إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

احفظ الله يحفظك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • احفظ الله يحفظك

    احفظ الله يحفظك



    بسم الله الرحمن الرحيم

    المقدمة

    الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً، وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذّكَّر أو أراد شكوراً.
    وأشهد أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حقَّ جهاده، حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً.
    أما بعد:
    عنوان هذا الموضوع : "احفظ الله يحفظك" ولا تزال تتكرر هذه الكلمة ما دام في الأرض إسلام، وما دام في الأرض مسلمون.
    من يتّقِ الله يُحمد في عواقبه ويكفه شرّ من عزُّوا ومن هانُوا
    من استجار بغير الله في فَزَعٍفإن ناصرَه عجزٌ وخذلانُ
    فالزم يديك بحبل الله معتصماً فإنه الركنُ إن خانتك أركانُ
    * صحّ عند الترمذي وأحمد[1] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما – قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ «يَا غُلاَمُ، إِنِّى أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ ».
    وزاد أحمد في مسنده: «وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً»[2]
    أهمية هذا الموضوع:

    هذه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للأولين والآخرين.
    قال بعض الصالحين: إذا أردتَ أن توصي صاحبك أو أخاك أو ابنك فقل له: احفظ الله يحفظك.
    وقال أحد العلماء: تأملت في هذا الحديث فكدتُ أدهش لما فيه من المعاني الجليلة.
    ولذلك قال سليمان بن داود عليهما السلام: تعلمنا مما تعلَّم الناس، ومما لم يتعلم الناس، فما وجدنا كحفظ الله في الغيب والشهادة.

    لمن هذا ؟

    هذا الموضوع لا يوجّه لصنف من الناس، وإنما هو للملوك، وللأمراء، وللوزراء، وللموظفين، وللأطباء، وللمهندسين، وللتجار، وللفلاحين، وللعسكريين، وللرجال، وللنساء.
    دعها سماوية تجري على قدر لا تفسدنها برأي منك منكوس
    وقال الآخر:
    يا حافظَ الآمال أنت حفظتني وعدى الظلوم عليَّ كي يجتاحني فنصرتني
    فانقاد لي متخشعاً لما رآك منعتني

    حفظ الله تعالى:

    الله سبحانه وتعالى خلق خلقه، وهو يحفظهم ويتولاهم، فما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:64].
    رأي رجلٌ عصفوراً يطير من شجرة إلى شجرة، وبفمه لحمة ينقلها إلى أعلى نخلة، فصعد الرجل إلى أعلى النخلة، فوجد في أصل النخلة حية عمياء كبيرة السن، فكان إذا اقترب منها العصفور وَشْوَشَ لها، فتفتح فاهها فيلقي فيه قطعة اللحم. حية رزقها يصلها إلى رأس النخلة، بعصفور وهي عمياء، ويصرصر لها العصفور فترفع فكَّها.
    من الذي دلّ العصفور؟ إنه الواحد الأحد!! إنه رب العصفور!!
    من الذي رزق الحية؟ إنه الحيّ القيوم، ربُّ الحيّة. (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [هود:6].
    * والله سبحانه وتعالى يحفظ من حفظه من عباده في حالات ومقامات متنوعة، لا يمكن لأحد حصرها أو عدّها. يحفظه في دينه، وذلك أغلى ما عند المسلم، ويحفظه في دنياه من كل سوء، ويسخر له مخلوقاته، (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:64].
    * وحفظ الله تعالى المرءَ في دينه كثيراً ما يغيب عن الأذهان بالرغم من أهميته وخطورته.. فيحفظ الله قلبه من الشبهات والشكوك، ويحميه من الشرك والنفاق، ويحفظه من الحيرة والتردد، ومن كل مبدأ دخيل هدام.. والناس من حوله صرعى بلا هدف ولا وجهة.. وهو قد حفظه الله، فعرف درب الخير والفلاح.
    ويحفظه عند ساعة الاحتضار، عند فراق هذه الدنيا، في تلك اللحظة الحرجة التي يحرص الشيطان على اصطياد المرء فيها، ولكن المؤمن الصادق يثبته الله بقوله الثابت، ويحفظه ويسدده، ويوفقَّه لقول كلمة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
    وكم من شخص ضيَّع حدودَ الله.. وعند الموت خانه لسانه فعجز عن التلفظ بالشهادة.. وندم وتحسَّر، وأسف على ما قدَّم ولات ساعة مندم!! لأنه لم يحفظ الله تعالى! فلم يحفظه سبحانه، فخسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين!

    حفظ الله لأوليائه في الدنيا

    أما حفظه تعالى لأوليائه وعباده الصالحين في الدنيا، فله صور وأنواع متنوعة، وإليك أخي القارئ أمثلة من ذلك:
    1- الحفظ من مكر الأعداء:

    دعا نبي الله إبراهيم عليه السلام قومه، فلما ضاقوا به ذرعاً أجمعوا أمرهم على إلقائه في النار، ووضعوا إبراهيم في المنجنيق، وأشعلوا له ناراً، وأوقدوها وقالوا: ألقوه في النار. فأتى جبريل في تلك اللحظة إلى إبراهيم عليه السلام، فقال: يا إبراهيم، هل لك إليَّ حاجة؟ قال: أما إليك فلا! وأمّا إلى الله فبلى[3]؟
    وفي البخاري[4] عن ابن عباس موقوفاً، قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا:(إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران:173]
    ألقوه نبي الله إبراهيم في النار، وهو في الهواء، يقول: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. وفي أثناء وقوعه قال الله للنار: (كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ) [الأنبياء:69]، فخرج ونجا من كيدهم.
    (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:64]، فمن الذي يطفئ النار؟ إنه الله!! ومن الذي ينجي من اليم؟ إنه الله!! ومن الذي يصل الحبل بعبده؟ إنه الله.
    كم نطلب الله في شرًّ يحلّ بنا فإن تولت بلايانا نسيناه
    ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا فإن رجعنا إلى الشاطي عصيناه
    ونركب الجوَّ في أمن وفي دعة فما سقطنا لأن الحافظ الله
    2- الحفظ من كيد الطغاة والحكام:

    * موسى عليه السلام أرسله الله سبحانه إلى فرعون الطاغية، فذهب إليه ليدعوه إلى الله سبحانه وتعالى، وقبل أن يدخل إلى إيوانه وديوانه يعرف أن الموت في الديوان، من الذي في الديوان؟ إنه فرعون الجبار!! السيوف!! الدماء!! الموت الأحمر!! فرعون الإرهابي!! الفتَّاك!! الدكتاتوري المجرم!!
    قال موسى: (رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى) [طه:45]. فأتى كلام الذي هو خير حافظ وهو أرحم الراحمين: (لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) [طه:46]. وتكلم معه موسى بقوة، وحفظه الله تعالى.
    واتفق موسى وفرعون على تحديد يوم الزينة موعداً بين موسى والسحرة، واجتمع الناس، وحضر موسى عليه السلام. وجاء السحرة، فقال لهم موسى: ألقوا، فألقوا حبالهم وعصيهم، وصار يُخيل للناظر إليها أنها تسعى!! فأوجس موسى في نفسه خيفة، فأتاه كلام الذي هو خير حافظ وهو أرحم الراحمين: (لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى) [طه:68].
    * يقول الأستاذ سيد قطب عند قول الله تعالى: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران:139]. لا تهنوا فعقيدتكم أعلى، فأنتم تسجدون لله وحده، وهم يسجدون لشئ من خلقه، أو لبعض من خلقه، ومنهجكم أعلى، فأنتم تسيرون على منهج من صنع الله، وهم يسيرون على منهج من صنع خلق الله، ودوركم أعلى.. ومكانكم أعلى[5].
    * يقول طاوس بن كيسان – وهو من تلاميذ ابن عباس الأخيار الأطهار، وهو من رواة البخاري ومسلم – يقول: "دخلت الحرم لأعتمر، قال: فلما أديت العمرة جلست عند المقام بعد أن صليت ركعتين، فالتفتُ إلى الناس وإلى البيت، فإذا بجلبة الناس والسلاح.. والسيوف.. والدرق.. والحراب.. فالتفتُّ فإذا هو الحجاج بن يوسف، وهو الأمير السفاك، تقول فيه ليلى الأخيلية:
    حجاج أنت الذي ما فوقه أحد إلا الخليفة والمستغفر الصمد
    قتل مائة نفس، وقتل سعيد بن جبير.
    قال الحجاج: رأيت في المنام أن الله قتلني بكل نفس قتلتها مرة، إلا سعيد بن جبير فإن الله قتلني على الصراط سبعين مرة!!
    يقول طاوس: فرأيت الحراب فجلست مكاني، وبينما أنا جالس إذا برجل من أهل اليمن فقير زاهد عابد، أقبل فطاف بالبيت؛ ثم جاء ليصلي ركعتين، فتعلّق ثوبه بحربة من حراب جنود الحجاج، فوقعت الحربة على الحجاج، فاستوقفه الحجاج، وقال له: من أنت؟ قال: مسلم. قال: من أين أنت؟
    قال: من اليمن، قال: كيف أخي عندكم؟ [يعني أخاه الظالم مثله، واسمه محمد بن يوسف]، قال الرجل: تركته سميناً بديناً بطيناً، قال الحجاج: ما سألتك عن صحته، لكن عن عدله؟ قال: تركته غشوماً ظلوماً، قال: أما تدري أنه أخي؟ قال الرجل: فمن أنت؟ قال: أنا الحجاج بن يوسف، قال: أتظن أنه يعتز بك أكثر من اعتزازي بالله؟ قال طاوس : فما بقيت في رأسي شعرة إلا قامت، قال: فأفلته الحجاج وتركه. لماذا؟ لأنه توكل على الله، (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:64].
    * لما فتح عبد الله بن علي العباسي[6] دمشق، قتل في ساعة واحدة ستة وثلاثين ألفاً من المسلمين، وأدخل بغاله وخيوله في المسجد الأموي الجامع الكبير، ثم جلس للناس وقال للوزراء: هل يعارضني أحد؟ قالوا: لا. قال: هل ترون أحداً سوف يعترض عليّ؟ قالوا: إن كان فـالأوزاعي - والأوزاعي محدّث فحل، أمير المؤمنين في الحديث، أبو عمرو، كان زاهداً عابداً، من رواة البخاري ومسلم – قال: تعالوا به، فذهب الجنود للأوزاعي فما تحرك من مكانه، قالوا: يُريدك عبدالله بن علي، قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، انتظروني قليلاً، فذهب فاغتسل، ولبس أكفانه تحت الثياب؛ لأنه يعرف أن المسألة موت أحمر، وقتل ودماء. ثم قال لنفسه: الآن آن لك يا أوزاعي أن تقول كلمة الحق، لا تخشى في الله لومة لائم. فدخل على هذا السلطان الجبار.
    قال الأوزاعي وهو يصف القصة: فدخلت فإذا أساطين من الجنود -صفَّان-،قد سلُّوا السيوف، فدخلت من تحت السيوف؛ حتى بلغت إليه، وقد جلس على سرير، وبيده خيزران، وقد انعقد جبينه عقدة من الغضب، قال: فلما رأيته، والله الذي لا إله إلا هو؛ كأنه أمامي ذباب.. "حسبنا الله ونعم الوكيل"، قال: فما تذكرت أحداً لا أهلاً، ولا مالاً، ولا زوجة، وإنما تذكرت عرش الرحمن إذا برز للناس يوم الحساب، قال: فرفع بصره وبه غضب عليّ ما الله به عليم، قال: يا أوزاعي، ما تقول في الدماء التي أرقناها وأهرقناها؟ قال الأوزاعي: حدّثنا فلان، قال: حدثنا ابن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: الثَّيِّبُ الزَّاني، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ»[7] فإن كان من قتلتهم من هؤلاء فقد أصبت، وإن لم يكونوا منهم فدماؤهم في عنقك. قال: فنكتَ بالخيزران ورفعت عمامتي أنتظر السيف، ورأيت الوزراء يستجمعون ثيابهم ويرفعونها عن الدم.
    قال: وما رأيك في الأموال؟ قال الأوزاعي: إن كانت حلالاً فحساب، وإن كانت حراماً فعقاب!! قال: خذ هذه البدرة - كيس مملوء من الذهب – قال الأوزاعي: لا أريد المال، قال: فغمزني أحد الوزراء، يعني خذها، لأنه يريد أدنى علة ليقتل، قال: فأخذ الكيس ووزَّعه على الجنود، حتى بقي الكيس فارغاً، فرمى به وخرج، فلما خرج قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل، قلناها يوم دخلنا وقلناها يوم خرجنا" (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) [آل عمران:174].
    يقول أحد الصالحين لابنه: ألا أدُلّك على القوة التي لا تُغلب؟ قال: بلى، قال: توكَّل على الله!!
    * دخل المهدي الخليفة العباسي مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم، وفي المسجد أكثر من خمسمائة رجل من طلبة الحديث، أهل العمائم والمحابر والأقلام، وفيهم مالك بن أنس، فقام الناس جميعاً إلا ابن أبي ذئب، أحد العلماء، من رواة البخاري ومسلم، فقال المهدي: يا ابن أبي ذئب، قام الناس لي جميعاً إلا أنت، قال: والله الذي لا إله إلا هو، لقد أردت أن أقوم لك، فلما تهيأت للقيام تذكرت قوله تعالى: (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [المطففين:6]. فتركت هذا القيام لذاك اليوم، قال: اجلس، والله ما بقيت في رأسي شعرة إلا قامت.
    * الإمام الزهري: المحدث الكبير، دخل على هشام بن عبد الملك الخليفة الأموي، فقال هشام للعلماء وكانوا حوله: من الذي تولى كبره؟ يعني في قول الله تعالى: (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [النور:11] في حادثة الإفك.
    وكان هشام يدَّعي أن الذي تولى كبره هو علي بن أبي طالب - رضي الله عنه – فقال هشام لسليمان بن يسار: من الذي تولى كبره؟ قال: عبد الله بن أبيّ، قال: كذبت هو علي بن أبي طالب، فقال سليمان: أمير المؤمنين أعلم بما يقول، ثم قال للآخر: من الذي تولى كبره؟ فأجابه وكذبه، ثم وصل الدور إلى محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، فقال هشام: من الذي تولى كبره؟ قال: عبد الله بن أبي بن سلول، قال: كذبت، قال: أنا أكذب لا أبا لك، والله لو نادى منادٍ من السماء أن الكذبَ حلال ما كذبت، والله الذي لا إله إلا هو، لقد حدثني سعيد وعروة وعُبيد وعلقمة بن وقاص عن عائشة: أن الذي تولى كبره هو عبد الله بن أبي بن سلول، فارتعد الخليفة وقال: هيَّجناك سامحنا. (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:64].

    [1] الترمذي (2516) وأحمد في مسنده (1/293، 303، 307)



    [2] أحمد (1/307)



    [3] انظر تفسير ابن كثير 3/294



    [4] البخاري: (4563)



    [5] في ظلال القرآن 1/480 بتصرف



    [6] هو ملك من الملوك أمره عجيب وخبره غريب، عم أبي جعفر المنصور ما كان يبتسم أبداً، حرسه بقارب ثلاثين ألفاً.



    [7] رواه البخاري (6878) ومسلم (1676) والنسائي (4016) وأبو داود (4352) والترمذي (1402) وأحمد (1/465)
    التعديل الأخير تم بواسطة "بنت الإسلام"; الساعة 11-10-2010, 02:23 AM. سبب آخر: فصل كلامات متشابكة -جزاكِ الله خيراً-



  • #2
    رد: احفظ الله يحفظك

    جزاكِ الله خيراً أخيتى
    موضوع ثرى وجميل واستفدُ منه كثيراً
    الله أسأل أن يحفظنا ....اللهم آآميــــن
    ننتظر مزيد من موضوعاتك الطيبة -يسر الله لكِ-
    دمتى فى حفظ الرحمن


    قلبى حن يطــــوف بظلالك
    ♥♥ولزمزم فؤادى ظمأنَ
    ((ينادى فؤادى بليل السكون بدمع العيون برجع الصدى لك الحمدُ إنى حزينٌ حزين وجرحى يلون درب المدى ((
    اللهم ارحم جدتى رحمةً واسعة

    تعليق


    • #3
      رد: احفظ الله يحفظك

      المشاركة الأصلية بواسطة "بنت الإسلام" مشاهدة المشاركة
      جزاكِ الله خيراً أخيتى
      موضوع ثرى وجميل واستفدُ منه كثيراً
      الله أسأل أن يحفظنا ....اللهم آآميــــن
      ننتظر مزيد من موضوعاتك الطيبة -يسر الله لكِ-
      دمتى فى حفظ الرحمن
      جزاكم الله خيرا ونفع بكم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال جعلنا الله وإياكم من اهل الفردوس الأعلى


      تعليق

      يعمل...
      X