رحمة الله
قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: إن العبد ليهم بالأمر في التجارة، والإمارة حتى ييسر له، فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه فإن يسرته له أدخلته النار، فيصرفه الله عنه، فظل يتطير بقوله: سبني فلان، وأهانني فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل»([1]).
وقفة:
قال ابن القيم في صيد الخاطر: ليس المؤمن بالذي يؤدي فرائض العبادات صورة، ويتجنب المحظورات فحسب، إنما المؤمن هو الكامل الإيمان، لا يختلج في قلبه اعتراض ولا يساكن نفسه فيما يجري وسوسة وكلما اشتد البلاء عليه زاد إيمانه، وقوي تسليمه.
وقد يدعوا فلا يرى للإجابة أثرًا، وسره لا يتغير لأنه يعلم أنه مملوك وله مالك يتصرف بمقتضى إرادته، فإن اختلج في قلبه اعتراض خرج من مقام العبودية إلى مقام المناظرة كما جرى لإبليس.
والإيمان القوي يبين أثره عند قوة البلاء فقد يرى مثل يحيى بن زكريا، يتسلط عليه فاجر، فيأمر بذبحه فيذبح وربما اختلج في الطبع أن يقول: فهل رد عنه من جعله نبيًا؟
وكذلك كل تسلط من الكفار على الأنبياء والمؤمنين وما وقع رد عنهم فإن هجس بالفكر أن القدرة تعجز عن الرد عنهم كان ذلك كفرًا، وإن علم أن القدرة متمكنة من الرد وما ردت وأن الله قد يجيع المؤمنين ويشبع الكفار، ويعافي العصاة ويمرض المتقين، لم يبق إلا التسليم للمالك وإن أمض وأرمض.
وقد ذهب يوسف بن يعقوب عليهما السلام، فبكى يعقوب ثمانين سنة، ثم لم ييأس فلما ذهب ابنه الآخر قال: }عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا{ [يوسف: 83].
وقد دعا موسى -عليه السلام- على فرعون، فأجيب بعد أربعين سنة.
وكان يذبح الأنبياء، ولا ترده القدرة القديمة العظيمة وصلب السحرة، وقطع أيديهم وكم من بلية نزلت بمعظم القدر، فما زاده ذلك إلا تسليمًا ورضى فهناك يبين معنى قوله: }رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ{ [المائدة: 119].
وههنا يظهر قدر قوة الإيمان، لا في ركعات.
قال الحسن البصري: استوى الناس في العافية فإذا نزل البلاء تباينوا.
([1]) جامع العلوم والحكم ص 228.
قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: إن العبد ليهم بالأمر في التجارة، والإمارة حتى ييسر له، فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه فإن يسرته له أدخلته النار، فيصرفه الله عنه، فظل يتطير بقوله: سبني فلان، وأهانني فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل»([1]).
وقفة:
قال ابن القيم في صيد الخاطر: ليس المؤمن بالذي يؤدي فرائض العبادات صورة، ويتجنب المحظورات فحسب، إنما المؤمن هو الكامل الإيمان، لا يختلج في قلبه اعتراض ولا يساكن نفسه فيما يجري وسوسة وكلما اشتد البلاء عليه زاد إيمانه، وقوي تسليمه.
وقد يدعوا فلا يرى للإجابة أثرًا، وسره لا يتغير لأنه يعلم أنه مملوك وله مالك يتصرف بمقتضى إرادته، فإن اختلج في قلبه اعتراض خرج من مقام العبودية إلى مقام المناظرة كما جرى لإبليس.
والإيمان القوي يبين أثره عند قوة البلاء فقد يرى مثل يحيى بن زكريا، يتسلط عليه فاجر، فيأمر بذبحه فيذبح وربما اختلج في الطبع أن يقول: فهل رد عنه من جعله نبيًا؟
وكذلك كل تسلط من الكفار على الأنبياء والمؤمنين وما وقع رد عنهم فإن هجس بالفكر أن القدرة تعجز عن الرد عنهم كان ذلك كفرًا، وإن علم أن القدرة متمكنة من الرد وما ردت وأن الله قد يجيع المؤمنين ويشبع الكفار، ويعافي العصاة ويمرض المتقين، لم يبق إلا التسليم للمالك وإن أمض وأرمض.
وقد ذهب يوسف بن يعقوب عليهما السلام، فبكى يعقوب ثمانين سنة، ثم لم ييأس فلما ذهب ابنه الآخر قال: }عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا{ [يوسف: 83].
وقد دعا موسى -عليه السلام- على فرعون، فأجيب بعد أربعين سنة.
وكان يذبح الأنبياء، ولا ترده القدرة القديمة العظيمة وصلب السحرة، وقطع أيديهم وكم من بلية نزلت بمعظم القدر، فما زاده ذلك إلا تسليمًا ورضى فهناك يبين معنى قوله: }رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ{ [المائدة: 119].
وههنا يظهر قدر قوة الإيمان، لا في ركعات.
قال الحسن البصري: استوى الناس في العافية فإذا نزل البلاء تباينوا.
([1]) جامع العلوم والحكم ص 228.
تعليق