طـوبى للغـرباء
من تذوق طعم الغربة و هو يعيش في بلده التي لم يفارقها و لو ثانية، من تجرع علقم الوحدة و هو وسط أسرة يعيش في أحضانها منذ أن رأى النور، من يبادرني هذا الإحساس الرهيب في ظاهره، الرائع في جوهره، هل جربت يوما أن تجد نفسك وحيدا تدافع عن دينك العظيم في مواجهة الكل؟ ما هو إحساسك في ذلك الموقف؟ هل هو شعور بالقوة أم الضعف؟ الحزن أم الفرح؟ الإنتصار أم الإنهزام؟ ماذا كان رد فعلك تجاه هذا الموقف؟ هل أنت تابث كالجبل لا تعصف بك الرياح، أم أنت كورقة ذابلة يسقطها مجرد نسيم، بماذا تسلحت لتواجه غربتك؟ هل تسلحت بالقرآن و السنة أم سلاحك كان مجرد حماس فقط سقط في أولى المعارك؟ عندما جادلوك عن الإختلاط، ماذا قلت؟ عندما سبوا النقاب، بماذا دافعت؟ عندما برروا ضرورة معرفة الرجل للمرأة قبل الزواج، كيف تصرفت؟ عندما ربطوا راحة النفس بالموسيقى، هل انتفضت؟ عندما استهزؤوا بشكلك، هل تضايقت؟ عندما زعموا أن الإسلام لا يواكب العصر، كيف كان رد فعلك؟ عندما قالوا عنك أحمق و مغفل، بماذا أحسست؟ عندما نعتوك بأنك معقد؟ هل ترث؟ أو جاوبت بهدوء و رفعت صوتك بكل فخر و اعتزاز، " إذا كان تشبتي بديني و حبي لربي جل في علاه و نبي عليه أزكى الصلوات و السلام و عملي بما جاء في الكتاب و السنة _تدل على كوني معقدا في عرفكم_ فأنا افتخر بذلك "
و خلاصة القول، لا شك أن أغلبنا، يعاني من الغربة وسط مجتمعه، إذا فما العمل، الحل هو التشبت بكتاب الله و سنة نبيه و التعامل بأخلاق الإسلام و المسلمين و إظهاره على حقيقته، و الدعاء و التباث و الصبر ثم الصبر، و هنيئا لك فقد دخلت في قول خير البشر _صلى الله عليه و سلم_
" طــوبـى للغـربـاء "
بقلمي المتواضع
تعليق