السلام عليكم
لم يزل الليل والنهار سريعين في نقص الأعمار وتقريــب الآجــــال، يُسار بنا إلى الموت في كل يومٍ وليلة .. وما هذه الأيــــام إلا مراحـــل، يحثُ بها داعٍ إلى الموت قاصد .. وأعجبُ شيءٍ لو تأملت أنها منازل تطوى والمسافرُ قــــاعدُ ..
قال الفضيلُ بنُ عياض لرجلٍ: كم أتت عليك؟، قال: ستون سنة ..
قال: فأنت منذ ستين سنة تسيرُ إلى ربِّك يُوشِكُ أنْ تَبلُغَ، فقال الرجل: إنّا لله وإنّا إليه راجعون ..
فقال الفضيلُ: أتعرف تفسيرَه؟، تقول: أنا لله عبد وإليه راجع، فمن عَلِمَ أنَّه لله عبد، وأنَّه إليه راجع، فليعلم أنَّه موقوفٌ، ومن علم أنَّه موقوف، فليعلم أنَّه مسؤول، ومن عَلِمَ أنَّه مسؤولٌ، فليُعِدَّ للسؤال جواباً ..
فقال الرجل : فما الحيلةُ ؟، قال : يسيرة .. قال: ما هي ؟، قال : تُحسِنُ فيما بقي يُغفَرُ لك ما مضى فإنّك إنْ أسأتَ فيما بقي، أُخِذْتَ بما مضى وبما بقي.[حلية الأولياء (8:113)]
فالمبادرة المبادرة بالأعمال الصالحة، قبل أن يُحال بيننا وبينها بفتنٍ كقطع الليل المظلم أو مرض أو مــوت ..
عن ابن عباس قال: قال رسول الله لرجل وهو يعظه "اغتنم خمسًا قبل خمس؛ شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"[رواه الحاكم وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (3355)]
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله "بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا يبيع دينه بعرض من الدنيا"[رواه مسلم]
بادروا إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن المتكاثرة المتراكمة كتراكم ظلام الليل .. المُشغلة للإنسان، المُلهيَّة بما فيها من الأهوال عن هذه الأعمال الصالحة .. كان ابن عمر يقول "خُذْ من صحتك لسقمك ، ومن حياتك لموتك "
وهذه المسابقة إلى مغفرة الله ورضوانه وجنته، تكون بالسعي في أسبابها من: التوبة والاستغفار والبُعد عن الذنوب والمسابقة إلى رضوان الله بالعمل الصالح والحرص على مرضاته على الدوام ..
لله در أقوام بادروا الأوقات واستدركوا الهفوات
فالعين مشغولة بالدمع عن المحرمات .. واللسان محبوس في سجن الصمت عن الهلكات
والكفُّ قد كُفَّت عن الشهوات .. والقدم قد قيُّدَت بقيد المحاسبات
والليل لديهم يجأرون فيه بالأصوات .. فإذا جاء النهار قطعوه بمقاطعة اللذات
فكم من شهوةٍ ما بلغوها حتى الممات
العشر من ذي الحجة ومضاعفة الأجور
جعل الله لهذه الأمة أيامًا مضاعفة تُضاعف فيها الأجور، رحمةً بها وتعويضًا لها عن النقص في آجالها بالنسبة إلى من سبقها من الأمم ..
فلابد أن تعلم فضائل أيام العشر؛ حتى تُشمِر عن ساعد الجِد وتستقبلها بالعمل الصالح والنوايا الصادقة .. وإذا ما أدركك الموت قبل أن تدركها يُكتَب لك ثوابها ..
أولاً: أقسمَ الله تعالى بها، والإقسام بالشيء دليلٌ على أهميته وعِظَم نفعه ..قال تعالى {وَالْفَجْرِ (*) وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[الفجر: 1,2].. والليالي العشر: المراد بها عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف. [تفسير ابن كثير]
ثانيًا: شَهِد النبي بأنها أفضل أيــــــام الدنيـــــا .. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنْ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ "مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ"، قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ، قَالَ "وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ"[صحيح البخاري]
وقال "ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرًا من خير يعمله في عشر الأضحى"، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟، قال "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" .. فكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادًا شديدًا حتى ما يكاد يقدر عليه. [رواه البيهقي وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (1248)]
ثالثًا: اجتمع فيها الشرفان .. شرف الزمان بالنسبة لأهل الأمصار، بالإضافة إلى شرف المكان بالنسبة إلى حجاج بيت الله الحرام ..
رابعًا: فيها يوم عرفة وهو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه الديــن وصيامه يُكَفِر آثام سنتين ..
عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ"[صحيح مسلم]
وقال "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ" [صحيح مسلم]
أبــواب الأجر في أيـــــام العشر
1) يُستحب فيها الصيـــام وهو من سائر الأعمال الصالحة ..عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي قالت: كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس.[رواه أبو داوود وصححه الألباني (2437)]
2) يُسنُّ فيها التكبيـــر والتحميــد والتهليـــل والتسبيـــح.. والجهر بها في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضعٍ يجوز فيه ذكر الله إظهارًا للعبادة وإعلانًا بتعظيم الله عزَّ وجلَّ .. يجهَّر به الرجال وتُخفيه النساء ..
والجهر بالتكبير في العشر سُنَّةٌ مهجورة، ينبغي إحيائها وتذكير الغافلين بها ..قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ، وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ. [صحيح البخاري]
وليس المراد التكبير الجماعي والاجتماع عليه بصوتٍ واحد كالفرقة، وإنما المراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحدٍ بمفرده.
3) أداء الحج والعمرة لمن وفقه الله إلى ذلك ..إن من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرام ، فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب - إن شاء الله - من قول رسول الله ".. الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ"[متفق عليه]
4) الأضحيــــة .. ومن الأعمال الصالحة في أيام العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي واستحسانها وبذل المال في سبيل الله تعالى .. وهي سُنَّة مؤكدة في قول أكثر أهل العلم، وواجبة في قول البعض الآخر ..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ "مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا"[رواه ابن ماجه وصححه الألباني، صحيح الجامع (6490)]
ولعل الله لما عَلِمَ ضعف المُقيمين عن الذهاب إلى الحج، عوضهم بشيءٍ فيه مشابهة الحُجاج .. وسلوانًا وتسلية لأنفسهم، إذا رأوا وفد الله ذاهبون وهم قاعدون في البلاد ..فجعل لهم شيئًا من النُسُك يشابهون فيه الحُجاج ..
وعلى من نوى أن يضحي أن يراعي الأمور التالية:
أ) ألا يأخذ من شعره وأظفاره شيئًا، بدءًا من شهر ذي الحجة .. لأنه قد شابه الحـــاج الُمحْرِم في شيءٍ من نُسُكه .. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ "إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ" [رواه مسلم]
ب) يُستحب التضحية بكبش أقرن أشهب (أي: أبيض) .. ولا حد لأقصى ما تضحي به، لكن الحد الأدنى: رأس غنم أو سُبع بقرة أو سُبُع جمل ولا بد أن تكون من الأنعام وليست من الطيور .. ولابد أن تكون خالية من العيوب.
ج) أن يكون الذبح بعد صلاة العيد والذبح قبلها لا يُعتبَر من الأُضحية .. ووقت الذبح: من بعد صلاة العيد إلى ثالث أيــام التشريق.
وَعَن أَبَي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلْ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ"[متفق عليه]
6) الإكثـــار من تلاوة القرآن .. عن ابن مسعود قال: قال رسول الله "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول آلم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" [رواه الترمذي وصححه الألباني، صحيح الجامع (6469)]
7) جلسة الشروق .. عن جابر بن سمرة قال: كان النبي إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسنا. [رواه مسلم] .. أي: مرتفعة، يذكر الله ثم يصلي ركعتين، تكون له كأجر حجةٍ وعمرةٍ تامةٍ.
8) الذكر والاستغفار بأنواعه .. وعن سعد بن أبي وقاص قال: كنا عند رسول الله فقال "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟"، فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟، قال "يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة" [رواه مسلم]
وعنه قال: قال رسول الله "من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"[متفق عليه]
9) الصــــدقـــة وصلة الأرحام .."صدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وفعل المعروف يقي مصارع السوء"[صحيح الجامع (3760)].. ".. والصدقة برهان.."[رواه مسلم] .. أي: برهانٌ على الإيمان ..
10) إتبـــاع الجنــائز ..عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّيَ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ"، قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟، قَالَ "مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ"[متفق عليه]
11) إصلاح ذات البين، وهو من أفضل الأعمال .. عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة"، قالوا: بلى، قال "صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة"[رواه الترمذي وصححه الألباني (2509)]
هذه العشر مجـــال للأعمال الصالحة مع التوبة إلى الله والإقلاع عن المعاصي وترك السيئــات ..
وكل عمل صالح يحبه الله ورسوله، فأعمال الخير لا تحصى كثرة والسعيـد من وفـق لذلك، وكل ميسَّر لما خُلِقَ له، والمحروم من حرم هذه الأجور العظيمة والمضاعفات الكبيرة في هذه الأيام المعلومة ..
المبـــادرة المبــــادرة بالعمل، والعجل العجل قبل هجـــوم الأجل .. قبل أن يندم المُفَرِّط على ما فعل، وقبل أن يسأل الرجعة فلا يُجـــاب إلى ما سأل .. قبل أن يحول الموت بين المؤمِل وبلوغ الأمل .. قبل أن يصير المرء محبوسًا في حفرته بما قدَّم من عمل ..
يـــا من ظلمة قلبه كالليل إذا يسري، أما آن لقلبك أن يستنيــر أو يستلين؟؟!
تعرَّض لنفحـــات مولاك في هذه العشر؛ فإن لله فيه نفحــات يصيب بها من يشــاء ..
فمن أصابته سَعِدَ بها يوم الدين ..
ليالي العشر أوقات الإجابة .. فبــادر رغبةً تلحق ثوابه
ألا لا وقت للعمال فيه ثواب الخير أقرب للإصابة ... من أوقات الليالي العشر حقا
فشمِّر واطلبن فيها الإنـــــابة،،
المصادر:
درس "الزاد للعشر" لفضيلة الشيخ محمد صالح المُنجد.
درس "لمن فاته الحج" لفضيلة الشيخ مسعد أنور.
زادُنا للعشر
لم يزل الليل والنهار سريعين في نقص الأعمار وتقريــب الآجــــال، يُسار بنا إلى الموت في كل يومٍ وليلة .. وما هذه الأيــــام إلا مراحـــل، يحثُ بها داعٍ إلى الموت قاصد .. وأعجبُ شيءٍ لو تأملت أنها منازل تطوى والمسافرُ قــــاعدُ ..
فتزوَّد لسفرك وَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ من أمرك .. فكأنك بالأمر قد بغتك ..
فلتحذر المقام بين يدي الله تعالى !!
فلتحذر المقام بين يدي الله تعالى !!
قال الفضيلُ بنُ عياض لرجلٍ: كم أتت عليك؟، قال: ستون سنة ..
قال: فأنت منذ ستين سنة تسيرُ إلى ربِّك يُوشِكُ أنْ تَبلُغَ، فقال الرجل: إنّا لله وإنّا إليه راجعون ..
فقال الفضيلُ: أتعرف تفسيرَه؟، تقول: أنا لله عبد وإليه راجع، فمن عَلِمَ أنَّه لله عبد، وأنَّه إليه راجع، فليعلم أنَّه موقوفٌ، ومن علم أنَّه موقوف، فليعلم أنَّه مسؤول، ومن عَلِمَ أنَّه مسؤولٌ، فليُعِدَّ للسؤال جواباً ..
فقال الرجل : فما الحيلةُ ؟، قال : يسيرة .. قال: ما هي ؟، قال : تُحسِنُ فيما بقي يُغفَرُ لك ما مضى فإنّك إنْ أسأتَ فيما بقي، أُخِذْتَ بما مضى وبما بقي.[حلية الأولياء (8:113)]
فالمبادرة المبادرة بالأعمال الصالحة، قبل أن يُحال بيننا وبينها بفتنٍ كقطع الليل المظلم أو مرض أو مــوت ..
عن ابن عباس قال: قال رسول الله لرجل وهو يعظه "اغتنم خمسًا قبل خمس؛ شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"[رواه الحاكم وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (3355)]
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله "بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا يبيع دينه بعرض من الدنيا"[رواه مسلم]
بادروا إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن المتكاثرة المتراكمة كتراكم ظلام الليل .. المُشغلة للإنسان، المُلهيَّة بما فيها من الأهوال عن هذه الأعمال الصالحة .. كان ابن عمر يقول "خُذْ من صحتك لسقمك ، ومن حياتك لموتك "
فإذا حيل بين الإنسان والعمل لم يبق إلا الحسرة والندم، ولا تنفع الأمانــي حينئذٍ!
اغتَنِمْ في الفراغ فَضْلَ رُكوعٍ .. فعسى أنْ يكونَ موتُك بَغتة
كم صَحيحٍ رأيتَ من غيرِ سُقم .. ذهَبتْ نفسُهُ الصحيحة فلتَة
اغتنموا مواسم الخيرات، قبل أن تطوى صحائف الأعمال
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[الحديد: 21]
وقال تعالى {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}[آل عمران: 133]
اغتَنِمْ في الفراغ فَضْلَ رُكوعٍ .. فعسى أنْ يكونَ موتُك بَغتة
كم صَحيحٍ رأيتَ من غيرِ سُقم .. ذهَبتْ نفسُهُ الصحيحة فلتَة
اغتنموا مواسم الخيرات، قبل أن تطوى صحائف الأعمال
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[الحديد: 21]
وقال تعالى {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}[آل عمران: 133]
وهذه المسابقة إلى مغفرة الله ورضوانه وجنته، تكون بالسعي في أسبابها من: التوبة والاستغفار والبُعد عن الذنوب والمسابقة إلى رضوان الله بالعمل الصالح والحرص على مرضاته على الدوام ..
لله در أقوام بادروا الأوقات واستدركوا الهفوات
فالعين مشغولة بالدمع عن المحرمات .. واللسان محبوس في سجن الصمت عن الهلكات
والكفُّ قد كُفَّت عن الشهوات .. والقدم قد قيُّدَت بقيد المحاسبات
والليل لديهم يجأرون فيه بالأصوات .. فإذا جاء النهار قطعوه بمقاطعة اللذات
فكم من شهوةٍ ما بلغوها حتى الممات
العشر من ذي الحجة ومضاعفة الأجور
جعل الله لهذه الأمة أيامًا مضاعفة تُضاعف فيها الأجور، رحمةً بها وتعويضًا لها عن النقص في آجالها بالنسبة إلى من سبقها من الأمم ..
ونحن مقبلون على العشر الأوائـــل من ذي الحجة إن شاء الله تعالى، وهي أعظم أيـــام السنة على الإطلاق ..
فلابد أن تعلم فضائل أيام العشر؛ حتى تُشمِر عن ساعد الجِد وتستقبلها بالعمل الصالح والنوايا الصادقة .. وإذا ما أدركك الموت قبل أن تدركها يُكتَب لك ثوابها ..
أولاً: أقسمَ الله تعالى بها، والإقسام بالشيء دليلٌ على أهميته وعِظَم نفعه ..قال تعالى {وَالْفَجْرِ (*) وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[الفجر: 1,2].. والليالي العشر: المراد بها عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف. [تفسير ابن كثير]
ثانيًا: شَهِد النبي بأنها أفضل أيــــــام الدنيـــــا .. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنْ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ "مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ"، قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ، قَالَ "وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ"[صحيح البخاري]
وقال "ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرًا من خير يعمله في عشر الأضحى"، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟، قال "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" .. فكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادًا شديدًا حتى ما يكاد يقدر عليه. [رواه البيهقي وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (1248)]
ثالثًا: اجتمع فيها الشرفان .. شرف الزمان بالنسبة لأهل الأمصار، بالإضافة إلى شرف المكان بالنسبة إلى حجاج بيت الله الحرام ..
رابعًا: فيها يوم عرفة وهو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه الديــن وصيامه يُكَفِر آثام سنتين ..
عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ"[صحيح مسلم]
وقال "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ" [صحيح مسلم]
أبــواب الأجر في أيـــــام العشر
1) يُستحب فيها الصيـــام وهو من سائر الأعمال الصالحة ..عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي قالت: كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس.[رواه أبو داوود وصححه الألباني (2437)]
2) يُسنُّ فيها التكبيـــر والتحميــد والتهليـــل والتسبيـــح.. والجهر بها في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضعٍ يجوز فيه ذكر الله إظهارًا للعبادة وإعلانًا بتعظيم الله عزَّ وجلَّ .. يجهَّر به الرجال وتُخفيه النساء ..
والجهر بالتكبير في العشر سُنَّةٌ مهجورة، ينبغي إحيائها وتذكير الغافلين بها ..قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ، وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ. [صحيح البخاري]
وليس المراد التكبير الجماعي والاجتماع عليه بصوتٍ واحد كالفرقة، وإنما المراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحدٍ بمفرده.
وإحيــاء ما اندثر من السُنن أو كاد فيه ثوابٌ عظيم،،
3) أداء الحج والعمرة لمن وفقه الله إلى ذلك ..إن من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرام ، فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب - إن شاء الله - من قول رسول الله ".. الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ"[متفق عليه]
4) الأضحيــــة .. ومن الأعمال الصالحة في أيام العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي واستحسانها وبذل المال في سبيل الله تعالى .. وهي سُنَّة مؤكدة في قول أكثر أهل العلم، وواجبة في قول البعض الآخر ..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ "مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا"[رواه ابن ماجه وصححه الألباني، صحيح الجامع (6490)]
ولعل الله لما عَلِمَ ضعف المُقيمين عن الذهاب إلى الحج، عوضهم بشيءٍ فيه مشابهة الحُجاج .. وسلوانًا وتسلية لأنفسهم، إذا رأوا وفد الله ذاهبون وهم قاعدون في البلاد ..فجعل لهم شيئًا من النُسُك يشابهون فيه الحُجاج ..
وعلى من نوى أن يضحي أن يراعي الأمور التالية:
أ) ألا يأخذ من شعره وأظفاره شيئًا، بدءًا من شهر ذي الحجة .. لأنه قد شابه الحـــاج الُمحْرِم في شيءٍ من نُسُكه .. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ "إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ" [رواه مسلم]
ب) يُستحب التضحية بكبش أقرن أشهب (أي: أبيض) .. ولا حد لأقصى ما تضحي به، لكن الحد الأدنى: رأس غنم أو سُبع بقرة أو سُبُع جمل ولا بد أن تكون من الأنعام وليست من الطيور .. ولابد أن تكون خالية من العيوب.
ج) أن يكون الذبح بعد صلاة العيد والذبح قبلها لا يُعتبَر من الأُضحية .. ووقت الذبح: من بعد صلاة العيد إلى ثالث أيــام التشريق.
5) المحافظة على صلاة الجماعة .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟"، قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ"[صحيح مسلم]
وَعَن أَبَي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلْ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ"[متفق عليه]
6) الإكثـــار من تلاوة القرآن .. عن ابن مسعود قال: قال رسول الله "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول آلم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" [رواه الترمذي وصححه الألباني، صحيح الجامع (6469)]
7) جلسة الشروق .. عن جابر بن سمرة قال: كان النبي إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسنا. [رواه مسلم] .. أي: مرتفعة، يذكر الله ثم يصلي ركعتين، تكون له كأجر حجةٍ وعمرةٍ تامةٍ.
8) الذكر والاستغفار بأنواعه .. وعن سعد بن أبي وقاص قال: كنا عند رسول الله فقال "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟"، فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟، قال "يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة" [رواه مسلم]
وعنه قال: قال رسول الله "من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"[متفق عليه]
9) الصــــدقـــة وصلة الأرحام .."صدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وفعل المعروف يقي مصارع السوء"[صحيح الجامع (3760)].. ".. والصدقة برهان.."[رواه مسلم] .. أي: برهانٌ على الإيمان ..
فالصدقة ظل الإنسان من الشمس يوم القيامة، ويُعتِق الله من صاحبها بحسبها،،
10) إتبـــاع الجنــائز ..عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّيَ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ"، قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟، قَالَ "مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ"[متفق عليه]
11) إصلاح ذات البين، وهو من أفضل الأعمال .. عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة"، قالوا: بلى، قال "صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة"[رواه الترمذي وصححه الألباني (2509)]
هذه العشر مجـــال للأعمال الصالحة مع التوبة إلى الله والإقلاع عن المعاصي وترك السيئــات ..
وكل عمل صالح يحبه الله ورسوله، فأعمال الخير لا تحصى كثرة والسعيـد من وفـق لذلك، وكل ميسَّر لما خُلِقَ له، والمحروم من حرم هذه الأجور العظيمة والمضاعفات الكبيرة في هذه الأيام المعلومة ..
فالثواب جزيــل والرحيـــل قريـــب والطريق مخوِّف، والاغترار غــالب والخطر عظيــــم ..
والله تعالى بالمرصــاد وإليـــه المرجع والمئـــاب ..{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (*) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}[الزلزلة: 7,8]
الغنيمة الغنيمة، بإنتهاز الفرصة في هذه الأيــــام العظيمة .. فما منها عِوَضٌ ولا تُقدَّر بقيمة ..
والله تعالى بالمرصــاد وإليـــه المرجع والمئـــاب ..{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (*) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}[الزلزلة: 7,8]
الغنيمة الغنيمة، بإنتهاز الفرصة في هذه الأيــــام العظيمة .. فما منها عِوَضٌ ولا تُقدَّر بقيمة ..
المبـــادرة المبــــادرة بالعمل، والعجل العجل قبل هجـــوم الأجل .. قبل أن يندم المُفَرِّط على ما فعل، وقبل أن يسأل الرجعة فلا يُجـــاب إلى ما سأل .. قبل أن يحول الموت بين المؤمِل وبلوغ الأمل .. قبل أن يصير المرء محبوسًا في حفرته بما قدَّم من عمل ..
يـــا من ظلمة قلبه كالليل إذا يسري، أما آن لقلبك أن يستنيــر أو يستلين؟؟!
تعرَّض لنفحـــات مولاك في هذه العشر؛ فإن لله فيه نفحــات يصيب بها من يشــاء ..
فمن أصابته سَعِدَ بها يوم الدين ..
ليالي العشر أوقات الإجابة .. فبــادر رغبةً تلحق ثوابه
ألا لا وقت للعمال فيه ثواب الخير أقرب للإصابة ... من أوقات الليالي العشر حقا
فشمِّر واطلبن فيها الإنـــــابة،،
المصادر:
درس "الزاد للعشر" لفضيلة الشيخ محمد صالح المُنجد.
درس "لمن فاته الحج" لفضيلة الشيخ مسعد أنور.
تعليق