبه في حضوره وغيبته ، وعن الرد عليه ومماراته ، وعن السؤال عما يكره ظهوره من أحواله ، وأن يكتم سره –ولو بعد القطيعة- ولا يقدح في أحبابه وأهله ، ولا يبلغه قدح غيره فيه.

    من الأخلاق التي كان يتعامل بها السلف مع بعضهم المداراة:

    المداراة وليست المداهنة .. والمداراة هي لين الكلام والبشاشة وحسن العشرة لأناس عندهم شيء من الفجور والفسق لمصلحة شرعية . روى البخاري في صحيحه عن عائشة - رضي الله عنها : « أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال بئس أخو العشيرة .. فلما جلس تطلق له وجه النبي صلى الله عليه وسلم وانبسط إليه فلما انطلق الرجل قالت له عائشة يا رسول الله رأيت الرجل قلت كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم يا عائشة متى عهدتني فاحشا ، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه " .

    فأين حال كثير من الناس اليوم والذين قد يتعاملون مع غير المسلمين أفضل من تعاملهم مع إخوانهم المسلمين، بل إنك ربما تجد وللأسف من يهتم بكتب وتراث الغرب، ويهاجم كتب وتراث بعضًا من إخوانه المسلمين

    اللهم يا حي يا قيوم ألف على الخير قلوبنا وقنا شر أنفسنا واللهم اجمعنا على الخير والهدى وجنبنا سوء الظن والردى ، وقنا شر أنفسنا يا أكرم الأكرمين.

    المصدر : منتدى جامعة الإمام محمد بن سعود


    منقول
    التعديل الأخير تم بواسطة اللؤلؤةالمكنونة; الساعة 15-12-2010, 11:40 PM.

  • #2
    رد: منهج السلف فى التعامل مع الاخطاء

    جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ أخيتى
    الإسلام ليس قضية تُطرح للنقاش
    بل هو الحَكَم الفصل فى أى قضية تُطرح للنقاش
    رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا

    يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك

    تعليق


    • #3
      رد: منهج السلف فى التعامل مع الاخطاء

      المشاركة الأصلية بواسطة اللؤلؤةالمكنونة مشاهدة المشاركة
      جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ أخيتى


      وفيكى بارك الله اختى وجزاك الله الفردوس الاعلى من الجنة

      تعليق

      يعمل...
      X