إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

◘◘ بدايتي في رمضان ◘◘ .. وقفة محاسبة ..◘◘ >>.. مقال لفضيلة الشيخ/ صلاح عبد المعبود ..<<

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ◘◘ بدايتي في رمضان ◘◘ .. وقفة محاسبة ..◘◘ >>.. مقال لفضيلة الشيخ/ صلاح عبد المعبود ..<<

    وقفة محاسبة في مطلع شهر رمضان
    ****************


    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده


    فمع مطلع شهر رمضان
    يبدأ المسلم عاماً إيمانياً جديداً يحبب إليه فيه الإيمان ويزين في قلبه ويكره إليه الكفر والفسوق والعصيان
    وعندما يقدم شهر رمضان ويكون معه تغير في حياة الإنسان عما تعوده،
    فهو شهر ليس كباقي الشهور، ومع هذا التغير يقف الإنسان ليجدد حياته وليجدد إيمانه،

    فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    "أن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقي بعدها أبدا"
    "السلسة الصحيحة 1890"


    وإن المؤمن في هذه اللحظات ينظر في صحيفته ليعلم أين هو وما مدى قربه من ربه،
    وهل هو علي الطريق المستقيم ؟ أم اغواه الشيطان إلي سبله وحبائله، فعاش في التيه لا يدري كيف يعود؟
    وإن الناصح لنفسه تمر عليه بعض الأوقات أو بعض المواقف فتكون موضع نظره ومحط فكره،
    بل ربما كانت سببا في تغيير حياته، فلقد جاءه شهر رمضان،
    وكان معه في العام الماضي أناس يأكلون ويشربون ويتمتعون بالحياة، كما هو الآن،
    ولكنه لا يجدهم معه اليوم قد صرعهم الموت وصاروا في ظلمة القبور تحت الثري،
    وقد مد له في اجله ليدرك رمضانأخر ،


    فهل من وقفة محاسبة للنفس؟
    فهو الآن بين عمرين: بين عمر مضي وبين عمر بقي!
    وكم ممن أمل أن يكون معنا الآن ليشهد هذا الموسم العظيم فخانه الأمل،
    فصار فيه إلي ظلمة القبر،وكم من مستقبل يوما لا يستكمله، ومؤمل غدا لا يدركه،


    فيا أيها الغافل أعرف زمانك
    يا كثير الحديث فيما يؤذي أحفظ لسانك
    يا مسئولاً عن أعماله أعقل شانك
    يا متلوناً بالزلل اغسل بالتوبة أدرانك
    يا مكتوباً عليه كل قبيح تصفح ديوانك


    حاسب نفسك ولا تبيعها للهوي، واعرف قدر ما ضاع وابك بكاء من يدري مقدار الفائت
    واعلم أن محاسبة النفس هي طريق السالكين إلي ربهم،
    وزاد المؤمنين في أخرتهم، ورأس مال الفائزين في دنياهم ومعادهم،
    فما نجا من نجا يوم القيامة إلا بمحاسبة النفس ومخالفة الهوى،
    فمن حاسب نفسه قبل يوم أن يحاسب خف في القيامة حسابه،
    وحضر عند السؤال جوابه، وحسن منقلبه ومآبه،
    ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته، وطالت في عرصات القيامة وقفاته،
    وقادته إلي الخزي والمقت سيئاته.


    قال الحسن البصري رحمه الله:
    أن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ نفسه، وكانت المحاسبة من همته،
    وقال أيضا: لا تلقي المؤمن إلا يعاتب نفسه: ماذا أردت بكلمتي؟ ماذا أردت بأكلتي؟ ماذا أردت بشربتي؟
    والعاجز يمضي قدما لا يعاتب نفسه.


    وقال ميمون بن مهران رحمه الله:
    لا يكون الرجل تقيا حتى يكون لنفسه اشد محاسبة من الشريك لشريكه.


    وقد جاء الأمر بمحاسبة النفس في القران الكريم في قوله تعالي
    " يا أيها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله أن الله خبير بما تعملون"


    قال ابن كثير رحمه الله:
    " أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ،
    وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم و عرضكم علي ربكم"أ.هـ


    وقال تعالي :
    " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم"


    قال ابن جرير الطبري رحمه الله:
    " ثم ليسألنكم الله عز وجل عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا ماذا عملتم فيه؟
    ومن أين وصلتم إليه؟ وفيم أصبتموه؟ وماذا عملتم فيه؟ أ.هـ


    وقال ابن القيم رحمه الله:
    فإذا كان العبد مسئولا ومحاسبا علي كل شيء حتى علي سمعه وبصره وقلبه،


    كما قال تعالي :
    " وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا"
    فهو حقيق أن يحاسب نفسه قبل أن يناقش الحساب) أ.هـ


    وها هو الغزالي رحمه الله
    في إحيائه يجري حديثاً رائعاً مع النفس يحاسبها فيقول:
    " يقول- أي العبد- للنفس: ما لي بضاعة إلا العمر، ومتى فني فقد فني رأس المال،
    وهذا اليوم الجديد قد أمهلني الله فيه وأنساني أجلي،
    وأنعم علي به ، ولو توفاني لكنت أتمني أن يرجعني إلي الدنيا يوماً واحداً حتى أعمل صالحاً،
    فاحسبي أنك قد توفيت ثم قد رددت، فإياك أن تضيعي هذا اليوم،
    فإن كل نفس من الأنفاس جوهرة،
    ويحك يا نفس أن كانت جرئتك علي معصية الله لاعتقادك أن الله لا يراك فما أعظم كفرك،
    وإن كان مع علمك بإطلاعه عليك فما أشد وقاحتك وقلة حياءك ....
    أتظنين أنك تطيقين عذابه؟
    جربي أن إلهاك البطر عن اليم عذابه فاحتسبي في الشمس.... أو قربي إصبعك من النار....
    ويحك يا نفس كأنك لا تؤمنين بيوم الحساب وتظنين أنك إذا مت انفلت وتخلصت وهيهات...
    أما تنظرين إلي أهل القبور، كيف كانوا جمعواً كثيراً، وبنواً مشيداً، وأملوه حميداً،
    فأصبح جمعهم بوراً، وبنيانهم قبوراً، وأملهم غروراً...
    ويحك يا نفس أما لك بهم عبرة؟ أما لك إليهم نظرة؟ أتظنين أنهم دعوا للآخرة وأنت من المخلدين؟
    هيهات هيهات،
    ساء ما تتوهمين...
    أما تخافين إذا بلغت النفس منك التراقي؟ فانظري يا نفس بأي بدن تقفين بين يدي الله وبأي لسان تجيبين،
    واعدي للسؤال جواباً، وللجواب صواباً، واعملي في أيام قصار لأيام طوال، وفي دار زوال لدار مقامة،
    اعملي قبل ألا تعملي، وتقبلي هذه النصيحة، فان من أعرض عن الموعظة فقد رضي بالنار، وما أراك بها راضية" أ.هـ

    واعلم أخي في الله،
    أنه كلما اجتهدت في محاسبة نفسك اليوم استرحت منها غداً
    إذ صار الحساب إلى غيرك كلما أهملتها اليوم اشتد عليك الحساب غداً.

    قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
    حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا، وتهيئوا للعرض الأكبر،
    يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية.


    وقال الحسن البصري رحمه الله:
    المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله عز وجل،
    وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا،
    وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.


    فقال ابراهيم التيمي رحمه الله :
    مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها ، وأعانق أبكارها ،
    ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها ، وأشرب من صديدها ، وأعالج سلاسلها وأغلالها ،
    فقلت لها : ما تشتهين؟ فقالت: أشتهي أن أعود إلى الدنيا فأعمل صالحا،
    قال: فقلت لها: فأنت في الأمنية فاعملي.


    ونحن جميعاً أيها الأخوة الأحباب في الأمنية نعمل،
    نحن في الأمنية التي يتمنها كل مفرط عند الموت،
    نحن في الأمنية التي يصرخ بها أهل النار في النار،
    نحن في الأمنية التي يتمنها كل من وقف أمام المليك الجبار،
    فهلا انتبهنا ؟
    ووقفنا مع أنفسنا وقفة محاسبة ونحن نستقبل هذا الشهر العظيم ،
    وبدأنا من اليوم عاماً جديداً ، فحفظنا على أبصارنا من النظر إلى الأفلام والمسلسلات والمباريات ،
    وحفظنا سمعنا عن سماع الأغاني والموسيقى ،
    وحفظنا ألسنتنا عن الغيبة والنميمة والكذب والخوض في الباطل والكلام وفيها لا يعني والكلام فيها لا يفيد وسائر الآفات ،
    وحفظنا جوارحنا عن سائر أنواع المحرمات ،
    قبل الفوات؟



    والله من وراء القصد

  • #2
    رد: ◘◘ بدايتي في رمضان ◘◘ .. وقفة محاسبة ..◘◘ &gt;&gt;.. مقال لفضيلة الشيخ/ صلاح عبد المعبود ..&lt;&lt;

    جزاكم الله خيرا
    ياربى لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
    "ياالهى اسالك فرجا قريبا وصبرنا جميلا والعافيه من كل بليه والشكرعلى العافيه والغنى عن الناس ولاحول ولاقوة لابالله"
    الوْصُـولْ إلى رِضَــى آلنـَــآس‘أشـْـــــبَه بــِ طــَريق طَويـْل!يـَنْتهْي‘بــِ لـَوحَة آرشـــــــَآدية.مـَـكـُـتــــوب عـَـلـْـيهـَـا عــــُذراً .الطـــَريـْق‘ مــَـسْدُود فَـلاَ تَنْشَغِلْ إلاَ بـِ رِضى الله

    تعليق

    يعمل...
    X