كلمات وجدانية دافئة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة والأخوات كلمات وجدانية ولحظات حانية وشعور دافئ لنقرأ هذه الكلمات فقد تكون مفتاح السعادة
الذي غفلنا عنه وبوابة الحياة المشرقة التي نلج معها إلى عالم السعادة التي من حرمها فهو المحروم
فقط دقائق نقرأ فيها هذه الكلمات وبهدوء فالأمر والله يستحق أكثر من ذلك ولنطرد الشيطان ونفكر ونقف صادقين مع أنفسنا ...
وانشغل الناس اليوم بالشهوات ، فارتكبوا المنكرات ، وجروا وراء اللذات ، وسيطر الهوى على كيانهم كله ، فأصبح كثير منهم -إلا من شاء ربك -لا يعرف طريقا إلى المسجد، ولا يهتم بالقرآن . . قد ضرب بأمور الشرع كلها عرض الحائط ، نعم أصبح الهم الذي يشغل باله ، كيف يملأ بطنه بالحرام ، وأذنيه بالحرام ، وبصره بالحرام . .
ولو كان المسموع والمنظور محرما ، بل ولو كان ذلك على حساب تضييع الصلوات ، وترك الواجبات . نعم أشغلت الناس اليوم الكرة واللاعبون ، وكأن هموم الأمة المسلمة قد انكشفت ، والحرب الموجهة إليها قد انتهت ! ! وأشغلهم وقضى على شهامتهم ورجولتهم ومروءتهم تلك الدشوش التي قصد منها الغزو الصليبي والصهيوني التغريب الكامل ، والإفساد الخلقي العام لكل بيت من بيوت المسلمين ، وبخاصة الشباب الذي يؤمل فيهم الإسلام أن يكونوا في الغد القريب هداة الأمم ، وقادة الأجيال ، وهادمي صروح الكفر والإلحاد، ومقيمي دين الله -تعالى - في كل أرض وتحت كل سماء.
لم لا يعي المسلمون بعامة وشبابهم بخاصة تلك الحملات الصليبية والصهيونية الموجهة ضد دينهم وأخلاقهم
كم يتعرض الواحد منا في هذه الدنيا للأخطار، وكم يواجه من أسباب الهلاك المحقق ولكنه لا يعتبر ولا يتعظ ، وكم يرى من حوادث السيارات ما تتفطر له الأكباد، وتتألم له القلوب ، فيظل في غروره تائها، وفي بيدات الغواية والضلالة هائما، وقد حصل له كل هذا البعد عن الرحمن ، ومقارفة العصيان ، والاستمرار في الطغيان ج لأنه نسي الله - تعالى - والدار الآخرة ، فكان الذي كان ، نسي الله ، فأنساه الله نفسه :
(( نسوا الله فنسيهم )) (سورة التوبة:67) .
حتى إذا جاءت لحظة الوداع فإذا بالعمر ينقضي ، ويفوت المراد. . ويشخص البصر، ويسكن الصوت. . ثم أدرج في الكفن ، وحمل إلى بيت العفن .
وبلغت الروح التراقي ، ولم يعرف الراقي من الساقي ، ولم يدر عن الرحيل ما يلاقي .
(( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)) فسبحان الله :
أنلهوا وأيامنا تــذهب ونلعب والموت لا يلعب
أيلهو ويلعب من نفسـه تموت ومنزله يــخرب
نرى كلما ساءنا دائـما على كل ما سـرنا يغلب
نرى الخلق في طبقات البلى إذا ما هم صعدوا صـوبوا
نرى الليل يطلبنا والنـهار لم نـدر أيـهـما أطلـب
أحـاط الجديدان جميعا بنا فليس لنا عنهما مـهرب
وكـل له مـدة تنقـضي وكـل لـه أثـر يكـتب
إلى كم ندافع نهي المشيب يا أيـها اللاعب الأشـيب
وما زلت تجري بك الحادثات تسـلم منـهن أو تنـكب
سـتعطي وتسلب حتى تكون نفسـك آخـر ما يسـلب
والحل ما هو الحل إذن
إذا علمت ما سبق وأنك قد تؤخذ بغتة وأنت لا تشعر، فلا تستيقظ إلا على هول الطامة وفزع يوم القيامة أفليس الأجدر بي وبك أن نستعد لما أمامنا من تلك الأهوال العظام والأمور الجسام أن نستعد لذلك بتوبة نصوح ترضي الرحمن ، وتجلب الغفران ، يرجع العبد بعدها صافي النفس ، طاهر القلب ، مطهرا من كل صغيرة وكبيرة..
فهل يا ترى نتوب قبل :
(( أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فكون من المحسنين -*
أخي / أختي
التوبة لها بواعث ولها موانع، ومن موانع التوبة أن تستحكم الذنوب في حياة الإنسان وتُطبِق عليه، ويشعر باليأس ويقول أنني عشت طول حياتي مرتكباً للمنكرات مقترفاً للكبائر غارقاً في أوحال الذنوب ولو نزلت في المحيط الهادي لن يطهرني، بعض الناس يظن هذا وهذا خطأ من غير شك، ليس هناك ذنب يعظم على عفو الله عز وجل مهما كان، الله تعالى يقول (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم)) الذنوب جميعاً بالتوبة حتى الشرك حتى الكفر، لأن الإنسان إذا كان مشركاً وكافراً وتاب يتوب الله عليه (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) والله تعالى قال للمؤمنين (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم)، (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين) فالتوبة تجُّب ما قبلها ومنها التوبة من الشرك والتوبة من النفاق والتوبة من الكبائر والتوبة من الصغائر، التوبة من كل ذنب حتى المنافقين ربنا سبحانه وتعالى قال (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً * إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله!
فأولئك مع المؤمنين) ولكن بشرط أن يتوبوا فباب التوبة مفتوح للجميع، كل ما في الأمر أن تكون توبة صادقة توبة خالصة، توبة نصوحاً كما عبر القرآن الكريم لأن بعض الناس يظن التوبة مجرد كلام يُقال
وأركان التوبة الأساسية ثلاثة: ركن الندم فمن مقومات التوبة يوجد مقوِّم نفسي وهذا كما . علم وهو الجانب المعرفي في التوبة الإنسان يعرف خطأه وأنه سلك مع الله سلوكاً غير لائق ويعرف آثار هذه الذنوب وآثار المعاصي في دنياه وفي آخرته وعلى نفسه وعلى صحته وعلى أخلاقه وعلى أسرته وعلى أولاده يعرف هذا ويعرف مقام الله عز وجل ويعرف حاجته إلى التوبة هذا الجانب المعرفي، والجانب المعرفي يترتب عليه جانب وجداني الذي نقول عنه الندم فبعد أن يعرف الإنسان هذا يترتب عليه أن يندم، إذا انتبه القلب إلى آثار المعاصي ندم الإنسان، هذا الندم هو شعور توتر يحس به الإنسان بلذعة تلذع كأنها نار تحرقه احتراق داخلي، ربنا حدثنا عن نفسية التائبين في سورة التوبة فقال (وعلى الثلاثة الذين خُلِّفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا) هذه حالتهم ضاقت عليهم الأرض بما رحبت على سعة الدنيا تهيأ له كأنها أصبحت كرة صغيرة وضاقت عليه نفسه وظن ألا ملجأ من الله .. لابد من هذه الحالة النفسية هذا الشعور بالحسرة والحزن على ما فات وما فرط في جنب الله، هذا الشيء ا!
لأول، بعد ذلك يؤثر هذا في ناحية أخرى وهي ناحية العزم والتصميم بالنسبة للمستقبل، ندمت على ما فات لابد من العزم على إصلاح ما هو آت، لا يكفي أن أكون زعلان وحزنان ومتحسر على ما مضى، لابد أن يؤدي هذا إلى أنني لن أعود إلى المعصية أبداً، قالوا: كما لا يعود اللبن إلى الضرع إذا خرج منه، فهو لابد أن يكون ساعة التوبة مصمماً على ألا يعود إلى هذا الذنب أبداً، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هناك جانب عملي بعد ذلك، بعد الجانب الوجداني والإرادي، يوجد جانب عملي وهو أن يُقلع بالفعل عن المعصية وهذا الجانب العملي له فروع منها أن يستغفر الله تعالى بلسانه: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) ومنها أن يغير البيئة ففي الحديث الصحيح \"إن رجلا قتل 99 نفساً وذهب إلى عابد وقال له: أنا قتلت 99 نفساً فهل لي من توبة؟، فقال له: ليس لك من توبة أبداً فقتله وأكمل به 100 نفس، ثم ذهب إلى عالِم فقال له: قتلت مئة نفس فهل لي من توبة؟ قال له: ومن يحول بينك وبين التوبة ولكن اترك البلد التي أنت فيها واذهب إلى بلدة صالحة أخرى\" معنى هذا أن الإنسان عليه أن يغير البيئة، الشِلَّة القديمة لابد أن ي!
غير أصحاباً بأصحاب، وإخواناً بإخوان هناك أناس يدعونه إلى الخير إذا رآهم رؤيتهم تدله على الخير، كلامهم يحث على الطاعة، مصاحبتهم تغريه بتقوى الله، فلازم يغير البيئة، ومن ناحية أخرى قال صلى الله عليه وسلم \"واتبع السيئة الحسنة تمحها\" وكما قال الله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات) فعليه أن يغير السيئة بحسنة، يبدل السيئة بالحسنة وخصوصاً حسنة من جنسها، فلو كان يعُقُّ والديه فعليه أن يبالغ في برِّهما، كان يقطع أرحامه عليه أن يصل الأرحام، كان يغتاب الناس عليه أن يذكر حسناتهم، كان يقرأ الكتب الغير مفيدة فعليه أن يقرأ كتاب الله ويقرأ الكتب الإسلامية، كان يشتغل مذيع للضلال، عليه أن يشتغل مذيع للصدق وللخير، كان يؤلف كتب تضلِّل الناس عن الله فعليه أن يؤلف كتب ترد الناس إلى الله وتدعو الناس إلى الله، فالسيئة يعمل حسنة من جنسها، فهذه هي أركان ومقومات التوبة، ليست مجرد أن يقول تبت إلى الله ورجعت إلى الله وندمت على معصية الله.
و التوبة سلوك ناتج عن وجدان وعن توتر و عزم يتبعه سلوك، فإذا صدقت التوبة لابد أن يتبعها سلوك ولذلك القرآن يقول (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى) ويقول (والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً) فلابد من التوبة من تجديد الإيمان فالتوبة تجدد الإيمان لأن الذنوب تخدش الإيمان فلابد أن نرمِّم هذا الإيمان بالتوبة وهو إيمان يتبعه عمل للصالحات
فإذا علمت بأن ما مضى من الحياة لن يعود ولن يعوض أفلا يدعوك ذلك ويدعوني أن نقضي هذه الحياة القصيرة في طاعة الله ، امتثالا لأمر ربنا الذي يقول : (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) و اليقين الموت ثم ألا يكون لنا عبرة بمرور الأيام ؟ ! !
أو لست ترى وأرى كيف يبلي الليل والنهار كل جديد ، ويقربان كل بعيد ، ويطويان الأعمار، ويشيبان الصغار، ويفنيان الكبار :
نعم إن مضي الزمن واختلاف الليل والنهار لا يجوز أن يمر بالمؤمن وهو في ذهول عن الاعتبار به ، والتفكير فيه ، ففي كل يوم يمر، بل في كل ساعة تمضي ، بل في كل لحظة تنقضي ، تقع في الكون أحداث شتى ، منها ما ترى، ومنها مالا يرى، ومنها ما يعلم ، ومنها مالا يعلم ، من أرض تحيا، وحبة تنبت ، ونبات يزهر، وزهر يثمر، وثمر يقطف ، وزرع يصبح هشيما تذروه الرياح ، أو من جنين يتكون ، وطفل يولد ، ووليد يشب ، وشاب يكتهل ، وكهل يشيخ ، وشيخ يموت !
قد ثبت أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -قال لرجل وهو يعظه : اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك \".
أخي ... أختي أكثروا من الدعاء ولا تمل : ولا أظنك تجهل محبة الله -جل وعلا- للعبد المنيب الخاشع المنكسر بين يدي ربه ، يدعوه ويناجيه ، ويسأله التثبيت والتسديد، ويسأله إصلاح قلبه ، ويسأله كذلك ويدعوه بخشوع وتعظيم أن يصرف عنه فتنة الدنيا ، وشهواتها وشبهاتها ، ويجعله من أهل الدار الآخرة ، وممن يعمل لآخرته وكأنه يموت الساعة.
ومن مواطن وأوقات الإجابة نذكر منها
1. ثلث الليل لما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول من يدعوني فاستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فاغفر له).
2- عند الأذان لما ورد قال رسول الله اثنتان لا تردان، الدعاء عند النداء)) رواه أبو داود. وفي رواية ((قل ما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه )).
3- بين الأذان والإقامة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ((لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة)) قالوا فماذا نقول. قال ((سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة)).
4-. عند صعود الإمام يوم الجمعة ((هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة)).أو آخر ساعة من يوم الجمعة يعني بعد العصر وقبل المغرب
5-في حال السجود : أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم . ولأن الساجد في حالة ذل وانكسار بين يدي الله تبارك وتعالى حيث وضع جبينه على الأرض خضوعاً وإجلالاً وتعظيماً لربه سبحانه وتعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته