رتب رمضانك
كم هي تلك العادات الإيجابية التي نريد اكتسابها وتلك العادات السلبية التي نريد التخلص منها ولم يوقفنا عن ذلك سوى ( كثرة التأجيل ) ..رمضان بيئة مناسبة جدا للتبرمج إما على ( الترك ) للعادات السالبة ، وإما على
( التثبيت ) للعادات الإيجابية، كي تخلق عادة جديدة سيستغرق الأمر منك 21 يوما لا تتردد.
أول الفوضى تبدأ من فوضى الاستعداد الزمني أي قبل شهر رمضان بفترة زمنية قصيرة للغاية إن لم نفق
فنجد أنفسنا و قد فاجئنا الشهر و دخلناه إن لم يكن هو قد داهمنا، ولا نشعر به إلا وقد انتهى .
فما هو الحل ؟
الحل هو على شكل كبسولة رمضانية سريعة ،وهي أن يسارع الفرد بتحديد احتياجاته الحقيقية في الحياة .
و أسهل طريقة في ذلك أن يبادر بتحديد أولوياته الحياتية و هذه تتحدد بسهولة من خلال مراقبة نفسه لمدة أسبوع على الأقل ليعرف ما الذي يقضي وقته الفعلي فيه .
الأنشطة التي يقوم بها و تستغرق منه و قتا طوال اليوم حتى يحين موعد نومه
السبت
يدرس
بره لوالديه
المؤدي لفروضي
الرياضة
الخدمة الاجتماعية
الأحد
حضور درس في أمور الدين
صلة لرحم
مكالمات في الخدمة الاجتماعية
المؤدي لفروضي
الرياضة
زيارة الأصدقاء
الاثنين
يدرس
بره لوالديه
المؤدي لفروضي
الرياضة
خدمة اجتماعية
الثلاثاء
يدرس
زيارة صديق
المؤدي لفروضي
الرياضة
جلسة عائلية
الأربعاء
يدرس
عمل بالساعات
المؤدي لفروضي
الرياضة
بري لوالدي
الخميس
عمل بالساعات
زيارة صديق
المؤدي لفروضي
الرياضة
جلسة عائلية
الجمعة
الواصل من قطعني
عبادة و دعاء
المؤدي لفروضي
الرياضة
عمل بالساعات
يتضح من هذا الجدول أن هذا الشخص له احتياجات معينة يحاول تغطيتها طوال الأسبوع و هي لا ترتبط بوقت بقدر ما ترتبط بإشباع الاحتياج أو القيمة أو الأولوية الحياتية للشخص.
اللون البرتقالي مثلا يمثل احتياجه لطلب العلم و يعود لاحتياجه للقوة العلمية.
اللون الأصفر مثلا يمثل احتياجه للعلاقات و التواصل مع الأقرباء الأقرب فالأقرب و هذا يمثل بشكل أعمق احتياجه للحب و القبول الاجتماعي ممن حوله و يهمه أمرهم.
اللون الأخضر على اختلاف درجاته يمثل احتياجاته الروحية للتواصل مع الخالق و زيادة القوة الروحية لديه .
اللون الوردي يمثل احتياجه للعلاقات الأبعد من العلاقات العائلية و هي علاقات الأخوة و الصداقة و هي أيضا تدخل ضمن احتياج أن أكون محبوبا مباشرة.
اللون البرتقالي الفاتح تمثل احتياج الشخص للرياضة و هو احتياج يمثل رغبة الإنسان في أن يكون صحيح البدن أي أن يشبع حاجة القوة لديه.
اللون الأزرق الغامق يمثل احتياج الشخص للتوافق الاجتماعي و الانخراط في المجتمع و الرغبة المستقبلية في الحصول على وظيفة مستقرة بعد أن يجرب نفسه في عدة وظائف و هو يشبع احتياج الشخص للاستقلال و القوة المادية .
الأزرق الفاتح يمثل الخدمة الاجتماعية و يشبع حاجة الفرد لإشباع حاجة الانجاز و تقدير الذات و اعتراف المجتمع به كإنسان له دور.
من الجدول يظهر أن القيم الأساسية للشخص الذي قام بإعداد الجدول أو الأولويات الحياتية هي :
الحب ( القبول الاجتماع, بر الوالدين , صلة الرحم)
القوة ( العلمية , الروحية , المادية , الجسدية )
تقدير الذات ( الخدمة الاجتماعية)
إثبات الذات ( العمل بالساعات)
اللون الرمادي يمثل الأولويات الحقيقية و الاحتياجات عند الإنسان و في بعض الأحيان تسمى القيم التي تدفع الإنسان لان يقوم بأدواره التي يلعبها في مسرح الحياة.
لا يستطيع الإنسان أن يمثل في حياته دورا و احد فقط و إلا فإنه شخص غير متزن يعاني من اضطراب و خلل في إشباع حاجاته و أولوياته الحقيقية .
و لكنه يلعب على الأقل ثلاثة ادوار رئيسية أو أربعة أو خمسة على أكثر تقدير تلبي احتياجاته الإنسانية العميقة و تختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى و ذلك بسبب اختلاف احتياجات كل مرحلة .
فالحاجة إلى الحب و الانتماء تزداد في مرحلة المراهقة و الحاجة إلى التقبل الاجتماعي و التقدير تزداد عند الاقتراب من مرحلة النضج و الحاجة إلى إثبات الذات و القوة و الاستقلالية تزداد في مرحلة الرشد و الحاجة إلى الحب و الحنان و الاهتمام تعود عند الاقتراب من مرحلة الشيخوخة مع التركيز إلى أنها تتفاوت و
تتواجد في كل المراحل و يجب إشباعها على الدوام و كذلك الحاجة الروحية عند الإنسان فهي حاجة رئيسية بعد الحاجة إلى صحة البدن في الأكل و الشرب و بدونها يتردى إلى أسفل سافلين.
و ما يحصل في رمضان أن الجانب العبادي يتعاظم عند الإنسان بشكل فوضوي ليلغي كل الأدوار الأخرى الرئيسية التي برزت من احتياجاته الخاصة و هذا ما ندعوه بالفوضى .
و تذكرنا الفوضى الرمضانية بلعبة البولنج فنمثل كرة البولنج الدور العبادي و التي تقوم بدورها بالإطاحة ببقية الأدوار و التي لا تشبع إلا بعد خروج شهر رمضان مما يعيد الخلل و كأن شيئا لم يكن .
دعوة إلى ترك الفوضى و تأصيل الاحتياجات باستشعار الأجر من الله تعالى في كل دور يقوم به الإنسان مع زيادة مناسبة للدور العبادي دون أن يتداخل بطريقة تلغي الأدوار الأساسية في حياته.
تعليق