إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

((مقدمة: مهاجر إلى ربي)) الدكتور عبدالرحمن الصاوي | رمضان قرب يلا نقرب 5

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ((مقدمة: مهاجر إلى ربي)) الدكتور عبدالرحمن الصاوي | رمضان قرب يلا نقرب 5


    ((مقدمة: مهاجر إلى ربي))
    الدكتور/ عبدالرحمن الصاوي | رمضان قرب يلا نقرب 5




    لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب:






    رابط الحلقة على الموقع:
    https://way2allah.com/khotab-item-152787.htm

    رابط تحميل الجودة فائقة الدقة:
    https://way2allah.com/khotab-mirror-152787-249425.htm

    رابط تحميل الجودة العالية:
    https://way2allah.com/khotab-mirror-152787-249426.htm



    رابط صوتي ساوند كلود:
    https://soundcloud.com/way2allahcom/hegra/s-KVL0M



    رابط تفريغ بصيغة word:

    رابط تفريغ بصيغة pdf:
    https://way2allah.com/khotab-pdf-152787.htm



    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و-صلَّى الله وسلم وبارك على النبي الأمين وعلى آله وأصحابة أجمعين-.


    مهاجرٌ إلى ربي
    هو ذاك الذي يريد الله والدار الآخرة ثم أما بعد أيها الكرام الأحباب
    مهاجرٌ إلى ربي
    شعارٌ سنرفعه هذا العام في هذه السلسلة الكريمة الطيبة المباركة
    مهاجرٌ إلى ربي
    شعارٌ يرفعه الدعاة إلى الله -جل وعلا- متحدين متفقين، متوافقين قريبين
    مهاجرٌ إلى ربي
    شعارنا في هذه السنة المباركة وفي هذا الشهر المبارك، لعل الله -جل وعلا- أن يعطينا أجر الهجرة اليه، أجرٌ لا يدور بالبال ولا يخطر بالخيال
    مهاجرٌ إلى ربي
    هو أنت، هو أنا، هو هذا الصادق، هو هذا المرابط، هو هذا الذي يريد الله والدار الآخرة
    مهاجرٌ إلى ربي
    هو أنت مش غيرك، لابد أن تكون أنت المهاجر إلى الله -جل وعلا-
    مهاجرٌ إلى الله -جل وعلا-، هذا الرجل الذي اصطفاه الله -جل وعلا- لدينه، واصطنعه الله -جل وعلا- لنفسه، وصنعه الله -جل وعلا- على عينه
    مهاجرٌ إلى ربي
    هو ذلك الرجل في زمانٍ قل فيه الرجال، نعم هو ذلك الرجل الذي يسعى إلى مرضاة الله -جل وعلا- وإن غضب عليه الناس، فهو لا يرضي إلا رب الناس
    فليتك تحلو والحياة مريرةٌ............وليتك ترضى والأنام غضابُ
    ويا ليت الذي بيني وبينك عامرٌ........وبيني وبين العالمين خرابُ
    إذا صح منك الوُد فالكل هينٌ..... وكل الذي فوق التراب تراب
    مهاجرٌ إلى ربي
    هو ذلك الرجل الفعَّال لا الرجل القوَّال، هو الرجل الفعَّال كما قالها علي بن أبي طالب، في أول خطبةٍ خطبها حين تولِّى خلافة المسلمين
    وقف علي بن أبي طالب على المنبر وخطب خُطبةً بليغةً عصماء لكنها كلماتها قليلةٌ موجزة
    حمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيها الناس نحن بحاجةٍ إلى رجلٍ فعَّال لا إلى رجلٍ قوَّال. والسلام"
    هذا هو المهاجر إلى ربه -سبحانه وتعالى- رجلٌ فعَّال يتحرك بدين الله -جل وعلا-
    لا يحركه إلا ربه، لا يتحرك إلا بأمر ربه
    مهاجرٌ إلى ربي
    هو ذلك الإنسان المتفرِّد هو أنت، الذي يتفرَّد بالطاعة في وقت أكثر الناس فيه ينشغل عن الله -جل وعلا-
    مهاجرٌ إلى ربي
    متفرِّدٌ يكون الأول على مئة ألف، زي ما النبي قال -صلَّى الله عليه وسلم-، كما روى الترمذي وأبو داوود بإسنادٍ صححه الألباني، أن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال:
    "خير الرفقاء أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف"، اسمع الجايه دي، "ولن يُهزَم إثنى عشر ألفًا من قلة"
    12 ألف مهاجرٌ إلى الله -جل وعلا- لو وُجدوا في الأرض الآن متحدين لن يُهزَموا أبدًا
    لو أنت شفت عدد المسلمين الآن قول مثلًا قول مليار و200 مليون، هما أكتر من كده بس عشان يبقى نسبة وتناسب، مليار و200 مليون
    هنطلَّع منهم 12 ألف، يعني 1 على 100 ألف، هذا المهاجر إلى ربه لابد أن يتميز عن مئة ألف، أن يتميز في الطاعة عن مئة ألف، أن يتميز بقيام الليل عن مئة ألف
    أن يتميز في الإنفاق والبذل عن مئة ألف، أن يتميز في الدعوة إلى الله -جل وعلا- عن مئة ألف، أن يتميز في غربته عن مئة ألف
    مهاجرٌ إلى ربي
    هو ذلك الرجل الذي يتعجَّل للقاء الله -جل وعلا-، وإن أراد الناس ربهم لكنه يكون الأول، كما قال نبي الله موسى عليه السلام لما خرج مع قومه ليقابل ربه، ربنا قال له تعالى للقاء الله -جل وعلا- في الأرض المقدسة، عمل إيه سيدنا موسى؟
    قال لهارون: تعالى ورايا أنت وقومي، وهو جري إلى ربنا -سبحانه وتعالى- بعدما صام أربعين يومًا لله -جل وعلا- فسألة الله -جل وعلا-
    "وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ * قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ " طه 83: 84
    هو ده المهاجر إلى الله، هو الذي يريد أن يكون الأول في الوصول إلى الله -جل وعلا، هو الذي يريد أن يكون صلاح الدين في هذا الزمان، وأن يكون محمد الفاتح في هذا الزمان، وأن يكون العابد الأول في هذا الزمان، وأن يكون المربي الأول في هذا الزمان، وأن يكون القائم الأول في هذا الزمان.


    مهاجرٌ إلى ربي
    هو أنت هو العبد الذي وسمه النبي -صلَّى الله عليه وسلم- بالنخلة، وسمه النبي صلى الله عليه وسلم بالنحلة
    وسمه النبي بسبيكة الذهب، وسمه النبي -عليه الصلاة والسلام- بالغريب، هو ده المهاجر إلى الله
    هو نحلة أينما وُجد تكلم، النحلة كده وهي واقفة بتسمع طنينها، تسمع صوتها، هو ده المهاجر إلى الله، في أي مكان وُجد بيكلم ده، وبيذكر ده بالله
    وبيقول العامل بتاع الأسانسير بطل السجاير، وبيقول اللي ماشي معاه في المستشفى اسأل ربنا أنه يشفيك، بيقول لسواق التاكسي شغل قرآن، وبيقول للشاب اللي واقف على الناصية تعالى قرب للمسجد فهو كالنخلة أينما وُجِد نفع
    وكالنحلة أينما وُجدت تكلمت أو سُمِع صوتها أو سُمع طنينها.
    هذا المهاجر إلى الله معدنٌ طيب وسمه النبي -صلَّى الله عليه وسلم- بقوله سبيكة الذهب، وفوق كل هذا وقبل كل هذا وبعد كل هذا
    المهاجر إلى الله إنسانٌ ثابت، إنسانٌ ثابت لو اهتز الناس، وفُتِن الناس فهو يقبض على الجمر وإن كان يحرقه، لأنه يتعلق قلبه بما عند الله -جل وعلا- ينتظره

    كما قال النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في وصفه هذا المهاجر إلى الله -جل وعلا-، كما روى الترمذي وأبو داوود من حديث أبي ثعلبة الخُشني وصححه الألباني أن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال "إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيه مثل قبض الجمر"
    بالله عليك أنت لو في إيدك فحمة مشتعلة تعمل فيها إيه؟
    على طول ترميها متطيقش تمسكها، لا النبي قال لك خليها في إيدك، لا اقبض عليها كمان، هو ده المهاجر، طب بتحرقني يا رسول الله استحمل، بتؤلمني يا رسول الله الجنة مستنياك
    هو ده المهاجر إلى الله يتعلق قلبه بالدار الآخرة، وبما ينتظره عند الله -جل وعلا- في الجنة، فهو مهاجرٌ لا يريد إلا مرضاة الله، اسمع تاني الحديث "إن من ورائك
    اسمع تاني الحديث "إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيه مثل قبض الجمر للعامل فيهن"
    بيعمل في زمانٍ قلَّ فيه العمل، بيقوم في زمانٍ قل فيه القيام، بيجاهد في سبيل الله، قلَّ فيه هذا الزمان المجاهدون بحق، بيتحرك بدين الله جل وعلا- وأكثر الناس كُسالى، ما عنده وقت فراغ؛ وقته كله مملوء بطاعة الله -جل وعلا-
    كما قال النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: "الصبر فيه مثل قبض الجمر للعامل فيهن أجر خمسين شهيدًا منكم" ده النبي صلى الله عليه وسلم بيكلم الصحابة
    اللي بيهاجر إلى الله في هذا الزمان اللي بتفرَّد بالطاعة في هذا الزمان، الذي يصبح غريبًا في زمانٍ كثُر فيه الفساد والإفساد وهو الذي يُصلِح ويصبِح صالحًا قبل ذلك في نفسه، هذا هو الإنسان الغريب، الذي ذكَّره النبي وصبَّره النبي وبشرَّه النبي -صلَّى الله عليه وسلم- بما ينتظره عند الله -جل وعلا- في الجنة، له أجر خمسين شهيدًا من الصحابة، له أجر خمسين شهيدًا من الصحابة، حتى عجب الصحابة وقالوا يا رسول، النبي بيقول لهم أجر خمسين شهيدًا منكم، قالوا يا رسول الله أو منهم، إنت قصدك يعني خمسين شهيد من اللي عايشين في زمانهم، يعني هو بخمسين راجل؟ النبي قال لا، قال بل خمسين شهيدًا منكم، منكم هذا المهاجر إلى الله.



    هذا المهاجر إلى الله
    لا يجد على الحق أعوانًا إلا الله -جل وعلا-، لا يجد على الحق أعوانًا إلا الله -سبحانه وتعالى-،
    المهاجر إلى الله -جل وعلا- هو الإنسان الذي يثبت ولا يتأثر بغيره كما قال النبي -صلَّى الله عليه وسلم- عنه: "عبادة في الهرج كهجرةٍ إلي" هذه رواية مسلم، وفي رواية زيادة في الطبراني من حديث معقل بن يسار بإسنادٍ صححه الألباني "عبادة في الهرج والفتنة كهجرة إلى"
    الناس مفتونة بالإنترنت وهو مشغول بقيام الليل، الناس مفتونة بالفيس بوك وهو مشغول بالقرآن، الناس مشغولة بالكورة والأهداف والدوري والكأس وأبطال أوروبا، وأبطال العالم، وكأس العالم، وهو مشغول بهؤلاء النجوم الأوائل من صحابة النبي -عليه الصلاة والسلام- همته عالية يتمنى أن يكون رفيق النبي في الجنة، هو ده الأمل يتمنى أن يكون رفيق أبي بكر وعمر ومُصعب بن عمير، وعبيد الله بن عمير
    الثلاثة الذين جلسوا مصعب بن الزبير، وعروة بن الزبير، وعبد الملك بن مروان، وعمر بن عبد العزيز، جلس الأربعة في جوف الكعبة
    فقال مصعب بن الزبير: تمنوا، كل واحد يقول نفسه في إيه أمنيته إيه، همته إيه؟ نفسه يعمل إيه؟ نفسه يكون إيه؟ زي طالب، الكلام ده فعلًا حصل، طالب قاعد في سنة ثانية إبتدائي، في الفصل فالمدرسة كل واحد يا أولاد، أنتم نفسكم تكونوا إيه؟ ده قال نفسي أطلع دكتور، والثاني أطلع ضابط، والثاني أطلع مهندس، والرابع أطلع، طلع ولد منهم قالهم أنا نفسي أطلع مجاهد يا أبله، أنا نفسي أطلع مجاهد، أنت عاوز مجاهد يا ابني؟ يعني إيه مجاهد؟
    قال أنا عاوز أكون زي صلاح الدين، زي محمد الفاتح، زي سعد بن أبي وقاص، والله العظيم بكت هذه المدرسة، وحملت وقالت هذا هذا هو أفضلكم هو ده الطفل، هذا هو المهاجر إلى الله –جل وعلا-، لما تربي ابنك على كده وتتربى أنت قبل ذلك على هذه الهمة العالية.
    نتعلم الهمم العالية من هذه النماذج الرائعة بقولك الأربعة دول جلسوا في جوف الكعبة، فقال مصعب بن الزبير: تمنوا، كل واحد نفسه يكون إيه؟ فقالوا: قل أنت يا مصعب، أنت اللي قلت الأول قول أنت الأول، قال مصعب: أنا أتمنى أن أكون واليًا على العراق، أنا عايز أبقى رئيس جمهورية، شفت الهمة أبقى رئيس جمهورية العراق، طب وأنت يا عروة، وأنت بقى يا عبد الملك بن مروان؟ لا لا، قال: أنا أتمنى أكون خليفةً للمسلمين، رئيس جمهورية؟ ده أنا عاوز أبقى رئيس اتحاد الجمهوريات الإسلامية، أنا عاوز أبقى خليفة للمسلمين، قالوا: وأنت يا عروة بن الزبير؟ قال: أما أنا فأتمنى أن أكون إمامًا في الفقه والتفسير والعلم يقصدني الناس لأعلمهم دين الله –جلّ وعلا- في كل مكان،
    قالوا: وأنت يا عمر بن عبد العزيز؟ قال: أما أنا فأتمنى الجنة، قيل أنه عبد الله بن عمر قال: أما أنا فأتمنى الجنة. قال: والله لقد رأيت مصعب بن الزبير حقق الله له أمنيته وصار واليًا على العراق، ورأيت عبد الملك بن مروان صار خليفةً للمسلمين، ورأيت عروة بن الزبير صار فقيه الأمة يقصده الناس، حقق الله –جلّ وعلا- لهم كل ما تمنوا، وأنا انتظر رفقة النبي في الجنة بأملي عند الله –جلّ وعلا-، أولئك الرجال، أولئك الصادقون، هؤلاء المهاجرون إلى الله –جلّ وعلا-، همتهم في السماء، همتهم في الجنة، قلوبهم تركوها في الجنة وإن عاشوا بأبدانهم في الدنيا
    كما جاء ربيعة بن كعبٍ الأسلمي إلى النبي –صلَّى الله عليه وسلم- في صحيح مسلم، فأعدّ للنبي الوضوء، جهز المايه للنبي اللي هيتوضأ بها، فأراد النبي أن يكافئه،
    قال:"سلني يا ربيعة؟"
    قول لي طلب أعملك إيه؟ أجيب لك إيه؟ أجيب لك أرض؟ أجيب لك بيت؟ أجيب لك أغنام؟ أديك دنانير وذهب؟ ما طلباتك؟
    "سلني يا ربيعة؟" قال ربيعة: ففكرت في أي شيءٍ أسأله النبي- صلَّى الله عليه وسلم- فلم أجد، فقلت: "يا رسول الله أسألك مرافقتك في الجنة"
    هو ده المهاجر إلى الله مش عاوز حاجة إلا من ربنا، لسان حاله يا قوم يا قوم لا أسألكم عليه مالًا، يا قوم يا قومي لا أسألكم عليه أجرًا، هو يريد الله والدار الآخرة فقط، والدنيا كلها تحت قدمه، هو دائمًا يردد المهاجر إلى الله ما ردده النبي والصحابة:
    "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة"، اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
    فهو إن عاش في الدنيا لكنه لا يريد إلا الله والدار الآخرة، هو ده عنده كفتين ميزان في قلبه، لا يرجح أبدًا إلا كفة الآخرة كما قال الله –جلّ وعلا- لزوجاته:
    " إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا " الأحزاب 28: 29
    مفيش في قلبه دنيا أبدًا، مش عاوز دنيا أبدًا، لا يريد دنيا أبدًا، إنما يريد الله والدار الآخرة ورفقة النبي –صلّى الله عليه وسلم- في الجنة، هذا عبدٌ يعيش في الدنيا وليس من الدنيا، هذا عبدٌ يمشي وسط الناس في الدنيا وليس من أهلها، كما قال عليٌ بن أبي طالب عن صفة هذا المهاجر إلى الله –جلّ وعلا- كما ذكر البخاري موقوفًا تعليقًا على عليّ بن أبي طالب
    يقول عليُ بن أبي طالب: "ارتحلت الآخرة مقبلة، وارتحلت الدنيا مدبرة"، خلاص الدنيا بتروح والآخرة قربت أوي
    "ارتحلت الآخرة مقبلة وارتحلت الدنيا مدبرة، ولكل واحدةٍ منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عملٌ ولا حساب، وغدًا حسابٌ ولا عمل"
    هذا عبدٌ مهاجر إلى الله –جلّ وعلا- لا يتعلق إلا بالله والدار الآخرة، لا يريد شيئًا من الدنيا، لعاعةٌ من الدنيا تحت قدمه فهي دنيا، هذا العبد الذي يريد الله والدار الآخرة، لا يقترب إلا من الله
    في حين يرى الناس في الدنيا يقبلون على الدنيا، ويتمسكون بالدنيا، ويتشبثون بالدنيا، هو الذي قال النبي –صلَّى الله عليه وسلم- عن أمثاله في الدنيا، وهو ضد هؤلاء،
    قال النبي –عليه الصلاة والسلام-: "اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدَا" ، لا لا ده مهاجر إلى الله، هو زاد من الله –جلّ وعلا- قربَا وزاد عن الدنيا بعدا


    مهاجر إلى الله –جل وعلا-
    هو عبدٌ مؤثّر، مؤثر أينما وجد أثر في غيره، في أي مكان نفع فهو كالغيث أينما حل نفع، وهو الذي وسمه الله –جل وعلا- في القرآن مباركٌ أينما كان
    قال تعالى: "وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ" مريم: 31، هذا الذي يتنازل عن كل شيء إلا عن الله –جلّ وعلا- هذا عبدٌ غريب، غريب نعم غريب وسمه النبي بقوله:
    "الذين يصلحون إذا فسد الناس"، لو كل الناس بقت حرامية أنت الشريف، لو كل الناس تركت الصلاة أنت اللي بتصلي، لو كل الناس تعبانة ونامت أنت اللي بتقوم الليل، لو كل الناس بخلاء وما معهاش فلوس ومش قادرة تنفق أنت الوحيد المنفق
    لو كل الناس لابسة زي الكفرة والمشركين أنت الوحيد اللي لابس زي النبي –عليه الصلاة والسلام-، لو كل الناس بتاكل كده وكل الناس بترتشي كده وكل الناس بتعمل كده
    ما هو دي كلام الناس كل الناس بقت كده، وكل الشباب هو ده الوحيد الثابت هذا العبد الغريب الذي وسمه النبي –صلَّى الله عليه وسلم- وهو مهاجر إلى الله –سبحانه وتعالى-
    وسمه النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الذين يصلحون إذا فسد الناس"، وفي رواية ثانية "الذين يصلحون ما أفسد الناس من أمتي"، هو مش صالح في نفسه وخلاص، وللبيتٍ ربٌ يحميه وللدعوة تمامٌ من الله –جل وعلا- صح ده كلام صح، لكنه يحمل هم الدعوة ويحمل هم الدين هو رجلٌ يسعى، زي ما ربنا قال في القرآن
    "وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ" يس: 20
    وفي الآية الثانية: "وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ" القصص: 20
    هو يسعى لإصلاح الناس، يسعى للدعوة إلى الله –جل وعلا-، يسعى لنشر الخير في الناس، فهو الليلة في إصلاح متخاصمين وغدًا عنده جلسة بين رجل وامرأته يقرب بينهما لعل الله – جل وعلا- أن يصلح البيت، وبعد يومين ثلاثة في حمل أماناتٍ للناس ينشرها ويعطيها للفقراء، وبعد يومين ثلاثة عنده محاضرة، والنهاردة عنده خطبة، وبكرة عنده لقاء مع شاب يذكره بالله، هذا شابٌ أو إنسانٌ يتحرك دائمًا، زي ما ربنا وصف في القرآن: " وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ".
    أنا بكلمك أنت، لابد أن تكون أنت المهاجر إلى الله –جل وعلا-، أن تسعى إلى الله –جل وعلا- أن لا تتوقف
    معدنه طيب كما وسمه النبي –عليه الصلاة والسلام- سبيكة ذهب، سبيكة ذهب، في وقتٍ أكثر الناس أصبحوا خشب، أصبحوا هياكل، أصبحوا لا يساووا شيء، هذا رجلٌ مهما تُشعل النار تحته، مهما يتعرض للفتنة، يزداد نصاعة ويزداد بياضًا ويزداد نورًا كالذهب تمامًا، مهما فُتِن الذهب يعني اشتعل الذهب، كلمة فتنة يعني تولعها بالنار، مهما زادت النار حوله، ومهما زاد الضعط عليه هو ثابتٌ ويظهر معدنه يتلألأ وسط ظلام الناس، يتلألأ وسط ظلام الناس.

    مهاجرٌ إلى الله –جل وعلا-
    هو مفتاح، مفتاحٌ لكل خير، مغلاقٌ لكل شر
    مهاجرٌ إلى الله –جل وعلا-
    هو رجلٌ عاملٌ، عالمٌ، عاملٌ دائم إلى الله –جل وعلا-، هو رجلٌ عابدٌ، هو رجل عاملٌ بعلمه، ورجلٌ مبلغٌ لعلمه
    ورجلٌ ثابتٌ على دين الله –جل وعلا- حتى يلقى الله –جل وعلا-.

    مهاجرٌ إلى الله –جل وعلا-
    هو أنت، هذه رسالتنا في هذا الشهر الكريم، ونحن نصف هذا المهاجر إلى الله –جل وعلا- وأنا أريدك أن يكون هذا الوصف عليك، اسمع وحول الكلام إلى عمل، اسمع وطبق، اسمع وكنه أنت، لم يزد صلاح الدين رجلًا على رجليك، ولم يُعط محمد الفاتح رأسًا إضافيةً على رأسه، ولم يُعط سعد بن أبي وقاص يدًا ثالثةً فوق يده،
    إنما هو رجلٌ مثلك لكنه زاد بهمته، وزاد بقربه إلى الله، وزاد بسدادٍ من الله –جل وعلا- فكنه أنت.

    أنت المهاجر إلى الله –جل وعلا-
    أولئك أناسٌ هجروا المعصية إلى الطاعة، هجروا أرض الفساد إلى أرض الخيرات، هجروا النواصي والمقاهي إلى المساجد، هجروا رفقة السوء إلى رفقة الخير وإلى الدعوة إلى الله –جل وعلا-، أولئك أولئك الأخيار، أولئك أولئك الذين اصطفاهم الله العزيز الغفار، أولئك الذين يكرمهم الله –جل وعلا- يوم القيامة برفقة النبي المختار.


    اللهم اجعلنا وإياكم منهم، من المهاجرين إلى الله –جل وعلا-
    اسمعوا لإخواني الدعاة لإخواني الأفاضل الذين أكرمهم الله –جل وعلا- في هذه الرفقة الطيبة، هؤلاء الكرام حتى لا أنسى أحدًا منهم، هؤلاء الأخيار الكرام، أخي الحبيب الدكتور حازم شومان وأخي الحبيب الدكتور غريب رمضان، وأخي الحبيب الشيخ محمد بسيوني، وأخي الحبيب فضيلة الشيخ أحمد جلال، وأخي الحبيب الشيخ علي قاسم، وأخي الحبيب الشيخ محمد سعد الشرقاوي، وأخي الحبيب الدكتور أحمد سيف، وأخي الحبيب الدكتور أحمد عبد المنعم، وأخي الحبيب الفاضل المجاهد المهاجر الدكتور خالد الحداد، وأخي الحبيب الموفق المسدد اللي مشغول بالطاعة دائمًا وبالخيرات في الدنيا والدين الدكتور محمد علي يوسف


    هؤلاء الكرام والأحباب الذين أظن نفسي من أقلهم لكني أسير في ركبهم، لعل الله –جل وعلا- أن يأخذوا بيدي وآخذ بأيديهم لنرافق المهاجر الأول نبينا محمدًا –صلَّى الله عليه وسلم- أسأل الله –جل وعلا- أن يجمعنا وإياكم في الدنيا على مرضاته وطاعته، وفي الآخرة مع نبيه –صلّى الله عليه وسلم-
    وقبل أن أفارق هذا المقام، لا أنسى أبدًا هؤلاء المهاجرين، لا أنسى أبدًا هؤلاء المهاجرين الذين لا أذكر أسماءهم ولا تُعرف صورهم، ولا يذكر رسمهم هم وراءنا الآن، هم ينقلون لكم هذا الخير في هذا الموقع الطيب المبارك، الطريق إلى الله –جل وعلا- جزاهم الله خيرًا، هؤلاء الكوكبة، هؤلاء الأفذاذ، هؤلاء الصادقون الذين لا تعرفوهم لكن الله –جل وعلا- يعرفهم، لا أذكر شيئًا منهم فهم يحبون الستر نلقاهم في الجنة مع المهاجرين إلى الله –جل وعلا-.


    أسأل الله -تعالى- أن يرزقنا وإياكم الصدق والإخلاص في القول والعمل، وأن يجعلنا مهاجرين إليه حتى يرضى عنا إنه ولي ذلك والقادر عليه و-صلَّى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين- والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    تم بحمد الله


    الآن الهوامش

    "خيرُ الرُّفَقَاءِ أربعةٌ وخيرُ السَّرَايا أَرْبَعُمِائةٍ، وخيرُ الجيوشِ أربعةُ آلافٍ، ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفًا من قِلَّةٍ"
    صححه الألباني
    "فإنَّ من ورَائِكُمْ أيَّامَ الصبرِ، الصَّبْرُ فيهِنَّ مثلُ القَبْضِ على الجَمْرِ لِلْعَامِلِ فيهِنَّ مثلُ أَجْرِ خمسينَ رجلًا يعملونَ مِثْلَ عملِهِ"
    صححه الألباني
    "العبادةُ في الهرْجِ كَهِجرَةٍ إليَّ"
    صححه الألباني
    "عبادةٌ في الهرْجِ والفتنةِ كهجرةٍ إليَّ"
    صححه الألباني
    "كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذَاكَ. قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ"
    صحيح مسلم
    "إنَّ أشَدَّ ما أتخَوَّفُ عليكم خَصْلتانِ: اتِّباعُ الهوى وطولُ الأملِ؛ فأمَّا اتِّباعُ الهوى فإنَّه يَعدِلُ عنِ الحقِّ، وأمَّا طولُ الأملِ فالحبُّ للدُّنيا، ثمَّ قال: إنَّ اللهَ تعالى يُعطِي الدُّنيا لمَنْ يحِبُّ ومَن يُبغِضُ، وإذا أحَبَّ عبدًا أعطاهُ الإيمانَ، ألَا إنَّ للدُّنيا أبناءً وللدِّينِ أبناءً، فكونوا مِن أبناءِ الدِّينِ ولا تكونوا مِن أبناءِ الدُّنيا، ألَا إنَّ الدُّنيا قدِ ارتحَلَتْ مُوَلِّيةً والآخِرةَ قدِ ارتحَلَتْ مُقبِلةً، ألَا وإنَّكم في يومِ عمَلٍ ليسَ فيه حسابٌ، ألَا وإنَّكم توشِكونَ في يومِ حسابٍ ليسَ فيه عمَلٌ"
    حديث موقوف
    "اقتربَتْ الساعةُ ولا يزدادُ الناسُ على الدنيا إلا حِرْصًا، ولا يزْدادُونَ من اللهِ إلا بُعدًا"
    حسنه الألباني
    "إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعودُ غريبًا كما بدأَ، فطُوبَى للغُرباءِ قيل: من هم يا رسولَ اللهِ ؟ قال: الذينَ يصلحونَ إذا فسدَ الناسُ"
    صححه الألباني



    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36
    التعديل الأخير تم بواسطة آمــال الأقصى; الساعة 15-04-2019, 10:14 PM.


    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاك الله خيرا اخيتي وبارك الله فيك
      وجزاه الله عنا كل خير شيخنا الفاضل
      عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرًا

        وأعاد الله علينا وعليكم الأيام بخير وعافية


        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرًا
          سبحانك اللهم وبحمدك ,,, سبحان الله العظيم
          اللهم ارحم أمي وارزقها الفردوس الأعلى من الجنة

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيكم


            تعليق


            • #7
              عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيكم

                تعليق


                • #9
                  جزاكم الله خيرا

                  قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
                  اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد


                  تعليق

                  يعمل...
                  X