إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ح5 "رضيت بجوار الله" الشيخ أحمد جلال | رمضان قرب يلا نقرب 5

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ح5 "رضيت بجوار الله" الشيخ أحمد جلال | رمضان قرب يلا نقرب 5



    الحلقة الخامسة: رضيت بجوار الله
    الشيخ أحمد جلال | رمضان قرب يلا نقرب 5








    لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب:









    رابط الحلقة على الموقع:

    https://way2allah.com/khotab-item-152932.htm



    رابط تحميل الجودة فائقة الدقة:

    https://way2allah.com/khotab-mirror-152932-249744.htm



    رابط تحميل الجودة العالية hd:


    https://way2allah.com/khotab-mirror-152932-249745.htm




    الجودة المتوسطة


    https://way2allah.com/khotab-download-152932.htm




    رابط تحميل صوتي MP3:


    https://way2allah.com/khotab-mirror-152932-249746.htm





    رابط صوتي ساوند كلود:


    https://soundcloud.com/way2allahcom/radet/s-r8JGY



    رابط تفريغ بصيغة word:


    https://up.top4top.net/downloadf-1205hezc01-docx.html




    رابط تفريغ بصيغة pdf:


    https://way2allah.com/media/pdf/152/152932.pdf




    لقراءة التفريغ على المنتدى تابعوا المشاركة التالية:

    التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 20-04-2019, 05:36 PM.
    اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

    ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
    ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا


  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد،

    الهجرة، كثير من الناس عندهم مفاهيم غلط عن الهجرة، فبعضهم يظن أن الهجرة هي عبارة عن رحلة خروج من مكان لمكان، فدي اسمها هجرة. وبعضهم كان بيظن إن اللي هاجر بس أو بعض الناس بيظن إن اللي هاجر بس هما الفقراء اللي كانوا بيعذبوا في مكة وده برضه غلط، وبعضهم بيظن إن الهجرة دي طريق سهل إيه المشكلة إن هما يطلعوا من مكة ويروحوا الحبشة الأمر سهل، وبعضهم بيظن إن كانت الهجرة هدفها الأساسي إنه يهاجر، إنه يبعد عشان ما يتفتنش في دينه وبرضه ده أمر غلط.




    مفاهيم هامة عن الهجرة

    حابب النهاردة أقف معاكم على مجموعة مفاهيم متعلقة بالهجرة:
    المفهوم الأول:اوعى تظن في يوم من الأيام إن هجرة أصحاب النبي –صلَّى الله عليه وسلم- كانت فسحة، إنه يخرج من مكان لمكان، أو من أرض لأرض، من وجهة نظري البسيطة الهجرة بتساوي تضحية، الهجرة بتساوي تضحية، الطريق من مكة للحبشة ما كانش أبدًا مفروش بالورد ولكن كان طريق صعب جدًا، أضرب ليكم على كده مثال، سيدنا خالد بن حزام –رضي الله عنه-، اللي هو بمجرد ما بفضل الله خرج من مكة وعدّى البحر، ونزل بقى لأدغال أفريقيا علشان يوصل للحبشة، كما يروي ابن أبي حاتم في تفسيره وهو يؤول قول الله –تبارك وتعالى-: "وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ" النساء:100.
    الآية دي الآية دي نزلت في خالد بن حزام، بمجرد ما وصل الجهة الثانية من البحر الأحمر، بدأ ينزل إلى أفريقيا بدأ يدخل وسط الأدغال، خرجت عليه حية فنهشته،خرجت عليه أناكوندا كبيرة، ثعبان عظيم وللأسف مات خالد بن حزام قبل أن يصل إلى بلاد الحبشة، مات وهو ماشي في وسط الأدغال، كان الأمر عسير؛ الأمر مش سهل.

    نموذج ثاني من الصحابة، وده نموذج يمكن كثير من الناس ما يعرفهوش، سيدنا الحارث بن خالد –رضي الله عنه، الحارث بن خالد قصته وقصة حياته اللي كانت مليانة بالمآسي بتوضح لينا برضه إن طريق الهجرة ما كانش طريق مفروش بالورد، بل كان الإنسان معرض في أي لحظة من اللحظات أنه يموت، سيدنا الحارث بن خالد –رضي الله عنه- هاجر للحبشة، ولما شاف الصحابة بيهاجروا للمدينة، خرج هو وزوجته وأولاده الأربعة موسى وعائشة وزينب وفاطمة، الأربعة دول وهما خارجين في طريقهم، عطشوا جدًا في الطريق، الطريق ما كانش فيه استراحات ممكن يأكلوا فيها أو يشربوا فيها، إحنا بنتكلم على أدغال أفريقية، ماشي فيها الصحابة –رضي الله عنهم-، ولاده عطشوا جدًا وأوشكوا على الهلاك، بدأ يبحث ليهم عن ماء حتى وجد مكان يتجمع فيه الماء فذهب سيدنا الحارث بن خالد وزوجته وموسى وعائشة وزينب وفاطمة أولاده، راحوا علشان يشربوا من المية اللي هي المفترض تكون مصدر حياة، ولكن للأسف الميه كانت مسمومة، الميه كانت غير صالحة للشرب، فشرب منها الجميع أولاده الأربعة وزوجته فماتوا جميعًا بين يديه.




    طريق الهجرة لم يكن ممهدًا

    الطريق للحبشة ما كنش طريق ممهد ولا طريق مفروش بالورد، كان طريق صعب جدًا، وتخيلوا الآن بالله عليكم عيشوا المشهد ده، مشهد أب؛ أولاده الآن كانوا بيتألموا من العطش، وزوجته الآن أوشكت على الهلاك من شدة العطش، ولما وجد الماء ساب زوجته وساب أولاده إن هما يشربوا فلما شربوا للأسف مات الخمسة بين يديه، زوجته وأولاده الأربعة، حدثوني بربكم عن المشاعر اللي كان عايشها هذا الصحابي الكريم في هذا الوقت؟

    النجاشي تخيلوا معايا النهاردة إن أمير من الأمراء أو ملك من الملوك، هيطلع في رحلة بحرية، شكل اللنش بتاعه هيبقى عامل إزاي؟ أو شكل المركب بتاعه هيبقى عامل إزاي؟ حاجة في قمة الفخامة وحاجة طبعًا مؤهلة إن هي يعني لو حصل أي مشكلة في البحر تكون قادرة على تلافي هذه المشكلة، -سبحان الله- لما أسلم النجاشي وده كان بفضل الله ثم دعوة الصحابة –رضي الله عنهم- داخل الحبشة، لما أسلم النجاشي وأسلم ابنه وأسلم بعد ذلك 60 رجل من أتباع النجاشي، قرر النجاشي إنه يرسل ولده أغلى ما يملك وأعز ما يملك إلى النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، علشان يتعلم منه الدين، وبعث رجال المملكة الكبار اللي أسلموا الـ 60 واحد وركبوا مركب وهما في البحر هاجت الريح، وعلت الأمواج وماتوا جميعًا في البحر قبل أن يصلوا إلى رسول الله –صلَّى الله عليه وسلم-.

    تخيلوا سفينة الملك غرقت، يا ترى هما لاقوا إيه في الطريق؟ وعانوا قد إيه في الطريق في البحر علشان السفينة بتاعت الملك تغرق في وقت زي ده؟، الطريق ماكانش سهل، الطريق كان بين عشية وضحاها، كان ممكن وهما في الجانب الثاني من البحر الأحمر في الجزيرة العربية كان سهلًا جدًا إن يطلع عليهم أهل مكة ويقتلوهم، رغم كل العناء ده الميه المسممة في الطريق، الحيوانات والحيات اللي ممكن تأكل أي إنسان في الطريق، الموج بتاع البحر وهيجان البحر، كل ده ما وقفش الصحابة عن الهجرة بل خلاهم يتحدوا كل العقبات دي، ويتحدوا كل الصعاب دي ويوصلوا هناك. حتى طبيعة الجو في الحبشة ما كانتش بالسهل اليسير، الجو ما كانش سهل يسير، سهل إن الصحابة يتكيفوا عليه الجو ده اللي خلى كثير جدًا من الناس ماتت هناك.

    يعني مثلًا السيدة سودة بنت زمعة –رضي الله عنها- زوجة النبي، اللي النبي –صلَّى الله عليه وسلم- تزوجها جبرانًا لخاطرها، زوجها السكران بن عمر –رضي الله عنه- مات في الحبشة، وتخيلوا الآن مشاعر الزوج والزوجة اللي خرجوا في سبيل الله ويصلوا للحبشة كل ده علشان يعبدوا ربنا-سبحانه وتعالى- أمر كان صعب، أمر كان صعب جدًا، -سبحان الله- مشاعر الغربة صعبة يمكن الواحد لما بيسافر برا مصر أسبوع، 10 أيام الواحد بيكون عنده حنين لبلده، عنده حنين لأولاده، عنده حنين لوالده ووالدته ولزوجته، و-سبحان الله- تخيلوا الآن مشاعر هذه المرأة الصالحة وهي خارجة تفر بدينهاوصلت الحبشة و-سبحان الملك- زوجها يموت بين إيديهاالسكران بن عمر، مات السكران بن عمر.

    أم حبيبة –رضي الله عنها- وما أصابها من ظروفٍ قاسية، حتى الخروج من مكة ما كانشبالأمر السهل الهين، بخروج الصحابة –رضوان الله عليهم أجمعين- من مكة أصلًا كان شيء يعني يجعل قلب أي إنسان يصاب بالهم والغم برؤية الناس وهم يخرجون من مكة.

    ليلى بنت أبي حثمة –رضي الله عنها- وعن زوجها، وهما خارجين من مكة، قابلها عمر –رضي الله عنه- وكان عمر في هذا الوقت محاربًا لدين الله –سبحانه وتعالى-، وكان من أكثر الناس إيذاءًا للصحابة في مكة في هذا الوقت، العجيب إن ليلى بنت أبي حثمة وهي تحمل متاعها على دابتها ومعها زوجها، مر عمر بن الخطاب –رضي الله عنهعلى ليلى بنت أبي حثمة فقال لها: يا ليلى إلى أين؟ قالت: يا عمر أفر بديني، أريد أن أعبد ربي، يا عمر ما أفعل في أرضٍ خذلتمونا فيها عن ديننا، يا عمر وما أصنع بأرضٍ عذبتمونا فيها وقهرتمونا، يا عمر إحنا عايشين بالقهر، واحنا وسطكم، يا عمر أنتم أهلنا وأنتم قهرتونا يا عمر أنتم عذبتونا، يا عمر أنتم عايزين تفتنونا عن ديننا، قالت: فأغرورقت عين عمر –رضي الله عنه- ونظر إليها وقال: يا ليلى صحبتكم السلامة.
    لدرجة إن ليلى أمام المشهد ده أمام انكسار عمر بهذه الصورة زوجها بيقول لها مالك يا ليلى قالت: والله لقد حدث عجبًا! عمر حدث منه كذا وكذا قال: أتظنين إسلام عمر؟ والله لو أسلم حمار الخطاب ما أسلم عمر.

    -سبحان الملك- مشهد كان مؤلم ، مشهد كان اوعى حد يظن إن كانت هجرتهم سهلة، إن كانت هجرتهم سهلة، الهجرة كانت صعبة جدًا.في يوم سيدنا عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- بعد ما عاد مهاجرة الحبشة إلى المدينة، بعد ما النبي –صلَّى الله عليه وسلم- هاجر في العام السابع تقريبًا، ما وصلوا سنة 7 هجرية بعد غزوة خيبر، لما وصل عمر مر عمر –رضي الله عنه- على أسماء بنت عميس، فقال:"يا أسماء إن الله –عز وجل- قد كتب لنا أجرًا أعظم منكم، كنا مع رسول الله –صلَّى الله عليه وسلم-، كنا معه جاهدنا معه وناصرناه" فغضبت أسماء وكانت من المهاجرات الأوليات للحبشة، فبكت أسماء وقالت: "يا عمر كنتم مع رسول الله –صلَّى الله عليه وسلم- يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا نحن بأرض البُعداء والبُغضاءفكيف نتساوى معكم"، إزاي ربنا يساوينا معكم؟ أنتم كنتم مع النبي لو حد فيكم جاع بيأكله، حد فيكم محتاج حاجات في الدين بيقعد مع النبي، بل لو في يوم من الأيام الواحد منكم تعبان أو زعلان هيروح يقعد مع النبي هينسيه كل حاجة.

    "أما نحن فكنا بأرض البعداء وكنا بأرض البغضاء، فررنا بديننا وكان والله ذلك في الله وفي رسول الله –صلَّى الله عليه وسلم- والله يا عمر لأشكونك إلى رسول الله –صلَّى الله عليه وسلم-"، فذهبت أسماء إلى النبي –صلَّى الله عليه وسلم- وقالت: يا رسول الله إن عمر يقول كذا وكذا، فقال النبي: "لا والله يا أسماء لا والله يا أسماء لا يتساووا معكم في الأجر بل إن الله –عز وجل- كتب لكم يا أصحاب السفينة الهجرة مرتين، ربنا –سبحانه وتعالى- كتب لكم الأجر مضاعف بهجرتكم للحبشة وهجرتكم للمدينة، "أما هم فما هاجروا إلى مرةً واحدة فأنتم أعظم منهم أجرًا"[1]، فأنا حابب من البداية أقول للناس اوعوا تظنوا إن الهجرة كانت أمر سهل، لا والله الأمر كان عسير جدًا.




    أغلب من هاجر هم الأغنياء أصحاب الأموال

    بعض الناس بيظن إن ما هاجر إلا الفقراء اللي كانوا بيعذبوا، الكلام ده غير صحيح، كما ضحى الأوائل بالتحديات العظيمة اللي كانت هتقابلهم في الطريق، وده كان نوع من أنواع التضحية، إن هو ممكن يضحي بنفسه في أي لحظة ممكن البحر يهيج فيموت، أو يمكن قريش تدركهم فيُقتَلوا، أو ممكن يدخل في أدغال أفريقيا فحيوان يطلع عليه يأكله، أو ممكن يصل للحبشة فيموت هناك بسبب الحر أو بسبب الجو اللي كان موجود في مكة.

    في نوع آخر من التضحية اللي ضحى بها الصحابة –رضي الله عنهم- قَل من ينتبه إليها. زي ما قلت لكم إحنا بنظن دائمًا إن اللي هاجر ده هما الفقراء اللي كانوا بيُعذبوا، بس حد فيكم فكر قبل كده هو بلال هاجر؟ لاهو صحيح هو بلال ما هاجرش، هو خباب بن الأرت هاجر؟ الله آه فعلًا ده خباب ما هاجرش، ممكن تقولوا لي أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- كان بيشتري مين أثناء العذاب؟ آه ده العبيد الفقراء، إذًا أكثر من هاجر ما كانوا هؤلاء الفقراء، أكثر من هاجر هو هؤلاء الأغنياء، أصحاب الأموال ودي في حد ذاتها تضحية كبيرة جدًا، إنك تضحي بأموالك وشركاتك وتجاراتك وعقاراتك والأرض بتاعتك وبيوتك، إنك تضحي بكل ما تملك دي في حد ذاتها كانت تضحية كبيرة جدًا.

    إن بعد ما كنت سيد من السادة في مكة وضحيت بكل هذا عشان تكون عبد لله،تعرف تعبد ربنا –سبحانه وتعالى- هي دي التضحية الكبيرة ، من الأسماء الكبيرة جدًا اللي هاجرت هجرة الحبشة، من الأسماء الكبيرة جدًا عثمان بن عفان –رضي الله عنه- وزوجه رقية بنت النبي –صلَّى الله عليه وسلم-؛عثمان اللي كان من أغنى وأثرى الأثرياء، -سبحان الله- هاجر في سبيل الله وضحى بالأموال وضحى بالتجارات علشان إيه؟ علشان دينه.

    من الأسماء الكبيرة جدًا اللى هاجرت؛ مصعب بن عمير -رضي الله عنه-، واحد من سادة قريش كده، مالًا وجاهً وثراءً وقربًا من أمه اللي كانت تنفق عليه ببزح، هاجر في سبيل الله، ضحى بمتع الحياة، ضحى بما كان يملك من أموال، علشان ربنا -سبحانه وتعالى-. من الأسماء الكبيرة جدًا الحارث بن قيس -رضي الله عنه-، طبعًا كتير منا للأسف لايعرف من هو الحارث بن قيس، الحارث بن قيس ده أيها السادة الكرام، هو سيد من سادات قريش وشريفٌ من أشراف قريش، لو رجعتوا لترجمته في كتب السير، تلاقي بيقولوا الحارث بن قيس، كان من أشراف الجاهلية، كان هذا وظيفته في الجاهلية هو وزير المالية، هو المسئول عن الأموال التي كانت تُدفع للآلهة.

    تخيلوا المنصب العظيم ده، جاه وثراء، وعائلة كبيرة جدًا، وأموال، ومكانة اجتماعية، ومع ذلك كل ده عشان ربنا سهل جدًا إن احنا نسيبه -سبحان الملك-، سَلمة بن هشام، طبعًا كتير منا ميعرفش مين هو سَلمة بن هشام، ولكن علشان أقول لكم مين هو سَلمة بن عشان وضحى بإيه، فلكم أن تتخيلوا أن سَلمة بن هشام هو أخو عمرو بن هشام، مين عمرو بن هشام؟ أبو الحكم، مين أبو الحكم؟ أبو جهل، أبو جهل اللي هو سيد من سادات قريش على الإطلاق، أخوه سَلمة بن هشام، سَلمة بن هشام ده ابن عم خالد بن الوليد، إنتوا شوفتوا احنا بنتكلم عن مين؟ بنتكلم عن السادات الكبار اللي دخلوا في دين الله -سبحانه وتعالى- وتركوا كل شيء عشان يتوجهوا لدين الله -سبحانه وتعالى-.

    علشان يضحوا بالغالي والنفيس، عشان كما قالت السيدة أسماء بنت عميس: وكان ذلك في الله وفي رسوله.
    يزيد بن زمعة من الصحابة اللي هاجرواللحبشة، وطبعًأ كتير منا ميعرفش مين هو يزيد بن زمعة، يزيد بن زمعة ده هو ممكن نقول عليه رئيس الوزراء في زماننا، كانوا لا يعقدون أمرًا إلا بعد أخذ مشورة يزيد بن زمعة، فكان هو المتحكم حالات الحرب هو اللي يقول آه أو لا، حالات السِلم، هو اللي يقول آه أو لا، حالات التجارة هو اللي يقول آه أو لا، أي أمر سياسي هو اللي يقول آه أو لا، ده كان يزيد بن زمعة اللي ترك المكانة العظيمة دي لله ولرسوله، وده كان نوع جديد من أنواع التضحية.




    لماذا كانت الهجرة؟

    وهنا أنا حابب أسألكم سؤال، هما كانوا عايزين يهاجروا ليه؟ تخلصًا من العذاب؟ هقول لكم الإجابة لا، في الهجرة الأساسية كان عشان يلاقوا مكان يعبدوا فيه ربنا -سبحانه وتعالى-، حابب يكون ده آخر سؤال عشان أحط عليه الإجابة دي، علشان أطرح بقى السؤال عليكم واحنا أخبارنا إيه؟ هل هجرتهم كانت علشان يفروا من العذاب الكلام ده لا، ولكن كانت هجرتهم الأساسية حتى يجدون مكان يعبدون فيه الله -سبحانه وتعالى-.

    مصعب بن عمير -رضي الله عنه- لما فتنته أمه في دينه، قال: يا أماه، لما سألته إلى أين تذهب يا مصعب؟ قال: "أفر في بديني حتى لا يتفتنوني في ديني، أريد أن أعبد ربي"، أنا بفر النهاردة، أنا بسيب المال، بسيب الجاه، بسيب الثراء، بسيب كل حاجة، علشان عايز أعبد ربنا، أنا محتاج أعبد ربنا -سبحانه وتعالى-.

    أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- لما أراد الهجرة للحبشة واستوقفه سيد الأحابيش، اللي هو ابن الدغنة، قال له: يا أبا بكر إلى أين تذهب؟ أنت رايح فين يا أبا بكر؟ قال: "أسيح في الأرض أريد أن أعبد الله"، أنا عايز أعبد ربنا، أنا مش عارف أعبد ربنا في المكان ده، عايز أعبد ربنا في مكان بعيد -سبحان الله-، وأم سَلمة -رضي الله عنها- كانت بتقول على النعمة العظيمة اللي ربنا من بيها عليها لما هاجرت للحبشة، قالت: "فجاورنا فيها خير جار أمنَّا على ديننا، وعبدنا الله -سبحانه وتعالى- لا نُؤذى بشيء، ولا نسمع شيئًا نكرهه"، إحنا الحمد لله لما هاجرنا وجدنا بُغيتنا، وجدنا الحاجةاللي احنا كنا بندور عليها، إحنا كنا بندور على مكان عايزين نعبد فيه ربنا -سبحانه وتعالى-.

    ابن مسعود -رضي الله عنه- يقول: "والله ما كنا نستطيع أن نصلي عند البيت، ما كنا نصلي إلا بين الجبال"، بعيد مش عارفين نعبد ربنا -سبحانه وتعالى-، كانت الهجرة الأساسية عشان يعبدوا ربنا -سبحانه وتعالى-، وأقوى دليل على كده أن سيد الأحابيش اللي هو ابن الدغنة لما قال لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- "يا أبا بكر مثلك لا يُخرَج"، أنت اللي زيك يا أبا بكر لا يُخرَج أصلًا، ولكن انزل إلى جواري، انزل في حمايتي أنا أحميك، فعلشان كده أول ما وجد الصديق -رضي الله عنه- من يحميه كان الصديق -رضي الله عنه- قد اتخذ لنفسه مسجدًا، وده أول مسجد بُني في الإسلام على الإطلاق، كان مسجد مكة اللي بناه الصديق -رضي اللهعنه-، كما اتفق على ذلك أهل العلم أن أول من أسس مسجدًا لله -عز وجل في الأرض في زمن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، أسس لنفسه مسجدًا، مكان يعبد فيه الله -سبحانه وتعالى-.

    فكان في كل يوم يقف بين يدي الله -سبحانه وتعالى- وتتنزل آيات الله على قلبه بردًا وسلامًا، ويبكي الصديق بكاءً شديدًا -رضي الله عنه- يبكي بكاءً شديدًا -رضي الله عنه- فكان النساء والأطفال من أهل مكة يذهبون فينظرون إلى هذا الرجل الذي يبكي من خشية الله، ويبكي قهرًا على ما هو فيه، مقهور على الحال اللي فيه الصحابة -رضي الله عنهم-، هذا كان حالهم في وقت شدتهم وفي وقت محنتهم، ما أرادوا الهجرة إلا من أجل العبودية، ولما وجدوا المكان الآمن كان الهدف الأساسي بالنسبة لهم أن يعبدوا الله -سبحانه وتعالى-.



    ماذا نفعل نحن الآن في ظل القهر الذي نعيش فيه؟

    السؤال الذي يطرح نفسه علينا الآن، وماذا نفعل نحن في هذا الوقت الذي يمر بنا؟ في الوقت الذي يشعر فيه كثير من المسلمين بالقهر على أحوال المسلمين.
    مقام العبودية، أكثر شيء ربنا يرفع فيه عن المسلمين القهر والبلاء والمحنة، إنك تنزل في مقام العبودية، أكتر شيء ربنا -سبحانه وتعالى- يُسلَّي به قلبك في وقت المحنة، إنك تنزل في مقام العبودية، علشان كده كانت حلقة النهاردة بتتكلم على أهم جزئية، إنك في وقت المحنة وفي وقت الشدة الجألربك، وانزل في مقام العبودية.

    بها يعيطك الله -عز وجل- أمور كثيرة على رأسها أمرين:
    الأمر الأول: أن يخفف الله عنك ما أنت فيه من بلاء ومحنة.
    الأمر الثاني: أن يكون سببًا في رفع البلاء والمحنة عنك.




    هكذا كانت هجرتهم، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يعيننا أن نهاجر كهذه الهجرة التي كانت في الله وفي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم، أسأل الله - عز وجل- أن يجعلنا وإياكم من الذين يتبعون القول فيتبعون أحسنه، وهذا و-صلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم-.

    تم بحمد الله



    [1]"......فَدَخَلَ عُمَرُ علَى حَفْصَةَ، وأَسْمَاءُ عِنْدَهَا، فَقالَ عُمَرُ حِينَ رَأَى أسْمَاءَ: مَن هذِه؟ قالَتْ: أسْمَاءُ بنْتُ عُمَيْسٍ، قالَ عُمَرُ: الحَبَشِيَّةُ هذِه البَحْرِيَّةُ هذِه؟ قالَتْ أسْمَاءُ: نَعَمْ، قالَ: سَبَقْنَاكُمْ بالهِجْرَةِ، فَنَحْنُ أحَقُّ برَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنكُمْ، فَغَضِبَتْ وقالَتْ: كَلَّا واللَّهِ، كُنْتُمْ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ، ويَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وكُنَّا في دَارِ - أوْ في أرْضِ - البُعَدَاءِ البُغَضَاءِ بالحَبَشَةِ، وذلكَ في اللَّهِ وفي رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وايْمُ اللَّهِ لا أطْعَمُ طَعَامًا ولَا أشْرَبُ شَرَابًا، حتَّى أذْكُرَ ما قُلْتَ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى ونُخَافُ، وسَأَذْكُرُ ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَسْأَلُهُ، واللَّهِ لا أكْذِبُ ولَا أزِيغُ، ولَا أزِيدُ عليه. فَلَمَّا جَاءَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ إنَّ عُمَرَ قالَ: كَذَا وكَذَا؟ قالَ: فَما قُلْتِ له؟ قالَتْ: قُلتُ له: كَذَا وكَذَا، قالَ: ليسَ بأَحَقَّ بي مِنكُمْ، وله ولِأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ واحِدَةٌ، ولَكُمْ أنتُمْ - أهْلَ السَّفِينَةِ - هِجْرَتَانِ، قالَتْ: فَلقَدْ رَأَيْتُ أبَا مُوسَى وأَصْحَابَ السَّفِينَةِ يَأْتُونِي أرْسَالًا، يَسْأَلُونِي عن هذا الحَديثِ، ما مِنَ الدُّنْيَا شيءٌ هُمْ به أفْرَحُ ولَا أعْظَمُ في أنْفُسِهِمْ ممَّا قالَ لهمُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ أبو بُرْدَةَ: قالَتْ أسْمَاءُ: فَلقَدْ رَأَيْتُ أبَا مُوسَى وإنَّه لَيَسْتَعِيدُ هذا الحَدِيثَ مِنِّي" صحيح البخاري



    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​


    التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 20-04-2019, 08:31 PM.
    اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

    ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
    ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاك الله خيرا وبارك الله فيك اخيتي
      عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

      تعليق


      • #4
        جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ
        سبحانك اللهم وبحمدك ,,, سبحان الله العظيم
        اللهم ارحم أمي وارزقها الفردوس الأعلى من الجنة

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيكم و جزاكم خيرا

          تعليق


          • #6
            آمين وإياكم
            اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

            ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
            ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

            تعليق


            • #7
              عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

              تعليق

              يعمل...
              X