إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أيها الصائم بشراك بهذه المنح فاحتسبها يعظم أجرك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أيها الصائم بشراك بهذه المنح فاحتسبها يعظم أجرك

    أنت من الآن قد شرعت في عبادة الصيام ، فأكرم بها من طاعة ، ولك فيها نيات عظيمة ، فاحتسبها ليزداد أجرك ، وتعظم منزلتك عند الله تعالى

    أيها الصائم بشراك بتلك المنح الفياضة فاحتسبها يعظم أجرك

    (1) فاحتسب :
    تحصيل ثمرة التقوى

    قال الله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [ [ البقرة : 183]


    والله لو رزقتها ، فقد رزقت الخير كله ، فبُشراك بُشراك ، فانظر بما اختصهم حتى لا تدخر جهدًا في إصلاح صومك

    1. فهم مبشرون بكل خير قال تعالى : ] الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى [[يونس : 63-64 ] .

    2. الله معهم يعينهم وينصرهم ويتولاهم فمن بعد ذلك يخاف ؟! قال تعالى : ] إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ[ [النحل: 128]. وقال تعالى : ] وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ [ [الجاثية : 19].

    3. ونحن في زمان الفتن فتختلط الأوراق ، وتتشعب الطرق ، لكنَّ المتقين يختصهم الله بالبصيرة ، فيسدد خطاهم لمعرفة الحق والباطل ، ويعلمهم ما ينفعهم ويصرف عنهم ما يضرهم . قال تعالى : ]يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً [[الأنفال : 29].


    4. وسيوفقك الله إليه إن شاء ،قال تعالى :]وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ[ [البقرة : 282]


    5. وليس هذا فحسب بل اختصهم الله بتكفير الذنوب والخطيئات وتعظيم الحسنات .

    قال تعالى : ] وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا[[ الطلاق : 5] .

    وقال تعالى ] وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا[ [النساء : 129]


    6. بل وييسر أمورهم . قال تعالى : ] وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا[[الطلاق :4 ] .


    7. ويجعل الفوز والفلاح حليفهم . قال تعالى : ] وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ [البقرة : 189] .


    8. ويفرج عنهم الكربات ويخرجهم من الغمّ والمحن . قال تعالى : ] وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا[ [الطلاق:2]


    9. يرزقهم رزقًا واسعًا من غير كدٍ . قال تعالى : ] وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ[[الطلاق : 3].


    10. وينجيهم من العذاب والعقوبة . قال الله تعالى : ] ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا [ [ مريم : 72 ].


    11. ويصطفيهم بالكرامة والأفضلية . قال تعالى : ] إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [ [الحجرات : 13].


    12. وبعز الفوقية على الخلق قال تعالى : ]وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [ [ سورة البقرة : 212] .


    13. وأعظم بشاراتهم أنَّهم من أهل محبته سبحانه . قال تعالى : ] إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ[ [التوبة : 4]


    14. ويخلص قلوبهم من الدرن والقسوة . قال تعالى : ] فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ [ [الحج : 32] .
    فقلوب المتقين قلوب صافية رقيقة ؛ ولذلك تراها تعظم شعائر الله .

    15. وهم الذين يبلغون كمال العبودية . قال تعالى : ] اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [ [آل عمران : 102].


    16. ولا يتقبل الله العمل إلا منهم . قال تعالى : ] إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [ [المائدة : 27].


    17. وهم الآمنون من البليَّة العظمى يوم القيامة . قال تعالى : ] إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ[ [ الدخان : 51] .


    18. وهم الفائزون بالنعيم : قال تعالى : ] إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ[[ الذاريات : 15] .


    أرأيت شأن التقوى ، فكيف بعد ذلك – حبيبي في الله – تغفل عن إصلاح وتجويد صيامك ، والله لو صحَّ قصدك ، وكنت تبغي ما عند الله ، لصابرت واصطبرت ، ولأخذت نفسك بالحزم حتى لا تضيع تلك المنحة العظيمة

    منقول من موقع الشيخ هاني حلمي ويتبع ان شاء الله

  • #2
    رد: أيها الصائم بشراك بهذه المنح فاحتسبها يعظم أجرك

    كنا قد تحدثنا فى المقالة السابقة عن اول ثمرة و هى 1. التقوى و جمعنا فيها نوايا كثيرة لنحتسبها
    والان نشرع فى باقى نوايا الصيام بعون الله

    (2) احتسب : التخلص من آثار وتبعات ذنوب الماضي
    قال صلى الله عليه وسلم : ] من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه [ فيا من لك ماضٍ أسود تخاف أن تلقى الله به ، يا من تعاني من رواسب الجاهلية ، أبشر بالمغفرة ، والتخلص من سيئات الماضي ، فقط صم بنية وعزيمة ، بيقين ورغبة فيما عند الله ، والله سيكفيك .



    (3) وانوِ: التعرف على الله بأحد أسمائه ألا وهو اسم الله ] الصمد [

    فالصمد هو الذي لا يحتاج إلى الطعام والشراب ، فالصائم يتقربُ إلى الله بأمر هو متعلق بصفة من صفاته التي اختص بها - سبحانه - نفسه .
    قال الله تعالى : ] قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ [ [ الأنعام : 14]
    فالاحتياج إلى الطعام والشراب من الصفات الدالة على نقصان البشر ، وهذا يورث العبد ذلاً وانكسارًا لله ، فربه لا يأكل ولا يشرب ، أمَّا هو فيجوع ويعطش ، ويؤلمه فقدان الطعام والشراب ، فيعرف الله بكماله ، ويعرف نفسه بالنقصان ، فهذا يجعله لا يلتفت لمخلوق بحب أو خوف أو ذل ، بل يميل بكليته إلى الغني سبحانه ، فاعرف ربك ليحفظك .
    قال صلى الله عليه وسلم : ] تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة [[ رواه أبو القاسم بن بشران في أماليه وصححه الألباني صحيح الجامع (2961) ]


    (4) واحتسب : الدرجات الرفيعة والتشرف بأداء عمل نسبه الله لنفسه
    فاسمع لهذا الشرف العظيم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : ] كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإليَّ وأنا أجزي به [ [ رواه البخاري ]

    قال صلى الله عليه وسلم : يقول الله عز وجل : ] الصوم لي ، وأنا أجزي به، يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي [ [متفق عليه ]

    فالله المتفرد بعلم مقدار ثواب الصيام ، ومدى مضاعفة حسناته ، فيثيب الله عليه العبَّاد بغير تقدير ، فما أجمل أن تقوم بعمل خصَّه الله بهذا التشريف وأضافه إلى نفسه .



    (5) واحتسب : الاستشفاء من جميع الآفات التي تحول بينك وبين الله
    وعن أبي أمامة رضى الله عنه قال : قلت : يا رسول الله مرني بعمل .قال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له

    قلت : يا رسول الله مرني بعمل . قال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له .

    قلت : يا رسول الله مرني بعمل . قال : عليك بالصوم فإنه لا مثل له .

    [ رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (986) ]

    فلا مثل للصوم في علاج النفوس والأبدان ، " إذ هو يقوي القلب والفطنة ، ويزيد في الذكاء، ومكارم الأخلاق ، وإذا صام المرء اعتاد قلة الأكل والشرب ، وانقمعت شهواته ، وانقلعت مواد الذنوب من أصلها ، ودخل في الخير من كل وجه ، وأحاطت به الحسنات من كل جهة ، والصوم لا مثل له في تهذيب النفوس ، ولا مثل له في ترقية الهمم ، إذ الصوم نوع من الإحسان الذي هو أعلى درجات الإيمان ؛ ففيه تتمثل مراقبة العبد لربه جل وعلا بلزومه الامتناع عمَّا أمر من تركه في هذا الزمان .


    (6) واحتسب : الوقاية من آثار الفتن

    قال صلى الله عليه وسلم : ] فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [ [ متفق عليه ]
    ومن ذا لا يُفتن في شيءٍ من هذا والفتن تموجُ كموج البحر ؟! فمن هذا الذي لا ينحرف عن الجادة أحيانًا ؟! أو تراه لا يعرضُ له من أهله همّ ولا حزن ، أو يُشغل بهم عن كثيرٍ من الخير ، أما شغلك المال - وقتًا ما - عن كثير من الخيرات ، أما انسقت إلى شهوات نفسك وركنت إليها وقدمتها على طاعات لربك ، أما شغلك الأولاد عن المطلوبات الشرعية فَرُحْتَ مهمومًا بشؤونهم وضيَّعت أشياء كانت تلزمك تجاه ربك ، فهذه كلها وغيرها عثرات وأخطاء على الطريق ، لكن أبشر فإنَّ الله الرحيم الغفور جعل تكفيرها بالصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فالحسنات يذهبن السيئات .

    تعليق


    • #3
      رد: أيها الصائم بشراك بهذه المنح فاحتسبها يعظم أجرك

      جزاكم الله خيراً




      تعليق


      • #4
        رد: أيها الصائم بشراك بهذه المنح فاحتسبها يعظم أجرك

        جزاكم الله خيرا
        ياربى لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
        "ياالهى اسالك فرجا قريبا وصبرنا جميلا والعافيه من كل بليه والشكرعلى العافيه والغنى عن الناس ولاحول ولاقوة لابالله"
        الوْصُـولْ إلى رِضَــى آلنـَــآس‘أشـْـــــبَه بــِ طــَريق طَويـْل!يـَنْتهْي‘بــِ لـَوحَة آرشـــــــَآدية.مـَـكـُـتــــوب عـَـلـْـيهـَـا عــــُذراً .الطـــَريـْق‘ مــَـسْدُود فَـلاَ تَنْشَغِلْ إلاَ بـِ رِضى الله

        تعليق


        • #5
          رد: أيها الصائم بشراك بهذه المنح فاحتسبها يعظم أجرك

          جزاكم الله خيرا

          تعليق


          • #6
            رد: أيها الصائم بشراك بهذه المنح فاحتسبها يعظم أجرك

            جزاكِ الله خيراً وجزى الله الشيخ عنا خير الجزاء
            جعلنا الله من المتقين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار
            اللهم آمين.
            اللهم ردنا إليك رداً جميلاً واصنعنا على أعينك
            وجعلنا لك كما تحب وترضى

            اللهم املأ قلبي حبا لك وإقبالا عليك وحياء منك
            اللهم ارزقنا حسن أتباع الرسول صل الله عليه وسلم فى الدين والخلق..والحمدلله رب العالمين

            سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

            تعليق


            • #7
              رد: أيها الصائم بشراك بهذه المنح فاحتسبها يعظم أجرك

              [quote=ام محمد المؤمن;1059569434]
              جزاكم الله خيراً


              بارك الله فيكم

              تعليق


              • #8
                رد: أيها الصائم بشراك بهذه المنح فاحتسبها يعظم أجرك

                المشاركة الأصلية بواسطة tears of heart مشاهدة المشاركة
                جزاكِ الله خيراً بارك الله فيكم وجزى الله الشيخ عنا خير الجزاء

                جعلنا الله من المتقين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار
                اللهم آمين.آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين

                تعليق


                • #9
                  رد: أيها الصائم بشراك بهذه المنح فاحتسبها يعظم أجرك

                  المشاركة الأصلية بواسطة شبلة التوحيد مشاهدة المشاركة
                  جزاكم الله خيرا
                  بارك الله فيكم

                  تعليق


                  • #10
                    رد: أيها الصائم بشراك بهذه المنح فاحتسبها يعظم أجرك

                    كنا قد تحدثنا فى المقالة السابقة عن اول ثمرة و هى 1. التقوى, التخلص من آثار وتبعات ذنوب الماضي, التعرف على الله بأحد أسمائه , الدرجات الرفيعة والتشرف بأداء عمل نسبه الله لنفسه, : الاستشفاء من جميع الآفات, الوقاية من آثار الفتن

                    و جمعنا فيها نوايا كثيرة لنحتسبها
                    والان نشرع فى باقى نوايا الصيام بعون الله


                    (7) واحتسب : النجاة من شدة الحساب

                    تخيل مشهد الميزان ، حين توزن حسناتك ، حين لا يذكر أحدٌ أحدًا ، وأنت تجري بين كفتي الميزان ، وهما من الضخامة بحيث لا يتصور عقل ، قال صلى الله عليه وسلم : ] يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت [ [ رواه الحاكم وصححه الألباني في صحيح الترغيب (3626) ]
                    فتوزن حسناتك ، وتوزن سيئاتك ، ويتدافعان ، وبعد هذه الموازنة إنْ بقي من الحسنات حسنة دخل بها صاحبها الجنة ، وإلا دخل النَّار .

                    فانظر لعظم فضل الصيام في ظل هذا المشهد الرهيب ، قال الله في الحديث القدسي : ]لكل عمل كفارة ، والصوم لي وأنا أجزي به [ [ رواه البخاري ] فالصيام كفارة للذنوب وزيادة على ثواب الكفارة ، فيكون سببًا للنجاة عند رجحان كفة الميزان .



                    (8) واحتسب : الحفظ والأمان من الوقوع في وحل المعاصي والحرمان

                    قال صلى الله عليه وسلم : ] الصوم جنة من عذاب الله [ [رواه البيهقي وصححه الألباني (3866) في صحيح الجامع ]
                    وفي رواية :] وحصن حصين من النار [ [رواه أحمد والبيهقي وحسنه الألباني (980) في صحيح الترغيب ]
                    قال صلى الله عليه وسلم : ] الصوم جنة يستجن بها العبد من النار [ [ رواه الطبراني وحسنه الألباني (3867) في صحيح الجامع]
                    فالصيام جنة ووقاية ، يقي العبد الذنوب والمعاصي ، حصن منيع ، يحصن الإنسان من الشيطان وخطواته ، ويمنع صاحبه من أن ينزلق في الأقذار والأرجاس .
                    فيا من تقول : لا أدري كيف أقع في مثل هذه المعاصي ، تغلبني نفسي ، ويؤزُّني الشيطان ها هو الدواء الناجع ، أكثر من الصيام عسى أن يكون سببًا في حفظك من الوقوع في هذه الآثام .



                    (9) الحفظ من داء وخطر الشهوة
                    عن عبد الله بن عمرو قال : قال صلى الله عليه وسلم : ] خصاء أمتي الصيام [
                    [ أخرجه الإمام أحمد في مسنده والطبراني في الكبير وصححه الألباني (3228) في صحيح الجامع ]
                    قال صلى الله عليه وسلم : ] يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء[ [متفق عليه ]
                    ولا ريب أنَّ غض البصر صار اليوم من أشق التكاليف الشرعية مع كثرة الفتن وشيوع الفساد ، وتحصين المرء لنفسه يحتاج إلى مجاهدة كبيرة ، ولكنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أتاك بالعلاج الذي ليس دونه علاج ، فإنْ أخذت به كما ينبغي وقيت من هذه الشرور ، وإلا فلا تلومنَّ إلا نفسك ، نعم إنَّه الصيام ، ولا تقل : صمتُ ولم يحدث شيء . لأنَّك لابد لم تصمْ صيامًا صحيحًا ، كما سيأتيك ذكره بعد قليل ، فلابد من اليقين بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحينها لابد ستجد حلاً لمشكلة الشهوة الجامحة فأبشر .

                    تعليق


                    • #11
                      رد: أيها الصائم بشراك بهذه المنح فاحتسبها يعظم أجرك

                      كنا قد تحدثنا فى المقالة السابقة عن اول ثمرة و هى 1. التقوى, التخلص من آثار وتبعات ذنوب الماضي, التعرف على الله بأحد أسمائه , الدرجات الرفيعة والتشرف بأداء عمل نسبه الله لنفسه, : الاستشفاء من جميع الآفات, الوقاية من آثار الفتن , النجاة من شدة الحساب,الحفظ من الوقوع في المعاصي , الحفظ من داء وخطر الشهوة


                      و جمعنا فيها نوايا كثيرة لنحتسبها


                      والان نشرع فى باقى نوايا الصيام بعون الله





                      (10) واحتسب : الابتعاد عن النَّار



                      قال صلى الله عليه وسلم : ] من صام يومًا في سبيل الله : جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض [ [رواه الترمذي وصححه الألباني في الصحيحة (563) ]


                      وقال صلى الله عليه وسلم : ] من صام يومًا في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام [ [ رواه النسائي وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6330) ]


                      قال القرطبي : " سبيل الله " طاعة الله فالمراد من صام قاصدا وجه الله .


                      قال ابن الأثير في النهاية : " سبيل الله "عام يقع على كل عمل خالص لله سلك به طريق التقرب إلى الله تعالى بأداء الفرائض والنوافل وأنواع التطوعات ، وإذا أطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد حتى صار لكثرة الاستعمال .


                      فإذا حُمل الأمر على الجهاد ، فلابدَّ من مراعاة هذا المعنى إذا حملنا الحديث على " طاعة الله تعالى " ، أي أنْ يكون الصائم متلبسًا حال صومه بأنواع من الجهاد كجهاده لنفسه فلا يطاوعها في شهواتها ، يكف لسانه عن اللغو ، لا يتوسع في فعل المباحات ، فضلاً عن الوقوع في مكروه أو حرام بطبيعة الأمر ، بمعنى أن يمسك بزمام نفسه ، فهذا الذي يُرجى له هذا الأجر العظيم .





                      (11) طلب لسبب من أسباب الشفاعة يوم القيامة



                      قال صلى الله عليه وسلم : ] الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب إني منعته الطعام والشراب فشفعني فيه ، ويقول القرآن : أي رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان [ [ رواه أحمد والطبراني في الكبير وصححه الألباني (984) في صحيح الترغيب ]



                      وستدرك قيمة هذا الفضل لو تخيلت الموقف ، قال تعالى : ] وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ [ [ غافر : 18] فالقلوب زالت عن


                      مواضعها من الخوف حتى تصير إلى الحنجرة ، فهي لا تخرج ولا تعود في أمكنتها ، والغم والكرب قد امتلأهم ، وساعتها لا (حميم ) أي قريب ينفعهم ولا شفيع يطاع في شفاعته ، أمَّا أهل الإيمان فتشفع لهم أعمالهم ، وها هو القرآن يشفع ، صاحب الزهراوين ( البقرة وآل عمران ) يشفعان له ، وها هو الصيام يشفع فبشراك إن كنت من أهله .






                      (12) طرق سبيل من أعظم السبل للجنة وإجابة نداء الريان


                      قال صلى الله عليه وسلم : ] من ختم له بصيام يوم دخل الجنة [ [ رواه الإمام أحمد في مسنده والبزار وأبو نعيم في الحلية وصححه الألباني في صحيح الجامع (6224) ]


                      قال المناوي : أي من ختم عُمره بصيام يوم بأنْ مات وهو صَائم ، أو بعد فطره من صومه ( دخل الجنة ) أي مع السابقين الأولين أو من غير سبق عذاب . [ فيض القدير (6/123) ]


                      فيا لها من بشارة ، ولذلك كانت من نصيب صفوة الصالحين ، فقتل عثمان رضى الله عنه وهو صائم ، وكذا عروة بن الزبير وخالد بن معدان وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم وعوف بن أبي حية الأحمسي وغيرهم من سادات السلف فهنيئًا لك أن تكون في رفقة هؤلاء .



                      وقال صلى الله عليه وسلم : ] في الجنة ثمانية أبواب فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون [[رواه البخاري ]


                      وفي رواية : ] فإذا دخل فيه آخرهم أغلق ، من دخل فيه شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبدا [ [ رواه النسائي وصححه الألباني (5184) في صحيح الجامع ]


                      قال صلى الله عليه وسلم : ] من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة : يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان .


                      قال أبو بكر الصديق : يا رسول الله ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟ قال : نعم وأرجو أن تكون منهم [ [ متفق عليه ]


                      فها هو الريان يدعو الصائمين أن هلموا إلى جنات النعيم ، فأجب تهنأ ، أما يُحرك نداؤه لك ساكن عزيمتك ، لو صدقت الله لأدمنت الصيام ، حتى يصير دأبك وشعارك إلى أن تلقى الله عز وجلَّ .


                      تعليق


                      • #12
                        رد: أيها الصائم بشراك بهذه المنح فاحتسبها يعظم أجرك

                        كنا قد تحدثنا فى المقالة السابقة عن اول ثمرة و هى 1. التقوى, التخلص من آصار وتبعات ذنوب الماضي, التعرف على الله بأحد أسمائه , الدرجات الرفيعة والتشرف بأداء عمل نسبه الله لنفسه, : الاستشفاء من جميع الآفات, الوقاية من آثار الفتن , النجاة من شدة الحساب,الحفظ من الوقوع في المعاصي , الحفظ من داء وخطر الشهوة, الابتعاد عن النَّار,الشفاعة يوم القيامة, من أعظم السبل للجنة

                        و جمعنا فيها نوايا كثيرة لنحتسبها
                        والان نشرع فى باقى نوايا الصيام بعون الله


                        (13) دفع مهر الحور العين

                        فمهور الحور : طول التهجد وكثرة الصيام .
                        قال الحسن : تقول الحوراء لولي الله - و هو متكىء معها على نهر العسل تعاطيه الكأس - : إن الله نظر إليك في يوم صائف ، بعيد ما بين الطرفين ، و أنت في ظمأ هاجرة من جهد العطش ، فباهى بك الملائكة و قال : انظروا إلى عبدي ترك زوجته و شهوته ، و لذته ، و طعامه و شرابه من أجلي رغبة فيما عندي ، اشهدوا أنِّي قد غفرت له فغفر لك يومئذ و زوجنيك .
                        قال إبراهيم بن أدهم : بؤسا لأهل النار لو نظروا إلى زوار الرحمن ، قد حملوا على النجائب يزفون إلى الله زفا ، وحشروا وفدا وفدا ، ونصبت لهم المنابر ، ووضعت لهم الكراسي ، وأقبل عليهم الجليل جل جلاله بوجهه ليسرهم ، وهو يقول : إليَّ عبادي .. إلىَّ عبادي .. إليَّ أوليائي المطيعين ، إليَّ أحبائي المشتاقين ، إليَّ أصفيائي المحزونين ، هاأنذا عرفُوني من كان منكم مشتاقا ، أو محبا ، أو متملقا ، فليتمتع بالنظر إلى وجهي الكريم ، فوعزتي وجلالي لأفرِّحنكم بجواري، ولأُسرَّنكم بقربي ، ولأبيحنَّكم كرامتي ، من الغرفات تُشرفون ، وتتكئون على الأسرّة فتتملكون ، تقيمون في دار المقامة أبدا ، لا تظعنون ، تأمنون فلا تحزنون ، تصحون فلا تسقمون، تتنعمون في رغد العيش لا تموتون ، وتعانقون الحور الحسان فلا تملون ولا تسأمون ، كلوا واشربوا هنيئا ، وتنعموا كثيرا بما أنحلتم الأبدان ، وأنهكتم الأجساد ، ولزمتم الصيام وسهرتم بالليل والناس نيام . [ حلية الأولياء (8/37) ]
                        وكان بعض الصالحين كثير التهجد و الصيام ، فصلى ليلة في المسجد ، و دعا فغلبته عيناه فرأى في منامه جماعة علم أنهم ليسوا من الآدميين ، بأيديهم أطباق عليها أرغفة بياض الثلج ، فوق كل رغيف در كأمثال الرمان فقالوا : كلْ . فقال : إني أريد الصوم .
                        قالوا له : يأمرك صاحب هذا البيت أن تأكل .
                        قال : فأكلت و جعلت آخذ ذلك الدر لاحتمله .
                        فقالوا له : دعه نغرسه لك شجرا ينبت لك خيرا من هذا .
                        قال : أين ؟ قالوا : في دار لا تخرب ، وثمر لا يتغير ، و ملك لا ينقطع ، و ثياب لا تبلى ، فيها رضوى ، و عينا ، وقرة أعين ، أزواج رضيات ، مرضيات راضيات ، لا يغرن ، و لا يُغرن فعليك بالانكماش فيما أنت ، فإنما هي غفوة حتى ترتحل ، فتنزل الدار .
                        فما مكث بعد هذه الرؤيا إلا جمعتين حتى توفي ، فرآه ليلة وفاته في المنام بعض أصحابه الذين حدثهم برؤياه و هو يقول : لا تعجب من شجر غرس لي في يوم حدثتك ، و قد حمل .
                        فقال له : ما حمل ؟ قال : لا تسأل لا يقدر أحد على صفته لم ير مثل الكريم إذا حل به مطيع .
                        اللهم اجعلنا من أهل طاعتك ، اللهم اجعلنا محل حودك وإكرامك ، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .


                        (14) سبب للهداية .

                        قال صلى الله عليه وسلم : ] إنَّ الله وملائكته يصلون على المتسحرين [ [ رواه ابن حبان والطبراني في الأوسط وحسنه الألباني (1844) في صحيح الجامع ]
                        وقد قال تعالى : ] هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا [ [ الأحزاب : 43 ]
                        قال أبو العالية : صلاة الله الثناء والملائكة الدعاء .
                        وقال الحرالي : إنَّ صلاة الله على عباده إقباله عليهم بعطفه إخراجا لهم من حال ظلمة إلى رفعة نور [ فيض القدير (6/196) ]
                        فيا من تشتكي انحجاب الرؤية بسبب كثرة ظلمات الضلال ، يا من تريد طريق الهداية ولا تعرف من أين تأتيه ؟ هذه أنوار الهدى ، هذا صراط ربك مستقيمًا ، فأبشر اسأل الله أن يفتح لي و لك الأبواب المغلقة بحسن الصيام . قل : آمين .


                        تعليق


                        • #13
                          رد: أيها الصائم بشراك بهذه المنح فاحتسبها يعظم أجرك

                          كنا قد تحدثنا فى المقالة السابقة عن اول ثمرة و هى 1. التقوى, التخلص من آصار وتبعات ذنوب الماضي, التعرف على الله بأحد أسمائه , الدرجات الرفيعة والتشرف بأداء عمل نسبه الله لنفسه, : الاستشفاء من جميع الآفات, الوقاية من آثار الفتن , النجاة من شدة الحساب,الحفظ من الوقوع في المعاصي , الحفظ من داء وخطر الشهوة, الابتعاد عن النَّار,الشفاعة يوم القيامة, من أعظم السبل للجنة, دفع مهر الحور العين, سبب للهداية

                          و جمعنا فيها نوايا كثيرة لنحتسبها
                          والان نشرع فى باقى نوايا الصيام بعون الله


                          (15) زيادة الرصيد الإيماني

                          قال صلى الله عليه وسلم : ] الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة [ [ رواه الإمام أحمد والطبراني وحسنه الألباني (3868) في صحيح الجامع ] فقد قصر النَّهار ، فسهل الصيام من غير مشقة ، فهذه فرصة سانحة لتحصيل الغنائم الإيمانية ، وزيادة الرصيد الإيماني ، وأنت – حبيبي في الله – في أمسِّ الحاجة لهذا الرصيد .
                          قال تعالى : ] وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [ [ البقرة : 110]
                          وقال تعالى : ] وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [ [ المزمل : 20 ]
                          فكلما كان رصيدك أعظم وأوفر كان رزقك من الله أكثر ، فقدِّم صالحًا تجد صالحًا ، املأ رصيدك لتسحب منه عند الحاجة ، قال صلى الله عليه وسلم : ] إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره [ [متفق عليه ]
                          عن مالك بن دينار قال : احتبس عنا المطر بالبصرة ، فخرجنا يوما بعد يوم نستسقي ، فلم نر أثر الإجابة ، فخرجت أنا وعطاء السليمي ، وثابت البناني ويحيى البكاء ، ومحمد بن واسع وأبو محمد السختياني ، وحبيب أبو محمد الفارسي وحسان بن أبي سنان ،وعتبة الغلام وصالح المري ، حتى صرنا إلى مصلى بالبصرة ، وخرج الصبيان من المكاتب ، واستسقينا فلم نر أثر الإجابة ، وانتصف النهار ، وانصرف الناس ، وبقيت أنا وثابت البناني في المصلى ، فلمَّا أظلم الليل إذا بأسود ، صبيح الوجه ، دقيق الساقين ، عظيم البطن ، عليه مئزران من صوف ، فقومت جميع ما كان عليه بدرهمين ، فجاء إلى ماء فتمسح ، ثم دنا من المحراب فصلى ركعتين ، كان قيامه وركوعه وسجوده سواء خفيفتين ، ثم رفع طرفه إلى السماء ، فقال :
                          سيدي إلى كم تردد عبادك فيما لا ينقصك أ نفدَ ما عندك ؟! أم نفدت خزائن قدرتك ، سيدي أقسمت عليك بحبك لي إلا سقيتنا غيثك الساعة الساعة .
                          قال مالك : فما أتم الكلام حتى تغيمت السماء ، وأخذتنا كأفواه القرب ، وما خرجنا من المصلى حتى خضنا الماء إلى ركبنا .
                          قال : فبقيت أنا وثابت متعجبين من الأسود ، ثم انصرف فتبعناه .
                          قال : فتعرضت له . فقلت له : يا أسود أما تستحي مما قلت ؟!قال : فقال : وماذا قلت ؟!
                          قال : فقلت له : قولك " بحبك لي " وما يدريك أنه يحبك ؟ قال : تنح عن همم لا تعرفها يا من اشتغل عنه بنفسه ، أين كنت أنا حين خصني بالتوحيد وبمعرفته ، أفتراه بدأني بذلك إلا بمحتبه لي على قدره ، ومحبتي له على قدري .
                          قال : ثم بادر يسعى ، فقلت له : رحمك الله ارفق بنا . قال : أنا مملوك على فرض من طاعة مالكي الصغير .
                          قال : فجعلنا نتبعه من البعد حتى دخل دار نخاس وقد مضى من الليل نصفه فطال علينا النصف.
                          الباقي فلمَّا أصبحنا أتيت النخاس ، فقلت له : عندك غلام تبينعيه للخدمة . قال : نعم عندي مائة غلام كلهم لذلك .
                          قال : فجعل يخرج إليَّ واحدا بعد آخر ، وأنا أقول غير هذا حتى عرض علي تسعين غلاما ، ثم قال ما بقي عندي غيرها ولا واحد ، قال : فلما أردنا الخروج دخلت أنا حجرة خربة في خلف داره ، فإذا أنا بالأسود نائم ، فكان وقت القيلولة .
                          فقلت : هو هو ورب الكعبة ، فخرجت إلى عند النخاس ، فقلت له : بعني ذلك الأسود .
                          فقال لي : يا أبا يحيى ذاك غلام مشئوم نكد ليست له بالليل همة إلا البكاء ، وبالنهار إلا الصلاة والنوم .
                          فقلت له : ولذلك أريده . قال : فدعا به وإذا هو قد خرج ناعسا .
                          فقال لي : خذه بما شئت بعد أن تبريني من عيوبه كلها .
                          فاشتريته بعشرين دينارا بالبراءة من كل عيب . فقلت : ما اسمه ؟ قال : ميمون .
                          قال : فأخذت بيده فأتيت به إلى المنزل فبينا هو يمشي معي إذ قال لي يا مولاي الصغير لماذا اشتريتني وأنا لا أصلح لخدمة المخلوقين ؟
                          قال مالك : فقلت له حبيبي إنما اشتريناك لنخدمك نحن بأنفسنا وعلى رؤسنا .
                          فقال : ولم ذاك ؟! فقلت : أليس أنت صاحبنا البارحة في المصلى .
                          فقال : وقد اطلعتما على ذلك . فقلت : أنا الذي اعترضت عليك في الكلام .
                          قال : فجعل يمشي حتى صار إلى مسجد فدخله وصف قدميه فصلى ركعتين ، ثم رفع طرفه إلى السماء فقال :
                          إلهي وسيدي سرا كان بيني وبينك أظهرته للمخلوقين ، وفضحتني فيه ، فكيف يطيب لي الآن عيش ، وقد وقف على ما كان بيني وبينك غيرك ، أقسمت عليك إلا قبضت روحي الساعة الساعة ، ثم سجد .
                          فدنوت منه فانتظرته ساعة فلم يرفع رأسه فحركته فإذا هو ميت .
                          قال : فمددت يديه ورجليه فإذا وجه ضاحك ، وقد ارتفع السواد ، وصار وجهه كالقمر ، وإذا بشاب قد أقبل من الباب فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعظم الله أجرنا في أخينا هاكم الكفن فكفنوه فيه فناولني ثوبين ما رأيت مثلهما ثم خرج فكفناه فيهما .[ الحلية (10/173-174) ]
                          فانظروا عباد الله كم كان لهذا العبد الصالح من رصيد عند الله ، أقسم على الله أن يستسقى فسقيت البلاد جميعًا بدعائه ، ويقسم على الله أن يُقبض فيموت في ساعته .
                          فمن ذا منَّا اليوم يصلح لهذا ؟ وأين هم هؤلاء الصالحون ؟ اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين .

                          تعليق


                          • #14
                            رد: أيها الصائم بشراك بهذه المنح فاحتسبها يعظم أجرك

                            كنا قد تحدثنا فى المقالة السابقة عن اول ثمرة و هى 1. التقوى, التخلص من آصار وتبعات ذنوب الماضي, التعرف على الله بأحد أسمائه , الدرجات الرفيعة والتشرف بأداء عمل نسبه الله لنفسه, : الاستشفاء من جميع الآفات, الوقاية من آثار الفتن , النجاة من شدة الحساب,الحفظ من الوقوع في المعاصي , الحفظ من داء وخطر الشهوة, الابتعاد عن النَّار,الشفاعة يوم القيامة, من أعظم السبل للجنة, دفع مهر الحور العين, سبب للهداية, , زيادة الرصيد الإيماني,

                            و جمعنا فيها نوايا كثيرة لنحتسبها
                            والان نشرع فى باقى نوايا الصيام بعون الله

                            (16) التطيب بما هو أطيب عند الرحمن .

                            في حديث الكلمات الخمس التي أمر بها نبي الله يحيى أن يبلغها لبني إسرائيل : ] وأمركم بالصيام ، ومثل ذلك كمثل رجل معه صرة مسك في عصابة كلهم يجد ريح المسك ، وإنَّ خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك [ [رواه الترمذي وقال : حسن صحيح ]
                            قال ابن القيم : وإن كانت تلك الرائحة كريهة للعباد فرب مكروه عند الناس محبوب عند الله تعالى وبالعكس فإن الناس يكرهونه لمنافرته طباعهم والله تعالى يستطيبه ويحبه لموافقته أمره ورضاه ومحبته فيكون عنده أطيب من ريح المسك عندنا فإذا كان يوم القيامة ظهر هذا الطيب للعباد وصار علانية وهكذا سائر آثار الأعمال من الخير والشر
                            وإنما يكمل ظهورها ويصير علانية في الآخرة وقد يقوى العمل ويتزايد حتى يستلزم ظهور بعض أثره على العبد في الدنيا في الخير والشر كما هو مشاهد بالبصر والبصيرة
                            قال ابن عباس : إنَّ للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وقوة في البدن وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق وإن للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق
                            وقال عثمان بن عفان : ما عمل رجل عملا إلا ألبسه الله رداءه إن خيرا فخير وإن شرا فشر وهذا أمر معلوم يشترك فيه وفي العلم به أصحاب البصائر وغيرهم حتى إن الرجل الطيب البر لتشم منه رائحة طيبة وإن لم يمس طيبا فيظهر طيب رائحة روحه على بدنه وثيابه والفاجر بالعكس والمزكوم الذي أصابه الهوى لا يشم لا هذا ولا هذا بل زكامه يحمله على الإنكار . [ الوابل الصيب ص 43 ]

                            (17) التحلي بشعار الأبرار .

                            قال صلى الله عليه وسلم : ] جعل الله عليكم صلاة قوم أبرار ، يقومون الليل ، ويصومون النهار ، ليسوا بأئمة ولا فجَّار [ [ رواه عبد بن حميد والضياء ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3097)]


                            (18) إبهاج القلوب الحزينة .

                            قال صلى الله عليه وسلم : ] و للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره و إذا لقي ربه فرح بصومه [[ متفق عليه ]


                            (19) شكر الله على نعمه
                            قال العز بن عبد السلام : " إذا صام عرف نعمة الله عليه في الشبع والري ، فشكرها لذلك ، فإنَّ النعم لا تعرف مقدارها إلا بفقدها "

                            (20) التحفيز على فعل الطاعات وترك المنكرات
                            لأنَّ الصيام يُذكر بجوع أهل النَّار وظمأهم ، فيحثه ذلك على تكثير الطاعات ؛ وبذل الصدقات على الجوعى والمحتاجين ؛ لينجو من النَّار ، فتنزجر النفس عن خواطر المعاصي والمخالفات ؛ لأنَّ النفس إذا شبعت طمحت إلى المعاصي وتشوَّفت إلى المخالفات ، وإذا جاعت وظمئت تشوَّفت إلى المطعومات والمشروبات .
                            لذلك كان بعض السلف يقول : " لأن يطَّلع الله على نفسي وهي تنازعني على الطعام والشراب أحب إليَّ من أنْ يطَّلع عليها وهي تنازعني إلى معصيته إذا شبعت " .


                            (22) علاج قسوة القلب .
                            قال صلى الله عليه وسلم : ] يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير [ قيل : أي في الرقة .
                            والصيام يرقق القلوب ، ويغزر الدمع ؛ لأنَّ الشبع يُذهب نور المعرفة ، ويقسي القلب ، ويقضي عليه بالحرمان ، والصوم عكس ذلك .

                            تعليق


                            • #15
                              رد: أيها الصائم بشراك بهذه المنح فاحتسبها يعظم أجرك

                              كنا قد تحدثنا فى المقالة السابقة عن اول ثمرة و هى 1. التقوى, التخلص من آصار وتبعات ذنوب الماضي, التعرف على الله بأحد أسمائه , الدرجات الرفيعة والتشرف بأداء عمل نسبه الله لنفسه, : الاستشفاء من جميع الآفات, الوقاية من آثار الفتن , النجاة من شدة الحساب,الحفظ من الوقوع في المعاصي , الحفظ من داء وخطر الشهوة, الابتعاد عن النَّار,الشفاعة يوم القيامة, من أعظم السبل للجنة, دفع مهر الحور العين, سبب للهداية, , زيادة الرصيد الإيماني, التطيب بما هو أطيب عند الرحمن,
                              التحلي بشعار الأبرار, إبهاج القلوب الحزينة, شكر الله على نعمه, التحفيز على فعل الطاعات وترك المنكرات, علاج قسوة القلب

                              و جمعنا فيها نوايا كثيرة لنحتسبها
                              والان نشرع فى احر نوايا الصيام بعون الله


                              (23) قضاء الحوائج

                              قال صلى الله عليه وسلم : ] ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصائم و دعوة المظلوم و دعوة المسافر[[ أخرجه البيهقي والعقيلي وصححه الألباني (3030) في صحيح الجامع ]
                              فانتهز الفرصة واصطلح مع الله تعالى ، وسله أن يقضي لك حاجاتك لتفرغ له .

                              (24) السحور

                              تسحر ولا تنس تبييت النية بالصيام - وأكلة السحور في نفسها نية - وكلَّما أخرّتها كان أفضل ، والسحور أكلة بركة فلا تتركها ولو بجرعة ماء ، وأفضله : التسحر بالتمر .
                              قال صلى الله عليه وسلم : ] إن السحور بركة أعطاكموها الله فلا تدعوها [ [رواه الإمام احمد والنسائي وصححه الألباني (1636) في صحيح الجامع ]
                              قال صلى الله عليه وسلم : ] تسحروا ولو بجرعة من ماء [ [رواه ابن حبان في صحيحه ، وقال الألباني : حسن صحيح (1071) في صحيح الترغيب ]
                              قال صلى الله عليه وسلم : ] نعم سحور المؤمن التمر [ [ رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني (1072) في صحيح الترغيب ]
                              واحتسب :
                              أنْ يكون في امتثالك لهدي النبي صلى الله عليه وسلم سبب لأن يهديك الله ويرزقك البصيرة .
                              قال صلى الله عليه وسلم : ] إنَّ الله وملائكته يصلون على المتسحرين [ [ رواه ابن حبان والطبراني في الأوسط وحسنه الألباني (1844) في صحيح الجامع ]
                              وقد قال تعالى : ] هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا [ [ الأحزاب : 43 ]
                              قال أبو العالية : صلاة الله الثناء والملائكة الدعاء .
                              وقال الحرالي : إنَّ صلاة الله على عباده إقباله عليهم بعطفه إخراجا لهم من حال ظلمة إلى رفعة نور [ فيض القدير (6/196) ]
                              فيا من تشتكي انحجاب الرؤية بسبب كثرة ظلمات الضلال ، يا من تريد طريق الهداية ولا تعرف من أين تأتيه ؟ هذه أنوار الهدى ، هذا صراط ربك مستقيمًا ، فأبشر اسأل الله أن يفتح لي و لك الأبواب المغلقة .قل : آمين .



                              (25) الدعاء

                              مرَّ عليك أنَّ هذا وقت من أوقات إجابة الدعاء ، فعليك بكثرة الدعاء ، وكن ذا همة عالية ، وتطلع لنعيم الآخرة ، فلا تنس في هذا الموطن الدعاء بأن يبلغك الله الفردوس الأعلى ومرافقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن يجيرك من النّار وما قرب إليها من قول وعمل ، سله العافية في الدنيا والآخرة ، سله حبَّه وحبَّ المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولا تفتر عن الدعاء بالمغفرة والتوبة والعتق من النار ، وبلوغ ليلة القدر ، وأن يكتبك الله ممن نال شرفها إنَّه ولي ذلك والقادر عليه .




                              تعليق

                              يعمل...
                              X