بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله
كوني ذِكّيرة !
جئتُ اليوم أهمس لكِ بحديثٍ يكاد يحمل الخير كلّه بين ألفاظه ، فأصغي بقلبكِ (ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم و أرفعها في درجاتكم و خيرٍ لكم من إنفاق الذهب و الورق و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم ؟ ذكر الله) صححه الألباني
ذكركِ لله خير الأعمال ، أتُدركين هذا؟ إذن انطلقي أيتها الغالية ، مسارِعة إلى الجنّة التي عرضها السّماوات والأرض،هاهي أفضل أيّام الدّنيا تحلّ علينا ، فيا لكرم الله الذي بلّغنا إيّاها ، الحمد لله!
ღღღ
أختي الغالية ، بعد أن قرّرتِ أن تتوبي إلى الله ،وتبدئي حياة جديدة،أصبح لزاما عليك أن تكوني مُسارعة لا متماطلة متكاسلة ، لأنّ الوقت في هذه الأيّام المباركة ثمين جدا ، كوني غيورة ، لا تذري أحدا يسبقكِ إلى الله ربّك حبيبكِ.
يُسفرالصّبح ، وتبدأ خيوط الليل في الانسحاب ، لتحلّ مكانها خيوط الضّياء، وحينها تجلسين بعد صلاة الفجر لتقرئي أذكار ما بعد الصّلاة ، ثمّ بكلّ فرح ، تُحرّكين لسانك وتُنصتين بقلبك إلى معاني أذكار الصّباح،حتّى إذا طلعت الشّمس ومضيتِ إلى أشغالكِ جعلتِ لسانك لا يفتر عن ذكر الله ، فحينا تأتين بالباقيات الصّالحات (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) وحينا آخر تُصلّين على النبي صلى الله عليه وسلّم وكلّك حبٌّ لخير خلق الله صلوات ربّي وسلامه عليه،أو لعلّك تُحيين سنّة التكبير جهرا في بيتكِ ، وقلبك ينبض بتعظيم الله موحدة إيّاه ، مخلصة له كلّ أفعالكِ، أو أنّك أيتها الأمة الفقيرة إلى مولاها قد تُكثرين من الحوقلة( لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ) مُعبّرة عن عجزك وحاجتكِ إلى مدد المُحسن المعطي ، واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم والسّلف الصّالح من بعده لسانكِ لا يفتر عن الاستغفار وتجديد التّوبة إلى الله،وتظلّين اليوم كلّه في جنّة الذّكر تتقلّبين بين زهورها ذات الأريج الذي منه يأتي الخير كلّه، ثمّ بعد صلاة العصر تجلسين لقراءة أذكار المساء بكلّ تدبّر واستبشار بحفظ الله لك من كل سوء ولازلتِ ذاكرة الله مسبّحة بحمده حتّى يؤذن لصلاة المغرب وبعدها صلاة العشاء وهكذا ينتهي يومكِ وقد فزتِ بدوام الصّلة بالله ربّ العالمين،فطوبى لكِ ! فإذا جنّ عليك اللّيل ، وأخذتِ قسطا من النّوم لتستعيني به على طاعة الله ، قمتِ وكلّك شوق،وانكسرت بين يدي مولاكِ في الوقت الذي يتنزّل فيه سبحانه تنزّلا يليق بجلاله تعالى ، ولهجتِ بالدّعاء ، تبثّينه همومكِ ،وأنتِ تستغفرين نادمة على كلّ ثانية صرفتها في غير طاعة الله وفي نفسك رغبة في اللحاق بالذين أثنى الله عليهم (والمستغفرين بالأسحار)
ღღღ
أختي الفاضلة، أتتصّورين أن يذكركِ الله في نفسه؟ يقول الله تعالى في الحديث القدسي : ( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي) هذا فضل عظيم فتذكّري دوما هذا القول إذا فترتِ وإذا شغلتك الدّنيا (ذكرتُه في نفسي) وردّديه حتى تشحذي همّتك ، ثم تعالي أدلّكِ على فضل آخر له من الجلال ما الله به عليم تدبّري بقّية الحديث القدسي (و إن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم) فسارعي أختاه إلى ذكر الله بين أهلك وفي أوساط أخواتك في الله ، ذكّري الجميع بالله ، وحثّيهم على ذكره ،واحتسبي مستبشرة (ذكرته في ملأ خير منهم) .
هذه أعظم الخطوات في طريق سيرك إلى الله ، وقد بلغنا أنّ الذين ارتقوا إلى المقامات العليا كانوا ذكّيرين يتمثّلون بالملائكة الذين يسبّحون الله بالليل والنهار وهم لا يسأمون ، فرصتكِ هذه الأيّام التي أمرنا الله بذكره فيها ،إنّما هي عشر معلومات ، والسّباق على أشدّه ، ليتكِ لا تأتين في مؤخرة القائمة كوني مع السّابقين ، كوني ذِكّيرة!
سلسلة ღبدايةُالحَياةِالطّيبةღ
تعليق