إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(27) (تأملات في فقه التدافع1) د.أحمد عبد المنعم- دورة بصائر العلمية 1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (27) (تأملات في فقه التدافع1) د.أحمد عبد المنعم- دورة بصائر العلمية 1



    أهلًا بكم ضمن دورة بصائر، اللي
    إخواننافي موقع "الطريق إلى الله"جزاهم الله خيرًا حاولوا يقدموا حاجةلبناء المسلم الرباني، إعداد المسلم الرباني في هذه الحياة.

    إضاءات على الطريق

    طبعًا زي ما إحنا عارفين كلمة إعداد يبقى عايز الإنسان اللي أمامك يصل إلى شيء، أي حاجة في الدنيا أو أي واحد عايز يصل إلى مرتبة،..هذه المرتبة سواء علمية أو حتى بدنيه لابد أن يمر بإعداد،

    إضاءات على نقاط قد تغيب عن نظرنا وعن حياتنا في ظل الأزمة اللي إحنا بنعيشها أو التقلبات الدنيوية أو الانشغالات، ممكن الإنسان مياخدش باله إنه يحتاج فعلًا حتى يصل إلى أن يسير علىمراد الله سبحانه وتعالى محتاج يتبنى، محتاج لبينات

    تابعوا معنا في هذا الدرس


    تأملات في فقه التدافع 1


    رابط ت
    حميل الدرس 27بجميع الصيغ
    الجودة العالية :HD
    الصوت : mp3
    يوتيوب : youtube
    مادة مفرغة:
    PDF


    http://way2allah.com/khotab-item-113821.htm

    رابط التفريغ
    http://way2allah.com/media/pdf/113/113821.pdf

    رابط اليوتيوب
    http://www.youtube.com/watch?v=-JDRyk_NLOM


    فهرس مادة ((تأملات في فقه التدافع د.أحمد عبد المنعم)) - دورة بصائر العلمية


    ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة بصائر من خلال هذا الرابط
    http://way2allah.com/category-559.htm



    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 24-06-2019, 11:35 PM.


    ربِّ خذ من حياتي حتى ترضى، واجعل كل سكنة وكل حركة وكل لحظة طَرْفٍ فيك ولك!

  • #2
    رد: الدرس السابع والعشرون ((تأملات في فقه التدافع1)) د.أحمد عبد المنعم- دورة بصائر



    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.


    أهلًا بكم ضمن دورة بصائر، اللي إخواننا في موقع "الطريق إلى الله" جزاهمالله خيرًا حاولوا يقدموا حاجة لبناء المسلم الرباني، إعداد المسلم الرباني في هذه الحياة.
    إضاءات على الطريق
    طبعًا زي ما إحنا عارفين كلمة إعداد يبقى عايز الإنسان اللي أمامك يصل إلى شيء، أي حاجة في الدنيا أوأي واحد عايز يصل إلى مرتبة،..هذه المرتبة سواء علمية أو حتى بدنيه لابد أن يمر بإعداد، فجزاهم الله خيرًا حاولوا يقوموا بهذه الدورة السريعة كإضاءات حتى سموها "بصائر". إضاءات على نقاط قد تغيب عن نظرنا وعن حياتنا فيظل الأزمة اللي إحنا بنعيشها أو التقلبات الدنيوية أوالانشغالات، ممكن الإنسان مياخدش باله إنه يحتاج فعلًا حتى يصل إلى أن يسير على مراد الله سبحانه وتعالى محتاج يتبنى،محتاجلبينات،
    وجزاهم
    الله خيرًا حاولوا ينوعوا قضايا شرعية، قضايا فكرية، قضايا في الثقافة فكرية، قضايا في الثقافة الإسلامية، قضايا عقدية بحيث يبقى الإنسان المسلم الربانيعنده وعى ومطّلع وهذه القضايا هي مجرد أن ظني يعني -لإن نسبة الوقت قليلة- هي إضاءات في الطريق على الإنسان زي ما ربنا -سبحانه وتعالى قال-:"الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ.." الزمر:18
    فهو مُطالب إنه يبحث عن أحسنما يسمع ثم يستزيد ليسيرفي هذا الطريق إلى الله، إحنا دورنا نقدم لبنة منهذه اللبينات، في واحد بيقدم لبنة في أصول الفقه، في واحد بيقدم لبنة فيالحديث أيًا كان سواء المصطلح أوالقضايا الفكرية،إحنا اللبنة اللي إحنا عايزينها..،طبعًا كل لبنة وجودها بيزيد المرء حُسنًا وغيابها بيجعل في نقص في بناء المسلم.

    فقه التدافع.. لبنة نسلط الضوء عليها
    اللبنةا للي إحنا عايزين نقدمها هي نوع من إن فيه خلافات بتحصل، فيه تنازعات، فيه مشاجرات، فيه اختلافات وبيحدث نتيجة ده.. تدافع بين الطرفين المختلفين، إحنا عايزين نتكلم عن فقه التدافع -إن صح التعبير يعني فقه التدافع-، ليه فيه تدافع؟، إيه أصل الفكرة؟، نشأت منين؟، كيف نتعامل مع المخالف؟
    طيب احنا عايزين نرجع للوراء نشوف الاختلافات اللي بين البشر نشأت ليه؟، إيه مبنى هذه الاختلافات؟، إيه العبادات اللي هتترتب على فهمنا لهذه؟، إيه العبادات اللي ترضي الله -سبحانه وتعالى- ربنا أمرني بيها أثناء الخلاف؟، فبالتالي ربنا هيسألني عنها أنا طبقتها صح والّا غلط، احنا هنحاول بقدر المستطاع في الدرس أو الدرسين ضمن هذه الدورة نضع الضوء على هذه القضية علشان نفهم ليه قضية التدافع موجودة أونشأتها أو الخلاف اللي بيحصل أو إيه دورنا؟، يعني ربنا –سبحانه وتعالى- يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين" التوبة:119
    كلمة كونوا مع الصادقين إنه هيحصل خلافات، الصادقين هيقفوا في أماكن وغير الصادقين هيقفوا في أماكن، دورك إنك تقف مع الصادقين وأن تكون معهم وأن تنصر قضيتهم عند الاختلاف وعند التدافع وعند التنازع، وربنا -سبحانه وتعالى- أثبت أن هذه السُّنة قائمة "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ" البقرة:251، إن الموضوع مستمر وغياب هذه السُّنة يؤدي إلى حالة من الركود وحالة من الفساد فى الأرض لذلك احنا عايزين نفهم القضية من الأول.

    كيف بدأت قضية التدافع؟

    تعالوا نرجع بالزمن للوراء خالص نفهم بدأ الموضوع منين، ربنا -سبحانه وتعالى- بدأ سورة البقرة: "الم
    ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَرَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ"البقرة 1: 2، ثم أخبر أنالناس تجاه هذا الكتاب الذي كان من الطبيعى أن "لاَرَيْبَ فِيهِ" إن الناس تتبعه، إن الناس اختلفت تلات اختلافات تجاه هذا الكتاب:
    فريق مُتحجّر، فريق مُتفكّر، فريق مُتحير.
    -وبدأ بالفريق اللي تفكر بالقرآن وتدبر القرآن فأصبح مؤمن بل وصل إلى اليقين "وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ" النمل:3، وصل إنه موقن بالآخرة.
    -ثم أخبرنا الله أن هناك فريق مُتحجرالمتحجر رفض إنه يسمع أصلًا "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ *خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ.."البقرة 5: 6 والعياذ بالله.
    -ثم الفريق المتحير اللي هو المنافق متردد "كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ.." البقرة:20 ثم النداء العام اللي جمع التلاتة"يَا أَيُّهَا النَّاسُ"مراد ربنا منكم إيه؟ "اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ "البقرة:21، وبدأ بقضيه الخلق، هذه القضيه التي مهما بلغ الإنسان من علم لن يستطيع أن يخلق ولو ذبابة، ثم بعد ذلك أخبرنا الله -عز وجل- بالنار وبالجنة ترهيب وترغيب، ثم أخبرنا الله -عز وجل- بقوله :"إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا.." البقرة:26 الآية دي بعض العلماء قالوا إن الآية فيها تحذير من الدنيا وإن الدنياحقيرة مثل البعوضة، وبعض العلماء قال وأن الله -عز وجل- لن يترك جزئية صغيرة إلاوسيوضحها ويبينها لنا حتى نسير على مراده.

    بداية الخَلق وخطاب الله للملائكة
    ثم بعد ذلك أخبرنا الله عز وجل ببداية الخلق والقضية من الأول، كل ده أنا بأقوله ليه؟ عشان لما تيجي لسورة البقرة تعرف إن ربنا بيعرّفنا الموضوع من الأول، وانت دايمًا لما تبقى فاهم القصة منين تعرف تتحرك ازاي
    وتشوف الموضوع من الأول وبتكون فاهم القصة، قال الله عز وجل "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً"البقرة:30
    كلمة في الأرض قبل كلمة خليفة ،..طبعًا كل حاجة في القرآن بإعجاز.. الحرف والتقديم والتأخير،كل حاجة فيها إعجاز، وتقديم كلمة "في الأرض" جاءت قبل كلمة "خليفة" ليه؟ لأن مراد ربنا هنا أهمية الأرض، السماء مخلوق فيها الملائكة والملائكة بتعبد الله في السماء، والملائكة خلقت من نور"لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" التحريم:6.
    الله عز وجل أرادا من يطبق مراده في الأرض وده معنا.. أحد معاني كلمة خليفة، بعضهم قال يخلف بعضهم بعضًا والخليفة يعني يقوم بمراد الله في الأرض، ربنا لايريد أن تكون الأرض كالسماء كل اللي فيها مُسيرين لأ واللي يكون في الأرض يبقى مخلوق من الأرض، يخلق جزء منه في الأرض فبعث الله ملكًا أخد جزء من الأرض من كل أنحاء الأرض.. لذلك احنا جينا مختلفين على اختلاف تربة الأرض وطبقات الأرض، فبعث الله عز وجل ملكًا وأخرج قبضة من الأرض ونفخ في هذه القبضة من روحه فأصبح الإنسان جزء من الأرض وجزء من نفخة من روح الله –عز وجل- وده أول تدافع بيحصل واحنا عايزين نحوله لتناغم مش تدافع.
    الشاهد فقال الله عز وجل: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" أي مخلوق من الأرض يُنازع شهواتها ورغباتها ثم يقوم بمراد الله فوظيفة مختلفة تمامًا عن وظيفة الملائكة، فالملايكة استغربت قالوا "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ" مش الغرض يارب الرئيسىمن الخلق التسبيح والعبادة والتقديس؟! طيب يارب احنا بنسبحك ونقدس لك، فقال -عز وجل-: "قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" البقرة:30 "إني أعلم ما لا تعلمون" فيها كلام كتير جدًا، منها إني أعلم سيخرج منهم مَن يبذل طاعات لا تقدمونها أنتم من منازعة لشهواتهم ومحاربةٍ لأعدائي، مَن سيبذل ماله ودمه لنصرة الدين، المنازعات والمدافعات دي مش عند الملائكة، دي من أهل الأرض.

    كيف عرفت الملائكة ما سيحدث من تدافع؟
    طيب سؤال: بعض الناس قال طيب ازاي عرفت الملائكة إن
    ده هيحصل؟ "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ" البقرة:30، طبعًا فيه أقوال كتير منها الإسرائليات، بتقول إن كان فيه مخلوقات قبل الإنسان في الأرض من الجن وغير ذلك وعصوا الله –عز وجل-.
    ومنهم من يقول وهذا اختيار أهل العلم أن الله -عز وجل- أعلمهم، ومنهم قال أنهم لما علموا أنه خُلق من طين وفيه شهوات، الشهوة معناها إن الإنسان عنده رغبة، هذه الرغبة قد تخالف مراد الله -عز وجل- وفيه واحد تاني عنده رغبه تانية وفيه واحد تالتعايز يمشي على مراد ربنا، يعني واحد له رغبة في شهوة معينة، واحد تاني له رغبة في شهوة تانية، فيه واحد تالت عايز يرضي ربنا، التلاتة دول هيحصل بينهم تنازع وتدافع، هو ده اللي هيحصل. اتنين بيتخانقوا مع بعض والاتنين أصلًا مش على مراد الله، زي ما ربنا قال في أول سورة الروم " الم *ُ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ.." الروم 1: 4.
    ربنا بيعرفنا إيه اللي بيحصل، فيه فريق منهم أقرب ليك وإن كان هو أيضًا على باطل زي الروم أهل كتاب لكنهم حرّفوا وبدّلوا والمجوس عُبّاد النار ودول أبعد وهنا ربنا بيعلمك فقه الموازانات، ماذا يحدث عند التدافع بين طرفين الاتنين أصلًا بالنسبة لك على باطل فانت هنا بتشووف مين الأقرب ليك.
    فيه طرف تالت هو عايز يطبق مراد الله فالملايكة عرفت طالما فيه شهوات يبقى فيه اختلاف في الرغبات، يبقى فيه اختلاف في التنازع، انت عايز تطبق رغبتك وأنا عايز أطبق رغبتي فهنختلف، ممكن يصل هذا الاختلاف يؤدي إلى سفك الدم وده اللي بيحصل.
    وبعض العلماء قال ليه؟ قالوا: "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ" البقرة:30 طيب سفك الدماء هو جزء من الإفساد بل هو أعظم من الإفساد، بعضهم قال التنصيص والنص على سفك الدماء لإن دي أعظم حاجة بتحصل وبعضهم قال: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" البقرة:30، أكتر حاجة هيختلفوا عليها المُلك والوصول إلى الملك لإن اللي بيصل إلى المُلك بيطبق رغبته، هو عايز يفرض على الناس رأيه، فهي دي القضية إنه لازم هيحصل تدافع.
    هي دي العبادة اللي انت مُطالَب بيها
    فالملائكة عرفت إنه
    هيحصل تدافع ، هذا التدافع أن تقف في صف الحق هو من أعظم ما يحبه الله منك وده أحد معاني "إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" البقرة:30
    أي لذلك خلقتهم ليعبدوني في وسط الظروف دي، يعني الملايكة تُعبد ربنا مُسيّرة، الإنسان بداخله شهوة، طيب ربنا قادرإنه ينزع الشهوة منه وقادر إنه يموت إبليس لكن هو مطالب أن يعبد الله في وسط الظروف دي، في وسط وجود شهوات وابتلاءات،هي دي العبادة اللي مطالب بها الإنسان.

    الحكمة من الابتلاء:
    1- ظهور الإيمان وخروج أهل النفاق
    جاء صحابي يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يختصي، عايز يشيل الشهوة خالص من حياتة قال له لاممنوع إنت مطالب الخلاف..ليه مايبقاش فيه قول واحد في كل المسائل الكل مطالب بيه؟ كده مش هنختلف، أُمال عبادة ماذا نفعلعند الاختلاف هتظهر ازاي؟ هتظهركده!، يعني ربنا بيقدّر ظروف ليبتليك ماذا ستفعل في الاستضعاف؟، ممكن واحد يقول هو ليه ربنا ماينصرش المسلمين على طول؟ طيب ما هو لو على طول فيه تمكين تمكين! فيه عبادة اسمها ماذا سنفعل في الاستضعاف؟، ولو دايمًا أهل الإيمان بينتصروا بينتصروا..المنافقين مش هيظهروا يعنيدايمًا "مَا كَانَ اللَّهُ" زي ما ربنا بيقول بعد شرح إيه اللي حصل في غزوة أحد في آل عمران وبين لهم اللي حصل "مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ" آل عمران:179
    الابتلاءات دي بتحصل علشان ربنا -سبحانه وتعالى- يُظهر عبادات ويُخرج عبادات وطاقات كانت موجودة عند أهل الإيمان لم تكن لتخرج إلا في ظل هذا التدافع وُيخرج أهل النفاق لم يكن ليظهروا إلا في ظل هذا التدافع، تخيل تلت الجيش يرجع في غزوة أُحد، تكتشف إن تلت اللي معاك في الصف فيهم نفاق وضعف إيمان! مفاجاة، كل ده بيحصل امتى؟ عند التدافع، طول ما احنا في زمن رخاء ومفيش تدافعكل ده ما بيظهرش، عبوديات كتيرة مابتظهرش "وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ" آل عمران:140،
    بيحصل تدافع وتداول التمكين والمكانة والسلطة في الأرض
    "وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ" ليه؟ "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا" آل عمران:140، "وَلِيَعْلَمَ" علم أي يترتب عليه الثواب والعقاب،ب يظهر ذلك للناس.

    2- اتخاذ الشهداء
    "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ" آل عمران:140، تخيل أعظم القروبات أن يموت الإنسان شهيدًا في سبيل الله، لم تكنلتظهر هذه العبادة إلا في ظل التدافع ما هو لو مفيش تدافع هيموت شهيد في سبيل إيه؟ لم تكن لتخرج وتظهر هذه العبادة العظيمة وهذا الثواب العظيم –الشهادة- إلا في ظل التدافع، يعني "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" يعنيالذين لا يصطفيهم الله –عز وجل- في ظل هذا التدافع هم على نوع من الظلم.

    3- تمحيص الصف
    "وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا" آل عمران:141، قيل التمحيص زي الجلد والدهون الزائدة في الفرس اللي مع كتر الجري الفرس يصبح رشيق ويستطيع إن هو يسير في السباق بسرعة، فالتمحيص ده إزالة الزوائد والترهلات اللي بتمنع الجسم السليم من الانطلاق، فتمحيص أهل الإيمان إزالة المنافقين والشوائب اللي تعلقوا بيهم وده اللي بيحصل عند الزلزلة "وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا" الأحزاب:11، في سورة الأحزاب.
    الزلزلة دي بتخلي الأوراق الضعيفة في الشجرة
    تسقط والأوراق والجذور والشجراللي ملوش جذور في الأرض يسقط، هذا ما يحدث عند الابتلاء"وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا" أول ما يظهر أهل الإيمان ويقدم شهداء في سبيل الله ويُمحّص الصف يعني يعلم الله الذين آمنوا تظهر عبوديات لم تكن موجودة،"وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ" أعلى حاجة يقدمها الإنسان فيالتدافع الشهادة، "وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا" ،ويتخلص الصف من المنافقين.

    4- مَحق الكافرين
    بعد كده ييجي هنا مَحق الكافرين.. المحق بيجي في الآخر، احنا عايزين المحق في الأول، يارب خلصنا منهم طيب لازم عبوديات تُقدَّم في ظل هذا الطريق ويمحق الكافرين، يبقى محق الكفار يأتي بعد الثلاثة دول، بعد ظهور الإيمان، اتخاذ الشهداء وتمحيص الصف يأتي مَحق الكافرين.

    لماذا لم يجعل الله الجميع في اتجاه واحد؟
    فيه قاعدة مهمة جدًا لازم نفهمها في التدافع تجيب على تساؤلات كتير.. ليه ربنا معملش كده؟، ليه ربنا ماخلصناش منهم؟،ليه ربنا مخلّناش في اتجاه واحد وخلاص"ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ"محمد:4 الاختلاف ده، التدافعده، والتنازع ده ابتلاء ابتلانا الله به ليرى ماذ سنفعل؟، هنعمل إيه لما نختلف مع العدو؟، مع أهل الباطل؟، مع أخيك في الصف؟، الاختلافات دي هتعمل فيها إيه؟ لذلك بتترتب عبوديات على هذا الاختلاف.

    القرآن هو الوحي الذي يُهتدى به في ظل التدافع
    طيب ربنا خلق في الأرضخليفة يطبق مراده، الملائكة عرفت إن هنا فيه ناس هترفض تنصاع لمراد الله واللي هيرفضوا ينصاعوا لمراد الله هم كمان هيختلفوا مع بعض فهيحصل اللي قلناه إن فيه أهل الباطل مختلفين مع بعض وفيه أهل الحق وأهل الباطل بيتخانقوا مع بعض، طيب دور أهل الحق إنهم عايزين يتقربوا من ربنا في الأرض معاهم الوحي. زي ربنا خلق الله من نفخة من روح الله فكذلك لما أنزله إلى الأرض لم يتركه بغير وحي، بغير نور علشان يعرف يتحرك في الأرض، فأنزل معه الوحي وقال الله -عز وجل- "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا" الشورى:52، نفس التعبيرزي ما نفخ فيه من روحه، اللي خلى الطين يتحول إلى آدم، هي نفخة من الروح، كذلك اللي خلى الإنسان ينزل الأرض هو الخليفة الحق هذا الروح اللي هو القرآن "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا".

    لكي تصبح صاحب رسالة.. اقرأ
    لذلك بدأ الوحي
    بهذه الكلمة، كلمة "اقْرَأْ" أي هذه الكلمة هي التيحولت النبي -صلىالله عليه وسلم- من شخص عادي إلى نبي أنه يقرأ القرآن، انت معاك مادة، بقى معاك روح حولتك من شخص عادي إلى شخص صاحب رسالة، ما هو مضمون هذه الرسالة حتى أنشرها؟ اقرأ حتى تعلم، اقرأ حتى تصبح نبي اقرأ، اقرأ حتى تصبح صاحب رسالة، اقرأ حتى تصبح داعية "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" العلق:1 مش أي علم بيُطلب، العلم الليعلى مراد الله هو اللي بيخلي الإنسان ده يصل.
    بدأت باقرأ وختمت بالسجود "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" وختمت بالسجود "كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب" العلق:19 القراءة على مراد الله هي اللي توصل الإنسان للاقتراب من الملك -سبحانه وتعالى-. بدأت باقرأ "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَم *ُالَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَالَمْ يَعْلَمْ "العلق 1: 5 كلمات كتير ودي عايزة درس لوحده، تكررت المقدمة الأولانية دي بس سواء الخلق أو العلم أو الإنسان "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَم *ُالَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَالَمْ يَعْلَمْ *كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى"العلق 1: 6
    عندنا المعادلة دي، الإنسان لم يكن يعلم، الإنسان جاهل، الإنسان كان علقة، الإنسان ضعيف، العجيب إن انت متوقع إنسان جاهل وإنسان ضعيف النتيجة إن الإنسان بقى مفتقر؟، لأ "كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى *أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى* أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى* عَبْدًا إِذَا صَلَّى" العلق 6: 10.
    في ظل التدافع سيأتي مَن يمنعك عن تطبيق مراد الله
    فأول السور اللي أُنزلت ربنا بيقول لك هما مش هيسبوك، في تدافع، انت معاك وحي وعايز تطبق مراد ربنا، فيه ناس هتقول لك لأ أنا ليا فكر آخر، أنا ليا رأي آخر،أنا ليا طرح آخر، ده هو مش هينهاك عن نشر فكرك وفقط..ده هو هيمنعك حتى من الصلاة، ربنا بيعرّفك من أول لحظة فيه ناس هتدافعك، هتنازعك، هتمنعك حتى من الصلاة، "أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى* عَبْدًا إِذَا صَلَّى" العلق 9: 10، هو عمل إيه؟ ده قام يصلي! هيمنعه وهيمنعه "وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ" الحج:72،
    متضايق من اللي انت بتقوله.
    طيب يا ترى هيتضايقوا بس؟ لأ في سورة الحج "يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا"الحج:72، ده هو لسه بس بيتلو الآيات عليه، ده هو بس بيكلمه، بيتلو عليه الآيات، بيدبحه مجرد إن هو بيقرأ الآيات! قال الله -عز وجل- فى سورة آل عمران: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ" طيب هما بيكفروا بآيات الله ويقتلون النبيين.. بس؟ "وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ" آل عمران:21 خد بالك أوي من كلمة مقالش ويقتلون الذين يأمرون بالشرع، قال: "الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ"

    الغاية من إرسال الرسل بالبينات
    :
    وأصلًا نرجع لسورة الحديد: "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ" ليه يارب أرسلت رسل ومعاهم بينات؟ بينات أي تدل أنهم رسل من عند الله، ومعاهم إيه عشان يهدوا الناس؟ " وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ" الميزان، القواعد اللي هتقيم العدل المستفادة من الكتاب،" وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ" ليه يارب عملت كده؟ علشان الناس ماتختلفش، علشان مايحصلش التنازع والتدافع ده، يرجعوا للكتاب "لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ" الحديد:25

    كيفية التعامل مع مَن يرفض القسط والعدل:
    طيب فيه ناس هترفض القسط؟ يقول ربنا في تكملة الآية "وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ" الحديد:25، للجهاد، أي فيه بأس شديد لمن رفضالقسط من عند الله، لمن رفضالكتاب من عند الله، لمن رفض الميزان من عند الله، "لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ" يبقى إذًا القوة عند أهل الإسلام لازم يستغلوها في حاجتين: نشر القسط وبناء حضارة، "فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ" مش القضية بس بناء حضارة، ترف بعيدة عن مراد الله، ده غلط وده الفكر الغربي، ده تصور علماني، ده اللي احنا رفضينه، لكن لأ الخليفة مش بس أصل إيه يقول لك ربنا خلقنا عشان نعمر الأرض، يعني إيه نعمر الأرض؟ نبني عمارات وخلاص! ربنا خلق السماوات والأرض وأنزل وحي ورسل وبعْث وجنة ونار كل ده علشان نبنى شوية عمارات وترف وخلاص؟! لأ.. لنطبق مراد الله في الأرض، "فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ" الحديد:25،
    ابن كثير بيقول من معانيها: "أي يعلم من في نيته حمل السلاح وحمل الحديد" إيه اللي في نيته هو تطبيق مراد الله؟ يعني هل الناس بتستغل الجهاد لصالح أنفسها؟، بتستغل العلم لصالح أنفسها؟.

    طيب نرجع تاني.. قولنا ربنا بدأ سورة البقرة إن فيه قرآن وناس هتنقسم قصاد القرآن لتلات حاجات وقال إن مفيش حاجة إلا وبينها في القرآن "إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا" البقرة:26، وبعدين حكى لنا القصة من الأول إن ربنا هينزل مخلوق هو سيدنا آدم هيخليه خليفة في الأرض، هيبقى مخلوق من الأرض وهينزل معاه القرآن، الناس دي اختلفت معاه..


    وقبل ما ينزله قال: "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا"البقرة:31، يعني قبل ما سيدنا آدم ينزل تعلم ودي أهميه العلم ولذلك في سورة البقرة تحديدًا قُدم مسالة التعليم إن ربنا علمه مسألة سجود الملائكة له، وكان هناك إشارة أن من معه العلم يُسجد له، دي نقطة مهمة في التدافع.

    - دايمًا اللي بيحصل العلم هو اللي بيبقى أسبق حتى في العلم الدنيوي، الناس بتبقى محتاجة للي عنده العلم، والعلم والقوة، اللي معاه علم ممكن بقوة أقل يكسب اللي عنده قوة أكبر وعلم أقل، العلم دايمًا بيثقل؛ فلذلك سيدنا آدم قبل ما ينزل ربنا علمه وبعد كده أنبأ الملائكة بهذه الأسماء، يبقى سيدنا آدم عنده قدرة إنه يتعلم ويُركب العلوم دي على بعضها ليُخرج مكونات جديدة.

    - القدرة دي مش عند الملائكة، الله عز وجل أعطى القدرة دي للإنسان ليه؟ لأن الإنسان لما هينزل هيبقى فيه متغيرات ومعاه وحي، هو فهم قضايا من الوحي، المفروض يتعلم، هي دي فكرة الميزان، يتعلم من الكتاب ويتعلم من الوحي، ده ازاي يتصرف في المستجدات، لأن هيحصل خلافات كتير وهيحصل قضايا خلافيه تظهر، هذه الخلافات بتعمل مشاكل وتدافعات.

    - لازم الإنسان بفهمه للقرآن يتعلم يقف في صف مين؟، يقف مع ده ولا ده؟، زي ما قُلنا قبل ذلك التدافعات العالمية " الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ.." الروم 1: 4. ربنا بيعرّفنا إن فيه تدافعات عالمية بتحصل وانت لازم تعرف ده أقرب لي من ده "وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ" الروم 4: 5، قيل بنصر الروم على الفرس برغم إن الاتنين بالنسبة لي أهل باطل، أنا لازم يبقى عندي فقه في هذا التدافع، طيب قلنا سيدنا آدم لما نزل الأرض معاه علم: "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا" البقرة:31، العلم ده فيه الوحي وفيه الميزان، القضايا اللي يعرف يعيش بها في الحياة.

    وفيه ناس ربنا عرّفك من أول لحظة في القرآن، عندنا في سورة اقرأ عرّفك إن فيه ناس مش هتسيبك تصلي، مش هتسيبك تتلو الآيات، مش هتسيبك تأمر بالقسط في الناس، عندنا تلات آيات: الآية بتاعة اقرأ "أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى* عَبْدًا إِذَا صَلَّى" العلق 9: 10، الآية بتاعة سورة الحج "يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا" الحج:72، الآية بتاعة سورة آل عمران "الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ" آل عمران:21، هتيجيتأمر بالقسط هيقتلك، هتيجي تتلو بس الآيات هيسطو بيك، هتيجي تصلي هيمنعك.

    قصة سيدنا أبي بكر مع ابن الدُغُنة

    لذلك سيدنا أبو بكر الصديق لما جاء يخرج من مكة ويهاجر، فجاء ابن الدُغنة وكان رجل مُطاع في قومه وقال لهم انتوا ازاي تخرجوا أبو بكر الصديق بالرغم من إن ابن الدُغنة ده كان كافر، ازاي تخرجوا رجل يصل الرحم ويطعم ويقري الضيف ويعين على النوائب، ازاي وانتوا ازاي، لازم ترجعوه وأنا سأُدخله في جواري، فقالوا طيب هيدخل في جوارك بس يفضل في بيته.

    فسيدنا أبو بكر قعد فترة في بيته ثم بدا له أن يبني مسجدًا في فناء داره يعني حاجة كده حتة قدام بيته، مساحة كده تعتبر مش داخل إطار البيت لكن داخل السور بتاعه، في فناء داره، وبنى مسجد وقفل على نفسه وبيصلي، كان أبو بكر الصديق رجلًا بكاءً أسيفًا لا يملك دمعه عند القراءة، كل اللي بيعمله أبو بكر الصديق إنه بيقف يصلي ويعيط،

    في رواية في البخاري كانوا يتقذفون عليه النساء والأطفال، والمشركين منبهرين باللي بيحصل إن واحد واقف خاشع بيصلي بس، منبهرين بيقول إيه!، شوف الرواية في البخاري: "وأفزعَ ذلك أشرافَ قريشٍ" صحيح البخاري فزع.. هو بيعمل إيه يا جماعة؟ ده الراجل بيصلي! بيصلي وبيعيط! فراحوا لابن الدُغنة قالوا له إيه اردد جوارك على أبي بكر وفعلًا حصل ابن الدغنة راح لأبي بكر وقال له ماعنتش تصلي قال له لأ هأصلي، كل ده عشان إيه وهو بيصلي!.

    التدافع هيحصل هيحصل، الناس اللي بتهرب، فكرة حوار الحضارات فكرة أثبتت فشلها، الفكرة اللي ناجحة هي صدام الحضارات، فالتدافع موجود موجود، المشكلة ماذا سنفعل في التدافع، الخلاف موجود وسيبقى، الخلاف ده زي الشهوة هيفضل في الإنسان موجود لذلك ربنا نزل الوحي وهو ده المقياس.

    "مَن أحبَّ للهِ، وأبغَضَ للهِ، وأَعْطَى للهِ، ومنَعَ للهِ، فقد استَكْمَلَ الإيمانَ" صححه الألباني.

    التدافع ده هيفضل موجود، القضية إنك تفقه هذا التدافع، ليه بيحصل؟، مين اللي أقرب ليك؟

    إنت يبقى لازم يكون عندك فهم مايبقاش كله شيلة واحدة وخلاص، وكل الناس اللي انت مختلف معاها عندك في حقيبة واحدة، لا انت لازم يبقى عندك فهم، هو ده اللي المفروض بينتج عنه عبادات بتترتب عبادات كثيرة على مسألة الخلاف والتدافع.

    ملخص الدرس:

    1-التدافع سنة قائمة لن تنتهي

    يبقى إذًا اللي احنا عايزين نطلع به النهارده، أول حاجة إن التدافع سنة قائمة لن تنتهي قال النبي صلى الله عليه وسلم "لاتقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ" صحيح مسلم، لغاية آخر لحظة فيه تدافع.

    2- إن فيه وحي ربنا نزله هو ده الفيصل في الحكم

    "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ" النساء:65، شجر -المنازعات الخفيفة- حتى يحكموك، يبقى إذًا ربنا مقالش إنه مش هيحصل لا هيحصل مشاجرات ولما الملايكة قالت: "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ" البقرة:30، ربنا ما قالهومش لا مش هيحصل البني آدمين دول عمرهم ما هيتخانقوا مع بعض..

    لأ هيحصل وأقرهم الله على ذلك، وقال لهم أنا أعلم إن ده هيحصل ولكن أعلم أن هناك أناس سيختارون أن يقفوا في صف الحق ولأجل ذلك خلقتهم "إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" البقرة:30، كما قال الله -عز وجل- "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" النساء:65، هو ده إنك انت ازاي تصل إلى مراد الله في التدافع، إنك تعود إلى الوحي.

    3- التدافع لن يتركك

    النظرة التالتة: إن مش هيسيبك،سواء تتلو الآيات، سواء تأمر بالقسط، سواء تصلي، تلت آيات اللي احنا بنكررهم، "أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى* عَبْدًا إِذَا صَلَّى" العلق 9: 10، "يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا" الحج:72 "وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ" آل عمران:21 يعني انت لو بتأمر بالقسط بين الناس قال لك متأمرش..حاضر، هأتلو الآيات تيجي بس تتلو الآيات.. لا ماتتلوش، هصلي..لأ ماتصليش، هيفضل يضغط يضغط عليك.

    4- فائدة سنة المدافعة
    ولولا سنة المدافعة زي ما قلنا الله في سورة الحج "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا" الحج:40، الدين كان هينهار لذلك في سورة الحديد بعد الآية اللي احنا قلناها وشرحناها "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ" الحديد:25،البينات تدل أنهم رسل من عند الله "أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا" بينة تدل أنه رسول من عند الله.

    5- لن يكون هناك قيام للناس إلا بالعدل
    "وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ" ليه يارب؟ "لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ" الحديد:25، لن يكون هناك للناس قيام إلا بالعدل، إلا بالقسط" إن الله يقيم دولة العدل ولو كانت كافرة"، "لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ" فيه ناس مش عايزة القسط ودي هنتكلم فيها إن شاء الله المرة اللي جاية، إن هو رافض الدين لإن الدين بيعمل نوع من إن الكل عبيد،
    وإن الكل بيطيع الله، هو ليه مآرب أخرى، من السيطرة على الناس، هنتلكم في المرة اللي جاية، من الفطرة في خلق الله عز وجل إن مش كل الناس سادة، مش كل الناس قادة ، فيه تابع وفيه متبوعين، المتبوعين السادة عايزين يمشّوا رأيهم على الناس وبيفرضوا رأيهم على الناس، زي فرعون كان بيعمل كده وبيظهر إنه بياخد رأيهم "إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ" غافر:26.

    6- القوة مطلوبة للتعامل مع مَن يرفض العدل
    فالشاهد فيه ناس رافضة القسط نعمل معاهم إيه؟ "وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ" الحديد:25، يبقى ده الجهاد "وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ" يبقى قلنا نشر الدين الحق وإقامة الحضارة، "فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ.." الحديد:25
    7- نيتك إيه في التدافع؟
    "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ
    "
    الحديد:25، نيتك إيه في التدافع، إن أحيانًا واحد يقف في صف الحق ويحمل الحديد لينصر الحق ويخش النار لأن نيته إنه مُرائي، واقف مُرائي "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ" زي ماقلنا ابن كثير قال نيتك إيه في رفع السلاح، "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ.. " الحديد:25
    8- الله غني عنا ولكنه ابتلاء
    ختام الآية "قَوِيٌّ عَزِيزٌ"، إن الله غني عن جهادكم ولكنه ابتلاء، ينظر ماذا ستفعلون اللي هي لخصناها في قول الله تعالى في سورة محمد "ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ" محمد:4، أمال ليه يارب سايبهم؟! "وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ" محمد:4، قلنا آية آل عمران: "وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" آل عمران:140

    أسال الله –عز وجل- أن يستعملنا ولا يستبدلنا،وأن نكون من الصادقين الذين يقفون في المكان الذي يرضي الله -عز وجل- عنه، قال الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ" التوبة:119، عند الخلاف نكون مع الصادقين، قالسعيد بن جبير: "أي كونوا مع أبي بكر وعمر" لما يحصل خلاف شوفوا أبي بكر وعمر واقفين فين وروح اقف جنبهم، اعرف إن دول هم اللي هيقفوا موقف الصح، موقف الصدق "وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ" التوبة:119.
    نسأل الله -عز وجل- أن نكون من الصاقين عند التدافع ولا نكون من المنافقين، أسال الله –عز وجل- أن يستعملنا ولا يستبدلنا، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليه وجزاكم الله خيرًا.

    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروسفيمنتديات الطريق إلى اللهوتفضلوا هنا:https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 08-09-2015, 03:18 PM. سبب آخر: فك التشابك


    ربِّ خذ من حياتي حتى ترضى، واجعل كل سكنة وكل حركة وكل لحظة طَرْفٍ فيك ولك!

    تعليق


    • #3
      رد: الدرس السابع والعشرون ((تأملات في فقه التدافع1)) د.أحمد عبد المنعم- دورة بصائر

      بارك الله فيكم ونفع بكم
      لا أعلم هل التفريغ حروفه متشابكة أم أنه يظهر بهذا الشكل عندي فقط
      لأستسهلنَّ الصّعبَ أو أدركَ المُنى ... فما انقادتِ الآمالُ إلّا لصابرِ ..

      تعليق


      • #4
        رد: الدرس السابع والعشرون ((تأملات في فقه التدافع1)) د.أحمد عبد المنعم- دورة بصائر

        المشاركة الأصلية بواسطة المشتاقة للفردوس (ريهام) مشاهدة المشاركة
        بارك الله فيكم ونفع بكم
        لا أعلم هل التفريغ حروفه متشابكة أم أنه يظهر بهذا الشكل عندي فقط
        تم التعديل بارك الله فيكم

        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          رد: الدرس السابع والعشرون ((تأملات في فقه التدافع1)) د.أحمد عبد المنعم- دورة بصائر

          المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
          تم التعديل بارك الله فيكم
          جزاكِ الله خيرًا
          لأستسهلنَّ الصّعبَ أو أدركَ المُنى ... فما انقادتِ الآمالُ إلّا لصابرِ ..

          تعليق


          • #6
            رد: الدرس السابع والعشرون ((تأملات في فقه التدافع1)) د.أحمد عبد المنعم- دورة بصائر

            جزاكم الله خيرا
            مشروع حفظ للجنة بطريقة الحصون الخمسة
            ما أشقاك أيها المسكين عندما تجعل هذا الجهد والتعب والنصب لغير
            ملك الملوك .. ما أشقاك !

            دخولي متقطع بسبب الدراسة

            تعليق

            يعمل...
            X