إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ح11((كنا قوما أهل جاهلية)) د.حازم شومان // رمضان قرب يلا نقرب 5

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ح11((كنا قوما أهل جاهلية)) د.حازم شومان // رمضان قرب يلا نقرب 5





    الحلقة الحادية عشر (كنا قومًا أهل جاهلية) د. حازم شومان

    رمضان قرب يلا نقرب 5



    ​​​​​​
    ​لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب
    ​​​​​​


    رابط الحلقة على الموقع
    https://way2allah.com/khotab-item-153147.htm





    ​​​​​​
    الحلقة بجودة فائقة الدقة
    https://way2allah.com/khotab-mirror-153147-250164.htm




    ​​​​​​
    الحلقة بجودة عالية hd
    ​​​​​
    https://way2allah.com/khotab-mirror-153147-250165.htm




    الحلقة بجودة متوسطة
    https://way2allah.com/khotab-download-153147.htm




    لسماع الحلقة​ على ساوند كلاود
    https://soundcloud.com/way2allahcom/jahelya​​​​​​







    لسماع الحلقة صوت mp3
    https://way2allah.com/khotab-mirror-153147-250166.htm



    ​​​​​​

    تفريغ الحلقة بصيغة الورد

    https://up.top4top.net/downloadf-1211pkqtf1-docx.html








    تفريغ الحلقة بصيغة pdf
    https://way2allah.com/khotab-pdf-153147.htm



    لقراءة التفريغ مكتوب على المنتدى تابعوا المشاركة الثانية​​​​​​
    التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 27-04-2019, 11:15 PM.
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة


  • #2
    والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته، إخواني وأخواتي في الله.

    إحنا اتخطفنا يا رجاله، خلاص باقي على رمضان أيام يا جماعة، وعايزين نهاجر إلى الله بجد، قال الله -عز وجل- "وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي" العنكبوت: 26، إني مهاجر دي كلمة كبيرة أوي أوي أوي، تقدر تاخد الختم ده، كلمة مهاجر دي كلمة كلها حركة من غير ما تبقى إنسان متحرك من أجل دعوة ربنا مش هينفع إنك تبقى مهاجر.
    عايزين النهاردة نحقق مفهوم الهجرة بالاستمرار على الدعوة إلى الله، والثبات على الدعوة إلى الله، والمجهود في الدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى-.




    يجب أن نتحرك بالدعوة إلى الله
    من غير حركة يا جماعة مش هيبقى في دين، أنتِ نفسك مش هتحسي إنك أنتِ لكِ قلب، أنت مش هتلاقي إيمانك، من غير جهد في الدعوة إلى الله، قال الله -عز وجل- " أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ"، حركه أهي، "فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ" الحج: 46، فتكون لهم قلوب يعني بعد الفاء كله مترتب على ما قبل الفاء، لغة، يبقى أنتِ عايزة يبقى لكِ قلب، حلمنا كلنا، اللي قبلها " أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ"، عايزين نتحرك للدين، عشان لما نهاجر إلى الله -سبحانه وتعالى- بالدعوة إلى الله، وبالثبات على الدعوة إلى الله، وبالاستمرار على الدعوة إلى الله ربنا يغير لنا كل حاجة يا جماعة.

    لازم نؤمن بأن طريق الدعوة هو طريق الأنبياء عاشوا عليه وماتوا عليه، عشان كده الله -سبحانه وتعالى- "وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ"، شوف الجن بيقولوا إيه في سورة الجن، "وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا" الجن: 8، الكلمة مرعبة، "لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ"، مُلئت السماء كلها، حرسًا يعني ده حاجة رهيبة جنود الرحمن من الملائكة، شديدًا، شُد بعضهم إلى بعض محدش يقدر يدخل، وشُهُبا، كمان قذائف ملائكية لمن يقترب، كل ده ليه يارب؟ لأن فيه داعية هيشتغل في الأرض، لأن فيه في الأرض واحد هيقوم بدعوة الله، لأن فيه في الأرض واحد ربنا أرسل إليه أنه يتحرك في الدعوة إلى الله، يبقى السما مقلوبة عشان واحد هيشتغل في الدعوة في الأرض.





    يغير الله الكون لمن يتحرك في الدعوة إليه
    شفتي مقام الداعي إلى الله غالي أد إيه؟ شفتي اللي بيتحرك في الدعوة ربنا ممكن يعمل له تغييرات كونية أد إيه؟ اللي بيتحرك في الدعوة إلى الله ده ياجماعة، يعني تخيلوا اللي سافر لبيئة الإيمان بعد ما قتل 100 نفس، ربنا أوحى لهذه الأرض أن تقاربي بيئة الإيمان، وأوحى لهذه الأرض أن تباعدي بيئة المعصية، عمله معجزة في الجغرافيا، في جغرافية الأرض وحركة الأرض، أمال اللي بيُنشيء بيئة الإيمان؟ ده ده واحد بعد ما قتل 100 نفس راح يهاجر لبيئة الإيمان، أمال اللي بيُنشيء بيئة الإيمان؟ أمال اللي بيعملها؟ أمال اللي بيضحي عشان تقوم؟ أمال اللي بينزل يجيب الشباب من القهوة ومن كل مكان فيه غفلة ويخليهم يبقوا أبناء لبيئة الإيمان؟ ويتربوا على ضفاف بيئة الإيمان والقرآن والسُنَّة والدروس الإيمانية، ده ثوابه عند الله -سبحانه وتعالى- إيه؟

    الاستعمال في الدعوة إلى الله من أكبر النعم
    يا إخواننا عشان كده الاستعمال طعمه جميل أوي من عند الله -سبحانه وتعالى-، شوفوا ربنا -سبحانه وتعالى- بيصف البكَّائين في غزوة تبوك، لما مكنش معاهم حاجة يطلعوا، "وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ"، تجيب لهم على الأقوال بقى هي إما دابة يركبوا عليها لتبوك، يا إما بيَّادة لأن رجلهم معندهمش حذاء يلبسوه في رجلهم، معندهمش بيَّادة الجيش، هيشموا إزاي 1500 كيلو على رجليهم مش هيقدروا، "وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ"، شوفي، "تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ" التوبة: 92، ده ألم عدم الاستعمال، مرارة إن هو حاسس أنه مش مُستعمل، مرارة إن الناس طالعة تنصر دين الله، وتنصر كلمة الله وهو قاعد مش قادر إن هو يُستعمل.

    المفروض أي واحد فينا مستُعملش في الدعوة إلى الله يبقى كده، "وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا"، سيول من الدموع قاعدة تنزل من عينيهم من الحزن والهم وثقل الهم على الصدر، إن ربنا مستمعلوش في هذا الأمر، إن ربنا مستعملناش دي مشكلة، إن أنت مش شغال في الدعوة، إنكِ أنتِ مبتكلميش المتبرجات، ولا بتكلمي صحباتك ولا بتكلم زمايلك، ولا بتكلمي جيرانك أو جاراتكِ، ولا بتدي كلمة في المسجد بعد الصلاة، المفروض إن احنا عيوننا تفيض من الدمع حزن.

    عشان كده النبي -عليه الصلاة والسلام- كان بيستعيذ بالله من كل سبب بيمنع الدعوة إلى الله، "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن"، لأن اللي شايل هم ومهموم بيبقى مشلول مش قادر يتحرك للدين، "وأعوذ بك من العجز والكسل" ، إن أنا يبقى عندي مرض يعجزني، أو إن أنا أبقى إنسان كسول مبتحركش؛ أي حاجة تمنع من الحركة النبي استعاذ منها، لأن الدين قائم على الحركة زي الشمس لو متحركتش الكون كله يفسد أصلًا، زي الميه لو متحركتش تتعفن وتأسن، فالدين قائم على الحركة، من غير ما نتحرك في الدعوة إلى الله، نتحرك في الارتباط ببيئات الإيمان، نتحرك في حضور الدروس، نتحرك في أعمال الأخوة والأعمال الاجتماعية اللي بينك وبين إخوانك، وبينك وبين أخواتك.


    ​​​​​​
    نتحرك في تبليغ كلمة الله إلى الناس، نتحرك في طلب التربية على إيد المربين، من غير ما نتحرك في الذهاب لتحفيظ قرآن، من غير ما نتحرك يا جماعة إحنا قلوبنا هتتعفن زي الماء اللي هيأسن في مكانه، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- استعاذ بالله من كل حاجة تمنع الحركة، تمنع إن هو يتحرك عشان دين ربنا -سبحانه وتعالى-.

    نموذج رائع جدًا نقتضي به
    معانا نموذج عظيم أوي في الحلقة دي يا جماعة، نموذج جعفر بن أبي طالب، وأصحاب النبي -عليه الصلاة والسلام- لما هاجروا، إني مهاجرٌ إلى ربى بقى، لما هاجروا بقى وقاموا بمسئوولية الدعوة في بلد الهجرة الحبشة، لما سافرت أوغندا عرفت يعني إيه هجرة الحبشة، عرفت يعني إيه الصحابة اللي كان بيقول "ذهبنا إلى أرض الغرباء البُعداء"، عرفت يعني إيه أنا عايش في مكان أنا مش فاهم لغة الناس، ولا الناس فاهمة لغتي، ولا طبيعة الحياة ليها علاقة بطبيعة الحياة اللي أنا عايشها، الموضوع فعلًا كان صعب جدًا يا إخواني، نسأل الله أن يتقبل منا جميعًا.

    جعفر بن أبي طالب لما راح عمرو بن العاص راح وراهم، عشان يخلي النجاشي يرجعهم، شوفي بقى، شوف بقى سيدنا جعفر بن أبي طالب لما وقف في المناظرة ولغة الحوار مع عمرو بن العاص أمام الملك، ملك أسلم بسبب الدعوة إلى الله، لو اشتغلنا في الدعوة الملوك هيتغيروا، سيدنا يوسف غيَّر النظام الوزاري في مصر والحكومة في مصر، ونظام الحكم في مصر إلى نظام إسلامي بكلام، "فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ" يوسف: 54، مُمكَّن ليك في الأرض، مُمكَّن ليك في مصر، ودخل اليهود مصر، دخل بني إسرائيل، تخيلوا المصريين واليهود عاشوا في بلد واحدة مع بعض لما الإسلام حكم، لما الإسلام ساد، لما الدين كان هو اللي بيحكم.

    سيدنا جعفر بن أبي طالب لقى نفسه في موقف صعب جدًا في أرض الحبشة، واقف قدام النجاشي وعمرو بن العاص جاي، ويبجادله عشان يهزمه في المجادلة، عشان يرجعهم تاني قريش يتعذبوا، سيدنا جعفر بن أبي طالب عمل إيه؟ لقى الحل الوحيد الدعوة إلى الله، لقى الحل الوحيد الهجوم، آه لو نزلنا ندعو إلى الله، والله يا جماعة كل المنكرات اللي عدنا شايفنها في الشوارع والعُري، والتبرج، والموبيقات اللي بقت موجودة كثير جدًا في المجتمعات بتاعتنا، كل دي خفافيش، والبرنو كليبس، كل دي خفافيش، أول ما شمس الدعوة تطلع كل الخفافيش هتدخل تستخبى في الكهوف تاني، الخفافيش دي بتطلع لما الدعاة إلى الله بيتكاسلوا أو مبيقوموش بواجب الدعوة إلى الله.



    ​​​​​​
    الدعوة إلى الله تكون سبب لنصرة الله لنا
    سيدنا جعفر بن أبي طالب لقى الحل أمام عمرو بن العاص هو الدعوة إلى الله، الحل في النجاة، الحل في النُصرة الربانية، الحل في تَنَزُّل النصرة الغيبية هو الدعوة إلى الله، وقف سيدنا جعفر يكلم النجاشي ويكلم القساوسة بتوع الحبشة، يقول له: "يا أيها الملك كنا قومًا أهل جاهلية، يعدو بعضنا على بعض، ويأكل القوي منا الضعيف"، بدأ الأول يجيب النجاشي القصة من الأول، يجيب له السواد قبل ما الدين يجي، قبل ما النبي -عليه الصلاة والسلام- يقوم بالدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى-، الأول الدنيا سودا، "ونقطع الرحم، ويعدو الجار على الجار"، كانت الدنيا كنا في غابة يا نجاشي، كنا عايشين في غابة.

    "حتى جاء رسولٌ منا نعرف نسبه وصدقه وأهله"، لحد ما جه واحد عارفينه، "فدعانا إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة الأوثان، ودعانا إلى صلة الرحم، ودعانا إلى حُسن الجوار، ودعانا إلى العدل، ودعانا إلى عدم أكل أموال اليتامى بالظلم"، بدأ يجيب له النور بقى، يعني الأول عيشه في الضلمة والغابة اللي كانوا فيها، بعد كده جاب له الانقلاب اللي الدين والدعوة عملته في حياتهم، يا جماعة محدش هيقدر يتكلم عن الدين غير اللي ضاق ثمرة الدين في حياته، يا جماعة أكتر داعية هيؤثر في الناس هو اللي طبَّق الكلام اللي هو بيقوله قبل ما ينزل للناس بيه، اللي بيتكلم من حياة عايشها مش من كلام قراه في كتب، اللي بيتكلم من معاملة بينه وبين الله، هو شاف ربنا عمله إيه، هو مشي في الطريق. وطوف تشوف بقى، وجاهد تشاهد، ياما شاهد وياما شاف، وياما رأى من علامات معاملة الله لما مشي في الطريق فنازل يكلم الناس عن اللي ضاقه، وحسه وجربه، مش نازل يكلم الناس عن حاجات قراها في كتب.

    جعفر بن أبي طالب لما داق الانتقال من الظلام إلى النور عرف يزلزل قلب النجاشي، بعد كده قال له، سيدنا جعفر بقى اتبَّع أسلوب خطير جدًا، قال له " فعدى علينا قومنا وعذبونا وظلمونا، وطردونا"، بدأ يقلب، عارفين الكنغ فو اللي يجي يضربي ضربة أقوم قالب الضربة عليه، وتبقى قوتها ترتد فيه هو، عمل هجمة مرتدة وضرب في عمرو بن العاص، قال له: "وقد أتينا إليك يا أيها الملك، واخترناك على من سواك، ورجونا أن لا نُظلَم عندك أبدا" كلام رهيب، عمرو بن العاص كده قبل إسلامه اتسحق طبعًا، بسبب الدعوة إلى الله، أول ما نور الدعوة إلى الله هييجي النصرة هتنزل.

    النجاشي قلبه اتزلزل، روَّح عمرو بن العاص هيتجنن، هرجع لقريش أقول لهم إيه؟ قال للي معاه بس أنا بقى محضر لهم حتة حاجة لا يمكن هيعرفوا يخرجوا منها، راح للنجاشي بقى؛ رجع له تاني بالليل، قال له: "يا أيها النجاشي أتدري ماذا يقولون في عيسى ابن مريم؟ أتدري، إنهم يقولون في عيسى ابن قولًا شنيعا"، هما المسلمين بيقولوا أن عيسى بشر وابن السيدة مريم مش ابن الآله، "وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا" الإسراء: 43، لا تثليث احنا موحدين بفضل ومنة الله -سبحانه وتعالى-، فالنجاشي طبعًا بقى والقساوسة بيقولوا أن عيسى بشر وأنه مش إله، فبعت النجاشي للصحابة تاني، جعفر بن أبي طالب بيقول: "كانت شر ليلة، هنعمل إيه؟ بيقول: فأجمعنا أمرنا على الصدق، هنقول الصدق، راح ثاني يوم الجولة الدعوية الثانية، يعني إيه الصدق؟ يعني اشتغل في الدعوة برضه ثاني، يعني مش هلف ودور، يعني مش هحور يعني مش هخبي حتة من الدين، يعني هعرّض الدين هعرض الدين كله كما هو وأسيب النور يتفاعل مع قلوب الناس.

    قرر إنه ينزل في الدعوة ثاني، وإن الحل في النجاة زي ما كان في اليوم الأولاني إن هو الدعوة، الحل في اليوم الثاني هو الدعوة، نزل النجاشي قاله: ماذا تقولون في عيسى ابن مريم؟ فقرأ عليه سورة مريم: "كهيعص"مريم: 1 لحد: قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا" مريم:30، ثلاث كلمات قالهم سيدنا عيسى هما دول الدين كله، سيدنا عيسى وهو رضيع في المهد، لخص الدين كله في ثلاث كلمات " إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ" ،العبادة، "آتَانِيَ الْكِتَابَ" ،العلم، "وَجَعَلَنِي نَبِيًّا"، الدعوة أُنبّيء الناس عن الله وعن أمور الدار الآخرة، فلما الثلاثة دول جم "وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ" مريم: 31، ما هو أي واحد هيجمع بين العبادة؛ الاتصال بالله في خاصة أمره وخلوته، والدعوة والعلم ربنا هيجعله فتح مبين على الأمة كلها، إللي جمع الثلاثة دول يقينًا النتيجة الحتمية –بإذن الله- "وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ" مريم: 31، النجاشي ذُهل وبكى حتى اخضلت لحيته ودخل في الإسلام.



    ​​​​​​
    الدعوة هي الحل
    متخيلين يا جماعة الدعوة إلى الله، عايزين نتعلم من المواقف دي إن الدعوة هي الحل، مافيش حل غيرها يا شباب، يا إخواني والله ما تضيعوا أعماركم، إن الدعوة إلى الله ما نجحتش مفيش حاجة هتنجح، مفيش أي وسيلة تغيير أخرى ستنجح إن لم تنجح الدعوة إلى الله، لازم الأول المجتمع يعرف من هو الله –سبحانه وتعالى-. علشان كده سيدنا عيسى عاش في دولة محتلة، كانت فلسطين وقتها محتلة من الرومان يا إخوانا كان فيها أوثان وأصنام وإله الليل وإله النهار، وإلهة الجمال وإفروديت وفينوس، دولة مليانة و-العياذ بالله- دولة محتلة. سيدنا يحيى عاش في دولة محتلة فلسطين صفر ميلادية، سيدنا زكريا عاش في دولة محتلة طب عملوا إيه بقى؟ يبقى الحل الجهاد السياسي الأول، والحل إن إحنا الأول نشوف المقاومة السياسية وبعد كده نشوف الدعوة، الكلام ده غلط، غلط.

    زي ما بيقول إخوانا في الجهاد الفلسطيني بالضبط: الدين قبل الأرض، الأرض ترجع لما الدين يرجع، والدين مش هيرجع من غير دعوة إلى الله، سيدنا زكريا آدي أنبياء أهو يا شباب عشان ما حدش يضحك عليكم، آدي أنبياء في دول محتلة أول حاجة عملوها الدعوة إلى الله، الدعوة إلى الله هي اللي بعد كده طردت الرومان من فلسطين والشام، وطردت الفرس من العراق وإيران، وطردت المستعمرين من الدنيا كلها، وسُحِقت أمام الجيوش الإسلامية اللي كانت بدايتها هي الدعوة إلى الله والتربية، النجاح في الدعوة يساوي نجاح في أي وسيلة تغيير بعد كده، والفشل في الدعوة يساوي إن مفيش حاجة بعد كده هتنفع، إلا بقى بنصرة غيبية من عند الله –سبحانه وتعالى-.
    عشان كده سيدنا زكريا في هذه الدولة المحتلة اشتغل في الدعوة، سيدنا يحيى، سيدنا عيسى لما الاثنين اتقتلوا زكريا ويحيى عمل حركة انتقامية بقى ولازم نعمل بقى نفجر عشان ننتقم لدم زكريا ويحيى نزل برضه اشتغل في الدعوة إلى الله، ليه؟ ما هي دي لو ما نجحتش مفيش حاجة بعد كده، يعني لما يبقى الناس عُمي هتفتح عينيهم إزاي؟ هما المفاهيم أصلًا منكوسة عندهم، فالأول الدعوة إلى الله. سيدنا موسى اتحط ما بين طاغوتين، ما بين جبابرة الفراعنة في مصر وما بين جبابرة العماليق الكنعانيين في فلسطين، واشتغل في الدعوة إلى الله –عليه الصلاة والسلام-.

    هي دي القصة يا شباب، هي دي القصة عشان كده من أكثر النماذج في القرآن اللي بتبهر قلب الواحد، نموذج مش قادر اسكت؛ جه مرتين في القرآن، مؤمن آل فرعون في سورة المؤمن اتسمى على اسم السورة أصلًا في سورة المؤمن في سورة غافر، مؤمن آل فرعون اللي كان بيكتم إيمانه بعد كده تكلم في الدعوة إلى الله لما لقى موسى في خطر، والثاني مؤمن آل يس اللي لما لقى الثلاثة المرسلين في خطر اتكلم، ده مش قادر اسكت وده مش قادر اسكت، ده اتكلم في الدعوة إلى الله وده اتكلم في الدعوة إلى الله، وده سماه العلماء مؤمن آل فرعون وده سماه العلماء مؤمن آل يس، يعني سموه مؤمن وده سموه مؤمن، إمتى اتسموا مؤمنين؟ لما اشتغلوا في الدعوة إلى الله، مين اللي اتسمى مؤمن؟ اللي مقدرش يكتم، اللي مقدرش يسكت، اللي مقدرش يسكت عن جهد الدعوة إلى الله، وعن جهد البلاغ عن الله، وعن جهد البلاغ عن الله –سبحانه وتعالى-.

    القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن
    قصة مهمة أوي أوي أوي، إن إحنا نفهم قيمة الدعوة عند ربنا، ويبقى عندنا أمل في الدعوة، عشان كده النبي –عليه الصلاة والسلام- يقول: "القلوب"، قلوب المتبرجات اللي في الشوارع، وقلوب فتيات الليل اللي شغالين في البغاء، وقلوب الستايلستات اللي شغالين في الكليبات، وفرق الرقص اللي شغالين في الكليبات، وقلوب اللي ماسكين الإعلام، وقلوب الشباب اللي بيخدر وبيقع في الزنا قدام المواقع، القلوب كلها "بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب رجلٍ واحد" ، ربنا قادر إن مصر والوطن العربي والعالم ده كله في لحظة كقلب رجلٍ واحد، زي أي واحد فينا في لحظة قرر يلتزم، في لحظة ربنا –سبحانه وتعالى- قلب قلبه على الدين وعلى الهداية ناحية الدين والهداية التزم في لحظة، الله قادر كقلب رجلٍ واحد كما قال النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، الأمل؛ فلما كلمه قال: "فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ" يوسف: 54.

    مؤمن آل يس الذي جهر في الدعوة إلى الله والعلماء قالوا هذا الرجل المؤمن العظيم كانت بداية القصة بتاعته "وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ" يس 13: 14، واضرب مش أذكر، الضرب ده كأن في جدار من الغفلة حوالين القلوب والدعوة لازم تكون قوية عشان الجدار ده يتهد،" وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ "، اسمهم إيه؟ ما قالش القرآن، طب ما في قصص ثانية القرآن قال؟ "اذكر في الكتاب مريم"، قال لك إن لما لا تذكر الأسماء معناه إن القصة دي قابلة للتكرار، وإن هي مثل للجميع ولازم الكل يطبقها إنما لما يُذكر الأسماء فقد تكون معجزة زي معجزة ولادة عيسى ابن السيدة مريم –عليه الصلاة والسلام- دي معجزة، مش معناه إن هي قابلة للتكرار، فهمتوا يا جماعة.

    يبقى مثلًا "أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ"، الأسماء مش مذكورة ليه؟ قابلة للتكرار، طبقي كأن ربنا بيقولنا طبقوا، "إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ" مش قعدوا في المسجد وقالوا الناس تجي لنا هما اللي نزلوا وهما اللي تحركوا، المعركة مع الباطل تبتديء بقرار من أهل الحق حينما ينزلوا إلى الدعوة إلى الله، ساعتها تبدأ المعركة، إنما طول ما أنت قاعد خليك قاعد "إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ"، طب ربنا الأول بعث إثنين طب ما ربنا عالم إن البلد دي كانت محتاجة ثلاثة، هو من الأول بعث إثنين بس ليه؟ وهو يعلم الله –سبحانه وتعالى- إن الإثنين مش حيقدروا على المسؤولية دا هي كاملة وهيحتاجوا مدد وربنا يبعث لهم الثالث؟ أو على قول من أقوال المفسرين سيدنا عيسى يبعث لهم الثالث، ليه؟ ليه، ليه ربنا بعث إثنين من الأول؟ كأن دي رسالة لكل داعٍ إلى الله.


    ​​​​​​
    اوعى وأنت في بداية شغلك في الدعوة، اوعى اوعيِ، ده دي حاجة تفضل فاكرها طول عمرك، وتفضلي فكراها طول عمرك في مسيرة الدعوة إلى الله، اوعى تشترط على ربنا إنه يديك الإمكانيات كلها في طريق الدعوة عشان تمشي، اديني الإمكانيات كله، واديني الزاد العلمي بتاع الطريق كله يا رب، واديني الرجالة اللي تشتغل معاك كفريق في الدعوة قبل ما اشتغل يا رب، واديني القناة إللي أنا هشتغل في الدعوة منها يا رب قبل ما اشتغل، ابدأ بالإمكانيات المتاحة، ابدأي في الدعوة بالإمكانيات المتاحة، ولما تحركوا ربنا بعث لهم التعزيز، ولما تحركوا ربنا بعث لهم المدد الرباني بالثالث وبعث لهم مؤمن آل يس، يبقى لو اتحركت في الدعوة إللي ناقصك ربنا هيكملهولك.

    المدد هيجي طول ما أنت شغال في الدعوة، شفتوا المعنى الرهيب إن ربنا بعثهم إثنين الأول وربنا يعلم إن هما يحتاجوا مدد، إنما انزلي الأول اشتغلي وأنا ابعث لك المدد، اتحرك الأول في الدعوة إلى الله وأنا أبعث لك النصرة وأبعث لك الصحبة اللي تسندك، وأبعث لك اللي ينصروك، وأبعث لك اللي يؤيدوك وأعلمك المعلومات اللي تحتاجها، وأفتح لك القلوب ولكن انزل في الدعوة إلى الله، اشتغلي في الدعوة إلى الله.

    مهاجرٌ إلى ربي سلسلة طيبة، مباركة، كريمة، إخوانا في موقع الطريق إلى الله ربنا يزيدهم سدادًا، وتوفيقًا وبركة يا رب، اللهم آمين، يعني جعلوها هي شعارنا في الاستعداد لرمضان هذا العام، في الأيام القلائل اللي تبقت على رمضان عايزين نهاجر إلى الله،عايزين نحيي هذا المعنى فيما تبقى من شعبان وفي رمضان الهجرة نهجر كل حاجة تبعدنا عن ربنا بقلوبنا، أنا مش سبت بجسمي ولسه قلبي متعلق بالمعصية يا رب، ونهجر بأبداننا أنا هدور على ديني يا رب، أنا هتحرك يا رب، أنا هتحرك بالدعوة، أنا هثبت عليها، أنا هاستمر عليها، أنا هاتحرك يا رب، المسجد اللي هيصلي تراويح حلوة وتهجد حلو أنا هاروح له مهما كان الطريق بعيد يا رب، المسجد اللي فيه مربي أو داعية بيدي دروس تشحن القلب بالإيمان أنا هتحرك له مهما كان بعيد يا رب، أنا عايش لنهاية رمضان في شعار مهاجرٌ إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم.

    نسأل الله –سبحانه وتعالى-، اللهم استعملنا ولا تستبدل بنا، اللهم استعملنا ولا تستبدل بنا، اللهم استعملنا ولا تستبدل بنا، ولا تتولى عنا، اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن، ونعوذ بك من العجز والكسل، ونعوذ بك من الجبن والبخل، ونعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، اللهم اهدنا وسددنا، ربنا آتنا من لدنك رحمة، وهيئ لنا من أمرنا رشدَا، اللهم بلغنا رمضان واجعله فتحًا علينا وعلى عبادك، اللهم اجعله فتحًا في رد الأمة إلى دينك ردًا جميلا، واهدي فيه الأمة جمعاء يا رب العالمين، واجعلنا من الفائزين هذا العام بليلة القدر يا رب العرش الكريم.
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
    وجزاكم الله خيرًا.

    تم بحمد الله
    التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 27-04-2019, 11:55 PM.
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاك الله خيرا اخيتي وبارك الله فيك
      بلغنا الله واياك شهر رمضان
      عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا


        تعليق


        • #5
          عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

          تعليق

          يعمل...
          X