إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حوار بين متهم ومجنى عليه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار بين متهم ومجنى عليه

    كتبت دكتورة زهرة بمنتدى كل الطب

    جلست المعصية في مقرها تعيد ترتيب أوراقها..وتتصفح الوسائل الجديدة التي عرضت عليها من لدن إبليس وشركاؤه لتزيينها في أعين بني آدم..وبينما هي في قمة تركيزها..اقتحم عليها مجلسها رجل بدا الإرهاق والعناء على محياه جليا..
    وما إن رآها وتعرفهها..حتى استل سلاحه وصوبه نحوها..وبلا تردد أفرغ خزانته كلها فيها..
    مضت لحظة من الصمت تلت دوي الرصاص..أعقبها ضحكة عالية مجلجلة أطلقتها المعصية وهي تنظر إليه باستفزاز..
    ثم قالت:أظننت أن تلك هي الطريقة السليمة لقتلي أيها العاقل؟
    نظر إليها الرجل نظرة تفيض بالبغضاء..وقال:من لي برقبتك أيتها المقيتة؟
    أجابته في تحد:لا سبيل لها يا رجل..ولو كان لها سبيل لسبقك إليه غيرك..
    بدت في عيون الرجل لمعة الدموع وهو يقول:يا ليت لها سبيل..لقد أبغضتك كما لم أبغض شيئا في حياتي من قبل..
    رأت المعصية الدموع في عينيه..فظنتها دموع ضعف..فأرادت جر قدمه مرة أخرى..فتساءلت متصنعة التعاطف..ولم؟؟
    أجاب مختنقا:لقد أضعت من أيامي أوقاتا ثمينة لاهثا وراءك..ولم أجن منك إلا كل الشقاء..
    قالت مدافعة:كيف ذلك؟؟ألم تكن تشعر بالسعادة وأنت معي؟؟ألم تكن تتلذذ وأنت في انتظاري؟؟كيف لم تجن مني إلا كل الشقاء؟؟
    أجابها بصوت يقطر منه الندم:وهل تسمين تلك اللذة العارضة سعادة؟؟لقد فقدت بك ألذ طعم للسعادة..ولم أذقه إلا بعد هجرك..
    قالت له:وما تلك السعادة التي لم أعطها لك؟؟
    أجاب في شوق:سعادة القرب من الله..ودفء رضاه..ورواء الروح بمحبته..والأنس بطاعته.
    ثم أردف وعلى شفتيه ابتسامة متحدية:هل تمنحين هذه السعادة أيتها المعصية؟؟
    أجابت مدافعة:لا تستطيع في حياتك أن تحصل على كل شيء..عن طريقي تحقق كل ما لذت نفسك وأرادت.لا أدع أي عقبات تقف في طريقك لتعيش سعيدا دون أن تحرم نفسك أي شيء تريده..انظر لنفسك سابقا..كل ما تريده تفعله..وانظر لنفسك الآن بعد أن وضعت حاجزا بينك وبين رغباتك ولذات نفسك؟؟
    ماذا استفدت؟؟ووتقول أني لا أحقق السعادة؟؟
    ابتسم في استخفاف قائلا:
    دعني أخبرك أنا ماذا فعلت بي وأنا أتصور أنك تمنحينني السعادة..
    لقد كنت أحيا بك في ظلام..ظلام دامس ملأقلبي..
    حرمت بسببك من صحبة الصالحين الذين يضيئون طريقي في الدنيا ويصلحون أمري لآخرتي..
    محقت بركة أموالي..كانت تأتي علي وتذههب دون أن أرى لها أثرا أو قيمة في حياتي..
    لم تدليني يوما إلا على مثلك،معصية تسلمني لمعصية..حلقة لا فراغ منها..
    قتلت في خشية الله..فلم أكن أذكره في سري أو علني..فهنت عليه..
    لم أذق طعما للراحة..تخبطت كثيرا لأني بلا معين..
    فأنت خداعة تتزينين لي فإذا تبعتك وانتهيت..زاد همي وحل الظلام بوجهي..
    و صدق عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) إذ يقول : "إن للحسنة ضياءً في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القبر والقلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضاً في قلوب الخلق"
    همت بالدفاع..فقاطعها مهاجما ثائرا:
    ليس هذا فقط..إن كل شر وفساد سببه أنت..وكل مرض وشقاء عليه بصمتك..وما ينتظر في الآخرة أشد..
    انظري في تاريخ الأمم السابقة..ماذا أهلكها وأتى عليها وجاء بعاليها سافلها سوى المعصية؟؟كما يقول الله_ تعالى_ فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ..
    وانظري إلينا الآن بعد أن دان لنا الشرق والغرب..ماذا أذلنا وأفقدنا هيبتنا سوى المعصية..وكيف لا؟؟والنصر من عند الله..ورزق الله لا يؤتى لعاصي.
    بسببك زالت عنا الكثير من النعم..السلام والأمان..وحلت علينا النقم..الخوف والقلق الدائم..كيف لا؟؟ونحن نعصى من علينا بها أنعم؟؟
    من غيرك أطفأ الغيرة في القلوب..وأذهب الحياء من النفوس؟؟
    ما سبب الأمراض الفتاكة التي انتشرت..والحوادث المفزعة التي تفشت..سوى المعصية؟؟
    ألم يقل رسول الله_صلى الله عليه وسلم_"كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس..وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوها..
    ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم،
    وما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطرو..
    وما بخس قوم المكيال والميزان إلا أخذو بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان.
    ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله إلا سلط الله عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض ما في أيديهم..
    وما عطلو كتاب الله وسنة نبيه إلا جعل الله بأسهم بينهم.."
    وقد كان ما قال.وصدق عليه الصلاة والسلام..
    هذا ما تفعلينه بنا..
    قالت المعصية:لا أراني أرغمكم عليه..
    سكت برهة..ثم قال:أول كلمة صادقة تخرج منك..
    ثم تألق في عينيه بريق التحدي وهو يقول:لكني استيقظت أخيرا من غفلتي..ولن تنالي مني بعد الآن..
    بادلته نظرة التحدي وهي تقول:ولكني لن أتوانى..وبيننا الأيام..

    التعديل الأخير تم بواسطة اللؤلؤةالمكنونة; الساعة 05-11-2010, 11:20 PM. سبب آخر: جزاكِ الله خيرا..يمنع وضع روابط لمنتديات أخرى لوجود مخالفات بها بارك الله فيكِ
    سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
    لا تنسى ذكر الله وانت تتصفح النت
    لا بارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة أقم صلاتك ثم اتمم ما تفعل
    اللهم انصر ام المؤمنين

  • #2
    رد: حوار بين متهم ومجنى عليه

    بارك الله فيك يا دكتورة على هذا الموضوع الشيق الممتع جدا
    اللهم اعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن

    تعليق


    • #3
      رد: حوار بين متهم ومجنى عليه

      صدق عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) إذ يقول : "إن للحسنة ضياءً في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القبر والقلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضاً في قلوب الخلق"
      جزاكِ الله خيرا أختنا وبارك فيكِ ونفع بكِ
      أسأل الله العظيم أن يجعلنا من المتقين فى كل وقت وحين
      الإسلام ليس قضية تُطرح للنقاش
      بل هو الحَكَم الفصل فى أى قضية تُطرح للنقاش
      رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا

      يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك

      تعليق


      • #4
        رد: حوار بين متهم ومجنى عليه

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        جزاكِ الله خير الجزاء أختي الفاضلة

        نسأل الله أن يحفظنا من كيد الشياطين
        ــــــــ
        أستغفر الله

        تعليق

        يعمل...
        X