إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(6) العقيدة والإيمان بالكتب والرسل د.محمد جودة / دورة بصائر العلمية 1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (6) العقيدة والإيمان بالكتب والرسل د.محمد جودة / دورة بصائر العلمية 1



    تكلمنا بفضل الله سبحانه وتعالى في الحلقات الماضية عن أشياء من العقيدة مهمة جدًا،
    وهي "العقيدة في الله 1" و"العقيدة في الله 2"
    و"الإيمان بالملائكة واليوم الآخر".




    وتكلمنا بصفة عامة أنه دائمًا
    يوجد مشكلة تحصل في دراسة العقيدة وهي أننا نهتم جدًا بالضوابط العقدية وننسى أن نعيش معاني العقيدة.


    وإن شاء الله سنتكلم اليوم في لقائنا عن "الإيمان بالكتب والإيمان بالرسل".

    تفضلوا معنا في رابط تحميل الدرس السادس بجميع الصيغ
    الجودة العالية :HD
    الصوت : mp3
    يوتيوب : youtube
    مادة مفرغة: PDF

    http://way2allah.com/khotab-item-113428.htm


    المشاهدة على اليوتيوب


    https://www.youtube.com/watch?v=iRcDcIVM3y4


    رابط التفريغ

    http://way2allah.com/khotab-pdf-113428.htm


    فهرس مادة ((الطريق إلى الربانية - د/ خالد الحداد)) - دورة بصائر العلمية

    ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة بصائر من خلال هذا الرابط

    http://way2allah.com/category-559.htm


    لا توجد فقرة تفاعل له لعدم دخول د محمد







    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 24-06-2019, 09:49 PM.
    ~وقفات مع الصحابة وامهات المؤمنين~ ♥♥♥متجدد♥♥♥

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  • #2
    رد: الدرس السادس العقيدة والإيمان بالكتب والرسل د.محمد جودة



    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

    فأهلًا بكم معنا في لقاء جديد من دورة العقيدة في دورة "بصائر" لإعداد المسلم الرباني على شبكة الطريق إلى الله، تكلمنا بفضل الله سبحانه وتعالى في الحلقات الماضية عن أشياء من العقيدة مهمة جدًا، وهي "العقيدة في الله 1" و"العقيدة في الله 2" و"الإيمان بالملائكة واليوم الآخر".

    وتكلمنا بصفة عامة أنه دائمًا يوجد مشكلة تحصل في دراسة العقيدة وهي أننا نهتم جدًا بالضوابط العقدية وننسى أن نعيش معاني العقيدة وضربنا مثال أن هذا كأنه سور كبير جدًا وفيه حديقة غنّاء ودائمًا نتكلم عن السور وحدود السور والفِرق التي وراء السور والحدود التي بيننا وبين هذه الفرق وننسى أن ندخل داخل الحديقة ونتنسم هذا العبير لهذه الأزهار الطيبة المباركة.

    فتكلمنا أننا إن شاء الله سنقسم اللقاء بين أن نتكلم عن جوانب العقيدة من جانب وأن نتكلم عن العقيدة نفسها من جانب آخر وضربنا مثال آخر أن ضوابط العقيدة كالدواء والعقيدة نفسها كالغذاء فلابد أن يكون الغذاء أكبر وأكثر من الدواء وهذه هي سنة الحياة.
    وإن شاء الله سنتكلم اليوم في لقائنا عن "الإيمان بالكتب والإيمان بالرسل".


    أولًا: الإيمان بالكتب
    طبعًا الله عز وجل أرسل كتب للناس ليُهتدى بها وتكون نبراسًا للناس في حياتهم، الله عز وجل أرسل هذه الكتب لتكون هي منهاج الإنسان..
    وضربوا مثال أنه لو مصنع من المصانع صنع آلة، فالمصنع يضع لك كتالوج، يقول لك هذه الآلة تُستعمل في كذا ولا تُستعمل في كذا والكهرباء لها كذا وإضاءتها كذا ويذكر الضوابط التي تستخدم لها هذه الآلة، فإن سرت على هذه التعليمات والإرشادات تجد أن الآلة تعمل معك بسلامة وأمان لكن لو خالفت هذه التعليمات والإرشادات ستجد الآلة تفسد أو تفسدك، إما أنها تفسد في ذاتها أو تنفجر مثلًا ويحصل لها مشكلة وتفسدك أنت.


    الغاية من إنزال الكتب:

    كذلك ولله المثل الأعلى، الله عز وجل أنزلنا في هذه الحياة الدنيا وأنزل لنا كتبًا تهدينا كيف نتعامل مع هذه الحياة، ما هو الحلال وما هو الحرام، ماذا يرضي الله وماذا يسخط الله، والله عز وجل وضع هذه الضوابط وهذه الأحكام وأنزلها لنا ليعلمنا كيف نتعامل مع هذه الحياة الدنيا فمن اتبع هذا الهدى وسلك هذا الطريق فإن الله عز وجل قال "فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"طه 123: 124‏
    فإذًا الذي يتبع كتب الله عز وجل ويؤمن بها ويوفيها حقها فلا يضل ولا يشقى فيكون إنسان سعيد في حياته ولا يصيبه الضلال ولا الشقاوة فيكون إنسان منضبط مع ذاته، وحياته منضبطة وحياته سعيدة وجميلة وهنيئة بخلاف الذي يعرض عن ذكر الله عز وجل "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا" طه:124.
    والضنك هو الضيق، يقول لك الضنك في اللغة هو الضيق، يعني إيه معيشة ضنكًا؟ يعني يجد ضيق في كل شيء في حياته، ضيق في رزقه، ضيق في صدره، ضيق في كل شيء، سيجد ضيق في كل شيء يتعامل معه في الحياة، حتى تجد دائمًا لما الشباب البعيد عن ربنا يتكلم دائمًا عندما تسأله عن أحواله، أكثر كلمة تسمعها من الشباب يقول لك أنا مخنوق، أنا صدري منقبض، أنا مقفول، أنا مش قادر، الخنقة والضيق هذا هو الضنك الذي يجده الإنسان إذا ابتعد عن كتاب الله عز وجل فإذًا الله عز وجل أنزل كتب لتكون نورًا ونبراسًا لنا في حياتنا.


    كيف نؤمن بكتب الله عز وجل؟
    أولًا الله عز وجل ذكر أنه أنزل كتب ذكر منها في القرآن أسماء خمس أو ست كتب، اختلف العلماء عليها هل هي خمس أوست، ما هي الست كتب؟ أولًا طبعًا القرآن، كلنا عارفين والتوراة التي أنزلها الله عز وجل على موسى والإنجيل الذي أنزله الله عز وجل على عيسى وصحف إبراهيم وصحف موسى والزبور.
    اختلف العلماء هل هم ست أو خمس، هذا هو الخلاف، لو صحف موسى هي التوراة أم هي غير التوراة، لو الصحف غير التوراة يكونوا ست، أما لو قلنا التوراة هي الصحف يكونوا خمس، فتكون التوراة والإنجيل والقرآن وصحف إبراهيم والزبور هكذا خمس، ولو صحف موسى غير التوراة فتكون ست، فيكون عندنا كتب أنزلها الله عز وجل في كتابه ذكر منها خمس أوست على خلاف بين أهل العلم.

    هذه كتب أنزلها الله عز وجل في كتابه، فكيف نؤمن بهذه الكتب، قلنا قبل ذلك كما تكلمنا في الإيمان بالملائكة والإيمان باليوم الآخر أنه يوجد إيمان إجمالي وإيمان تفصيلي وقلنا في الإيمان الإجمالي الكلمة المخلدة العظيمة جدًا جدًا والتي أرى أنه يجب على كل مسلم أن يؤمن بما فيها وإذا استطاع أن يتعلمها ويعلمها هي كلمة الإمام الشافعي قال: "آمنت بالله وما جاء عن الله على مراد الله وآمنت برسول الله وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله".
    فهذا هو فعلًا الإيمان الإجمالي الذي ممكن أن يؤمن به أي إنسان في أي مجال من مجالات الإيمان، أن تؤمن أن الله عز وجل أنزل كتب لأن ربنا قال هذا وما هي الكتب؟ أنا لا أعرف وعندما أعرف أؤمن، عرفت أن هناك كتاب يسمى الزبور لم أكن أعرفه، آمنت به طالما عرفته، ولو عرفت أن هناك كتب أخرى أؤمن بها لو عرفت أن هناك كتب أخرى، هذا هو الإيمان الإجمالي بالكتب.


    كيف نعيش العقيدة الصحيحة في الإيمان بالكتب؟
    نتكلم أن هناك كتب أسماؤها كذا ونزلت لكن كيف نعيش هذا الأمر في حياتنا ولله المثل الأعلى.. يقول لك لو أن رجل من الناس سافر إلى الغربة ويكد ويعمل ويرسل إلى أبنائه رسالة كل فترة، يكتب لهم أنه يوجد أموال أرسلها، هذه الأموال ادفعوا بها مصاريف الدراسة وادفعوا بها إيجار المنزل وادفعوا بها علاج أمكم المريضة وسدوا بها الديون التي عليَّ..
    وظل هذا الأب مغتربًا في غربته أيام وشهور وسنين ثم عاد فسأل أولاده ماذا فعلتم بما أرسلت لكم من الرسائل فلما رجع وجد أن أولاده مشردين ولم يكملوا تعليمهم وزوجتة ماتت من المرض والديّانة منتظرينه ورافعين عليه قضايا ويسألهم أين الأموال التي أرسلتها والجوابات التي أرسلتها لكم ماذا فعلتم بها فابنه قال والله كنا نمسك هذه الجوابات كل يوم ونحضنها ونقبلها ونعلقها في براويز كبيرة في البيت، الأب ماذا سيقول لهم؟
    سيقول لهم أنا لم أرسل لكم هذه الرسائل حتى تقبلوها وتعلقوها! ولكن لتقرؤوها وتعملوا بما فيها.


    ولله المثل الأعلى مع اختلاف المثال طبعًا الله عز وجل أرسل لنا رسائل هي هذه الكتب، الله عز وجل أرسلها لنا ليس لنقبل المصحف ونعلقه في براويز في الصالون وفي السيارة وفي غيرها من الأشياء ولكن لكي نقرؤه ونعمل بما فيه، الله عز وجل أنزل الكتاب "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ" لماذا؟ "لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ" ص:29
    وقال الله عز وجل "أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ" النساء:82، الله عز وجل أنزل الكتاب لنتدبر الكتاب ونعمل بما فيه فهذه هي غاية إنزال الكتاب فنريد أن نعيش الإيمان بالكتب أننا نقرأ القرآن أنه رسالة لنا من الله، نقرأ القرآن ونوقن أن ما في القرآن من تعليمات وأوامر هي التي تصلح حياتنا وتستقيم بها أمور الحياة كلها، نقرأ القرآن على هذا الوجه فنحن إذًا نؤمن بالقرآن حقًا.


    من صفات القرآن:
    طبعًا الله عز وجل أنزل هذه الكتب وأنزل لها صفات، يعني من صفات القرآن أنه هدى، أنه نور، ما هو النور الذي يدخل في قلبك عندما تقرأ القرآن؟ هل فعلًا تستشعر النور وأنت تقرأ القرآن، الله عز وجل قال في بداية القرآن
    "ألم*ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" البقرة 1: 2 الكتاب هدى ولكن لمن؟ للمتقين فإن كنت تتقِ الله عز وجل فاعلم أن القرآن سيهديك والله عز وجل قال: "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى" محمد:17
    كلما تهتدي وتقرأ القرآن الله عز وجل يزيدك هدى والله عز وجل وصف المصلحين فقال "وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ" الأعراف:170، التمسك بالكتاب والقرآن "وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِين" الأعراف:170، فإذا أردت أن تكون من المصلحين، إذا أردت أن تكون من المهتدين، فإذا أردت أن ينار قلبك بالقرآن فعليك بكتاب الله عز وجل وقراءته وتدبره.


    ما هو حق الكتاب علينا؟
    أن نؤمن بكل ما فيه من خبر.. فخبره صدق وأحكامه حق وتصديق القرآن في كل ماجاء به والعمل بما فيه من المحكم والتصديق بما فيه من المتشابه، يعني إذا كان هناك شيء لا أفهمه أصدق بما فيه إلى أن أفهم، وليس معنى هذا أنني لا أريد أن أفهم ولكن أنا مصدق إلى أن أفهم، يعني أنا قرأت آية في القرآن ولا أفهم معناها، أنا مؤمن أنها حق وصدق وأنها من عند الله وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلغها ولم يقصر في البلاغ ولكن سأقرأ في كتب التفسير وكتب معاني الكلمات لكي أفهم وأزداد إيمانًا إلى الإيمان، هذا هو الإيمان بالكتب إجمالًا.


    ثانيًا: الإيمان بالرسل
    أما عن الإيمان بالرسل فنؤمن أن الله عز وجل أرسل رسل وهؤلاء الرسل كانوا شهداء على قومهم وبلغوهم، سنتكلم عن الإيمان بالرسل وبعض الضوابط:
    ما هو الفرق بين النبي والرسول؟
    يمكن تكون مشهورة جدًا ونسمعها كثير جدًا في شروحات العقيدة ولابد أن نفهمها، ما هو الفرق بين النبي والرسول؟، طبعًا قيل كلام كثير جدًا وضوابط كثيرة جدًا لكن أرجح الأقوال وأقربها للصواب أن الفرق بين النبي والرسول كلاهما يُوحى إليه، يعني النبي أُنزل إليه وحي والرسول أُنزل إليه وحي، الفرق بينهم أن الرسول نزل إليه شريعة جديدة وأُمر ببلاغها، أما النبي فكان على نفس ما عليه قومه من الشريعة، من شريعة الرسول الذي قبله وأُمر بالبلاغ.
    يعني يوجد نبي رسول مثل سيدنا مثلًا موسى نبي ورسول، جاء بعده مثلًا سيدنا يوشع بن نون، هذا نبي وليس برسول، لماذا؟ لأنه على نفس شريعة سيدنا موسى لم يضف جديد، لم يحل شيء من الحرام ولا حرّم شيء من الحلال بأمر من الله أي أنه لم يُبلِّغ أوامر جديدة لكن هو يذكرهم بأوامر التوراة ويقودهم في تنفيذ التوراة، فهذا سيدنا يوشع بن نون على سبيل المثال، جاء بعده سيدنا عيسى وسيدنا عيسى نبي ورسول، لماذا أضفنا ورسول؟ لأنه جاء بشريعة جديدة، قال سيدنا عيسى كما في سورة آل عمران: "وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ" آل عمران:50

    فإذًا يوجد تغيير في الأحكام مع رسالة سيدنا عيسى، تغيير في الأحكام يأتي مع الرسول أما النبي لا يأتي معه تغيير في الأحكام، هو مجرد أنه يُذكِّر الناس ويقودهم في تنفيذ الشريعة التي هم عليها وبني إسرائيل كان فيهم الكثير جدًا من الأنبياء، كانوا يُذكِّروا بني إسرائيل بما عليه من قبلهم من الرسل وجاء أيضًا فيهم من الرسل.
    إذًا ضربنا مثال أن سيدنا موسى أتى بشريعة جديدة، سيدنا يوشع بن نون كان نبي لم يأتِ بشريعة جديدة لكنه فقط ذكَّر بني إسرائيل بشريعة سيدنا موسى وأكمل ما كان عليه سيدنا موسى من البلاغ ثم جاء سيدنا عيسى بشريعة جديدة فهو رسول فهذا هو الفرق بين النبي والرسول، الرسول يأتي بشريعة جديدة وأحكام جديدة تُغير.


    لماذا تتغير الأحكام؟
    السؤال الذي يطرح نفسه أو الشبهة التي قد تثار عند البعض، لماذا تتغير الأحكام؟ كان ممكن أن تنزل مرة واحدة من سيدنا آدم إلى قيام الساعة لكن أحكام الله عز وجل كلها كمال لكن منها ما هو كمال نسبي ومنها ما هو كماله مطلق، كيف هذا؟ أن كل شريعة كاملة كمال نسبي بالنسبة لزمانها ومكانها وأشخاصها، يعني شريعة سيدنا عيسى كانت هي الكمال للقوم الذين بُعث إليهم في الوقت الذي بُعث فيه وفي المكان الذي بُعث فيه وكل نبي هكذا، شريعته هي كمال نسبي يعني بالنسبة لأقوامهم وأزمانهم وأمكانهم.


    حتى جاء النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فجاء بالشريعة الكاملة الكمال المطلق لكل الأزمنة والأمكنة والأشخاص الذين سيأتون بعده لذلك شريعة النبي -صلى الله عليه وسلم- ليست منسوخة على الإطلاق، لا يعتريها النسخ، كان يوجد نسخ في عصر النبوة أحكام تغيرت لكن تم الدين وانتهت بموت النبي -صلى الله عليه وسلم-.
    هذه الشريعة النهائية التي قال الله عنها: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" المائدة:3
    هذه الشريعة الكاملة هي كاملة الكمال المطلق وليس كمال نسبي، لكل زمان وكل مكان وكل أشخاص سيأتون من بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن الشريعة كاملة لهم.
    فإذًا عرفنا لماذا الأحكام كانت تتغير؟ لأن الأزمان كانت تتغير والأماكن تتغير والأشخاص كانت تتغير فكان كل زمان ومكان وعصر وأقوام لهم شريعة مناسبة لهم ولِما هم عليه حتى جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بالشريعة الكاملة الخاتمة كما أراد الله عز وجل.


    لماذا لم يُنزل ربنا سبحانه وتعالى شريعة كاملة تصلح لكل زمان ومكان من البداية؟
    هذه حكمة الله، الله عز وجل هو الذي أراد ذلك، أراد أن تكون هناك شريعة لبني إسرائيل وشريعة تنزل على سيدنا عيسى وشريعة تنزل على سيدنا هود وسيدنا صالح، الله عز وجل هو الذي أراد ذلك، ثم أتى برسالة خاتمة محكمة كاملة كمالًا مطلقًا إلى قيام الساعة وهي شريعة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
    إذًا تكلمنا عن الفرق بين النبي والرسول، تكلمنا عن الفرق بين الشرائع وأنها كل شريعة تنسخ ما قبلها وأفضل الشرائع وأكملها على الإطلاق هي شريعة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.


    ماذا نعرف عن الرسل؟
    أولًا نعرف عنهم أسماءهم التي ذكرها الله عز وجل في القرآن، طبعًا توجد أسماء كثيرة جدًا لأن الأنبياء والرسل 124 ألف كما في الحديث الذي في مسند أنه يوجد 124 ألف نبي ورسول، 124 ألف ولكن ما نعرفهم بعض الرسل الذي قصَّهم الله عز وجل علينا كما قال: "وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ" النساء:164 فإذًا يوجد رسل الله عز وجل قصَّ لنا قصصهم ورسلًا لا نعرف عنهم شيئًا.
    مَن الرسل الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه؟
    أولًا نعرف أولو العزم من الرسل خمسة، هم الخمسة المعروفين، سيدنا نوح أول الرسل وسيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وسيدنا عيسى وسيدنا محمد فهؤلاء خمسة لابد أن نعرفهم، سيدنا نوح وسيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وسيدنا عيسى وسيدنا محمد، هؤلاء الخمسة هم أولو العزم من الرسل، ماذا يعني أولو العزم؟ يعني أولو القوة في البلاغ وبالقيام برسالته.
    ثم بعد ذلك يوجد عشرين نبي ورسول الله عز وجل أرسلهم وقصَّ قصصهم علينا أو ذكر أسماءهم في القرآن وهم أولًا سيدنا آدم وسيدنا نوح وسيدنا إبراهيم وسيدنا إدريس وسيدنا هود وسيدنا صالح وسيدنا إسماعيل وسيدنا إسحاق وسيدنا يعقوب وسيدنا يونس وسيدنا لوط وسيدنا شعيب وسيدنا موسى وسيدنا هارون وسيدنا إلياس وسيدنا زكريا وسيدنا يحيى وسيدنا اليسع وسيدنا ذا الكفل وسيدنا داود وسيدنا سليمان وسيدنا أيوب وسيدنا عيسى وسيدنا محمد، هؤلاء خمس وعشرون نبيًا ورسولًا الذين ذُكروا في القرآن، منهم الخمسة أولو العزم من الرسل وعشرين نبي ورسول آخرين، فإذًا هؤلاء الخمس وعشرون نبي ورسول الذين ذُكروا في القرآن.
    تكلمنا أولًا عن الفرق بين النبي والرسول وتكلمنا عن الفرق في الشرائع بين الأنبياء والرسل وأن شريعة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هي الشريعة الكاملة على الإطلاق وتكلمنا على أسماء الأنبياء والرسل التي ذكرها الله عز وجل في كتابه.


    واجبنا تجاه شرائع الأنبياء والرسل:
    نتكلم الآن على الحق الذي علينا تجاه شرائع الأنبياء والرسل، يعني المفروض ماذا نفعل والإيمان ماذا يقتضي منا تجاه هؤلاء الأنبياء والرسل؟
    1- لابد من تصديقهم في أخبارهم..
    طيب توجد أخبار لا نعرفها، فأنت مؤمن إيمانًا إجماليًا أن كل ما قاله الأنبياء والرسل هو صدق، يعني أنا مؤمن أن أي شيء قاله النبي عليه الصلاة والسلام هو صدق، لماذا؟ لأن الله عز وجل قال عنه "إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" النجم:4، وقال عنه -صلى الله عليه وسلم- "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ" النجم:3
    فإذًا كل ما أمر وأخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- هو حق وصدق، فإذًا ما هو حق النبي -صلى الله عليه وسلم- علينا؟ أولًا تصديقة فيما أخبر.
    2- الامتثال لما أمر والانتهاء عن ما نهى عنه وزجر.
    3- محبته -صلى الله عليه وسلم- أكثر من الأهل والمال والولد..
    طبعًا وهذه نقطة عظيمة ومن أسمى معاني الإيمان وهي أنك تحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنتم تعلمون حديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كلم سيدنا عمر فقال له: لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، سيدنا عمر استغرب جدًا وقال كيف أحب أحد أكثر من نفسي فذهب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له: يا رسول الله أنت أحب إليَّ من أهلي ومن مالي ومن ولدي إلا من نفسي، يعني كيف تكون أحب إليَّ من نفسي؟! فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا، والذي نفسي بيدِه، حتى أكونَ أحبَّ إليك مِن نفسِك" فسيدنا عمر تفكر وقال له يا رسول الله "فإنه الآن، واللهِ، لأَنتَ أحبُّ إليَّ مِن نفسي، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: الآن يا عمرُ" صحيح البخاري، يعني الآن كمل إيمانك.


    وكيف يكون حب النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من النفس؟
    أريدك أن تتدبر وتتخيل، كنا في العمرة الماضية فكنا نتفكر في مسألة حب النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من النفس ونحن في مدينة النبي -صلى الله عليه وسلم- فنتفكر في حب النبي -صلى الله عليه وسلم- وهل ممكن فعلًا الإنسان يحب النبي-صلى الله عليه وسلم- أكثر من نفسه؟
    فبعض الدعاة ضرب مثالًا جميلًا وفعلًا يعرفنا هل تحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من نفسك، تخيل لو أنت واقف بجانب النبي -عليه الصلاة والسلام- وجاء سهم رُمي نحو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هل لو أنت في هذا الموقف تفتدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنفسك؟، يعني أنت ترى السهم يأتي على النبي عليه الصلاة والسلام هل سترمي نفسك وتفتدي النبي -صلى الله عليه وسلم- بنفسك ويأتي السهم فيك أنت وليس في النبي عليه الصلاة والسلام؟ إن فعلت ذلك فأنت تحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر من نفسك.
    هذا امتحان لكل واحد فينا يتفكر ويصْدُق الله سبحانه وتعالى، هل فعلًا إذا كنت في هذا الموقف سأفعل هذا وأنقذ النبي -صلى الله عليه وسلم- وأضحي بنفسي فداءً له؟ فإذا كنت فعلت ذلك وإن كنت فعلًا ستفعل ذلك وصدقت في ذلك فأنت فعلًا تحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر من نفسك وهذا هو الإيمان المطلوب.
    وفي الحقيقة لو فعلًا أنا تصورت أو تخيلت أن من الأفضل والأنفع للأمة كلها أن يموت، هل أنا الذي أموت أم النبي عليه الصلاة والسلام، لا شك الأنفع إن أنا الذي أموت ويبقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتبقى دعوته فهذا مثال تخيلي.


    بذل النفس من أجل سنة نبينا -صلى الله عليه وسلم-
    لكن على الحقيقة، تعالوا نرى هل فعلًا لو رُمي بسهم طاعن ليس في رسول الله ولكن في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكنت تفتديه بنفسك؟، هذا هو فعلًا المحك الحقيقي، قلنا لو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلنا قلنا نعم سأفتديه بنفسي، الآن تُطعن السنة ويُطعن في دين الله عز وجل في كل مكان في الشرق والغرب وفي بلاد العرب والعجم لا تجد في أي مكان من بقاع الأرض إلا وهناك من يطعن في الإسلام، فهل تفتدي الإسلام بنفسك؟
    هل ستلقي بنفسك إلى هذه التهلكات فداءً للإسلام، طبعًا هذا مثال تخيلي لكن الحقيقة لا يوجد سهم يُرمى على الإسلام وأنت ستفتدي بنفسك ولكن المطلوب منك أن تبذل نفسك في الدفاع عن دين الله عز وجل وهذا هو
    فعلًا الإيمان الحقيقي بالإيمان بالرسل والكتب، أن تفتدي كتاب الله وتفتدي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    بنفسك وتلقي بنفسك وتفني نفسك في إنقاذ هذه السنة.
    سؤال لابد أن نسأله لأنفسنا:
    فعلًا ماذا بذلنا في نصرة سنة النبي عليه الصلاة والسلام، كل واحد منا يسأل نفسه هذا السؤال، ماذا بذلتُ في نصرة دين الله عز وجل وفي نصرة كتاب الله عز وجل وفي نصرة سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟
    فإذًا لكي نخرج من هذه الحلقة بأمر واضح وفائدة واضحة أريد أن ينظر كل واحد منا ويتأمل ماذا فعل إيمانه بكتاب الله وإيمانه برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حياته؟، ماذا تغيرت؟، بِمَ افتديت كتاب الله؟ في البذل في حفظه وتعليمه وتفسيره؟ وهل كنت فعلًا باذلًا لكتاب الله؟، ماذا فعلت لنصرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونصرة سنته؟، هل فعلًا بذلت لتعليم سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ونشرها والذب عنها وعن الشبهات التي تُلقى عليها؟، إن فعلت فأنت بإذن الله مؤمن بكتاب الله عز وجل وبرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حقًا.
    نسأل الله أن يرزقنا تمام الإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
    وجزاكم الله خيرًا وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا والحمد لله رب العالمين.

    تم بحمد الله

    ~وقفات مع الصحابة وامهات المؤمنين~ ♥♥♥متجدد♥♥♥

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

    تعليق


    • #3
      رد: الدرس السادس العقيدة والإيمان بالكتب والرسل د.محمد جودة

      جزاكم الله خيرا

      تعليق


      • #4
        رد: الدرس السادس العقيدة والإيمان بالكتب والرسل د.محمد جودة

        لو سمحتم مش الجمعة أجازة ؟
        أسألكم الدعاء بظهر الغيب

        تعليق


        • #5
          رد: الدرس السادس العقيدة والإيمان بالكتب والرسل د.محمد جودة

          المشاركة الأصلية بواسطة فخــورة بديــني مشاهدة المشاركة
          لو سمحتم مش الجمعة أجازة ؟
          نعم أختنا ولكن حدث استثناء هذا الأسبوع وأُعلن في درس العقيدة أمس على الغرفة
          أنه سيكون هناك بث اليوم الجمعة للحلقة الرابعة مادة العقيدة ،ودروس مادة العقيدة 6 وليست 5

          "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
          وتولني فيمن توليت"

          "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

          تعليق


          • #6
            رد: الدرس السادس العقيدة والإيمان بالكتب والرسل د.محمد جودة

            جزاكم الله خيرا
            مشروع حفظ للجنة بطريقة الحصون الخمسة
            ما أشقاك أيها المسكين عندما تجعل هذا الجهد والتعب والنصب لغير
            ملك الملوك .. ما أشقاك !

            دخولي متقطع بسبب الدراسة

            تعليق


            • #7
              رد: الدرس السادس العقيدة والإيمان بالكتب والرسل د.محمد جودة

              جزاكم الله خيرًا

              تعليق


              • #8
                رد: الدرس السادس العقيدة والإيمان بالكتب والرسل د.محمد جودة

                المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
                نعم أختنا ولكن حدث استثناء هذا الأسبوع وأُعلن في درس العقيدة أمس على الغرفة
                أنه سيكون هناك بث اليوم الجمعة للحلقة الرابعة مادة العقيدة ،ودروس مادة العقيدة 6 وليست 5
                نعم ، جزاكم الله خيرًا
                أسألكم الدعاء بظهر الغيب

                تعليق


                • #9
                  رد: الدرس السادس العقيدة والإيمان بالكتب والرسل د.محمد جودة

                  وجزاكم الله المثل
                  ~وقفات مع الصحابة وامهات المؤمنين~ ♥♥♥متجدد♥♥♥

                  سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

                  تعليق


                  • #10
                    رد: الدرس السادس العقيدة والإيمان بالكتب والرسل د.محمد جودة

                    جزاكم الله خيرا

                    تعليق


                    • #11
                      رد: الدرس السادس العقيدة والإيمان بالكتب والرسل د.محمد جودة

                      المشاركة الأصلية بواسطة أم صُهيب مشاهدة المشاركة

                      ثم بعد ذلك يوجد عشرين نبي ورسول الله عز وجل أرسلهم وقصَّ قصصهم علينا أو ذكر أسماءهم في القرآن وهم أولًا سيدنا آدم وسيدنا نوح وسيدنا إبراهيم وسيدنا إدريس وسيدنا هود وسيدنا صالح وسيدنا إسماعيل وسيدنا إسحاق وسيدنا يعقوب وسيدنا يونس وسيدنا لوط وسيدنا شعيب وسيدنا موسى وسيدنا هارون وسيدنا إلياس وسيدنا زكريا وسيدنا يحيى وسيدنا اليسع وسيدنا ذا الكفل وسيدنا داود وسيدنا سليمان وسيدنا أيوب وسيدنا عيسى وسيدنا محمد، هؤلاء خمس وعشرون نبيًا ورسولًا الذين ذُكروا في القرآن، منهم الخمسة أولو العزم من الرسل وعشرين نبي ورسول آخرين، فإذًا هؤلاء الخمس وعشرون نبي ورسول الذين ذُكروا في القرآن.


                      المذكورون في التفريغ 24 فقط
                      أعتقد نسيتم ذكر سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
                      وجزاكم الله خيرا وتقبل الله منكم

                      لأستسهلنَّ الصّعبَ أو أدركَ المُنى ... فما انقادتِ الآمالُ إلّا لصابرِ ..

                      تعليق

                      يعمل...
                      X