القصاص بين البهائم. : القصاص بين العباد يوم القيامة
فى البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة رضى اللـه عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
(( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة)) وفى رواية (( لتأدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء(·)من الشاة القرناء))([1]) .
تدبر أيها المسلم وإياك أن تغفل .
وفى مسند أحمد بسند صحيح من حديث أبى ذر رضى اللـه عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم لأبى ذر (( هل تدرى فيما تنتطحان ؟ )) قال : لا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (( ولكن اللـه يدرى وسيقضى بينهما يوم القيامة )) ([2]) .
أيها المسلمون : إن القول بحشر البهائم والدواب والقصاص لبعضها من بعض يوم القيامة هو الحق الذى ندين لله به .
وهذا هو ما ذهب إليه جمهور أهل السنة ، فلا ينبغى البتة أن ترد الأحاديث الصحيحة الواردة فى هذا الباب بدعوى أن العقل لا يستوعب القصاص بين الدواب .
قال الإمام النووى رحمه اللـه : إذا ورد لفظ الشرع ولم يمنع من إجراءه على ظاهره مانع من عقل أو شرع وجب أن تحمله على ظاهره ، فلا ينبغى على الإطلاق تأول هذه الأحاديث ليرد هذا الحكم آلا وهو حكم القصاص بين البهائم والدواب ، فإن قيل الشاه غير مكلفة لاعقل لها فكيف يقتص منها يوم القيامة الجواب نقول قال تعالى : { إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ }
[هود : 107 ]
وقال تعالى { لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } [الأنبياء : 23] .
وليعلم العباد علم اليقين أن الحقوق لا تضيع عند اللـه جل وعلا فإن كان هذا هو حال الحيوانات والبهائم والدواب ، فكيف بذوى الألباب والعقول من الشريف والوضيع والقوى والضعيف والكبير والصغير ؟!!!
أإذا كان اللـه يأخذ الحق للدواب والبهائم والحيوانات فهل يترك اللـه حق العباد وبصفة خاصة حق من وحدوا رب الأرض والسموات ؟!!
أحبتى فى اللـه :
لا يظن أحد أن ظلمه للعباد من ضرب أو سب أو شتم أو تزوير أو أكل مال بالباطل أو أكل مال يتيم أو استهزاء أو سخرية أو غيبة أو نميمة أو جرح كرامة سيضيع سدى !!
كلا كلا !! بل أن الظلم ظلمات يوم القيامة ، أما واللـه إن الظلم شؤم ولازال المسيىء هو الظلم
يا من دعاك منصبك .. يا من دعاك كرسيك .. يا من دعتك صحتك.. يا من دعتك قوتك وقدرتك على ظلم الضعفاء والفقراء والمستضعفين من العباد تذكر قدرة اللـه جل وعلا ، واعلم يقينا بأن الملك هو الذى سيقتص للمظلوم من الظالمين فاحذر الظلم بجميع أنواعه سواء صغيراً أو كبيرا فإنه ظلمات يوم القيامة .
انتبهوا أيها الأحباب إن دعوة المظلوم ترفع إلى اللـه دون حاجب فهى تصعد مباشرة ، ولذلك ورد فى الصحيحين من حديث أبى موسى الأشعرى أن الحبيب النبى صلى الله عليه وسلم قال :
(( أن اللـه ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته )) .
وقرأ النبى صلى الله عليه وسلم قول اللـه تعالى { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إذا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } [ هود : 102] ([4])
قد يغتر الظالم بظلمه سنوات وهو يظلم عباد اللـه ، واللـه يمهله واللـه يستره بستره وبحلمه عليه فيتمادى الظالم فى غيه وظلمه ونسى هذا المسكين أن اللـه يمهل ولا يهمل .
أين الجبابرة ؟! .. أين الأكاسرة ؟! .. أين القياصرة ؟! .. أين الفراعنة أين الطغاة ؟! .. أين الظالمون وأين التابعون لهم الغى ؟! .. بل أين فرعون وهامان وقارون ؟!
(( ألا تحدثونى بأعاجيب ما رأيتم فى الحبشة )) فقال فتية منهم : بلى يا رسول اللـه ، بينما نحن جالسون مرت بنا عجوز من عجائز رهابانهم تحمل قلة ماء على رأسها ، فمرت هذه العجوز على فتى منهم فقام الفتى ووضع إحدى كفيه بين كتفيها ودفعها وخرت على ركبتيها فانكسرت قلتها ، فلما ارتفعت وقعت التفت إلى الشاب وقالت له سوف تعلم يا غدر إذا وضع اللـه الكرسى وجمع اللـه الأولين والآخرين وتكلمت الأيدى والأرجل بما كانوا يكسبون فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم ((صدقت ، صدقت ، كيف يقدس اللـه أمة لا يأخذ لضعيفهم من شديدهم )) .
إى وربى كيف يقدس اللـه أمة لا يأخذ من شديدهم لضعيفهم ؟! إى وربى كيف يقدس اللـه أمة لا تحترم فيها الكرمات ؟! لا تصان فيها الأعراض والأنساب ؟! كيف يقدس اللـه أمة تسفك فيها الدماء ويتهم فيها البرىء ويبرأ فيها الظالم ؟!
أمة بهذه الأخلاقيات الفاسدة محكوم عليها فى الدنيا بالدمار ومحكوم على أفرادها من أهل الظلم فى الآخرة بالنار .
أيها المسلمون حذر النبى صلى الله عليه وسلم من عاقبة الظلم يوم القيامة ، فأمر الظالمين أن يتحللوا فى الدنيا قبل الآخرة من المظالم .
تدبر كلام رسول اللـه صلى الله عليه وسلم ففى صحيح البخارى من حديث أبى هريره رضى اللـه عنه ، النبى صلى الله عليه وسلم قال :
(( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شىء منه فليتحلله منه اليوم من قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، وإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه ، فحمل عليه )) ([5]) .
يا عباد اللـه قد يستطيع الظالم الآن أن يفلت بطريق أو بآخر ، ولكن الظالم لن يفلت يوم القيامة فمحال أن يدخل أحد الجنة وعنده مظلمة لمسلم أو عنده مظلمة لأحد ، لابد أن يطهر اللـه أهل الظلم حتى لو كانوا من أهل التوحيد والإيمان فى أرض الموقف فى ساحة الحساب على بساط العدل بين يدى الرب جل وعلا ، فمن كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منها اليوم ، اذهب إلى أخيك وتحلل من المظلمة أيا كانت ، كأخذ مال بظلم أو غيبة أو نميمة أو إساءة جوار أو جرح كرامة أو انتهاك عرض أو سب أو قذف أو شتم أو غش فى بيع أو شراء أو فى أى صورة من صور الظلم اذهب إلى من له المظلمة وتحلل منها الآن قبل أن تقف بين يدى الملك العدل جل جلاله لذلك سأل النبى صلى الله عليه وسلم يوما أصحابه كما فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة فقال : (( أتدرون من المفلس ؟)) قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فقال : (( إن المفلس من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتى وقد شتم هذا وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم يطرح فى النار ))([6]) .
اللـهم سلم سلم !! اللـهم سلم سلم !!
أيها الموحدون باللـه عليكم تدبروا هذا الحديث جيدا وأن تعيشوا معه بالقلوب والوجدان ، فإن المشهد يخلغ القلب لو تدبرناه وعياناه ، لقد صلى وزكى وصام بنص الحديث ولكن مع ذلك يدخل النار لما ؟! لأنه لم يمسك لسانه لأنه .. لم يكف يده .. لأنه استغل منصبه وكرسيه فى ظلم العباد وفى إحراج وإهانة خلق اللـه من الضعفاء المستضعفين !!
أستحلفكم باللـه أن تتدبروا هذا الحديث وأن تعيشوا معه بالقلوب والوجدان ، فإن الحديث يكاد يخلع القلب إن تدبرناه وعياناه ، تصوروا معى هذا المشهد فى أرض المحشر ها هو الظالم فى أرض المحشر يقف بين يدى اللـه فى ذل وخشوع وانكسار ، شخص ببصره لا يرتد لأعلى ولا لأسفل ولا يمنة ولا يسرة بل قفز قلبه من جوفه ، الشمس فوق الروؤس تكاد تصهر العظام والزحام يكاد يخنق الأنفاس ، والعرق يكاد يغرق الناس وجهنم أتى بها لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها تظفر وتذمجر غضباً منها لغضب الجبار جل وعلا .
لأن اللـه قد غضب هذا اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله .
وفى هذه اللحظات !! وفى هذا الكربات !! ومع هذا الهول العصيب!! يرى الظالم وقد أحيط بمجموعه من الناس .. يا ترى من هؤلاء ؟ هؤلاء هم الذين ظلمهم فى الدنيا ، فها هو ظلم من ظلم وقد نسى ، فها هم المظلومون يظهروا له يوم القيامة ، ويتعلقون به ويجرونه جراً ليقفوه بين يدى اللـه جل وعلا ، هذا يجره من ظهره وهذا يجره من لحيته وهذا يجره من يمينه وهذا يجره من يساره .
فإذا أوقفوه بين يدى الملك وأذن اللـه لدواوين المظالم أن تنصب وللقصاص أن يبدأ ، يقول هذا : يارب هذا شتمنى ، والأخر يقول يارب وهذا ظلمنى ، والأخر يقول : يارب هذا اغتابنى ، والأخر يقول : يارب هذا غشنى فى البيع والشراء ، والآخر يقول: يارب هذا وجدنى مظلوماً وكان قادراً على دفع الظلم فجامل ونافق الظالم وتركنى ، والأخر يقول : يارب هذا جاورنى فأساء جوارى .
سترى كل من ظلمته فى الدنيا نسيته ، أو تذكرته متعلقاً بك بين يدى الملك جل وعلا يطالب بحقه ، وأنت واقف يا مسكين ما أشد حسرتك فى هذه اللحظات وأنت واقف على بساط العدل بين يدى رب الأرض والسموات ، إذا شفهت بخطاب السيئات وأنت مفلس عاجز فقير مهين لاتملك درهماً ولا ديناراً ، لا تستطيع أن ترد حقاً ولا تملك أن تبدى عذراً ، فيقال : خذوا من حسناته ، فتنظر إلى صحيفتك التى بين يديك فتراها قد خلت من الحسنات التى تعبت فى تحصيلها طوال عمرك ، فتصرخ وتقول: أين حسناتى ؟! أين صلاتى ؟! أين زكاتى؟! أين دعوتى ؟! أين علمى ؟! أين قرآنى ؟! أين برى ؟! أين طاعتى ؟! أين عملى الصالح ؟! أين ؟! أين ؟! أين ....؟!
أتعرف أين هى يا مسكين ؟! لقد نقلت إلى صحائف من ظلمتهم فى الدنيا والآن فنيت حسناتك ، وبقى أهل الحقوق ينادون على اللـه جل وعلا أن يعطيهم حقوقهم من الظالم ، فيأمر الحق سبحانه أن تأخذ من سيئات من ظلمتهم فى دنياك لتطرح عليك فتنظر إلى صحيفتك فترى الصحيفة قد شحنت بالسيئات ، فتصرخ وتقول : يارب هذه سيئات واللـه ما اقرفتها واللـه ، فيقال لك : نعم إنها سيئات من ظلمتهم فى الدنيا من خلق اللـه ومن عباد اللـه ، فتمد عنق الرجاء إلى سيدك ومولاك لعلك تنجو فى هذه اللحظات ولست بناج ، لأن اللـه قد حرم الظلم على نفسه وحرم الظلم بين العباد ، فيقرع النداء سمعك ويخلع النداء قلبك كما قال الحق تبارك وتعالى : { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ(42)مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ(43)وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ(44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ(45)وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ(46)فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ(47)يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ(48)وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ(49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ(50)لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(51)هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } [ إبراهيم : 42 - 52 ]
أيها الظالم : أيها اللاهى : أيها الساهى :
([1]) رواه مسلم رقم (2582) فى البر ، باب تحريم الظلم ، والترمذى رقم (2422) فى صفة القيامة ، باب ما جاء فى شأن الحساب والقصاص .
([2]) رواه أحمد فى المسند ، رقم (21330) .
([3]) رواه البخارى رقم (4347) فى المغازى ، باب بعث أبى موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع ، ومسلم رقم (19) فى الإيمان ، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام ، وأبو داود رقم (1584) فى الزكاة ، والترمذى رقم (625) فى الزكاة ، والنسائى (5\52،55) فى الزكاة .
([4]) رواه البخارى رقم (4686) فى تفسير قوله تعالى : { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى .. الآية } ، ومسلم رقم (2583) فى البر والصلة ، باب تحريم الظلم ، والترمذى رقم (3109) فى التفسير وابن ماجة رقم (4018) فى الفتن .
([5]) رواه البخارى رقم (2449) فى المظالم ، باب من كانت له مظلمة عند الرجل فحللها له هل يبين مظلمته ، والترمذى رقم (2421) فى صفة القيامة .
([6]) رواه مسلم رقم (2581) فى البر ، باب تحريم الظلم ، والترمذى رقم (2420) فى صفة القيامة ، باب ما جاء فى شأن الحساب والقصاص . وهو فى صحيح الجامع (87)
أولاً : القصاص بين البهائم
فى البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة رضى اللـه عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
(( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة)) وفى رواية (( لتأدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء(·)من الشاة القرناء))([1]) .
تدبر أيها المسلم وإياك أن تغفل .
وفى مسند أحمد بسند صحيح من حديث أبى ذر رضى اللـه عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم لأبى ذر (( هل تدرى فيما تنتطحان ؟ )) قال : لا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (( ولكن اللـه يدرى وسيقضى بينهما يوم القيامة )) ([2]) .
أيها المسلمون : إن القول بحشر البهائم والدواب والقصاص لبعضها من بعض يوم القيامة هو الحق الذى ندين لله به .
وهذا هو ما ذهب إليه جمهور أهل السنة ، فلا ينبغى البتة أن ترد الأحاديث الصحيحة الواردة فى هذا الباب بدعوى أن العقل لا يستوعب القصاص بين الدواب .
قال الإمام النووى رحمه اللـه : إذا ورد لفظ الشرع ولم يمنع من إجراءه على ظاهره مانع من عقل أو شرع وجب أن تحمله على ظاهره ، فلا ينبغى على الإطلاق تأول هذه الأحاديث ليرد هذا الحكم آلا وهو حكم القصاص بين البهائم والدواب ، فإن قيل الشاه غير مكلفة لاعقل لها فكيف يقتص منها يوم القيامة الجواب نقول قال تعالى : { إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ }
[هود : 107 ]
وقال تعالى { لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } [الأنبياء : 23] .
وليعلم العباد علم اليقين أن الحقوق لا تضيع عند اللـه جل وعلا فإن كان هذا هو حال الحيوانات والبهائم والدواب ، فكيف بذوى الألباب والعقول من الشريف والوضيع والقوى والضعيف والكبير والصغير ؟!!!
أإذا كان اللـه يأخذ الحق للدواب والبهائم والحيوانات فهل يترك اللـه حق العباد وبصفة خاصة حق من وحدوا رب الأرض والسموات ؟!!
ثانياً : القصاص بين العباد يوم القيامة
أحبتى فى اللـه :
لا يظن أحد أن ظلمه للعباد من ضرب أو سب أو شتم أو تزوير أو أكل مال بالباطل أو أكل مال يتيم أو استهزاء أو سخرية أو غيبة أو نميمة أو جرح كرامة سيضيع سدى !!
كلا كلا !! بل أن الظلم ظلمات يوم القيامة ، أما واللـه إن الظلم شؤم ولازال المسيىء هو الظلم
ســتعلم ياظلــوم غداً إذا التقينا عند الإله من الملموم ؟!
لا تظن إذا كنـــــت مقتدرا
فالظلــم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلـوم منتبـــه
يدعو عليك وعيـــن الله لم تنم
ففى الصحيحين من حديث ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن وصاه بالوصايا الغالية ، وكان من بين هذه الوصايا أن قال له المصطفى صلى الله عليه وسلم: (( اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين اللـه حجاب )) ([3]) .فالظلــم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلـوم منتبـــه
يدعو عليك وعيـــن الله لم تنم
انتبهوا أيها الأحباب إن دعوة المظلوم ترفع إلى اللـه دون حاجب فهى تصعد مباشرة ، ولذلك ورد فى الصحيحين من حديث أبى موسى الأشعرى أن الحبيب النبى صلى الله عليه وسلم قال :
(( أن اللـه ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته )) .
وقرأ النبى صلى الله عليه وسلم قول اللـه تعالى { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إذا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } [ هود : 102] ([4])
قد يغتر الظالم بظلمه سنوات وهو يظلم عباد اللـه ، واللـه يمهله واللـه يستره بستره وبحلمه عليه فيتمادى الظالم فى غيه وظلمه ونسى هذا المسكين أن اللـه يمهل ولا يهمل .
أين الجبابرة ؟! .. أين الأكاسرة ؟! .. أين القياصرة ؟! .. أين الفراعنة أين الطغاة ؟! .. أين الظالمون وأين التابعون لهم الغى ؟! .. بل أين فرعون وهامان وقارون ؟!
أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم ؟!
وذكرهـم فى الورى ظلم وطغيان
هل أبقى الموت ذا عــز لعزته
أونجى منـه بالســلطان انسان
لا والذى خلق الأكوان مـن عدم
الكل يفنى فـلا إنـس ولا جـان
حذر النبى صلى الله عليه وسلم الأمة من عاقبة الظلم ، تدبروا معى جيدا هذا الحديث الرقراق الذى رواه ابن ماجة وابن حبان والبيهقى وأبى يعلى الموصلى والحديث حسن بشواهده من حديث جابر بن عبد اللـه رضى اللـه عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه لما رجعت مهاجرة الحبشة عام الفتح إلى رسول اللـه قال لهم : وذكرهـم فى الورى ظلم وطغيان
هل أبقى الموت ذا عــز لعزته
أونجى منـه بالســلطان انسان
لا والذى خلق الأكوان مـن عدم
الكل يفنى فـلا إنـس ولا جـان
(( ألا تحدثونى بأعاجيب ما رأيتم فى الحبشة )) فقال فتية منهم : بلى يا رسول اللـه ، بينما نحن جالسون مرت بنا عجوز من عجائز رهابانهم تحمل قلة ماء على رأسها ، فمرت هذه العجوز على فتى منهم فقام الفتى ووضع إحدى كفيه بين كتفيها ودفعها وخرت على ركبتيها فانكسرت قلتها ، فلما ارتفعت وقعت التفت إلى الشاب وقالت له سوف تعلم يا غدر إذا وضع اللـه الكرسى وجمع اللـه الأولين والآخرين وتكلمت الأيدى والأرجل بما كانوا يكسبون فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم ((صدقت ، صدقت ، كيف يقدس اللـه أمة لا يأخذ لضعيفهم من شديدهم )) .
إى وربى كيف يقدس اللـه أمة لا يأخذ من شديدهم لضعيفهم ؟! إى وربى كيف يقدس اللـه أمة لا تحترم فيها الكرمات ؟! لا تصان فيها الأعراض والأنساب ؟! كيف يقدس اللـه أمة تسفك فيها الدماء ويتهم فيها البرىء ويبرأ فيها الظالم ؟!
أمة بهذه الأخلاقيات الفاسدة محكوم عليها فى الدنيا بالدمار ومحكوم على أفرادها من أهل الظلم فى الآخرة بالنار .
أيها المسلمون حذر النبى صلى الله عليه وسلم من عاقبة الظلم يوم القيامة ، فأمر الظالمين أن يتحللوا فى الدنيا قبل الآخرة من المظالم .
تدبر كلام رسول اللـه صلى الله عليه وسلم ففى صحيح البخارى من حديث أبى هريره رضى اللـه عنه ، النبى صلى الله عليه وسلم قال :
(( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شىء منه فليتحلله منه اليوم من قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، وإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه ، فحمل عليه )) ([5]) .
يا عباد اللـه قد يستطيع الظالم الآن أن يفلت بطريق أو بآخر ، ولكن الظالم لن يفلت يوم القيامة فمحال أن يدخل أحد الجنة وعنده مظلمة لمسلم أو عنده مظلمة لأحد ، لابد أن يطهر اللـه أهل الظلم حتى لو كانوا من أهل التوحيد والإيمان فى أرض الموقف فى ساحة الحساب على بساط العدل بين يدى الرب جل وعلا ، فمن كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منها اليوم ، اذهب إلى أخيك وتحلل من المظلمة أيا كانت ، كأخذ مال بظلم أو غيبة أو نميمة أو إساءة جوار أو جرح كرامة أو انتهاك عرض أو سب أو قذف أو شتم أو غش فى بيع أو شراء أو فى أى صورة من صور الظلم اذهب إلى من له المظلمة وتحلل منها الآن قبل أن تقف بين يدى الملك العدل جل جلاله لذلك سأل النبى صلى الله عليه وسلم يوما أصحابه كما فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة فقال : (( أتدرون من المفلس ؟)) قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فقال : (( إن المفلس من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتى وقد شتم هذا وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم يطرح فى النار ))([6]) .
اللـهم سلم سلم !! اللـهم سلم سلم !!
أيها الموحدون باللـه عليكم تدبروا هذا الحديث جيدا وأن تعيشوا معه بالقلوب والوجدان ، فإن المشهد يخلغ القلب لو تدبرناه وعياناه ، لقد صلى وزكى وصام بنص الحديث ولكن مع ذلك يدخل النار لما ؟! لأنه لم يمسك لسانه لأنه .. لم يكف يده .. لأنه استغل منصبه وكرسيه فى ظلم العباد وفى إحراج وإهانة خلق اللـه من الضعفاء المستضعفين !!
أستحلفكم باللـه أن تتدبروا هذا الحديث وأن تعيشوا معه بالقلوب والوجدان ، فإن الحديث يكاد يخلع القلب إن تدبرناه وعياناه ، تصوروا معى هذا المشهد فى أرض المحشر ها هو الظالم فى أرض المحشر يقف بين يدى اللـه فى ذل وخشوع وانكسار ، شخص ببصره لا يرتد لأعلى ولا لأسفل ولا يمنة ولا يسرة بل قفز قلبه من جوفه ، الشمس فوق الروؤس تكاد تصهر العظام والزحام يكاد يخنق الأنفاس ، والعرق يكاد يغرق الناس وجهنم أتى بها لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها تظفر وتذمجر غضباً منها لغضب الجبار جل وعلا .
لأن اللـه قد غضب هذا اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله .
وفى هذه اللحظات !! وفى هذا الكربات !! ومع هذا الهول العصيب!! يرى الظالم وقد أحيط بمجموعه من الناس .. يا ترى من هؤلاء ؟ هؤلاء هم الذين ظلمهم فى الدنيا ، فها هو ظلم من ظلم وقد نسى ، فها هم المظلومون يظهروا له يوم القيامة ، ويتعلقون به ويجرونه جراً ليقفوه بين يدى اللـه جل وعلا ، هذا يجره من ظهره وهذا يجره من لحيته وهذا يجره من يمينه وهذا يجره من يساره .
فإذا أوقفوه بين يدى الملك وأذن اللـه لدواوين المظالم أن تنصب وللقصاص أن يبدأ ، يقول هذا : يارب هذا شتمنى ، والأخر يقول يارب وهذا ظلمنى ، والأخر يقول : يارب هذا اغتابنى ، والأخر يقول : يارب هذا غشنى فى البيع والشراء ، والآخر يقول: يارب هذا وجدنى مظلوماً وكان قادراً على دفع الظلم فجامل ونافق الظالم وتركنى ، والأخر يقول : يارب هذا جاورنى فأساء جوارى .
سترى كل من ظلمته فى الدنيا نسيته ، أو تذكرته متعلقاً بك بين يدى الملك جل وعلا يطالب بحقه ، وأنت واقف يا مسكين ما أشد حسرتك فى هذه اللحظات وأنت واقف على بساط العدل بين يدى رب الأرض والسموات ، إذا شفهت بخطاب السيئات وأنت مفلس عاجز فقير مهين لاتملك درهماً ولا ديناراً ، لا تستطيع أن ترد حقاً ولا تملك أن تبدى عذراً ، فيقال : خذوا من حسناته ، فتنظر إلى صحيفتك التى بين يديك فتراها قد خلت من الحسنات التى تعبت فى تحصيلها طوال عمرك ، فتصرخ وتقول: أين حسناتى ؟! أين صلاتى ؟! أين زكاتى؟! أين دعوتى ؟! أين علمى ؟! أين قرآنى ؟! أين برى ؟! أين طاعتى ؟! أين عملى الصالح ؟! أين ؟! أين ؟! أين ....؟!
أتعرف أين هى يا مسكين ؟! لقد نقلت إلى صحائف من ظلمتهم فى الدنيا والآن فنيت حسناتك ، وبقى أهل الحقوق ينادون على اللـه جل وعلا أن يعطيهم حقوقهم من الظالم ، فيأمر الحق سبحانه أن تأخذ من سيئات من ظلمتهم فى دنياك لتطرح عليك فتنظر إلى صحيفتك فترى الصحيفة قد شحنت بالسيئات ، فتصرخ وتقول : يارب هذه سيئات واللـه ما اقرفتها واللـه ، فيقال لك : نعم إنها سيئات من ظلمتهم فى الدنيا من خلق اللـه ومن عباد اللـه ، فتمد عنق الرجاء إلى سيدك ومولاك لعلك تنجو فى هذه اللحظات ولست بناج ، لأن اللـه قد حرم الظلم على نفسه وحرم الظلم بين العباد ، فيقرع النداء سمعك ويخلع النداء قلبك كما قال الحق تبارك وتعالى : { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ(42)مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ(43)وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ(44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ(45)وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ(46)فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ(47)يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ(48)وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ(49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ(50)لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(51)هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } [ إبراهيم : 42 - 52 ]
أيها الظالم : أيها اللاهى : أيها الساهى :
مثل لنفسك أيها المغرور
إذا كورت شمس النهاروأدنيت
وإذا النجوم تساقطت وتناثرت
وإذا الجبال تقلعت بأصولها
وإذا البحار تفجرت نيرانها
وإذا العشارتعطلت وتخربت
وإذا الوحوش لدى القيامة أحشرت
وإذا الجليل طوى السماء بيمينه
وإذا الصحائف نشرت وتطايرت
وإذا الوليد بأمه متعلق
هذا بلا ذنب يخاف جناية
وإذا الجحيم تسعرت نيرانها
وإذا الجنــان تزخرفت وتطيبت
يوم القيامة والسماء تمور
حتى على رأس العباد تسير
وتبدلت بعد الضياء كدور
فرأيتها مثل السحاب تسير
فرأيتها مثل الجحيم تفور
وخلت الديار فما بها معمور
وتقول للأملاك أين تسير
طى السجل كتابه المنشور
وتهتكت للعالمين سطور
يخشى القصاص وقلبه مذعور
كيف المصر على الذنوب دهور؟
ولها على أهل الذنوب زفير
لفتاً على طول البـــلاء صبور
أيها المسلمون اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، فسوف يقتص الملك العدل الحكيم العليم الخبير للمظلومين ، فى يوم لاينفع فيه مال ولا بنون ، وإنما أخذ من الحسنات ورد من السيئات .إذا كورت شمس النهاروأدنيت
وإذا النجوم تساقطت وتناثرت
وإذا الجبال تقلعت بأصولها
وإذا البحار تفجرت نيرانها
وإذا العشارتعطلت وتخربت
وإذا الوحوش لدى القيامة أحشرت
وإذا الجليل طوى السماء بيمينه
وإذا الصحائف نشرت وتطايرت
وإذا الوليد بأمه متعلق
هذا بلا ذنب يخاف جناية
وإذا الجحيم تسعرت نيرانها
وإذا الجنــان تزخرفت وتطيبت
يوم القيامة والسماء تمور
حتى على رأس العباد تسير
وتبدلت بعد الضياء كدور
فرأيتها مثل السحاب تسير
فرأيتها مثل الجحيم تفور
وخلت الديار فما بها معمور
وتقول للأملاك أين تسير
طى السجل كتابه المنشور
وتهتكت للعالمين سطور
يخشى القصاص وقلبه مذعور
كيف المصر على الذنوب دهور؟
ولها على أهل الذنوب زفير
لفتاً على طول البـــلاء صبور
أيهـا المظلـوم صبراً لا تهـن
إن عين اللــه يقظــى لا تنام
نم قرير العين واهنــأ خاطـراً
فعدل اللـه دائــــم بين الأنام
· الجلحاء : التى ليس لها قرون .إن عين اللــه يقظــى لا تنام
نم قرير العين واهنــأ خاطـراً
فعدل اللـه دائــــم بين الأنام
([1]) رواه مسلم رقم (2582) فى البر ، باب تحريم الظلم ، والترمذى رقم (2422) فى صفة القيامة ، باب ما جاء فى شأن الحساب والقصاص .
([2]) رواه أحمد فى المسند ، رقم (21330) .
([3]) رواه البخارى رقم (4347) فى المغازى ، باب بعث أبى موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع ، ومسلم رقم (19) فى الإيمان ، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام ، وأبو داود رقم (1584) فى الزكاة ، والترمذى رقم (625) فى الزكاة ، والنسائى (5\52،55) فى الزكاة .
([4]) رواه البخارى رقم (4686) فى تفسير قوله تعالى : { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى .. الآية } ، ومسلم رقم (2583) فى البر والصلة ، باب تحريم الظلم ، والترمذى رقم (3109) فى التفسير وابن ماجة رقم (4018) فى الفتن .
([5]) رواه البخارى رقم (2449) فى المظالم ، باب من كانت له مظلمة عند الرجل فحللها له هل يبين مظلمته ، والترمذى رقم (2421) فى صفة القيامة .
([6]) رواه مسلم رقم (2581) فى البر ، باب تحريم الظلم ، والترمذى رقم (2420) فى صفة القيامة ، باب ما جاء فى شأن الحساب والقصاص . وهو فى صحيح الجامع (87)
تعليق