بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله
مَنْ أنْتِ؟
(سؤالٌ من أجلبدايةجديدة )
في زمن تداخلت فيه المفاهيم ، وامتزج الحق بالباطل،غدت المسلمة نموذجا للضّياع يُبكي القلب مرآها،والله ربّنا المستعان !تكالب علينا أعداؤنا،وعظمت مصائبنا،فهلمّي بنا أختاه نقف معا وقفة مساءلة ومحاسبة،أقبلي لنفرّ من غياهب التّيه،حتّى نبرأ من أن نكون سببا لضرب الإسلام !
الله ربّك خلقك من أجل غاية واحدة، أتدرين ماهي ؟أهي الأكل والشرب والنّوم؟أم هي الألبسة والمجوهرات؟أم هي النّزه والحفلات؟أم هي باختصار تحصيل التّفاهات التي غرقت فيها نساء المسلمين إلا من رحم ربّي !
تُدركين تمام الإدراك أنّ كل ذلك ليس الغاية من خلق الله لك ، إذن مالكِ بلسان حالكِ تتجاهلين هذه الحقيقة؟ ما الهموم التي تتغشّاكِ وما الأحزان التي تؤلمك إلا بسبب نسيانكِ للغاية التي خُلقت لأجلها،لأنّ من جعل الآخرة نصب عينيه هانت عليه الدّنيا ، وكساه البِشر !
أختي الحبيبة مدّي إليك،وهلمّي بنا نُسجّل في أوّل الصّفحة بخطّ عريض "من أنا؟" ثمّ تدبّري...إن كان الله قد خلقني لأعبده ، فما أنا في الحقيقة إلاّ أمّة !
تُرى فما واجبُ الأمة اتجاه سيّدها؟
1-أن تُحبّيه: أالله أحبّ إليك من كلّ حبيب؟أم أنّك إذا عرضت عليك الدّنيا وهواكِ،قدّمت ما تُحبّين على محبّة الله؟ أجيبي بصدق، وتذكّري اليوم الذي تعلّق فيه قلبك بفلان،وصاح بك في أعماق النّفس داعي الخير " الله لا يرضى " أتراكِ حينها قلتِ الله أحبّ إليّ من هواي؟أم أنّك جعلت الله في المقام الثّاني ، وقدّمتِ هواكِ؟ وقيسي على هذا كلّ المواقف التي تمرّ بكِ،وفي كلّ مرة تضعفين أمام الدّنيا الدّنية وتقولين بلسان حالكِ " ياربّ انتظر حتى أستمتع بما أحب،ثمّ أحبّك في الغد القريب.سبحان الله! ألا تستحين؟ صدّقيني أفعالكِ هي التي تقول ذلك،لأنّك قد لاتجرئين أن تقولي ذلك بلسان مقالكِ...فانتبهي أيتها الغالية الحبيبة … هذا الله ربّكِ الذي ربّاك بنعمه فاقدريه حقّ قدره،ولاتجعليه أهون النّاظرين إليكِ !
2-أن تذلّي له :هل مرّت بك لحظات شعرت فيها بمعنى الخضوع،أحسست حينها أنّك منكسرة ذليلة ؟ قد تكوني فعلا قد مررت بذلك،حين وجدتِ نفسك تحت سلطة أحدهم ، وشعرت بالحزن والضّيق؟أتدرين لماذا؟لأنّ هذا المعنى لا يُصرف لغير الله ، ومن صرفه لغير الله تعذّب به لامحالة، فيا أمة الله حق سيّدك عليكِ أن تكوني دائمة التذلّل بين يديه،في عباداتكِ ، في تعاملاتكِ ، في كلامكِ ، عليك باستشعار معنى الذلّ وأنّك بمشيئة الله تزاولين نشاطاتكِ،ولاغنى لكِ عنه طرفة عين ، ولو رفع عنك مدده وإحسانه لصرتِ كالجماد لا حول لكِ ولا قوّة ، وأفضل ما تُربّي به نفسك على هذا المعنى هو السّجود، فاستكثري منه .
أختي الغالية : يا من خصّكِ الله بأعظم النّعم نعمة الإسلام ،ألا تشتاقُ نفسك إلى حياة طيّبة هنيّة؟أما يحنُّ فؤادُكِ إلى الطّمـأنينة ؟ أقبلي ، لنتدرّج معًا في سلالم السّعادة ، نُريد أن نبدأ بداية جديدة في أفضل أيّام الدّنيا وأحبّها إلى الله ، تعالي نُزاحم باجتهادنا الذين منّ الله عليهم بالحجّ الذي من صدق فيه يعود كيوم ولدته أمّه لا ذنب عليه ، والتّائب من الذّنب كم لا ذنب له !
همسهْ: أختاه توبي إلى الله ، قد تكون هذه الأسطر آخر إنذار من الله ، فلا تؤجّلي ، الآن قرّري ، وابكي بين يدي الله وانكسري له ، واستغفريه سائلة إيّاه أن يقبلكِ من التّائبين ، طوبى للتّائبين أولئك الذين يُحبّهم الله ، فهل ستُضيعين فرصة كسب محبّة الله الذي بيده الخير كلّه !
سلسلة ღبدايةُالحَياةِالطّيبةღ
تعليق