(2) علاقة حب بين ربنا والعبد في الطريق إلى الربانية للشيخ د خالد الحداد / دورة بصائر 1

[عطر الفجر]

الربانيه أجمل علاقة حب

حب بينك وبين ملك الملوك

تخيل معانا كده إن ربنا الملك بيحبك أنت يا عبد... قادر تتخيل !!!



الطبيعي أنك تحب ربنا لكن ربنا ربنا يحبك نعمة عظيمة

ياااااااه لو ربنا حبك

ربنا الملك العظيم يحبك من فوق سبع سموات


طيب ازاي ؟؟؟!!!

ازاي ربنا يحبك نفسك تعرف ازاي ^^^^

عايز تعرف ازاي تكون عبد رباني !

يبقى انضم لينا في رحلتنا الطريق إلى الربانية



تفضلوا معنا في رابط تحميل الدرس الثاني بجميع الصيغ
الجودة العالية :HD
الصوت : mp3
يوتيوب : youtube
مادة مفرغة: PDF



http://way2allah.com/khotab-item-113424.htm





للمشاهدة على اليوتيوب
https://www.youtube.com/watch?v=LcK7PAYaywk



رابط التفريغ

http://way2allah.com/media/pdf/113/113424.pdf






فهرس مادة ((الطريق إلى الربانية - د/ خالد الحداد)) - دورة بصائر العلمية

ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة بصائر من خلال هذا الرابط

http://way2allah.com/category-559.htm

[عطر الفجر]

رد: الدرس الثاني الدرس الثاني علاقة حب بين ربنا والعبد في الطريق الى الربانية 2 للشيخ د خالد الحداد

الدرس الثاني من دروس الدورة العلمية "بصائر"
الطريق إلى الربانية (2)
لفضيلة الشيخ : د خالد الحداد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
أحبتي في الله: الطريق إلى الربانية

لو ربنا حَبَّك.. هيصنع لك المعجزات
الربانية قُلْنا إن هي أجمل علاقة حب بين طرفين، علاقة حب بين ربنا وبين عبده، علاقة متبادلة، علاقة جميلة جدًا، يااااه لو ربنا حَبَّك، الله-سبحانه وتعالى- الملك ملك الملوك يُحبك من فوق سبع سماوات، لو ربنا حبك.. هيصنع لك المعجزات، الشيخ كشك -رحمه الله- كان أحد الناس في مرة بيقول له هو انت ليه ما عدتش بتشتم السادات في خُطَبَك وفي كلامك؟ هُمَّا رشوك؟ قال له: "يا بني أنا لو قُلْت لربنا التراب ده يعملهولي دهب هيعملهولي دهب"، رشوة إيه وبتاع إيه! أهي هي دي الربانية: اليقين في موعود الله، بعيدًا عن كل التنظيرات والتعريفات.

فليكن الله اختيارك الأول.. لا تُقدِّم أحد على الله
الربانية مش معاملة لأ الربانية صدق في المعاملة مع الله سبحانه وتعالى، إنّ لما يتحط قدامك ربنا -سبحانه وتعالى- في موقف في اختيار وحد تاني يبقى ربنا اختيارك رقم1 علشان كده سهل بن عبد الله التسترى عَرَّف الربانية في تفسيره قال: "الربانيون هم الذين لا يختارون على الله أحد" أيّ حد يبقى رقم 2و3و4و20 إنما ربنا -سبحانه وتعالى- ايه؟ رقم1.

ماذا لو اختارك الله؟
الإمام الذهبي يروي إن في أحد الصالحين يُدعى بشير الطبري، بشير الطبري كان رجل من الأغنياء كان لديه خمس مائة من الجواميس، ثروة كبيرة جدًا وكانت مزرعته متاخمة لحامية الروم، فغارت حامية الروم على جواميسه وتركوا العبيد وكان لديه 100 من العبيد، فجاء العبيد يهرعون إليه قالوا: يا سيدنا يا مولانا أُخذت الجواميس فأطرق ثم قال: "وأنتم أحرار في سبيل الله"، فقال ابن له: "يا أبتي أَفْقَرْتـنَا الجواميس والعبيد؟" فقال: "يا بني إن الله -عز وجل- أراد أن يمتحنني فأردت أن أزيده"، ماذا لو اختارنا الله

لم ينتهِ زمن المعجزات.. الاستغفار يحقق المستحيل

هو ده مفهوم الربانية، لو ربنا حَبَّك هيصنع لك المعجزات، المعجزات لسه ما انتهتش لن تنتهي، والله -عز وجل- بينزل على عباد نراهم الآن آيات وفتوحات من عنده. يروي بعض أهل العلم أن الإمام أحمد بن حنبل في أحد أسفاره، مرة كان مسافر في بلدة لا يعرفه فيها أحد فلم يجد من أراد أن يذهب له فلما ذهب إلى صلاة العشاء، انتهى من صلاته ونام، فجاء حارس المسجد وكان رجلًا غليظًا قال له: "يا هذا قم من مكانك"، قال: "والله ما أدري أين أذهب، ما أعرف مكان آخر أبيت فيه"، قال له: "ليس شأني، اخرُج من المسجد" فتركه وولى ثم عاد إليه فوجده نائمًا فانتهره قائلًا: "ألم أقل لك قم؟" فلم يجد الإمام أحمد بُدًّا فقام وخرج من المسجد وجلس على عتبة المسجد، فلمَّا خرج هذا الحارس الغليظ رآه على عتبة المسجد قال له: "ألم آمُرك؟ ألا تنتهي؟" ثم أخذه من رجله وجَرَّ الإمام أحمد بن حنبل ووضعه في منتصف الطريق..
وكان هذا على مرأى خباز وضيء -يعني رجل صالح- فنادى عليه فقال: "يا ذا الشيب أَقْبِل" فأخذه وأدخله إلى بيته وأصلح حاله وضيّفه وأجلسه وكان هذا الخباز يُعِدُّ طعام الصباح يعني يعد خبزًا، فرآه الإمام كلما أراد أن يخبز أو يطهو أو يفعل شيئًا يذكر الله: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، فقال له الإمام أحمد مستعجبًا: "منذ متى وأنت على هذا؟ قال له: "منذ بلغت وعقلت أفعل هذا، ما فعلت شيئًا إلا أذكر اسم الله عنده"..

قال له: "وماذا وجدت عند هذا؟" قال: "والله ما سألت الله -عز وجل- شيئًا إلا أعطانيه، إلا شيئًا واحدًا" قال: "وما هو؟" قال: "أن أرى أحمد بن حنبل"، فقال: "أن ترى أحمد بن حنبل؟ جاء الله –عز وجل- لك بأحمد بن حنبل مجرورًا بقدميه بين يديك".



إذا صَلُح ما بينك وبين الله أصلح الله لك كل شيء
فهمت يعني إيه الربانية؟ الربانية أن العبد إذا أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله -عزوجل- ما بينه وبين الناس، الله -عز وجل- من أسمائه المهيمن، كل شيء بيده، إذا أَصْلَحْت ما بينك وبينه يُرتب لك كل شيء وينصاع لك كل أحد، ابن القيم يقول:

"من عَظُم وقار الله –عز وجل- في قلبه وقَّره الله -عز وجل- في قلوب الناس أن يُذِلوه، ومن أطاع الله –عز وجل- سِرًّا أحبَّه الناس شاؤوا أم أبَوا".


أرزاقنا كلها بيد الله
يعني سيدنا عمرو بن العاص-رضي الله عنه- لما دخل مصر وكان المصريين متميزين-طبعًا- لما دخل مصر كان عندهم اعتقاد إن النيل ذكر ولا يفيض إلا إذا ألقوا فيه جارية مليحة قُرْبانًا للنيل كي يفيض فإذا أفاض النيل سقوا وزرعوا مزارعهم.

فلمّا دخل عمرو بن العاص وجد هذا اليوم يُسمى يوم القِبْط فقال لهم: "والله لا يكون هذا في الإسلام أبدًا، إن الله –عز وجل- هو الذي يَرْزق وهو الذي يُفيض النيل"، قالوا: "يا قائد، يا أمير المسلمين، إننا إن لم نفعل هذا جَفَّ النيل وأجدب ولن يفيض هذا العام"، فقال لهم: "والله لا يكون هذا في الإسلام ابدًا" قالوا له: "قلنا لك وسترى" وبالفعل سيدنا عمرو بن العاص منع هذه التقاليد وبالفعل النيل أجدب وأقحط ولم يُفِض..
قالوا له: مش قلنا لك فأُسقط في يده، ولم يدرِ ماذا يفعل، فأرسل إلى خليفة المسلمين عُمر بن الخطاب رسالةً وشرح له فيها مفهوم ما حدث، فقلب عمرو بن الخطاب الرسالة وكتب فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عمر بن الخطاب إلى عبد الله نيل مصر: السلام عليكم ورحمة الله، فإن كنت تجري من قِبَل نفسك فلا تجري هذا العام، وإن كنت تجري من قِبَل الله الواحد القهار فأسأل الله –عز وجل- الواحد القهار أن يُفيضك على أحسن ما تكون". فأُلقيت الرسالة في النيل ففاض على أحسن ما يكون. هي دي يا جماعة الربانية.
الربانية: إن إنت عارف من أين تؤكل الكتف، عارف تجيبها منين، ما تلفش وتدور، هاتها من مكانها الصح.



ربك رحيم.. لا يخذل من أحسن الظن به
في الاسرائيليات إنّ امرأة جاءت لموسى-عليه السلام- قالت: "يا موسى ادْعُ الله –عز وجل- أن يرزقني بولد" فدعا موسى-عليه السلام- ربَّه فقال: "اللهم إني أسألك أن ترزقها الولد" فقال الله: "يا موسى قُضي الأمر إني كتبتها عقيم" فقال موسى للمرأة: "اتقِ الله واصبري، فإن ربك كتبك عقيم".
فذهبت ثم عادت بعد سنة وقالت: "يا موسى ادعُ لي ربك أن يرزقني بولد" فدعا موسى ربه فقال: "يارب! اللهم إني أسألك أن ترزقها الولد" فقال الله -عز وجل-: "يا موسى قُضي الأمر إني كتبتها عقيم" فقال لها: "اتقِ الله واصبري، فإنَّ الله قد كتبك عقيم"..
ثم وَلَّت وأتَتْه بعد سنة تحمل ولدًا في يديها فقال موسى: "ولد من هذا؟" قالت: "ولدي" قال: "هذا ولدك؟" قالت: "نعم" قال: "كيف؟" قالت: "دعوت الله فإنه رحيم"، فنادى موسى ربه قال: "يارب كيف وقد كتبتها عقيم؟" قال: "يا موسى كتبتُها عقيم وهي تقول يا رحيم، كتبتُها عقيم وهي تقول يا رحيم، كتبتُها عقيم وهي تقول يا رحيم فسبقت رحمتي قدرتي فرزقْتُها مني الولد".
هذه هي الربانية. علشان كده الإمام عليّ -رحمه الله- لما سُئل عن تعريف الزُهد قال: "الزهد أن تكون أوثق مما في يدِ الله أكثر من ثقتك مما في يدِ الناس"، يعني تبقى واثق إنّ اللي عند ربنا ما بيروحش"وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ"الحجر:21


مادمت مع الله فلا تخش أحدًا
لما دخل الخديوي إسماعيل الجامع الأزهر قام كل الناس وهمُّوا إلا شيخ الجامع الأزهر فِضِل قاعد ومدّ رجليه فخرج الخديوي إسماعيل من الجامع الأزهر وهو مُسْتاء فأرسل أحد حُرَّاسِه بسُرَّة من المال إلى هذا الشيخ، وقال له: "اذهب له وقل له: إن الخديوي أمَر لك ببعض المال فإن أخذ السُّرَّة منك فأرسل رأسه -يعني ايه؟ موته- "فلما ذهب إليه وجده على حالته مادًّا قدميه، فقال له: "يا إمام إن الخديوي إسماعيل أمر لك بهذا المال فمُدَّ يدك إليه"..

فقال له: "يا بُنَيّ أخبر مَن أرسلك أن الذي يمد رجليه لا يمد يداه"،دي الثقة في الله، حُسْن الظن في الله، إنّ أنا طول ما أنا معايا ربنا محدش يقدر عليَّ.



استعانك بالله أقوى من كل الحصون البشرية
سيدنا خالد بن الوليد لما حاصر حِصن تَدْمُر وحِصن تَدْمُر ده في ريف دمشق -أسأل الله عز وجل أن يُعَجِّل بتحريره- لما حاصر حِصن تَدْمُر وكان الحصن ده كان عالي وكان في الشتاء واشتد الحصار أوي على المسلمين وكان قائد حامية الروم يُعلي طابقًا ويُعلي طابقًا ويُعلي طابقًا ويصطاد المسلمين بالسهام، فأرسل إليه خالد رسالة مفادها قال له: "والله لو اختبأتم في السَّحاب لأصعدَنا الله إليكم أو لأمطركم الله علينا، ما جئناكم إلا ونحن نعلم أنكم ستفتحونه لنا" فَدَبَّ الرُّعب في قلبه وفتح الحصن أمام المسلمين، علشان كده الرُّسل في سورة إبراهيم ظَلُّوا يحاوروا قومهم، وقومهم يشككوا في ربنا-سبحانه وتعالى- قالوا لهم: "وَمَا لَنَاأَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا" إبراهيم:12


الله لا يُضَيّع أهله

إحنا بيننا وبين ربنا تاااريخ من معاملة، إحنا على يقين بوعود الله، السيدة هاجر لما سيدنا إبراهيم سابها قالت: "يا إبراهيم أتتركنا؟" فسكت قالت: "يا إبراهيم آلله أمرك بهذا؟" قال: "نعم" قالت: "إذًا لا يضيعنا، إن الله لا يُضيِّع أهله" الربانية يا جماعة مش رتبة ولا نجمة ولا نسر ولا أي حاجة، الربانية دي معاملة وصدق في المعاملة ليست ادعاء أبدًا.



احذر أن تكون بين الناس قديس ومع الله إبليس
نابليون بونابرت كان ليه كلمة لطيفة أوي، كان بيقول إنّه مُحاط بمجموعة من الكهنة يُصدِّعون رؤوسنا في كل مناسبة إنّ هذه الدار الدنيا ليست مقامهم ولا مكانهم ويضعون أيديهم على أي شيء تسقط أيديهم عليه في كل مناسبة ولا يتركون لنا شيئًا فهولاء كهنة مُدَّعُون.
هو ده توصيف كثير من الناس في واقعنا يَدَّعِى أنه قديس وبينه وبين الله إبليس أمَّا الربانية الحَقَّة أن توافق سريرتك علانيتك هذه هي الربانية، الربانيون يخافون من الله -عز وجل- ويُخلصون له وأقسى ما ينزل عليهم أن يطَّلع أحد على عملهم.

كان أحد السلف بِشر بن الحارس الحافي وكان له خلوة فدخل أحد طلبته إلى خلوته ليراه كيف يتعبد فقال: وجدته يصلي أربع ركعات لم أرى في حُسنِهن أحد يصلي مثلها، وسمعته في سجوده يقول: "اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذُل أحب إليَّ من الشهرة، اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إلي من الغِنى، اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن حُبك أحب إليَّ من الدنيا وما فيها" فبكى هذا الطالب لمِا سمعه منه، فراعه أنه رأه فقال: "اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لو كنت أعلم أن هذا موجود ما كنت تكلمت بهذا" هي دي الربانية علاقة العبد بالله.


احذر الرياء.. فهو يُحبط الأعمال
الإمام المواردي أحد كبار أئمة الشافعية وصاحب تفسير النكت والعيون تفسير مشهور جدًا، لما حَضَرتْه الوفاة جاء بأحد طلبته وقال له: "صنفت كذا وكذا وكذا من الكتب ووضعته في موضع كذا، فإنْ أنا مت فلو رأيتني قبضت يدي فلا تنشرها فإنَّه لم يُقبل مني شيء وإن رأيتني بسطتها فانشرها فإن الله –عز وجل- قَبِلها مِنِّي" فلمّا مات بسط يده فنشرها تلامذته، خايف يكون فيها شيء مش لله أو تكون لم تُتَقبل لإن ربك -سبحانه وتعالى- بيقول: "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين"المائدة:27المتقين بس! "إنما" ده أعلى أساليب الحصر، المتقين "الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ"الأنفال:2

كان أحد أهل العلم اسمه ابن مُحَيْرِيز، ابن محيريز ده إمام كبير جدًا فلمّا ذهب ليبتاع قماشًا في السوق ذهب رجل إلى دكان صاحب القماش فقال له: "يا هذا أتاك ابن محيريز فأصلح له واستوصي به" فغضب ابن محيريز وقال:
"يا هذا! إننا لانأكل بديننا وإنما نشتري بأموالنا"، أنا ماباكلش بديني إنما بأشتري بإيه؟ بمالي! هذه هي الربانية.


الربانيون يتدبرون آيات الله
الربانية: أن يفتح الله -عز وجل- عليك المغاليق بل ما لم يفتحه على أحد غيرك، القراءة المشهورة جدًا اللي احنا بنقرأ بيها في القرآن-قراءة حفص عن عاصم-، الإمام عاصم بن أبي النجود كان إمامًا ورعًا فلمّا أراد أن يقرأ يومًا سورة الشرح قرأ قول الله -عز وجل- "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ*وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ* الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ"الشرح1:3بكى وصرخ حتى أُغشي عليه فلما أفاق قالوا له: "يا مولانا بكيت في غير مبكٍ" يعني هذا المكان لا آية من آيات النار ولا آية من آيات الجنة، بكيت في غير مبكٍ فما الذي يبكيك؟ "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ"؟

قال قول الله –عز وجل-: "وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ* الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ"فسألت نفسي ما هو الوِزر الذيي أنقض ظهر رسول الله حتى يُفعل بنا هكذا؟ دي اسمها يا جماعة الربانية.


قدوتنا إمام الربانية صلى الله عليه وسلم

ومش هينفع نتكلم عن الربانية ونسيب إمام الربانية سيدنا النبي-صلى الله عليه وسلم- كان عبدًا ربانيًا لما دخل عمرو بن عبيد على السيدة عائشة فقال لها: "يا أم المؤمنين حدثينا عن أعجب ما رأيتي من رسول الله-صلى الله عليه وسلم- "قالت: وأيّ أمْرِه لم يكن عجبًا؟ نام بجواري ذات ليلة حتى مَسَّ جلده جلدي وظهره ظهري ثم انتفض

فقام فقلت: إلى أين يا رسول الله؟ قال: ذريني يا عائشة قلت: إلى أين يا رسول الله؟ فإني أهوى قُربك وأُؤثر حبك فقال: ذريني يا عائشة، ذريني أتعبد لربي، فتركته فقام فكبر ثم صف قدميه بين يدي الله وصلى تقول السيدة عائشة:فبكى حتى بلت دموعه لحيته، ثم ركع حتى بَلَّت دموعه حجره ثم سجد حتى بلت دموعه الأرض فلما انفتل من صلاته قلت: يا رسول الله أولم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: يا عائشه أفلا أكون عبدًا شكورًا؟
كان إذا رأى الريح اشتدت يدخل ويخرج ويخرج ويدخل ولا يقعد وكان يُرى في وجهه الفزع ويقول: "أخشى أن تكون عذابًا".
وفي صحيح مسلم لما السيدة عائشة سُئلت متى يستيقظ النبي-صلى الله عليه وسلم- قالت: كان إذا سمع الصارخ اللي هو الديك وثب مش قام! وثب مخافة أن تضيع عليه الصلاة كانت تقول: كان يكون معنا فإذا سمع المؤذن كأنه لايعرفنا ولا نعرفه.


قمة الربانية.. حتى في أصعب المواقف
وفي أحنك المواقف النبي-عليه الصلاة والسلام- أثبت قمة الربانية بعد غزوة أُحد والتساؤلات الكتير اللي حصلت من الصحابة، كله بيسأل إزاي؟ قال لهم: استووا حتى أُثني على ربي ثم رفع يده فقال: "اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لما أضللت ولا مُضِلَّ لما هديت، ولا مُقَرِّب لما بَعَّدت ولا مُبَعِّد لما قرَّبْت ولا مُعطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت..
اللهم ابسط علينا من فضلك ورحمتك وبركتك، اللهم إني أسالك النعيم المقيم الذي لا يجول ولا يزول، اللهم إني أسالك النعيم يوم العَيلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا ومن شر ما منعتنا، اللهم حَبِّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكَرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، ربنا توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين".ده إمتى؟ بعد غزوة أُحُد، منتهى الربانية، كل الأفعال إنت اللي بتعملها يارب، احنا مش بنعمل حاجة، إن أردت أن ننتصر فحكمتك، وإن أردت أن نُخزل ونُهزم فعدلك.


الربانيون.. إذا رأيتهم شعرت بالهيبة في وجوههم
هؤلاء العباد الربانيون قَلُّوا في هذا الزمان، يعني في صحيح الترغيب والترهيب يقول عبد الله بن بصر: "سمعت حديثًا منذ زمانٍ طويل أنك لو جالست عشرين رجلًا قَلُّوا أو كَثُروا فلم ترى من لم يُهاب في الله فاعلم أن الأمر قد رَقّ" قل الربانيون وقلت حقيقةً القُنُوات، جعفر بن سليمان كان يقول: "كنت إذا وَجَدْت وحشةً في قلبي ذهبت إلى محمد بن واسع فما إن نظرت إلى وجهه أُحِسُّ أن وجهه وجه ثكلى فأجد رِقَّة في قلبي".

وكان عبد الله بن المبارك يقول: "كنت إذا نظرت إلى الفضيل بن عياض احتقرت نفسي واحتقرت عملي"، بل محمد بن سديد كان إذا دخل السوق كَبَّر الناس وكبَّر الصبيان بل واليهود والنصارى كان إذا رُؤي ذُكر الله -عز وجل- بل عبد الله بن المبارك كان إذا ارتقى المِنبر وقال: "إن الحمد لله" بكى كل مَن في المسجد، وإذا قال:

"نحمده ونستعينه ونستغفره" أجهش كل مَن في المسجد بالبكاء ثم يرفع إصبعه إلى السماء فيقول: "وإنك لتعلم ما نريد" فيقولون له: "وماذا يعلم منك" فيقول: "هو يعلم أنني لا أريد من الدنيا ولا من الآخرة إلا هو" هذه هي الربانية.


افعل ما يُرضي الله ولاتبالي بمكانتك ولا سمعتك
الربانية: إن أنت ما تبقاش خايف على مكانتك ولا على شكلك ولا على سُمعتك ولا على أي حاجة أنا بس براعي
ربنا، هو ده الربانية. الإمام مالك لما جاءه رجل من العراق حَمَّله أهل العراق بأربعين مسألة فأجأب على أربعة وأبقى ستة وثلاثين في المدينة، وكلما أجاب عن مسألة قال له: "يا هذا إن نظن إلا ظنًا وما نحن بمستيقنين" فقال له: "يا إمام أرسَلني أهل العراق إليك لتقول لي لا أعلم؟ قال له: "أخبِر مَن أرسلك أن مالِك يقول لهم لا أعلم، لا أعلم لله".
عبد الله بن عمر لما جاءه رجل يسأله في مسألةٍ قال له: "لا أدري" قال: "ابن عمر لا يدرى؟" قال: "نعم ابن عمر لا يدرى" فلما وَلَّى هذا الرجل قَبَّل ابن عمر يد نفسه وقال: "رحم الله ابن عمر سُئِل عما لا يدري فقال لا أدري"
هي دي ياجماعة الربانية.
ولما حج أبو إسحاق الشيرازي وكان أبو إسحاق الشيرازي ده عَلَم من الأعلام كان مؤلف كتاب المهذب، المُهذَّب ده كتاب العمدة في المَذْهَب الشافعي واللي شرحه الإمام النووي في كتابه الكبير اسمه المجموع، المهم كان عَلَم مِن الأعلام الكبار فنزل ضيفًا على أبو المعالي الجويني وكان أبو المعالي الجويني ده إمام الحرمين ليس له مثيل..
كان إذا تكلم كما يقولون "كالبحر الهدر لا يُشَقُّ له غبار" فتناظرا في مسألة في الحج من بعد الفجر حتى صلاة المغرب ثم انتصر أبو اسحاق الشيرازي فقال له أبو المعالي الجويني: "والله ما غلبتني بكثير علمٍ ولا فقه، وما غلبتني إلا بِصلاحك وخبيئة عملٍ بينك وبين الله" أُناس يعلمون ما معنى الربانية؟ الربانية إنّ إنت تكون مع ربنا وممعاكش أي حد.



مواصفات الربانية:

كعب الأحبار يقول: قرأت في بعض الكتب القديمة أثرًا.. الأثر ده أورده شيخ الإسلام ابن تيميه وابن القيم وابن كثير في تفسيره وهو من الإسرائيليات وليس حديثًا قُدُسِيًّا وإنما هو أثر عن كعب الأحبار يقول: رأيت في أحد الكتب القديمة مكتوبًا "يا ابن آدم لا تخافن من ذي سُلطان مادام سلطاني باقيًا وسلطاني لا ينفد أبدًا، يا ابن آدم لاتخشى من ضيق الرزق فخزائني ملآنة وخزائني لا تنفد أبدًا، يا ابن آدم خَلَقْتُك للعبادة فلا تلعب، وضَمِنت لك رزقك فلا تتعب، فوعزتي وجلالي إنْ أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وكنت عندي محمودًا وإن لم تَرْض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأُسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البريَّة، ثم لا يكون لك إلا

ما قسمتُه لك، يا ابن آدم خلقت السماوات والأرض ولم أَعْيَ بخلقهن أيُعييني رغيف عيشٍ أسوقه لك؟، يا ابن آدم لا تسألني رزق غدٍ كما لم أطلب منك عمل غد، يا ابن آدم انا لك مُحب فبحقي عليك كن لي مُحبا"
دي مواصفات الربانية لكن كثير من الناس بيتصور إن إحنا لما بنتكلم عن الربانية إننا بنتكلم عن شخصيات فضائية، شخصيات مستحيلة التحقيق والوقوع في هذا الزمان.
بيتصور إن هي رتبة من الصِّديقية أو القِدِّيسية تترقى في بعض الأحيان إلى الملائكية أنه لم يعد يُذنب، من قال هذا؟ الله –عز وجل- يقول "فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ" فصلت:6


لسنا معصومين.. لكن لابد أن نتوب

ابن رجب يقول: ربنا -سبحانه وتعالى- زَيَّل الاستقامة بالاستغفار، لأن الاستقامة حتمًا سيقع فيها نقص فيُجبر بالاستغفار والنبي-صلى الله عليه وسلم- قال: "استقيموا ولن تُحصوا"صححه الألباني مش شرط إني أبقى على حالة إن أنا لا أُذنب مستحيل، حفص بن رجب يقول: "ليس شرط المُحب العصمة وإنما شرط المُحب كلما ذلّ أن يتلافى تلك الوصمة" أقول تاني؟ صلوا على النبي-عليه الصلاة والسلام-، ليس شرط المُحب العصمة، مش شرط إن أنت تبقى معصوم خااالص، الشرط إن أنت لما تُذنِب تمسح.


مهما بلغت ذنوبك.. افتح صفحة جديدة مع الله

سيدنا عمر بن الخطاب كان من أشد المعذِّبين للمسلمين في مكة كان عنده جارية اسمها زنيرة وجارية اسمها المهدية كان يضرب فيهما طيلة النهار وعندما يتركهم يقول لهم: "ما تركتكم كَلَّا وإنما تركتكم مِلالا" يعني أنا مش تعبان أنا بريح بس شوية وراجع لكم تاني.
سيدنا عمر بن الخطاب لما دعى له النبي-صلى لله عليه وسلم- وبدأ الإيمان يخالط بشاشته قلبه، مر سيدنا عمر بن الخطاب على امرأة حامل مقر كانت تتجهز هي وزوجها للسفر للحبشة وكان زوجها في السوق يبتاع طعامًا وشيئًا للسفر فمر عليها عمر بن الخطاب وقال: "يا امرأة إلى أين فهذه البلد أحسن من غيرها" فقالت له: "دعك عنا إنا نذهب في أرض الله نعبد الله، فأرض الله واسعة"..
فابتسم وقال لها: "صَحِبَتك السلامة" سيدنا عمر يبتسم ويقول لها صحبتك السلامة؟! فلما عاد زوجها من السوق قالت له: "أما شعرت أن عمر بن الخطاب يسلم؟" قال لها: "أجُننتِ يا امرأة؟ عمر بن الخطاب يُسلم؟ والله لو أسلم حمار الخطاب ما أسلم عمر بن الخطاب".

أسلم والّا لا؟ شفت بقى فين؟ مش أسلم ده بقى الفاروق، النبي-صلى الله عليه وسلم- قال:"لو كان بعدي نبيٌ لكان عمر بن الخطاب"حسنه الألباني

هي الفكرة في كده اللي فات فات خلينا نفتح صفحة جديدة مع ربنا علشان كده إنك تستمر على حال مستقيم مع ربنا-سبحانه وتعالى- دي أعظم المراتب.

كن عبدًا لله في كل أحوالك

شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاستقامة يقول: "أعظم الكرامة لزوم الاستقامة -إنك تفضل عبد لله في كل أحوالك- وإن لم تجد طريقًا أمامك فاصنع أنت طريقًا بنفسك ولا تقول أن الربانية انتهت وأن هؤلاء مضوا وولوا".
جاء رجل إلى ابن الجوزي فقال: "يا إمام! سبق السابقون وبقينا في البطالين"، قال: "يابُني تَعَرَّضْ لمن أعطاهم فإنما مولاك هو مولاهم".
ويُعجبني قول القائل:
مـــــالي ومال الأغنياء وأنت يا ربي الغني ولا يُحَدُّ غناك
مـــــالي ومال الأقوياء وأنت يـــا ربي ورب النـــــاس ما أقـــواك
مالي ومال أبواب الملوك وأنت مَن خلق الملوك وقسم الأملاك
فليَرْض عني النــــاس أو فليسخطوا أنا لـــم أعـــد أسعى لغـــير رضــــاك



هذه هي الربانية، أسأل الله عز وجل أن يَمُنَّ علينا وعليكم وأن يجعلنا عبادًا ربانيين..
اللهم أصلحنا لنكون عبيدًا لك، اللهم لا تجعل أُنسنا إلا بك ولا حاجتنا إلا إليك.
تم بحمد الله

[لبنى أحمد محمد]

رد: الدرس الثاني علاقة حب بين ربنا والعبد في الطريق الى الربانية 2 للشيخ د خالد الحداد

جزاكم الله خيرا كثيرا

[hagr mohamed]

رد: الدرس الثاني علاقة حب بين ربنا والعبد في الطريق الى الربانية 2 للشيخ د خالد الحداد

جزاكي الله خيرا

[اسرار المحبين]

رد: الدرس الثاني علاقة حب بين ربنا والعبد في الطريق الى الربانية 2 للشيخ د خالد الحداد

السلام عليكم الامتحان امته

[طالبة للعزة]

رد: الدرس الثاني علاقة حب بين ربنا والعبد في الطريق الى الربانية 2 للشيخ د خالد الحداد

جزاكم لله خيرا ونفع بكم

[بذور الزهور]

رد: الدرس الثاني علاقة حب بين ربنا والعبد في الطريق الى الربانية 2 للشيخ د خالد الحداد

السلام عليكم الامتحان امته

مادة الطريق إلى الربانية ليس عليها امتحان
وغدًا بإذن الله ستبدأ أول دروس مادة العقيدة وهي مادة عليها امتحان

[*أمة الرحيم*]

رد: الدرس الثاني علاقة حب بين ربنا والعبد في الطريق الى الربانية 2 للشيخ د خالد الحداد

جزاكم الله خيرًا

[Dr.hala]

رد: الدرس الثاني علاقة حب بين ربنا والعبد في الطريق الى الربانية 2 للشيخ د خالد الحداد

جزاكم الله خيرًا

[الجنة أغلى]

رد: الدرس الثاني علاقة حب بين ربنا والعبد في الطريق الى الربانية 2 للشيخ د خالد الحداد

جزاكم الله خيراً

[كريمة الاخلاق]

رد: الدرس الثاني علاقة حب بين ربنا والعبد في الطريق الى الربانية 2 للشيخ د خالد الحداد

جزاكم الله خيرا
الحمد لله تم

[منة الله94]

رد: الدرس الثاني علاقة حب بين ربنا والعبد في الطريق الى الربانية 2 للشيخ د خالد الحداد

ممكن سؤال ؟
عايزة تفسير لمقولة ابن القيم " من عظم وقار الله في قلبه , وقره الله في قلوب الناس أن يذلوه "

[بالقرءان نحيا]

رد: الدرس الثاني علاقة حب بين ربنا والعبد في الطريق الى الربانية 2 للشيخ د خالد الحداد

جزاكم الله خيرا و جعل جهدكم فى موازيين حسناتكم

[حوراء الجنان]

رد: الدرس الثاني علاقة حب بين ربنا والعبد في الطريق الى الربانية 2 للشيخ د خالد الحداد

جزاكم الله خيرًا
متابعين معكم و مع الدورة
الله يوفق الجميع

[lulwa]

رد: الدرس الثاني علاقة حب بين ربنا والعبد في الطريق الى الربانية 2 للشيخ د خالد الحداد

جزاكم الله خيرًا