وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى
كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً
وسائل تحصيل حلاوة الذكر
**************
أولاً - معرفة المقصود من الذكر وهو إجلال مقام الله
والخوف منه وخشيته ومهابته
وقدرُهُ حق قدره، وبهذا المعنى يكون الذكر منسحباً
على كل زمان ومكان يوجد فيه الإنسان
ثانياً - أن يلحظ الذاكر نعمة الله على الخليقة
لنوالهم شرف ذكره وكرامة
ورود كلماته على الخواطر وجريانها
في الجوارح مع تلبسها بمعصيته
وجحود آلائه ونعمائه
ثالثاً - لزوم جناب الإحتشام
عند ذكر الله بإستحضار مراقبته وإطلاعه
وكان بعض السلف إذا ذكر الله لم يمد رجليه
وقد وصف الله المؤمنين بأنهم
ووجل القلب خوفه من الله قال أبو حيان في تفسيره
وقرأ ابن مسعود
فرقت - وقرأ أُبي - فزغت
رابعًا - أن يستشعر ويستحضر
معنى حديث - " أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه "
واعلم أن المدد من الله على قدر تقواك وصبرك، وحضور القلب
على قدر استجماع الفكر في الذكر
والدليل قوله تعالى
"بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ ..." (آل عمران)
وقرأ ابن مسعود
فرقت - وقرأ أُبي - فزغت
رابعًا - أن يستشعر ويستحضر
معنى حديث - " أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه "
واعلم أن المدد من الله على قدر تقواك وصبرك، وحضور القلب
على قدر استجماع الفكر في الذكر
والدليل قوله تعالى
"بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ ..." (آل عمران)
خامساً - عدم اليأس من تأخر الفتح
فمن أدمن قرع الباب يوشك أن يؤذن له
وملازمة الإلحاح والوقوف
بالباب مع الإطراق
بإنكسار واختجال علامة التوفيق والقبول
تأمل قوله تعالى
تجد أن المخلّف ممتحن في حقيقة
الأمر - { وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ } (آل عمران)
سادساً - يقول ابن القيم في الفوائد
- من الذاكرين من يبتدئ بذكر
اللسان وإن كان على
غفلة ثم لا يزال فيه حتى يحضر قلبه فيتواطأ على الذكر
ومنهم من لا يرى ذلك ولا يبتدئ على غفلة بل يسكن حتى يحضر قلبه
فيشرع في الذكر بقلبه فإذا قوي استتبع لسانه فتواطأ جميعًا
فالأول ينتقل الذكر
من لسانه إلى قلبه والثاني ينتقل من قلبه إلى لسانه من غير أن يخلو قلبه
منه بل يسكن أولاً حتى يُحسنَّ بظهور الناطق فيه
فإذا أحس بذلك نطق قلبه ثم انتقل النطق القلبي إلى الذكر اللساني
ثم يستغرق في ذلك حتى يجد كل شيء منه ذاكراً
وأفضل الذكر وأنفعه ما واطأ فيه القلبُ اللسان وكان من الأذكار
النبوية وشهد الذاكر معانيه ومقاصده
سابعاً - أفضل أحوال الذكر -
يفضل الذكر في الخلوات عنه في الجلوات أي على مشهد من الناس
قال صلى الله عليه وسلم
في السبعة الذين سيظلهم الله في ظله "
ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه"
رواه البخاري
والخلوة يجب أن تكون بمنأى عن أعين الناس
وعن جلبتهم وضوضائهم
لذا يفضل في الخلوة الهدوء التام والظلام وعدم الإزعاج
وقطع لحظات المناجاة
- ولا يشرع اتخاذ الخلوات في الجبال
والفيافي بما يشبه الرهبنة كما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية
بل الخلوة الشرعية
تكون في المسجد بالاعتكاف أو في المنازل والبيوتات
ولا يشرع الاعتزال
واتخاذ الخلوة في شعب الجبال
إلا زمان الفتن التي تعصف
بالإيمان والمؤمنين
أما زمن الجهاد والدعوة والإصلاح
فلا تشرع العزلة بحال
على قول جمهور الفقهاء والمحدثين وأهل السلوك
وثمة آداب أخرى - في حق الذاكر
يستحب له إتيانها منها لبس أحسن الثياب
وتجديد الوضوء والتطيب
واستقبال القبلة على الدوام، ودوام الإطراق
ولزوم الأدب في الجلوس
واستصحاب السواك واستعماله
منقول من كتاب القواعد الحسان في أسرار
الطاعة والإستعداد لرمضان
لذلك إذا ابتليت فثق بالله ولا تجزع
وإذا عوفيت فاشكر الله ولا تقطع
وإذا وقف بك أمر فلا تيأس ولا تطمع
وفوض أمرك إلى الله فنعم المرجع
وفوض أمرك إلى الله فنعم المرجع
بعفوك وغفرانك
ياحنان يامنان
أكرمنا بمن قلت فيهم يحبهم فيحبونه
إجعلنا ممن قلت فيه أدخلوها بسلام آمنين
بصحبة الحبيب المصطفى
آمين ---
أنت ولي التدبير -.
إجعلنا ممن قلت فيه أدخلوها بسلام آمنين
بصحبة الحبيب المصطفى
آمين ---
أنت ولي التدبير -.
تعليق