الحج المبرور وعلامات قبوله
فشروط وجوبه خمسة وهي الإسلام والعقل والبلوغ والحرية والاستطاعة وتحصل بثلاثة أشياء: صحة البدن وأمن الطريق ووجود الزاد والراحلة أي النفقة والمركوب وأن يكون ذلك فاضلاً عن قوت عياله وحوائجه الأصلية في ذهابه وإيابه. وتزيد المرأة شرطًا سادسًا وهو وجود محرم لها وهو زوجها أو من تحرم عليه على التأبيد بنسب أو سبب مباح، ويصح حج الصبي ولا يجزيه عن حجة الإسلام فإذا بلغ فعليه أن يحج حجة أخرى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور#
ليس له جزاء إلا الجنة»([1]) وفسر بر الحج بإطعام الطعام وطيب الكلام وإفشاء السلام، والحج المبرور هو المقبول الذي لا يرتكب صاحبه فيه معصية بأن يحج كما شرع الله وكما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم قاصدًا بحجه وجه الله، قائمًا بالواجبات والمستحبات، تاركًا المحرمات والمكروهات فمغفرة الذنوب بالحج ودخول الجنة مرتب على كون الحج مبرورًا، وقد قال الله تعالى:}الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ{([2]) وفي الحديث: «من حج فلم يرفث ولا يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه»([3]) والرفث فسر بالجماع ودواعيه، والفسوق المعاصي، والجدال المنازعة في أحكام الحج بعد أن وضحها الله أو المخاصمة بالباطل.
وفي الحديث: «ما يصنع من يؤم هذا البيت إذا لم يكن فيه ثلاث خصال ورع يحجزه عما حرم الله وحلم يضبط به جهله وحسن صحبة لمن يصحب وإلا فلا حاجة لله بحجه»([4]) ومن بر الحج أن تكون النفقة فيه طيبة من مال حلال لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا وفي الحديث: «إذا خرج الرجل حاجًا بنفقة طيبة فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لبيك وسعديك زادك حلال ونفقتك حلال وحجك مبرور، وإذا حج بالنفقة الخبيثة فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه منادٍ من السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك مأزور غير مبرور»([5]) وقال الشاعر:
إذا حججت بمال أصله سحت
فما حججت ولكن حجت العير
ما يقبل الله إلا كل طيبة
ما كل من حج بيت الله مبرور#
ومن بر الحج كثرة ذكر الله فيه من التلبية والتسبيح والتكبير والتهليل والدعاء والاستغفار قال صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله»([6]) ومما يجب على الحاج وغيره وبه يبر حجه المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة فهي عمود الدين وركنه الذي يقوم عليه فمن حج ولم يحافظ على الصلاة كان كمن يسعى في تحصيل ربح درهم ويضيَّع رأس ماله، والصلاة شعار المسلم وهي من الإسلام بمنزلة الرأس من الجسد فكما أنه لا حياة لمن لا رأس له فلا دين لمن لا صلاة له بل هو مرتد عن الإسلام فيجب أن يتوب إلى الله ويصلي باستمرار ويعيد الحج قال ابن عبد القوي:فما حججت ولكن حجت العير
ما يقبل الله إلا كل طيبة
ما كل من حج بيت الله مبرور#
ومن حج بالمال الحرام يعيدها
كذلك مرتد تاب بأوكد
منافع الحج: وفي الحج من المنافع الدينية والدنيوية والاجتماعية والصحية مالا يعد ولا يحصى قال تعالى: }لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ{([7]) ففيه امتثال لأمر الله وتوحيد وتعظيم له وإظهار لذكره وشكره وخشوع وتذلل لعظمته وفيه مغفرة الذنوب وتكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفع الدرجات وفيه تذكير بأحوال الأنبياء والمرسلين والسلف الصالحين فيوجب ذلك محبتهم والاقتداء بهم، وفيه مكاسب دنيوية بالتجارة.كذلك مرتد تاب بأوكد
وفيه يلتقي المسلم بإخوانه المسلمين الوافدين إلى هذا البيت من مشارق الأرض ومغاربها فيتعارفون ويتشاورون ويحلون مشاكلهم، ويتبادلون المنافع فيما بينهم، وفي الحج رياضة للأبدان وصحة لها، وفيه يتفكر المسلم في مخلوقات الله في الأرض والأنفس على اختلاف ألوانها وأجناسها ولغاتها}وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ{([8]) وفي أشهر الحج وأيامه يتجه المسلمون إلى بيت الله#
الحرام لأداء فريضة الحج تاركين في سبيل ذلك أوطانهم وأولادهم وأموالهم، متجهين إلى مكان واحد، في وقت واحد، قاصدين ربًا واحدًا وهدفًا واحدًا، فإذا وصلوا إلى الميقات خلعوا ثيابهم ولبس كل واحد منهم إزارًا ورداء كأنها أكفان الموتى وكأنهم مسافرون إلى الآخرة لا فرق في ذلك بين الصغير والكبير والغني والفقير والرئيس والمرؤوس، وكذلك يستوي في هذا الشعار المتواضع النجدي والشامي واليمني والمغربي والهندي والعربي والعجمي... فالكل جاء يقطع البلاد جوًا وبرًا وبحرًا لحضور ذلك الإجماع الإسلامي الكبير استجابة لنداء الله على لسان خليله وشوقًا إلى لقائه فيدخلون إلى حرم الله محرمين خاضعين خاشعين متذللين قد تركوا مألوفاتهم واتجهوا إلى الله بقلوبهم وأبدانهم فيترددون في تلك المشاعر العظيمة من الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفة ومزدلفة ورمي
الجمار وذبح الهدي على اسم الله والحلق أو التقصير والمبيت بمنى إلى أن يودعوا البيت كل ذلك بقلوب خاشعة وأعين دامعة وألسنة ملبية مكبرة مهللة داعية.
وإذا وقفوا بعرفة اطلع الله عليهم وباهى بهم الملائكة وقال انظروا إلى عبادي أتوني شعثًا غبرًا من كل فج عميق يرجون رحمتي ومغفرتي فلو كانت ذنوبهم عدد الرمل لغفرتها لهم كما في الحديث الذي رواه أبو يعلى والبزار وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه والبيهقي (انظر الترغيب والترهيب جـ2 ص 323) وما من يوم أكثر من أن يعتق الله عبيده من النار يوم عرفة وبعد انتهاء الحج وتوديع البيت يرجع الحجاج الأبرار إلى أوطانهم كما ولدتهم أمهاتهم قد غفرت ذنوبهم واستجيب دعاؤهم واستحقوا العتق من النار ودخول الجنة.
فالحج فرصة ثمينة ومناسبة عظيمة لا تحصل لغير المسلمين فحقيق بالمؤمن وخصوصًا من لم يحج أن يبادر إلى الحج وهو قادر عليه ما دام في العمر#
فسحة وفي الوقت مهلة قبل حلول الأجل وهجوم الموت وفوات الأوان، قال الله تعالى: }فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ{([9])}وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ{([10]) وفي الحديث: «تعجلوا إلى الحج [يعني الفريضة] فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له»([11]) وقال الإمام محمد بن عبد القوي في نظم آداب الحج:
وبادر بفرض العمر قبل انقضائه
بحج إلى البيت العتيق المؤكد
تحن إلى أعلام مكة دائمًا
قلوب إلى الداعي تروح وتغتدي
يطير بهم شوقًا إلى ذلك الحمى
لتحصيل وعد النفع في خير مشهد
على كلهم قد هانت نفس عزيزة
وأهل ومال من طريف ومتلد
وللرفث أهجر والفسوق وهكذا الـ
ـجدال وأقلل من كلامك تحمد
خصائص البيت الحرام:بحج إلى البيت العتيق المؤكد
تحن إلى أعلام مكة دائمًا
قلوب إلى الداعي تروح وتغتدي
يطير بهم شوقًا إلى ذلك الحمى
لتحصيل وعد النفع في خير مشهد
على كلهم قد هانت نفس عزيزة
وأهل ومال من طريف ومتلد
وللرفث أهجر والفسوق وهكذا الـ
ـجدال وأقلل من كلامك تحمد
وقد اختص هذا البيت الحرام بأنه أشرف البقاع وأفضلها، وبأنه قبلة المسلمين أحياء وأمواتًا في مشارق الأرض ومغاربها، وبوجوب الحج إليه وأن قصده مكفر للذنوب والآثام، وليس لقاصده ثواب دون الجنة إذا اتقى الله تعالى وبر وصدق، وبأن الصلاة فيه أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد([12]) وبأنه يحرم استقباله واستدباره عند قضاء الحاجة ويؤاخذ فيه على الهم بالسيئات، قال تعالى:}وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ{([13]) وبأن من دخله كان آمنًا.
قال الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني في قصيدته في ذكرى الحج وبركاته:
وما زال وفد الله يقصد مكة
إلى أن يرى البيت العتيق وركناه#
يطوف به الجاني فيغفر ذنبه
ويسقط عنه جرمه وخطاياه
فمولى الورى للزيارة قد دعا
أنقعد عنها والمزور هو الله
نحج لبيت حجه الرسل قبلنا
لنشهد نفعًا في الكتاب وعدناه
فيامن آسى يامن عصى لو رأيتنا
وأوزارنا ترمى ويرحمنا الله
وبعد تمام الحج والنسك كلها
حللنا وباقي عيسنا ما انخناه
وودعت الحجاج بيت إلهها
وكلهم تجري من الحزن عيناه
ووالله لولا أن نؤمل عودة
إليه لذقنا الموت حين فجعناه
وهكذا يكون المؤمنون الأبرار والمتقون الأخيار يدعوهم الإيمان ويحدوهم الشوق وتقودهم الرغبة إلى تلك المشاعر ويفجعهم فراق بيت محبوبهم الذي وجدوا فيه لذة نفوسهم ومغفرة ذنوبهم وغاية مطلوبهم، وهكذا يكون الحج المبرور الذي وقع كما أراد الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.إلى أن يرى البيت العتيق وركناه#
يطوف به الجاني فيغفر ذنبه
ويسقط عنه جرمه وخطاياه
فمولى الورى للزيارة قد دعا
أنقعد عنها والمزور هو الله
نحج لبيت حجه الرسل قبلنا
لنشهد نفعًا في الكتاب وعدناه
فيامن آسى يامن عصى لو رأيتنا
وأوزارنا ترمى ويرحمنا الله
وبعد تمام الحج والنسك كلها
حللنا وباقي عيسنا ما انخناه
وودعت الحجاج بيت إلهها
وكلهم تجري من الحزن عيناه
ووالله لولا أن نؤمل عودة
إليه لذقنا الموت حين فجعناه
تنبيه على أخطاء بعض الحجاج: وكثير من الحجاج يتجشمون المشاق للحج فيتعبون أبدانهم وينفقون أموالهم ومع ذلك لا يؤدون الحج على الوجه المطلوب فبعضهم يقف خارج حدود عرفات وهؤلاء لا حج لهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحج عرفة» [رواه أحمد وأهل السنن] فيجب التأكد من حدودها.
وبعضهم يخرج منها قبل غروب الشمس وهو غير جائز، وكثير من الحجاج لا يبيتون بمزدلفة وقد بات بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صلى الفجر ووقف بالمشعر الحرام إلى أن أسفر جدًا ودفع منها قبيل طلوع الشمس ولم يرخص في الدفع منها قبل ذلك إلا للضَّعفة من النساء والصبيان بعد نصف الليل، وبعض الناس يرمون الجمرات في أيام التشريق قبل زوال الشمس وهو غير جائز لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرمها إلا بعد الزوال وقال: «خذوا عنِّي مناسككم»([14]).#
وبعض الناس يسيء الأدب إلى الحجاج بأقواله وأفعاله خصوصًا في أماكن الزحام وكل ذلك مما ينافي بر الحج ومكارم الأخلاق وإنما الواجب على المسلم أن يمتنع عن الأذى ويصبر على ما يصيبه من الناس لئلا يتعرض لنقصان حجه أو بطلانه وقد قال الله تعالى:}ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ{([15]) فالحج المبرور الذي وقع من المؤمنين الأبرار على هدي نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وعلامة الحج المبرور أن يرجع الحاج أحسن مما كان عليه قبل الحج فيرجع مطيعًا لله بعد أن كان عاصيًا وذاكرًا لله بعد أن كان غافلاً عن ذكره وتائبًا إلى الله توبة نصوحًا بترك المعاصي والندم على ما فات منها والعزم على عدم العودة إليها في المستقبل مستغفرًا الله بعد أن كان مصرًا وبذلك يكون الحج مبرورًا والسعي مشكورًا والذنب مغفورًا وبالله التوفيق.
ما يشرع لمريد الحج والعمرة:
1 – أن يتعلم أحكام الحج ليكون على بصيرة من دينه وتكون أقواله وأفعاله على وفق الشرع المحمدي.
2 – أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحًا من جميع الذنوب بترك المعاصي والندم على ما فات منها والعزم على عدم العودة إليها في المستقبل ويسارع إلى رد مظالم الناس ليتخلص من آثامها ويكون حجه مبرورًا.
3 – أن يكتب وصيته قبل خروجه ويكتب ماله وما عليه من الدين والأمانات والودائع ويشهد على ذلك حرصًا على ضمان حقه وحق الآخرين.
4 – أن يوصي أهله وأولاده وإخوانه وذويه بتقوى الله تعالى وطاعته والمحافظة على الصلوات الخمس والتمسك بتعاليم الإسلام والعمل بالقرآن والسنة.#
5 – أن يصحب في سفره الأخيار من أهل الطاعة والفقه في الدين ليضيئوا له الطريق ويرشدوه إلى الحق وينبهوه على الخطأ ويذكروه إذا نسي ويعينوه إذا ذكر.
6 – أن يقصد بحجه وجه الله تعالى والدار الآخرة «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» متفق عليه.
7 – أن ينتخب لحجه وعمرته نفقة طيبة من مال حلال فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا خالصًا لوجهه الكريم.
8 – أن يصون لسانه وعينه وأذنه عن الكلام المحرم والنظر المحرم والسماع المحرم وعن كل ما يغضب الله }فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ{ [سورة البقرة الآية: 197].
فائدة: من فوائد الحج:
1 – اشتماله على ذكر الله الذي تطمئن به القلوب ويصل به العبد إلى أكمل مطلوب.
2 – أن فيه تذكرة بأحوال الأنبياء والمرسلين والمتذكر لذلك مؤمن بهم متبع لهم مقتد بهم.
3 – أن المسلمين يجتمعون في موضع واحد في وقت واحد على عمل واحد ويتم بذلك التعاون والتعارف والمحبة.
4 – فيه مكاسب عظيمة دنيوية.
5 – فيه مغفرة الذنوب وتفريج الكروب وإجابة الدعوات وإسبال العبرات ورفع الدرجات ومحو السيئات فلله الحمد على ذلك.
يوميات الحج
1 – إذا وصل إلى الميقات يسن له أن يغتسل ويتنظف ويتطيب ويأخذ من أظفاره وشعر عانته وشاربه ثم يلبس إزارًا ورداء أبيضين نظيفين للرجل،#
أما المرأة فتحرم في ثياب عادية. ويصلي ركعتين قبل نية الإحرام إذا لم يكن في وقت نهي، أو يحرم بعد صلاة فريضة في وقتها.
2 – إذا أراد الحج والعمرة نواهما معًا وقال لبيك حجًا وعمرة، فيكون قارنًا، أو أراد الحج وحده نواه وقال لبيك حجًا فيكون مفردًا أو نوى التمتع فيقول لبيك عمرة متمتعًا بها إلى الحج.
3 – ينبغي أن يحافظ على التلبية بقدر الإمكان وهي: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
5 – إذا وصل إلى البيت الحرام طاف طواف العمرة إن كان متمتعًا أو طواف القدوم إن كان مفردًا أو قارنًا سبعة أشواط يرمل في الثلاثة الأشواط الأول منها ويمشي في الأربعة الأخيرة ثم يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم. ويضطبع في هذا الطواف بأن يجعل وسط ردائه تحت عاتقه الأيمن وطرفيه على عاتقه الأيسر.
5 – ثم يخرج إلى المسعى فيبدأ بالصفا ويختم بالمروة سبعة أشواط ويسن أن يرقى عليهما ويستقبل الكعبة فيدعو الله تعالى ويهلله ويكبره.
6 – ثم يحلق أو يقصر إن كان متمتعًا أي ناويًا للعمرة وحدها ويلبس ملابسه المعتادة ويباح له حينئذ كل شيء من محظورات الإحرام، أما إن كان مفردًا أو قارنًا أي نوى الحج وحده أو الحج والعمرة جميعًا فلا يحلق ولا يقصر ويستمر على إحرامه حتى ينتهي الحج.
ما يفعل الحاج في اليوم الثامن من ذي الحجة:
يسن أن يغتسل ويتنظف ويتطيب ويلبس ثياب الإحرام ويلبي بالحج ثم يتوجه إلى منى فيبيت بها تلك الليلة فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر فإذا طلعت الشمس سار إلى عرفات.
ما يفعل في اليوم التاسع:
يسن أن يذهب إلى نمرة ويقيم بها إلى الزوال ويخطب بها الإمام#
ويصلي بها الظهر والعصر بآذان وإقامتين جمع تقديم قصرًا ثم يتوجه إلى عرفات ويجتهد في الذكر والدعاء والاستغفار والتوبة النصوح من جميع الذنوب فيتركها ويندم على ما فات منها ويعزم أن لا يعود إليها في المستقبل، وخير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة، فهو يوم عظيم يجود الله فيه على عباده ويباهي بهم ملائكته ويكثر فيه العتقاء من النار فينبغي للمسلمين أن يروا الله من أنفسهم خيرًا، والشقي من حرم فيه رحمة الله، والله تعالى يتوب على من تاب ويغفر لمن استغفر ويجيب من دعاه}وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ{ [سورة الشورى:25]
وبعد غروب الشمس يتوجه الحاج من عرفة إلى مزدلفة فيصلي بها المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا لصلاة العشاء، ويبيت فيها إلى أن يصلي الفجر ويذكر الله تعالى إلى قبيل طلوع الشمس ثم يتوجه إلى منى.
ما يفعل في اليوم العاشر – يوم العيد:
يكون الحاج في منى وأعمال هذا اليوم أربعة:
1 – رمي جمرة العقبة بعد طلوع الشمس إلى غروبها بسبع حصيات متواليات واحدة بعد الأخرى.
2 – ذبح الهدي إن كان متمتعًا أو قارنًا.
3 – حلق شعر الرأس أو تقصيره والحلق أفضل والمرأة تقصر من كل ظفيرة قدر أنملة وهي رأس الإصبع فقط ثم يلبس ثيابه المعتادة ثم قد حل له كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء.
4 – يذهب إلى مكة ذلك اليوم إن تيسر ذلك فيطوف بالبيت طواف الإفاضة ويسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعًا أو مفردًا أو قارنًا ولم يكن سعى بعد طواف القدوم فيكون قد حل له كل شيء من محظورات الإحرام. ثم يعود إلى منى ليبيت بها والواجب المبيت معظم الليل هذا معنى المبيت وهو واجب على الحاج.#
ما يفعل الحاج في اليوم الحادي عشر والثاني عشر:
يرمي الجمرات الثلاث بالترتيب من بعد زوال الشمس إلى غروبها.
1 – الجمرة الأولى: وهي الصغرى وهي البعيدة من مكة ويقف بعدها يدعو مستقبل القبلة.
2 – ثم الوسطى: ثم يسن أن يقف ويدعو إن تيسر ذلك.
3 – ثم جمرة العقبة: ولا يقف عندها يرمي كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات.
وله الخروج من منى في اليوم الثاني عشر قبل غروب الشمس فإن غربت ولم يخرج لزمه المبيت بها والرمي بعد الزوال في اليوم الثالث عشر.
ولا يخرج الحاج من مكة حتى يودع البيت وهو واجب على غير المرأة الحائض والنفساء وغير أهل مكة أما هم فلا وداع عليهم.
الأشياء المحرمة على المحرم بحج أو عمرة:
1 – حلق الشعر أو تقصيره أو نتفه.
2 – وتقليم الأظافر.
3 – وتغطية الرأس بملاصق في حق الرجل.
4 – والطيب في البدن والثياب.
5 – ولبس المخيط للرجل.
6 – وعقد النكاح له أو لغيره.
7 – والجماع في الفرج وهو يفسد الحج.
8 – والمباشرة في ما دون الفرج.
9 – وقتل صيد البر واصطياده.
10 – ولا يجوز للمحرم ولا غيره قطع شجر الحرم ونباته الرطب غير المؤذي.
فإن احتاج المحرم إلى تغطيه رأسه أو حلقه أو إلى لبس مخيط فله فعله وعليه الفدية وهو مخير فيها بين ثلاثة أشياء وهي ذبح شاة أو إطعام ستة مساكين أو صيام ثلاثة أيام وإن فعل شيئًا من ذلك ناسيًا فلا شيء عليه.#
من سنن الحج
2 – والتلبية.
3 – وطواف القدوم.
4 – والرمل الاضطباع فيه.
5 – والمبيت بمنى ليلة عرفة.
أركان الحج التي لا يصح إلا بها
2 – والوقوف بعرفة.
3 – وطواف الإفاضة.
4 – والسعي بين الصفا والمروة.
واجبات الحج سبعة
2 – والوقوف بعرفة إلى الليل إن أتاها نهارًا.
3 – والمبيت بمزدلفة.
4 – والمبيت بمنى.
5 – ورمي الجمرات.
6 – والحلق أو التقصير.
7 – وطواف الوداع.
فمن ترك ركنًا لم يصح حجه إلا به ومن ترك واجبًا جبره بدم وصح حجه فإن لم يقدر على الدم لزمه صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله.#
وأركان العمرة ثلاثة وهي: الإحرام، والطواف، والسعي وواجباتها شيئان: الإحرام من الميقات إن كان مارًا به أو من أدنى الحل والحلق أو التقصير والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فائدة: من الحكمة في الحج والعمرة تطهير النفس من آثار الذنوب لتصبح أهلاً لكرامة الله تعالى في الدار الآخرة لقوله صلى الله عليه وسلم: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه»([16]). أسأل الله العظيم أن يرزقنا حج بيته الحرام وان يتقبله منا وبالله التوفيق.
([1]) رواه البخاري ومسلم.
([2]) سورة البقرة (الآية: 197).
([3]) رواه البخاري ومسلم.
([4]) ذكره ابن رجب في اللطائف ص 246، وهو مرسل.
([5]) رواه الطبراني في الأوسط، وأشار المنذري في الترغيب والترهيب إلى ضعفه.
([6]) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
([7]) سورة الحج من (الآية: 28).
([8]) سورة الروم (الآية: 22).
([9]) سورة المائدة (الآية: 48).
([10]) سورة آل عمران (الآية: 133).
([11]) رواه أحمد وأبو القاسم الأصبهاني وأشار المنذري إلى ضعفه.
([12]) كما في الحديث الذي رواه أحمد وابن ماجة بإسناد صحيح.
([13]) سورة الحج (الآية: 25).
([14]) أخرجه مسلم وأبو داود.
([15]) سورة المؤمنون (الآية: 96).
([16]) رواه البخاري ومسلم.
تعليق