إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحلقة الرابعة - أنت رب المستضعفين الشيخ محمد سعد| رمضان قرب يلا نقرب 5

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلقة الرابعة - أنت رب المستضعفين الشيخ محمد سعد| رمضان قرب يلا نقرب 5




    الحلقة الرابعة ((أنت رب المستضعفين الشيخ محمد سعد))
    الشيخ محمد سعد | رمضان قرب يلا نقرب 5








    لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب:







    رابط الحلقة على الموقع:

    https://way2allah.com/khotab-item-152931.htm



    رابط تحميل الجودة فائقة الدقة:

    https://way2allah.com/khotab-mirror-152931-249740.htm


    رابط تحميل الجودة العالية hd:


    https://way2allah.com/khotab-mirror-152931-249741.htm



    الجودة المتوسطة

    https://way2allah.com/khotab-download-152931.htm



    رابط تحميل صوتي MP3:

    https://way2allah.com/khotab-mirror-152931-249742.htm




    رابط صوتي ساوند كلود:

    https://soundcloud.com/way2allahcom/mostad3afeen



    رابط تفريغ بصيغة word:


    الوورد






    رابط تفريغ بصيغة pdf:



    pdf





    لقراءة التفريغ مكتوب على المنتدى تابعوا المشاركة الثانية
    التعديل الأخير تم بواسطة سهير(بنت فلسطين); الساعة 18-04-2019, 09:38 PM.
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
    رمضان قرب يلّا نقرب، أسأل الله –تبارك وتعالى- أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، حديثنا في هذه الدقائق حديث مختلف شوية قد يستغرب البعض إيه ربط الحديث ده برمضان؟ لكن هنعرف إن شاء الله –عز وجل-.



    كان سيدنا النبي –صلّى الله عليه وآله وسلم- عندما يرفع من الركوع في فترة من فترات حياته كان يدعو بهذه الدعوات، في صلاته كان يقول:"اللهم أنجِ سلمة بن هشام، وعياش بن ربيعة، والوليد بن الوليد اللهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين اللهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين"[1]، المستضعفين اللفظ ده لفظ موجود في القرآن كثير جدًا، ومعروف في السنة النبوية في أكثر من حديث، إيه قصة الاستضعاف والمستضعفين وعلاقة ده برمضان؟
    تعالوا نشوف يا إخوانا،
    القصة بتبدأ إن الله – عز وجل- عندما يرسل الرسل لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وحتى يقيموا ميزان العدل وسط الناس، بيحصل إن الناس تنقسم إلى قسمين، قسم اسمهم الملأ؛ الملأ دول هم أصحاب المصالح من وجود الكفر، أصحاب المصلحة من وجود الظلم، هؤلاء يعادون الرسل، ويبقى فيه فريق آخر في الغالب هما دول أتباع الأنبياء وهم ضعفاء الناس.
    هرقل لما بعث النبي –صلّى الله عليه وسلم- له يدعوه إلى الإسلام في رسالة عظيمة جدًا طويلة، هرقل ساعتها بدأ يبحث مين من العرب موجود في الشام، فالمهم في الفترة دي كان أبو سفيان معاه تجارة وكان لسه طبعًا كافر، جاب أبو سفيان وبدأ يسأله أسئلة عن النبي –صلّى الله عليه وسلم- وعن الدين الجديد وعن أتباع النبي محمد –صلّى الله عليه وسلم-، كان من ضمن الأسئلة قاله إيه؟ قال له: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ يا ترى اللي مشيوا مع النبي –صلّى الله عليه وسلم-، اللي صدقوا النبي –صلّى الله عليه وسلم- اللي آمنوا به كانوا الجماعة اللي هما الأشراف أصحاب الأموال والسلطان والجاه، ولا الجماعة الضعفاء اللي هما قليلي المال، قليلي السلطان ليس لهم من الجاه ولا من أمر الدنيا شيء؟ ضعفاء الناس اتبعوه أم أشرافهم؟ قال أبو سفيان: بل ضعفاؤهم، هرقل في آخر القصة بدأ يعلق على كل سؤال وكل إجابة، قاله أنا سألتك أشراف الناس اتبعوه أو ضعفاؤهم؟ قلت إن هما الضعفاء، التعليق بقى قال: وهم أتباع الرسل، أتباع الرسل في الغالب هم ضعفاء الناس، ما الذي يحدث؟ يحدث أن الملأ يتسلط على الضعفاء دول بالاستضعاف كمان.
    إيه معنى الاستضعاف؟ لازم نفهم يا جماعة اللفظة دي لأنها جت في القرآن كثيرة جدًا، وربنا –عز وجل- حتى لما تكلم عن الجهاد قال إيه؟، قال: "وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا" النساء:75.



    الاستضعاف ثلاث معاني، كلها مترابطة:
    أول معنى لكلمة استضعف فلانٌ فلانًا أي رآه ضعيفًا، أنا لما أقولك فلان بيستضعفك يعني شايفك مالكش أي قيمة، شايفك ما عندكش من كروت القوة أو من موازين القوة أي حاجة، عشان كده قالوا لنبيهم إيه؟ قوم شعيب: "وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا "هود:91 ، أي من أنت يا شعيب؟ " وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا "هود:91، فرعون قال للملأ من قومه عن بني إسرائيل: "ان هؤلاء لشرذمة قليلون" اللي هو شايفهم ولا حاجة هما عنده في موازين القوى لا يؤثروا في أي شيء، فأول حاجة في الاستضعاف أن يراك عدوك في غاية الضعف، ده الشيء الأول.
    الشيء الثاني معنى استضعف أي أن يعمل على استضعافك وأن يعمل على إضعافك، مش بس أنت شايفك ضعيف، لا كمان يزيدك ضعفًا على ضعف لأن يا إخوانا بمنتهى الأمانة المعركة معركة صفرية، المعركة معركة صفرية ما بين الحق والباطل، ما بين أولياء الحق وأولياء الباطل، عشان كده تيجي رقم ثلاثة بقى،هو شايفك ضعيف وعمل على إضعافك.
    الشيء الثالث يتسلط عليك بالقهر والإذلال لماذا؟ هنعرف دلوقتي إن شاء الله، فرعون ربنا –عز وجل- قال عنه في القرآن قال: "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا، بيعمل إيه؟ يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ" القصص:4 فسلط فرعون على بني إسرائيل بالإذلال والقهر حتى جعلهم عبيدًا عنده، خدمًا عنده، لماذا؟ لأن بني إسرائيل كانوا يدينون بدين غير دين فرعون، فرعون كان طاغوت، كان إلهًا باطلًا يدعو الناس إلى عبادته. هذا هو كلمة الاستضعاف ليه بقى حصل الأمر ده؟ لماذا استضعف هؤلاء هذه الفئة القليلة المؤمنة؟ ما هو الإشكال؟ الإشكال الأعظم أنك خالفت ما يدينون به عشان كده كانت المفاصلة، أو كان العرض "لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا" إبراهيم:13 إما إن ترجعوا إلى هذا الدين، إلى هذا الباطل "لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا" إبراهيم:13، إما تطلعوا برا تسيبوا البلد بتاعتنا تسيبوا أرضنا، وإما أن تعودوا إلى؟ إلى هذه الملة الباطلة مرةً أخرى.

    هذا هو القصد من الاستضعاف، لذلك أول أمر لازم نقف معاه في كلمة الاستضعاف أنت إذا علمت أنك استضعفت لأجل دينك ماذا تفعل؟
    يبقى رقم 1 أن تثبت على هذا الدين وهو الموضوع بإختصار، أنت هتُؤذَى في نفسك، وهتُؤذَى في مالك، وهتُؤذَى في ولدك وربما تُؤذَى في عرضك لأجل ماذا؟ لأجل هذه الكلمة أنك متدين، أنك إنسان مستقيم، أنك إنسان لا تريد الباطل، أنك إنسان على الحق، أنك إنسان ذو أخلاق، اللي حواليك ماشيين في مصالحهم، وأنت عمال تقول لا ده لا يجوز، ده حرام، ده ما ينفعش، فأصبحت منبوذًا، أصبحت غريبًا، إما أن توافقهم في الحرام الذي هم عليه، وإما أن تثبت على دينك. الحل هنا أعمل إيه؟ الحل إنت أصلًا لو مقتنع إن هو ده إن هو ده طريق ربنا –سبحانه وتعالى- وإن هو ده اللي يرضي الله –عز وجل-، و"إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ" هود:49 وإن الدنيا دي فانية هذا يثبتك على الطريق، إيمانك بالحق الذي أنت عليه، ومحبتك لدينك وأن تعلم أن هذا هو الدين الذي ارتضاه الله –عز وجل- "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" المائدة:3.

    سيدنا النبي –صلّى الله عليه وسلم- جاءه الصحابة يومًا وهو متوسدٌ في ظل الكعبة، نايم في ظل الكعبة، فقالوا بعد أن لقوا من المشركين شدةً وعنتًا، قالوا: يا رسول الله ألا تدعوا الله لنا؟ ألا تستنصر لنا؟ فقام مغضبًا –صلّى الله عليه وسلم- وقال: "والله لقد كان يؤتى بالرجل من قبلكم، اسمع بقى الكلام الخطير ده، فيوضع المئشار أو قال المنشار على مفرق رأسه فيشقه شقين لا يصده ذلك عن دينه شيء، ويمشط بأمشاط الحديد بين لحمه وعظمه لا يرده ذلك عن دينه شيء، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ولا يخشى إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم قومٌ تستعجلون"[2]، العبد الموقن إن الإسلام، وإن التدين والاستقامة هذا هو الذي يرضي الله –عز وجل-، وإن المخالفة الموجودة الآن في المجتمع، والمخالفة الموجودة الآن في الأمم، والصد عن سبيل الله ومحاربة دين الله –عز وجل- كل هذا من الباطل، هذا يثبتك.



    كيف نتعامل مع الاستضعاف
    لكن اللي أنا عايز أقوله يا إخونا إن الاستضعاف ليس أمرًا مستحبًا نعيش به ونركن إليه لا، تعالوا نشوف إحنا مفروض نعمل إيه مع الاستضعاف؟
    المفترض رقم 1 إن فيه فرق كبير جدًا بين الاستضعاف الحقيقي وبين وهم الاستضعاف، الكلام ده مهم جدًا يا جماعة.
    بعض الناس بيعيش وهم الاستضعاف، إن هو بيتخيل أنه مستضعف ويؤدي هذا إنه يتنازل عن دينه، يعني إيه؟ تعالوا نشوف الآية الجميلة دي، وفي نفس الوقت آية خطيرة جدًا مرعبة، ربنا قال في القرآن سورة النساء: "إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا "النساء99:97،

    إيه القصة بتاعة الآية دي يا جماعة؟
    لما النبي –صلّى الله عليه وسلم- قعد في مكة فترة طويلة اللي هما 13 سنة، وبعدين بقى الأذى من الكفار وتسلطهم بالاستضعاف على المؤمنين، كان إذن الله –تبارك وتعالى- وأمره أن يتركوا مكة، وأن يقيموا دولة الإسلام في المدينة، أمر الصحابة كلهم بالهجرة، كلهم هاجروا لكن بقي بعض الناس لم يهاجروا. بقوا ليه؟ المجموعات اللي بقيت دي بقيت ليه؟ منهم اللي بقي غصبًا عنهم فعلًا، أهلهم منعوهم كبعض النساء وبعض الولدان وبعض الرجال كبلوا قيدوا، وضع عليهم أغلال الحديد وربطوا حتى لا يهاجروا إلى النبي –صلّى الله عليه وسلم-، لكن بقى بعض الناس ما هاجروش مع إنهم كان بإمكانهم يهاجروا إنما آثروا أن يمكثوا في مكة منهم اللي أراد أن يحافظ على ماله، ومنهم اللي قالوا لهم لو خرجتم هنمنعكم عن عيالكم وعن أزواجكم، فلما قيل لهم ذلك آثروا الدنيا على الآخرة فبقوا في مكة ولم يهاجروا إلى النبي –صلّى الله عليه وسلم- مع إمكانيتهم أن يهاجروا.
    فلما كانت غزوة بدر شوف بقى الأمر العجيب، خرجوا مع هؤلاء جبرًا راحوا مع الكفار في غزوة بدر حتى قتلوا وهم في صفوف المشركين، فربنا –عز وجل- يحكي بقى الموضوع، الناس دي مشكلتها إيه؟ إن هما بيقولوا إن إحنا مستضعفين لا أنتم غير مستضعفين إنما أنتم بمزاجكم أردتم أن تقيموا وسط الكفار حتى ضاع دينكم، إنما من المستضعف؟ ربنا قال في القرآن كده، قال:"لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا" النساء:98، المستضعف اللي هو فعلًا عاجز، قليل الحيلة، ليس له سبيل، واحد مش عارف يطلع برا الناس دي، لكن هو غصب عنه بيضطر إلى أن يقول كلام لا يجوز، أو يفعل أشياء لا تجوز، هذا اسمه مستضعف؟
    فهناك فرق بين وهم الاستضعاف وبين الاستضعاف الحقيقي. عشان كده أحد الصحابة اسمه ضمرة هذا الرجل كان في مكة وكان أعمى، لما نزلت هذه الآية عمل إيه؟ قال أنا أعرف أمشي، طب يا عم أنت راجل أعمى؟ فقال لغلمانه أو قال لأولاده: احملوني، حملوه على خشبة وخرجوا به من مكة إلى المدينة، وعند التنعيم مات –سبحان الله-، فلما حضرته الوفاة رفع يديه وقال: اللهم هذه أبايع بها نبيك –صلّى الله عليه وسلم-، مات ضمرة لكن ربنا –عز وجل- قال في القرآن إيه؟ قال: "وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ" النساء:100.
    يبقى رقم1 إياك إياك أن تقنع نفسك أنك معذور وأنت غير معذور لأن ربنا –عز وجل- ذكر إن كثير من الناس يظنون أنهم معذورون لكنهم في الحقيقة يكذبون على أنفسهم، غير معذورين ده الأمر الأول.

    الأمر الثاني إن إحنا واجبنا إن إحنا نجابه هذا الاستضعاف ونغير الواقع، يا جماعة سيدنا عمر قال كلمة جميلة أوي قال: "نحن نفر من قدر الله إلى قدر الله"، نفر من قدر الله إلى قدر الله، القدر يقاوم بالقدر. قدر الاستضعاف لا بد أن يحول إلى قدر آخر ليس فيه استضعاف. هذا الاستضعاف إنما نشأ عن أننا لا نملك أسباب القوة، فما الذي يجب علينا؟ يجب علينا أن نحصل أسباب القوة، أسباب القوة الإيمانية، أسباب القوة العددية، أسباب القوة المادية، أسباب القوة الفكرية والعلمية.
    إلى متى سنظل عالة؟ اللي فعلًا بيتألم لحاله وخايف على دينه، وعايز ربنا –عز وجل- يعز الدين ده، لازم يتحول؛ يحول هذا الضعف إلى معادلة أكبر، أن يكون رقم في صف أهل الحق، وفي أولياء الله –تبارك وتعالى-، هذا هو الذي نريده، أن نفر من قدر الله إلى قدر الله –عز وجل-، وأن نغير هذا الاستضعاف إلى منطقة قوة، ربنا –عز وجل- ماذا قال؟ قال: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ" الأنفال:60، وكلمة قوة جاءت منكرة لتفيد كل ما يسمى أو يندرج تحت كلمة القوة.


    المطالبة بالحق؛ واجب
    في أثناء ذلك أثناء القوة الإنسان يمكن أن يعجز، الله تعالى لا يلومه عن العجز اسمع هذا الحديث، لما جاء رجلٌ يومًا مع أخيه إلى النبي –صلّى الله عليه وسلم- حتى يختصم بين يديه، اثنين متخانقين مع بعض، طيب يا رسول الله أحكم بيننا اقض بيننا، فحكم –صلّى الله عليه وسلم- لرجلٍ على أخيه، قضى بالحق لفلان على فلان، فلما قضى لهذا الرجل ولّى فقال هذا الرجل الذي قضي عليه قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، يعني وكأنه يعني يشعر بالظلم، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تعال تعال ماذا قلت؟"، قال: قلت حسبي الله ونعم الوكيل، قال: "يا هذا إن الله يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس فإن غلبك شيءٌ فقل حسبي الله ونعم الوكيل"[3] يعني إيه؟ يعني الواحد يطلب حقه ما استطاع، افعل ما تستطيع فإن عجزت قل حسبي الله ونعم الوكيل.

    ثلاتة لا يُستجاب دعاؤهم
    النبي –صلّى الله عليه وسلم- لما تكلم عن بعض الناس الذين لا يستجاب دعاؤهم قال إيه؟ قال: "ثلاثةٌ لا يستجاب دعاؤهم[4]، فيه ثلاثة ممكن يقولوا يا رب افعل لنا كذا والله تعالى لا يستجيب، مين دول؟ الذين تسببوا بأنفسهم في ضياع حقوقهم، اللي ضيعوا دينهم بإرادتهم، اللي ضيعوا أموالهم بإرادتهم ذكر منهم مين؟ قال: رجلٌ تحته امرأة سيئةٌ لا يطلقها، هو عمال يدعو عليها عماله تقرفه وعماله تأذيه وعماله تعمل فيه عمايل، وهي امرأة سيئة يا رب اعمل فيها، طب ما تطلقها؟ بيدك أن تغير واقعك، لماذا أنت مصر أن تعيش ذليلًا؟ عشان كده بيقولوا أهل العلم: لا يمكن أن يتم الاستعمار إلا في أناسٍ يقبلون الاستعمار، لا يمكن أن يتم الإذلال إلا في نفوس تقبل الاستذلال، لازم القابلية دي تنتفي يا جماعة، ربنا –عز وجل- قال في القرآن كده، قال: "وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ" آل عمران: 139 شعورك بالاستعلاء لأنك مؤمن، لأنك مؤمن وأنك لا تُستذل وأنك لا تُسترق هذا أمر في غاية الخطورة وغاية الأهمية في العلاج بتاعنا.
    إذًا النبي –عليه الصلاة والسلام- يقول: أول واحد رجل عنده امرأة سيئة والثاني، "رجلٌ أعطى سفيهًا ماله" واحد كان مسافر وبدأ يبعث فلوسه لمرأته وهو برا ومفيش أي تقييد ولا أي حاجة ولما نزل بعد 20 سنة فين الفلوس؟ راحت الفلوس، يقول حسبي الله ونعم الوكيل، الله تعالى لا يستجيب له لماذا؟ لأنه هو الذي ضيع ماله بماله بنفسه.
    إذًا الشاهد يا إخوانا إن العبد لا بد أن يأخذ بكل ما يستطيع من أسباب القوة.

    إلى من يركن المستضعفون؟
    رقم 3 بقى أثناء الاستضعاف، وأثناء الخروج من مرحلة الاستضعاف، إحنا مين سندنا؟ مين الركن بتاعنا؟ الله –تبارك وتعالى-، سيدنا لوط –عليه السلام لما جاءه هؤلاء المشركون اللوطيون فرأوا أضيافه الكرام، فماذا قال؟ "قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ" هود:80، آه ربما لوط لم يكن له سند من الناس، لكن من سنده؟ من ركنه؟ عشان كده قال –صلّى الله عليه وآله وسلم-: "رحمة الله على أخي لوط قد كان يأوي إلى ركنٍ شديد"[5]
    النبي –صلّى الله عليه وسلم- وهو قاعد في المدينة والصحابة في مكة اللي هما المستضعفين؛ العياش والوليد وسلمة ومحبوسين ومكبلين هو قد لا يملك من أسباب القوة الآن لاستنقاذهم شيئًا فإلى من يركن؟ قال: "اللهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين" النبي –صلّى الله عليه وسلم- في الحديث المشهور، وإن كان روي من طرق مرسلة لكن يعضض بعضها بعضًا، لما رجع من الطائف بعد أن عرض الإسلام على أهل الطائف وفعلوا فيه ما فعلوا، وتوجه إلى السماء فقال: "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي" أنت رب المستضعفين، أنا الآن مستضعف لا أملك شيئًا من أسباب القوة، لكن لابد أن يكون لي ملجأ وأن يكون لي ركن وهو الله –تبارك وتعالى-، الذي قال عن نفسه: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ" النمل:62، المستضعف هذا مضطر، ربما تسلط علينا أعداؤنا لكن لنا ربٌ –سبحانه وتعالى- بيده مقاليد الأمور، نستقوي به. نحن نوقن أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، لا تحول لنا من حالٍ إلى حال، حال الاستضعاف، حال الاستذلال، حال الضعف الذي نعيشه، لن نخرج منه إلا بعد أن يأذن الله –تبارك وتعالى-. إذًا نلجأ إلى الله –عز وجل-، يا رب أخرجنا من هذا الحال، يا رب بدل حالنا من الضعف إلى حال القوة، اللهم أذهب ضعفنا، نلجأ إلى الله –تبارك وتعالى- لا حول لا تحول من حالٍ إلى حال إلا بالله، لا قوة لنا على شيءٍ البتة إلا بالله –تبارك وتعالى-، هذا هو حال العبد المؤمن.

    إن الله جاعل لك فرجًا
    عشان كده قال –صلّى الله عليه وسلم-: "إن أعجز الناس من عجز عن الدعاء"[6]، وهذا يا إخوانا اللي بنتكلم عليه بقى في دخولنا على رمضان، رمضان هيقربك من ربنا –سبحانه وتعالى- أكثر، ويجعلك دائمًا وأبدًا مستكين خاضع لاجئ لله –عز وجل-. الآية الجميلة دي جات فين، الآية اللي كلنا بنحفظها: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" البقرة:186 هذه الآية جاءت وسط آيات الصيام، وسط آيات الصيام لأن العبد الصائم أقرب ما يكون لله –عز وجل-، قلبه كله إخبات كله إقبال على الله –عز وجل-، فنحن نريد نريد أن يكون رمضان والتأهل لرمضان فرصة، فرصة أن نرفع أكف الضراع وأن نتذلل لله –عز وجل- في أوقات السحر، يا رب اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، سواء في هنا ولا هناك، في أي بقعة من بقاع الأرض، نلجأ إلى الله –عز وجل- لكن كما قلت لا ننسى ونحن ندعو الله –عز وجل- أن نأخذ بأسباب القوة، وأن نعلم أن الله –تبارك وتعالى- لن يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.

    في الحديبية يا جماعة لما النبي –عليه الصلاة والسلام- عمل شروط الصلح التي كان فيها جور، وكان فيها ظلم، وكان من أخطرها إن اللي ييجي مسلم من مكة يرده ثاني لكفار قريش، فجاء أبو جندل ولسه الكتاب ما توقعش عليه، أبوه سهيل بن عمر قال: يا محمد هذا أول ما أقاضيك عليه، أبو جندل جاي الحديد في رجليه والحديد في يديه وعمال يجره في رمضاء مكة، فقال –صلّى الله عليه وسلم- له: "ارجع"، قعد الأول يكلم سهيل بن عمر طب سيبه ليا لسه ما عملناش الكتاب يا سهيل، وسهيل مصمم قال له ده وإلا مش هنوقع الكتاب خلاص، "ارجع يا سهيل" أمر عظيم جدًا أمر في غاية القهر لأي عبد مؤمن، فرجع أبو جندل والصحابة أصابهم الغم، بعدها بشوية جاء أبو بصير نفس القصة، هل استسلم هؤلاء الصحابة؟ النبي –صلّى الله عليه وسلم- قال لهم كلمة جميلة أوي، قال: "إن الله جاعلٌ لك ولمن معك من المستضعفين فرجَا فرجَا"[7]

    وفعلًا راح أبو جندل وراح أبو بصير قعدوا في مكان كده على البحر، تجار قريش بيعدوا منه، عملوا فرقة مفيش حد يعدي من كفار قريش بقافلة حتى يهجموا عليها، حتى أرسلوا هم بأنفسهم إن إحنا بنطلب نشيل الشرط ده، يا محمد نناشدك الله والرحم اللي يجي لك من عندنا مكة مؤمن خذه عندك مش عايزينه، -سبحان الله- لكن لم يستسلموا.
    إذًا لا نستسلم لا نلين، لا تضعف قلوبنا لا نتوهم الاستضعاف وأثناء ذلك كله لجوؤنا ورجاؤنا ودعاؤنا وتذللنا لله –تبارك وتعالى-

    أسأل الله –تبارك وتعالى- أن ينجي المستضعفين منا في كل مكان اللهم آمين.
    أقول قولي هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    تم بحمد الله


    [1] عن أبي هريرة "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ قَنَتَ: اللَّهُمَّ أنْجِ عَيَّاشَ بنَ أبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أنْجِ الوَلِيدَ بنَ الوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أنْجِ سَلَمَةَ بنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أنْجِ المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وطْأَتَكَ علَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عليهم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ صحيح البخاري

    [2] عن خباب بن الأرت قال: "شَكَوْنا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً له في ظِلِّ الكَعْبَةِ فَقُلْنا: ألا تَسْتَنْصِرُ لنا ألا تَدْعُو لَنا؟ فقالَ: قدْ كانَ مَن قَبْلَكُمْ، يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فيُحْفَرُ له في الأرْضِ، فيُجْعَلُ فيها، فيُجاءُ بالمِنْشارِ فيُوضَعُ علَى رَأْسِهِ فيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، ويُمْشَطُ بأَمْشاطِ الحَدِيدِ، ما دُونَ لَحْمِهِ وعَظْمِهِ، فَما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دِينِهِ، واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ، حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخافُ إلَّا اللَّهَ، والذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ. صحيح البخاري
    [3] عن عوف بن مالك الأشجعي أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قضَى بينَ رجُلَيْنِ فقالَ المقضيُّ عليهِ لما أدبرَ: حسبيَ اللَّهُ ونعمَ الوَكيلُ. فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ردُّوا عليَّ الرَّجلَ. فقالَ: ما قلتَ؟ قالَ: قلتُ: حسبيَ اللَّهُ ونعمَ الوَكيلُ. فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ اللَّهَ يلومُ علَى العجزِ، ولَكِن عليكَ بالكَيسِ، فإذا غلبَكَ أمرٌ فقُلْ: حسبيَ اللَّهُ ونعمَ الوَكيلُ" عمدة التفسير لأحمد شاكر
    [4] عن أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ثلاثةٌ يَدعونَ اللهَ عزَّ و جلَّ فلَا يُستجابُ لهُمْ: رجلٌ كانتْ تحتَهُ امْرأةٌ سيِّئةُ الخُلُقِ فلَمْ يُطلِّقْها، ورجلٌ كان لهُ على رجُلٍ مالٌ فلمْ يُشهِدْ عليْهِ؛ ورجُلٌ آتَى سفِيهًا مالَهُ؛ وقال اللهُ تعالَى: ولا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أمْوالَكُمْ." صحيح الجامع للألباني
    [5] عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " رَحمةُ اللهِ على لُوطٍ، إنْ كان لَيأْوي إلى رُكْنٍ شديدٍ: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80]، وما بعَث اللهُ مِن بعدِهِ مِن نبيٍّ إلَّا في ثَروةٍ مِن قومِهِ." صحيح ابن حبان
    [6] عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إنَّ أبخلَ الناسِ من بخلَ بالسلامِ ، و أعجزُ الناسِ من عجز عن الدعاءِ" صححه الألباني
    [7] رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " يا أبا بصيرٍ ، إنا قد أعطينا هؤلاءِ القومَ ما قد علمت ، ولا يصلحُ لنا في دينِنا الغدرُ ! وإن اللهَ جاعلٌ لك ومن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا ، فانطلق إلى قومِك . وحَزِن أبو بصيرٍ وقال : يا رسولَ اللهِ أتردَّني إلى المشركين ليفتنونني في ديني ؟ فلم يزدِ النبيُّ عن تَكرارِ رجائِه في الفرجِ القريبِ . ثم أرسل أبا بصيرٍ مع القرشيين ليعودوا جميعًا إلى مكةَ . فقه السيرة للألباني
    التعديل الأخير تم بواسطة سهير(بنت فلسطين); الساعة 18-04-2019, 09:36 PM.
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيكم


      تعليق


      • #4
        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خير ونفع بكم

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيكم و جزاكم خيرا

            تعليق

            يعمل...
            X