السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصلاة والسلام عليك ياحبيب الله
قال جلا وعلا
وأن ليس للإنسان إلا ماسعى
وأن سعيه سوف يرى
ثم يجزاه الجزاء الأوفى
وأن إلى ربك المنتهى
وأنه هو أضحك وأبكى
وأنه هو أمات وأحيا
أرى أنه جميل أن أشارككم في ماقرأت من كلام
حقاً يستحق الوقوف عنده والتأمل به
قصة الشيخ العريفي
( إذا أحبك الله جعل لك قبولاً في الأرض )
لاحول ولاقوة إلا بالله
"كنز من كنوز الجنة"
يقول الشيخ العريفي
قبل عشر سنوات..
في أيام الربيع ...وفي ليلة بارده كنت في البر مع أصدقاء
تعطلت إحدى السيارات ..فاضطررنا إلى المبيت في العراء ..
أذكر أنا اشعلنا نارًا تحلقنا حولها ...وما أجمل أحاديث
الشتاء في دفيء النار ..
طال مجلسنا فلاحظت أحد الأخوه انسل من بيننا..
كان رجلاً صالحاً ..كانت له عبادات خفيه ...
كنت أراه يتوجه إلى صلاة الجمعه مبكراً ..بل أحياناً
وباب الجامع لم يفتح بعد..
قام وأخذ اناءً من ماء..ظننت أنه ذهب ليقضي حاجته ..
ابطأ علينا قمت أترقبه...فرأيته بعيداً عنا ..
قد لف جسده برداء من شدة البرد وهو ساجد على التراب ...
في ظلمة الليل ...وحده ..يتملق ربه ويتحبب إليه ..
.كان واضحًا أنه يحب الله تعالى...واحسب أن الله يحبّه أيضًا...
أيقنت أن لهذه العبادة الخفيه ...عزاً في الدنيا قبل الآخره..
مضت السنوات ...واعرفه اليوم ...
قد وضع الله له القبول في الأرض ..له مشاركات في الدعوه
وهداية الناس ...إذا مشى في السوق أو المسجد...
رأيت الصغار قبل الكبار يتسابقون اليه.. مصافحين .. ومحببين ..
كم يتمنى الكثيرون من تجار ...
.وأمراء ..ومشهورين ..أن ينالو في قلوب الناس مثل مانال..
ولكن هيهاااات...
كان سيدنا أبو بكر رضي الله عنه
إذا صلى الفجر خرج إلى الصحراء .. فاحتبس فيها شيئًا يسيرًا..
ثم عاد الى المدينه ..فعجب عمر رضي الله عنه من خروجه ...
فتبعه يومًا خفيةً بعدما صلى الفجر ...
فإذا سيدنا أبو بكريخرج من المدينه ويأتي خيمه قديمه في الصحراء ..
فاختبأ له عمر خلف صخره...
فلبث ابو بكر في الخيمه شيئا يسيرا .ثم خرج ...
فخرج عمر من وراء صخرته ودخل الخيمه ...
فإذا فيها امرأه ضعيفه عميــاء ...وعندها صبيه صغار ...
فسألها سيدنا عمر - من هذا الذي يأتيكم ...
فقالت - لا اعرفه ..هذا رجل من المسلمين ..
يأتينا كل صباح منذ كذا وكذا...
قال :فماذا يفعل ؟
قالت - يكنس بيتنا ..ويعجن عجيننا .. ويحلب داجننا ... ثم يخرج ..
فخرج سيدنا عمر وهو يقول
لقد اتعبت الخلفاء من بعدك سيدي ياأبا بكر ...
لقد اتعبت الخلفاء من بعدك سيدي يا أبا بكر...
وكان سيدنا علي بن الحسين رضي الله عنهما
يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل .
فيتصدق بها ...
ويقول - إن صدقة السر تطفئ غضب الرب ...
فلما مات وجدوا في ظهره آثار سواد ..
فقالوا - هذا ظهر حمّال..
وما علمناه اشتغل حمالاً..
فانقطع الطعام عن مائة بيت في المدينه ..
من بيوت الأرامل والأيتام ..
كان يأتيهم طعامهم بالليل..
لايدرون من يحضره إليهم ..
فعلموا أنه هو الذي كان يحمل الطعام
إلى بيوتهم بالليل وينفق عليهم ..
وصام أحد السلف عشرين سنة
..يصوم يومًا ويفطر يومًا ...وأهله لايدرون عنه..
كان له دكان يخرج اليه اذا طلعت الشمس ويأخذ معه
فطوره وغداءه...فإذا كان يوم صومه تصدق بالطعام ..
وإذا كان يوم فطره أكله ..
نعم ... كانوا يستشعرون العبوديــــــه لله في جميع أحوالهم ...
هم المتقون... والله يقول:
(إن للمتقين مفازاً *حدائق وأعناباً * وكواعب أتراباً*
وكأساً دهاقاً * لايسمعون فيها لغواً ولا كذابا*جزاء من ربك عطاءً حساباً )
(إن الذين يعملون الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا)
أي يجعل لهم محبةً في قلوب الخلق...
إذا أحبك الله جعل لك القبول في الأرض ...
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم
"أن الله إذا أحب عبدًا نادى جبريل ..
فقال - إني قد أحببت فلانًا فأحبه..
فيحبه جبريل..
ثم ينادي في أهل السماء
أن الله يحب فلانًا فأحبوه ...
فيحبه اهل السماء...
قال - ثم تنزل له المحبه في أهل الارض ..
فذلك قول الله تعالى
( إن الذين آمنو وعملو الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا)
وإذا أبغض الله عبدًا..نادى جبريل - إني أبغضت فلاناً فأبغضه ...
فيبغضه جبريل ..
ثم ينادي في أهل السماء
إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه ..
فيبغضه أهل السماء ..ثم تنزل له البغضاء في الارض....
آآآآه ...ماأجمل أن تعيش على الارض
.. تأكل .. وتنام ..
والله ينادي بإسمك
في السماء
( إني أحبُ فلاناً فأحبوه )
والعباده الخفيه أنواع ..منها
الحفاظ على صلاة الليل ..
ولو ركعة واحده وترًا كل ليله...تصليها بعد العشاء
مباشره... أو قبل أن تنام ..أو قبل الفجر..
لتكتب عند الله من قوام الليل ...
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم "
إن الله وتر يحب الوتر ..فأوتروا يـــاأهل القرأن"
ومنها
الإكثار من ذكر الله ..
فإن من أحب شيئًا أكثر من ذكره ....
وفي الحديث قال الحبيب صلى الله عليه وسلم
"الا انبئكم بخير أعمالكم .. وأزكاها عند مليككم..
وارفعها في درجاتكم.. وخير لكم من اعطاء الذهب والفضه...
وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا اعناقكم ..؟
قالوا - بلى..
وما ذاك يارسول الله ؟
قال ذكر الله عز وجل "
منقول لتعم الفائده
هوولي التدبيروالتوفيق -.
تعليق