إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا تطفئوا سرجاكم ليالي العشر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا تطفئوا سرجاكم ليالي العشر

    فضل عشر ذي الحجه
    قد فضّل الله تعالى عشر ذي الحجة على غيرها من الأيام، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال: «ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجلٌ خرج يُخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء» (رواه البخاري)
    وفي رواية: «ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجراً من خيرٍ يعمله في عشر الأضحى: قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلاً خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء» فقال: فكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً، حتى ما يكاد يقدرُ عليه. رواه البيهقي والدارمي وحسنه الألباني.
    وروي عنه أنه قال: «لا تطفئوا سرجاكم ليالي العشر» أورده ابن رجب.
    وقال مجاهد: «العمل في العشر يضاعف» أورده ابن رجب.
    وقال: «جميع الأعمال الصالحة مضاعفة في العشر من غير استثناء شيء منها.... وقد روي في خصوص صيام أيامه وقيام لياليه وكثرة الذكر فيه..... وهو لا يصح»
    وقال: «العمل في هذه الأيام العشر أفضل من العمل في أيام عشر غيرها»
    وقال: «ويستثنى جهاداً واحداً هو أفضل الجهاد»
    وهو أن يُعقر جواده ويهراق دمه «وذكر ابن رجب ما معناه» أن الحج المفروض أفضل من التطوع بالجهاد، والتطوع بالجهاد أفضل من التطوع بالحج، إلا أن يكون الرجل ليس من أهل الجهاد فحجه أفضل من جهاده، كالمرأة....
    وأما أيهما أفضل، عشر ذي الحجة أو العشر الأخيرة من رمضان؟ فالصواب أن ليالي العشر الأخيرة من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة، وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان، ويدل عليه أن ليالي العشر من رمضان إنما فُضِّلت باعتبار ليلة القدر وهي من الليالي، وعشر ذي الحجة إنما فُضِّل باعتبار أيامه، إذْ فيه يوم النحر، ويوم عرفة، ويوم التروية، وبه قال ابن القيم وابن كثير.

    سبب فضل عشر ذي الحجة:
    واعلم أن فضيلة هذه العشر جاءت من أمور كثيرة، منها:
    1- أن الله تعالى أقسم بها، والعظيم لا يُقسِم إلا بعظيم، قال تعالى: {وَالْفَجْرِ$ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[الفجر:2]، قال غير واحد من السلف والخلف: هي عشر ذي الحجة، وهو قول جماهير المفسرين، واختاره ابن كثير.
    2- وجاء في قوله تعالى: {....وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ...}[الحج:28قال ابن عباس: «الأيام المعلومات أيام العشر، والأيام المعدودات أيام التشريق» رواه البخاري معلَّقاً مجزوماً به، وهو صحيح. قاله النووي، وهو قول الشافعي، والمشهور عن أحمد بن حنبل.
    3- أنها أفضل أيام الدنيا، كما شهد بذلك النبي، فعن جابرt أن رسول الله قال: «أفضل أيام الدنيا العشر» يعني عشر ذي الحجة، قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: «ولا مثلهن في سبيل الله، إلا رجلٌ عُفِّر وجهه بالتراب» رواه البزار وغيره وحسنه الهيثمي والمنذري.
    4- أنهr حثّ فيها على العمل الصالح، وذلك لشرف الزمان بالنسبة لأهل الأمصار، وشرف المكان بالنسبة لحجاج بيت الله الحرام، وقد تقدم ذلك.
    5- أنهr أمر فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتكبير.
    6- أن فيها يوم عرفة ويوم النحر.
    7- أن فيها الأضحية والحج.
    قال الحافظ ابن حجر: «والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره»



    وان افضل الاعمال في هذه الايام أداء الحج والعمرة
    وهما أفضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، بل هو أفضل العبادات، وأجل الطاعات، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، والحج واجب على الفور في حق من استطاع إليه سبيلاً، قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}[آل عمران:97]، وفي حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان» رواه البخاري ومسلم؛ وهو فرض مرةً واحدة في العمر، لقوله: «الحج مرة، فمن زاد فهو تطوع» رواه أبو داود، وهو صحيح.
    وقال النبي: «أيها الناس، إن الله فرض عليكم الحج فحجوا» رواه مسلم، وقال النبي: «من أراد أن يحج فليتعجّل، فإنه قد تضل الضالة، ويمرض المريض، وتكون الحاجة» رواه أحمد وابن ماجه وهو حسن.
    والإكثار من الحج والعمرة تطوعاً سنة، وفي حديث أبي هريرة أن النبيr قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» رواه البخاري ومسلم.
    وفُسّر الحج المبرور في حديث جابر، وأنه قيل للنبيr وما بره؟ قال: «إطعام الطعام، وطيب الكلام» وفي رواية: «إطعام الطعام وإفشاء السلام» رواه أحمد وهو حسن.
    وفي حديث أبي هريرة أن النبي قال: «من حج فلم يرفُثْ ولم يفسُق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه» رواه البخاري ومسلم.

    من ترك الحج تهاونا
    وكثير من الناس وجب عليه الحج واستطاع إليه سبيلاً، فقبع في بيته، وركن إلى موطنه وأهله، تركه تساهلاً وتهاوناً، وجعل يتصنّع المعاذير، فيا من ترك الحج بخلاً وكسلاً وطاعة للشيطان المريد، أسأت الظن بربك ورأيت رأياً غير سديد، على كم تسوّف بالفرض شُحًّا وغيًّا؟ وإلى كم تماطل بالفرض رباًّ غنيًّا؟ أما تخاف من التسويف موتاً وحياً؟ فعلام التسويف من عام إلى عام؟ أعلى يقين من طول الأعمار وصحة الأجسام؟ فالغنيمة الغنيمة لبلوغ المرام، والعزيمة العزيمة إلى حطَّ أثقال الآثام. والرحيل الرحيل إلى بيت الله الحرام، بيت حجه أبونا آدمu، وحجته ملائكته الرحمن قبله بألفي عام، وحجتُه أنبياء الله ورسوله الكرام، وأذّن إبراهيم الخليل بحجه، فأجابوه من الأصلاب والأرحام.
    فاتقوا الله يا من أقدركم الله على الحج، واحذروا أن تؤخروه، فقد هُدِّدتم وتُوعدتم بقول الله {وَمَنْ كَفَرَ} وبقول عمر بن الخطابt: «لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى أهل الأمصار، فينظروا كل من كان له جدة ولم يحج، فيضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين»
    _من حبس عن الحج
    أسأل الله العلي القدير أن يبلغنا حج بيته الحرام، في نعمة الإسلام، ومن حبس عن حج فليجاهد نفسه على طاعة الله تعالى، وليشتغل بذكر الله تعالى كما هي وصية النبي لفقراء الصحابة الذين لا يجدون ما يجاهدون ويحجون ويعتمرون ويتصدّقون به، ومن حصر عن أداء النسك فليُرقْ على تخلُّفه من الدموع ما تيسّر، ومن كان قد بعد عن حرم الله، فلا يُبعد نفسه بالذنوب عن رحمة الله، فإنَّ رحمة الله قريب ممن تاب إليه واستغفر، ومن عجز عن حج البيت، أو البيت منه بعيد، فليقصد رب البيت، فإنَّ من دعاه ورجاه أقرب من حبل الوريد.
    ولكن هل نحرم اجر هذه الايام المباركه بحرماننا حج بيت الله عز وجل؟؟؟
    فإليكم الاعمال المحببه في هذه الايام بخلاف الحج والعمره



    1- التوبة النصوح:

    حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، فإنّ الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه، وتحجب قلبه عن مولاه، ومن عزم على شيء أعانه الله، ومن صدق الله صدقه الله {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[العنكبوت:69]
    فاحرص على اغتنام الفرصة السانحة هذه، قبل أن تفوت عليك، فتندم ولات ساعة مندم، وكن من الذين عناهم الله عز وجل بقوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}[الأنبياء:90].

    2- الإكثار من العمل الصالح:
    فالعمل الصالح محبوب لله تعالى في هذه العشر، وهذا يعني فضل العمل وعظم ثوابه عند الله تعالى، فمن لم يمكنه الحج، فعليه أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة بطاعة الله تعالى، من الصلاة والدعاء والقراءة والذكر والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإنفاق في سبيل الله والشفقة بالضعفاء والدعوة إلى الله، وغير ذلك من طرق الخير وسبل الطاعة.

    3- التكبير:
    فيسن التكبير والتحميد والتهليل أيام العشر، وإظهار ذلك في المساجد والمنازل والطرقات، وكل موضع يجوز فيه ذكر الله تعالى، يجهر به الرجال وتخفيه المرأة، إظهاراً للعبادة، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى، وهو لا يتقيد بمكان، فحتى في الأسواق وعلى الفراش والمجلس وأثناء المشي. ولا يتقيد بزمان، فيؤتى به في الليل والنهار، والسفر والحضر، ولا يتقيد بحال، فيؤتى به قائماً أو قاعداً أو مضطجعاً أو راكباً أو محمولاً أو على غير طهارة.
    والأظهر أنه مطلق من أول ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق، وفي كل وقت من تلك الأيام، وليس في ذلك شيء مرفوع إلى النبي فيصار إليه، ويدل على ذلك ما قاله الإمام البخاري في صحيحه: «باب التكبير أيام منى، وإذا غدا من عرفة، وكان عمرt يكبر في قبته بمنى.
    فيسمعه أهل المسجد، فيكبرون ويكبر أهل الأسواق، حتى ترتج منى تكبيراً؛ وكان ابن عمر يكبّر بمنى تلك الأيام خلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه، تلك الأيام جميعاً، وكانت ميمونة تكبّر يوم النحر، وكنّ النساء يكبِّرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد. رواه البخاري في صحيحه معلّقا مجزوماً به.
    وكان سلمان يقول: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا» رواه عبد الرزاق وصححه الحافظ ابن حجر، والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة، ولذلك فينبغي الجهر به، إحياء للسنة وتذكيراً للغافلين، كما قال تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}[الحج:28]
    ، والمعلومات هي العشر.
    وقال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}[البقرة:203والمعدودات هي أيام التشريق الثلاثة التي بعد يوم العيد، وهو المنقول عن ابن عباس بسند صحيح.
    وفي حديث عبد الله بن عمر، أن النبي قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» رواه أحمد، ورواه الطبراني، ولفظه: «فأكثروا فيهن من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير» وجوّده المنذري وصححه أحمد شاكر.
    «وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر، يكبِّران ويُكبِّر الناس بتكبيرهما، وكبّر محمد بن علي خلف النافلة» رواه البخاري معلّقاً مجزوماً به.

    4- الصيام:
    فهو من جملة الأعمال الصالحة، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدرهن وفي حديث أبي هريرة أن النبي قال: «قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزري» رواه البخاري.
    وقد خص النبيr صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة، وحث عليه ورغّب، وبيّن فضل صومه، ففي حديث أبي قتادة قال: «سُئِل رسول الله عن صوم يوم عرفة، فقال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده...» رواه مسلم، وفي لفظ آخر: «يُكفِّر السنة الماضية والباقية» رواه مسلم.
    وبعض الناس يخص اليوم السابع والثامن والتاسع بالصيام، ويعتقد أنه سنة واردة، وتُسمّى بثلاث الحجة، فهذا لا أصل له، وفيه حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي قالت: «كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة.....» رواه أبو داود وغيره، وصححه بعض أهل العلم، قال النووي: «صيام التسعة مستحبة استحباباً شديداً»
    فصيامها مباح، وهذا هو الصحيح، والله أعلم.









    وان فاتك هذا الخير الوفير فلا يفوتنك يوم عرفه



  • #2
    رد: لا تطفئوا سرجاكم ليالي العشر

    && يوم عرفة &&


    فيوم عرفة من الأيام الفاضلة، تجاب فيه الدعوات، وتُقال العثرات، ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات، وهو يومٌ عظّم الله أمره، ورفع على الأيام قدره، وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة.


    فضائل يوم عرفة



    1- أنه يومٌ أقسم الله به


    والعظيم لا يُقسم إلا بعظيم، وهو اليوم المشهود في قوله تعالى:


    {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}


    [البروج:3]


    وفي حديث أبي هريرة أن النبيr قال: «اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يومُ عرفة والشاهد يوم الجمعة....»


    رواه الترمذي وغيره وهو حسن.


    وهذا الوتر الذي أقسم الله به في قوله: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}[الفجر:3] وفي حديث جابر أن النبيr قال: «إن العشر عشر الأضحى والوتر يومُ عرفة والشفع يومُ النحر»


    رواه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.



    2- أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم


    فعن ابن عباس أن النبيr قال: «أخذ الله تبارك وتعالى الميثاق من ظهر آدم بـ نعمان يعني عرفة، فاخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالنذر ثم كلَّمهم قُبُلاً، قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين. أو تقولوا إنما أشرك آبائنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون»


    رواه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصحّحه الألباني،


    فما أعظمه من يوم، وما أعظمها من ميثاق.



    3- أنه يومُ إكمال الدين وإتمام النعمة


    فعن عمر بن الخطاب أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. قال أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً}[المائدة:3]


    قال عمر: «قد عرفنا ذلك اليوم والمكان، الذي نزلت فيه على النبيr وهو قائم بعرفة يوم الجمعة»


    رواه البخاري في صحيحه والسائل: كعب الأحبار.



    4- أنه يومُ عيد لأهل الموقف


    ففي حديث عقبة بن عامر أن النبيr قال: «يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدُنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب»


    رواه أبو داود وهو صحيح، وصحّحه الألباني،


    وعن عمر بن الخطاب أنه قال: «نزلت آية {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ.....}[المائدة:3] يوم جمعة يوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد» رواه الطبراني وابن جرير، وعن ابن عباس قال: «فإنها نزلت في يوم عيدين، في يوم الجمعة ويوم عرفة» رواه الترمذي وغيره وهو صحيح.



    5- أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف


    ففي حديث عائشة أن النبيr قال: «ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء» رواه مسلم، وزاد رُزين في جامعه: «واشهدوا ملائكته أني قد غفرت لهم» وفي حديث جابر أن النبيr قال: «ما من أيام أفضل عند الله من أيام.....قال: «وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله إلى السماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي شُعثاً غُبراً ضاحين، جاؤوا من كل فجٍّ عميق، لم يروا رحمتي، ولم يروا عذابي، فلم أر يوماً أكثر عتيقاً من النار من يوم عرفة» رواه أبو يعلى وغيره وهو حسن، وفي حديث أنس بن مالك أن النبيr وقف بعرفات، وقد كادت الشمس أن تؤوب، فقال: «يا بلال أنصِتْ لي الناس» فقام بلال، فقال: أنصِتوا لرسول اللهr، فأنصت الناس، فقال: «معشر الناس، أتاني جبريلu آنفاً فأقرأني من ربي السلام، وقال: إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات وأهل المشعر، وضَمن عنهم التبعات» فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، هذا لنا خاصة؟ قال: «هذا لكم، ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة» فقال عمر بن الخطاب: «كثر خير الرب وطاب» أورده المنذري وعزاه لابن المبارك، وهو حسن.


    وقال ابن سيرين: «كانوا يرجون في ذلك الموقف حتى للحمل في بطن أمه» أورده ابن عبد البر في التمهيد، وقال مجاهد: «كانوا يرون أن الرحمة تنزل عند دفعة الإمام عشية عرفة» أورده ابن عبد البر في التمهيد، وعن طلحة بن عبيد الله بن كُريز أن النبيr قال: «مارُؤي الشيطان يوماً هو فيه أصغر ولا أدحرُ ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا لما يرى فيه من تنزل الرحمة، وتجاوز الله عن الذنوب بالعظام إلا ما رأى يوم بدر، فإنه رأى جبريلu يزع الملائكة» رواه مالك في الموطأ وحسنه ابن عبد البر.




    وحتى تحصل على هذا الفضل العظيم لا بُدَّ من فعل الأسباب التي يُرجى بها العتقُ والمغفرة. ومنها:



    1- حفظ الجوارح عن المحرمات في ذلك اليوم


    وفي حديث ابن عباس قال: كان الفضل بن عباس رديف النبيr من عرفة، فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن، وجعل النبيr يصرفُ وجهه بيده من خلفه، وجعل الفتى يُلاحظ إليهن، فقال له النبيr: «ابن أخي، إن هذا يومٌ من مَلك فيه سمعه وبصره ولسانه غُفِر له» رواه أبو يعلى، وهو صحيح، وصححه المنذري.




    2- الإكثار من التهليل والتكبير والتلبية في هذا اليوم


    ففي حديث ابن عمر قال: «غدونا مع رسول اللهr من منى إلى عرفات منا الملبي ومنا المكبر» رواه مسلم، وفي رواية: «فلا غداة عرفة» رواه مسلم، وفي حديث أنس بن مالك: «كان يُهَلُ المهل منا فلا يُنكر عليه، ويُكبّر المكبِّر منا، فلا ينكر عليه» رواه مسلم.



    3-الإكثار من الدعاء بالمغفرة والعتق في هذا اليوم


    فهذا الموقف، مشهدٌ عظيم، ويومٌ كريم، ليس في الدنيا مشهد أعظم منه، كما ذكر ذلك ابن تيمية، قال ابن تيمية: وأما توقيت الدعاء فيه فليس فيه عن النبيr شيء موقت....ا.هـ


    وفي حديث أسامة بن زيد قال: «كنت رديف النبيr بعرفات، فرفع يديه يدعو، فمالت به ناقته، فسقط خطامها، فتناول الخطام بإحدى يديه، وهو رافع يده الأخرى» رواه النسائي وغيره وجوده ابن حجر،


    وأما حديث: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له» فرواه مالك في الموطأ من حديث طلحة بن عبيد الله بن كريز، قال عنه ابن عبد البر وابن حجر: وهو مرسل. ورواه الترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» وضعّفه الترمذي، قال ابن القيم: وأسانيد هذه الأدعية فيها لين. ا.هـ


    وقال العلوان: الحديث ضعيف ولا يصح إلا مرسلاً، وهذا قول أكابر أهل الحديث..


    واحذر من الذنوب التي تمنعُ المغفرة في هذا اليوم، إذ كيف تطمع في العتق من النار، وأنت مصرّ على الكبائر والذنوب؟ وكيف ترجوا المغفرة وأنت تبارز الله بالمعاصي في هذا اليوم العظيم؟


    فاجأر إلى الله عز وجل، واستقبل القبلة وارفع يديك متضرعاً إلى ربك، معترفاً بتقصيرك في حقه عازماً على التوبة الصادقة.



    4-الذل والانكسار بين يدي الله عز وجل


    فهو عنوان الإخلاص وأحوال الصادقين تشهد بذلك فهذا الفضيل بن عياض واقف بعرفة والناس يدعون وهو يبكي بكاء الثكلى المحترقة، قد حال البكاء بينه وبين الدعاء، فلما كادت الشمس أن تغرب رفع رأسه إلى السماء، وقال: واسوأتاه منك! وإن عفوت: ودعا بعض العارفين بعرفة، فقال: اللهم إن كنت لم تقبل حجي وتعبي ونصبي، فلا تحرمني أجر المصيبة على تركك القبول مني، وقال ابن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تهملان، فقلتُ له من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: والذي يظن أن الله لا يغفر لهم.


    فهيا قم على بابه بالذل والانكسار، وارفع قصة ندمك، مرقومة على صحيفة خدّك بمداد الدموع الغزار،


    وقل: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}


    [الأعراف:23] وقد دعا علي بن موسى بعرفة: «اللهم كما سترت عليّ ما أعلم. فاغفر لي ما تعلمْ، وكما وسعني علمُكْ فليسعني عفوك، وكما أكرمتني بمعرفتك فاشفعها بمغفرتك يا ذا الجلال والإكرام.


    تعليق


    • #3
      رد: لا تطفئوا سرجاكم ليالي العشر

      الاستعداد للعيد




      إنه عيدٌ لمن رفع الدرجات وضاعَف الحسنات وصار إلى ربِّه أقرب، والمعروف والبر إلى نفسه أحب..

      المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرًا منهما: يومَ الفطر والأضحى»

      كيف نحتفل بالعيد
      انها ايام طعام وشراب وذكر لله
      اللهو المباح وليس انه كل اللهو مباح بالعيد ولكن اللهو الذي اباحه الله عز وجل
      : في العيد يشرع لعموم المسلمين في أمصارهم التكبير من ليلة العيد حتى حضور الصلاة.

      #وقد أخذ أهل العلم هذا الحكم من قوله تعالى: }وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{.

      # استحب العلماء في العيد الاغتسال والتجمُّل له، فيغتسل الشخص ويتنظف ويتطهر، وقد نُقِلَ ذلك عن عدد من السلف من الصحابة ومن بعدهم.
      وهكذا التجمُّل ولبس الثياب الحسنة أمر محمود ومشروع في العيد، وقد روى ابن خزيمة في «صحيحه» عن جابر بن عبد الله قال: «كان للنبي جُبَّة يلبسها في العيدين».
      وأما النساء فإنهن إذا خرجن للصلاة يخرجن على الصفة التي أَذِنَ بها لَهُنَّ المصطفى إذا شَهِدْنَ الصلاة حيث قال: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، ولكن لِيَخْرُجْنَ وهُنَّ تَفِلات» رواه أبو داود

      # وعن بُريدة قال: «كان النبي لا يخرج يوم الفطر حتى يَطْعَم، ويوم النحر: لا يأكل حتى يرجع فيأكل من نسيكته» رواه الترمذي وابن ماجه
      : ينبغي لأهل الإسلام الحرص الأكيد على حضور صلاة العيد، فإنها متأكدة في حقهم، وقد لازم النبي صلاة العيد ولم يتركها في عيد من الأعياد منذ شُرِعَت حتى مات عليه الصلاة والسلام.
      ومِنْ تأكُّدِها أن الفتيات الصغيرات والنساء المعذورات ومَن لا جلباب لها كلهن أُمِرْنَ بها، حتى أَمَرَ مَن لا جلباب لها أن تُلْبِسَها صاحبتُها، فغيرهن من باب أولى.
      ومما يدل على ذلك ما رواه الشيخان عن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت: «أمَرَنا رسول الله أن نخرجهن في الفطر والأضحى: العواتق والحُيَّض وذوات الخدور، فأما الحُيَّض فيعتزلن الصلاة [وفي لفظ: يعتزلن المُصلَّى] ويشهدن الخير ودعوة المسلمين».
      تُشْرَع التوسعة على الأهل والعيال في أيام العيد بأنواع ما يحصل لهم به بسط النفس وترويح البدن بما أحلَّ الله، وهذا من هديه

      # التهنئة بالعيد أمرٌ حسنٌ طيبٌ لفعل صحابة رسول الله.
      فقد ثبت عن جبير بن نفير رحمه الله قال: كان أصحاب رسول الله إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منا ومنك
      # العيد فرصةٌ لتجاوز الانفعالات النفسية، ووصل ما انقطع من أواصر القربى والصداقة.
      # من أبواب الخير التي يتنبه لها ذوو النفوس الكريمة وأصحاب المروءة والشهامة وخاصةً في مناسبات الأفرح – تحسس أصحاب الحاجات وسد الفاقات.
      أَمَا وقد استعددتَ للعيد.. فأضف إلى استعدادك بمستلزمات العيد استعدادًا آخرَ كريمًا، ألا وهو سعيك للتفريج عن كربة من حولك من البؤساء والمعدِمين.
      فتش عن أصحاب الحاجات من الأقارب والجيران وإخوانك المسلمين، وتَلَمَّس حاجاتهم وأدخِل السرور على قلوبهم وأولادهم ونسائهم.
      تذكَّر صبيحةَ العيد حين يُقبَّل الأولاد، ويشيع الفرح بين الآباء والأمهات، ويتنامى الأُنس بين الأزواج والزوجات.. وحين يجتمع الشمل للأُسر والعائلات..


      احذري اختي من هذا :
      في العيد يتساهل بعض الناس ببعض الآداب ورعايتها، من مثل ما يكون من تبرج بعض النساء وإبداء زينتهن لمن لا يحل له، وهكذا وقوع الاختلاط بدعوى التواصل العائلي وما يشتمل عليه ذلك من المصافحة بين النساء والرجال الأجانب عنهن، وهذه أمورٌ محرمة معلوم تحريمها من دين الإسلام بالأدلة الصريحة.
      ومما يظنه بعض الناس مشروعًا وليس كذلك إحياء ليلة العيد وتخصيصها بالقيام، وفي هذا يُروى حديث عن النبي ولكنه موضوعٌ لا يجوز العمل به

      وهكذا تخصيص زيارة القبور بيوم العيد ليس من السُّنة في شيء
      في الأيام السالفة، وخاصة العشر الأوَل المعظمة من ذي الحِجَّة ومن سابق فيها إلى الأعمال الصالحة التي يحبُّ الله تعالى العملَ الصالح فيها أعظم من حبه له في غيرها.


      وفَّق الله الجميع لِمَا فيه الخير، وجعلنا جميعًا من المقبولين، ونسأله سبحانه أن يُصْلِح أحوال المسلمين في كل مكان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد


      تعليق


      • #4
        رد: لا تطفئوا سرجاكم ليالي العشر

        ما شاء الله ، موضوع جميييييييل حقاً
        جزاكِ ربى خير الجزااااااااااااااااااااااااء

        تعليق


        • #5
          رد: لا تطفئوا سرجاكم ليالي العشر

          جزاك الله خيرا اختى عبير بارك الله فيك
          وجعله فى ميزان حسناتك


          ادعوا لأمي بالمغفره والرحمه

          تعليق


          • #6
            رد: لا تطفئوا سرجاكم ليالي العشر

            جزاكم الله خيرا أختي عبير
            رااااااااااااااااائع اللهم بارك موفقة إن شاء الله
            تعاهد نفسك في ثلاث :
            إذا عملتَ :
            فاذكر نظر الله إليك
            وإذا تكلمتَ : فاذكر سمع الله منك
            وإذا سكتَ : فاذكر علم الله فيك

            تعليق


            • #7
              رد: لا تطفئوا سرجاكم ليالي العشر

              ماشاااء الله الموضوضوع راااائع جزاكِ الله خيراً وبارك الله فيكِ

              الْحَافِـظُ الْمُتْقِـنُ قَـدْ سَــاوى الْمَـلَـكْ .....
              فَاسْتَعْمِـلِ الْـجِـدَّ فَـمَـنْ جَــدَّ مَـلَـكْ
              :rose::rose::rose:
              القرآن كلام الله ..... خطاب الملك....القرآن عزيز ...... مطلوب وليس طالب
              إذا تركته تركك ..... وإذا ذهبت عنه ذهب

              من تعاهدني ..... ويكون قلبـــــها القرآن ؟

              تعليق


              • #8
                رد: لا تطفئوا سرجاكم ليالي العشر

                جزاكِ الله خيرا
                وبارك الله فيكِ ونفع بكِ
                مجهود أكثر من رائع
                جعله الله فى ميزان حسناتك

                فضلا وليس أمرا قل:
                سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر
                سبحان الله وبحمده..سبحان الله العظيم
                دعــاء جميـــل.. سمعته من الشيخ(محمد حسان)....رائــــــــــــــع..

                تعليق


                • #9
                  رد: لا تطفئوا سرجاكم ليالي العشر

                  ماشاء الله
                  جزاكم الله خيرا
                  الإسلام ليس قضية تُطرح للنقاش
                  بل هو الحَكَم الفصل فى أى قضية تُطرح للنقاش
                  رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا

                  يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك

                  تعليق


                  • #10
                    رد: لا تطفئوا سرجاكم ليالي العشر

                    جزاكِ الله خيراااا يا عبير

                    بارك ربي فيكِ


                    رسائل مهمة في نصح الأمة " هام جدا لكل مسلمة
                    سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

                    تعليق


                    • #11
                      رد: لا تطفئوا سرجاكم ليالي العشر

                      جزاكم الله خيرا
                      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صمت نجا"


                      تعليق

                      يعمل...
                      X