إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دورة الإستعداد لرمضان :::: متجدد بإذن الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دورة الإستعداد لرمضان :::: متجدد بإذن الله

    إستعــــداد الصفـــوة الصادقيـــن
    ..
    للفوز بشهر الرحمــات المبيــن

    **
    ***



    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه اجمعين




    أما بعد ...



    يا باغي الخير أقبل ...






    فإنك مُعان موفق مُسدد ..







    ويا باغي الشر أقصر ...



    فإنك مخذول مكروه






    منبوذ مطرود ..



    *****



    فإن من فضل الله ومَنِّهِ على عباده أن رزقهم بمواسم تكون سبباً لزيادة درجاتهم في جنته ،






    ورفع قدرهم ومكانتهم عنده سبحانه وتعالى ،


    وذلك
    لعلمه سبحانه بضعفهم وقلة حيلتهم وصعوبة نجاتهم ..






    نظراً لتكالب أعدائهم من النفس والهوى والشيطان والدنيا عليهم .




    *****



    ومن هذه المواسم التي هي منِّة مَنَّ الله علي عباده الضعفاء بها ،


    وعطية تفضل عليهم سبحانه برزقه إياهم بها ..


    ( شهـــــر رمضـــــان )






    وهذا الموسم الذي هو من أجل النعم لابد أن يُبذل له قصارى الجهد ليتم الظفر بالمطلوب منه.






    وصورة هذا البذل لا تنحصر في إتقان الموسم فحسب






    بل لابد أن يحاط من خلفه ومن أمامه بمحاب الله عز وجل ليتم الظفر بما يُرجى منه




    كيفية إحاطته من خلفه ؟؟




    ( الاستعـــــداد للموســـــــــــم )






    يقول الإمام مالك عليه رحمة الله : ( لن يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أمر أولها ) .






    فلا يظن مسلم أن بإمكانه نجاة أو فوز بدون تحصيل ما حصّله الصالحون






    قبله وبدون السير في الطريق الذي ساروا فيه وبدون
    سلوك المسلك الذي سلكوه ..


    وللتفوق في هذه المواسم وإتقانها لابد من معرفة كيف


    عاشها الصالحون قبلنا ؟


    وكيف حصَّلوا فيها أعلى الدرجات ؟






    وكيف كانت سبباً لوصولهم إلى ما وصلوا إليه من زيادة الدرجات وعلو المكانات ..



    *****







    قد كانوا رحمهم الله يستعدون للمواسم ويتهيئون لها بما يتناسب مع قدرها ،



    فقد كانوا يستعدون لشهر رمضان قبل مجيئه
    بستة أشهر !!






    وخاصة في شهر شعبان لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال عندما سُئل عن شهر شعبان :

    "
    ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم "

    الراوي: أسامة بن زيد المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/130
    خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]




    وإذا اجتهد العبد في الإستعداد في شهر شعبان فقد


    فــــــــــــــاز






    وحصل أجرين :






    أ-أجر الاستعداد لرمضان ..






    ب- أجر عبادة الله في وقت غفلة ..






    فإلى طالبي الفوز بهذا الموسم ..


    وإلى طالبي الإرتقاء بهذاالموسم ،



    ليكن لسان حالكم :








    على الدرب يا عصبة الصالحين بـروح قوي وعزم متـين





    سنمضي وراءكم مـرَّ السنين بلا رجـعة وليكن ما يـكون




    *****



    • وكانت صورة هذا الإستعداد تدل على لهفتهم ( رضي الله عنهم ورحمهم الله تعالى )

    على الفوز بأكبر قدر من ثمرات هذا الموسم



    رغم عدم حاجتهم الشديدة لهذه الثمرات مثلنا فنحن أشد حاجة منهم لهذه الثمرات


    لشدة فقرنا إلى الحسنات والدرجات ،


    فما هي الأسباب التي جعلت الصالحين يستعدون لرمضان قبله بهذه المدة ؟





    *****





    تابعونــــــــــــــــــــــــــــا











    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤه بنقابى; الساعة 30-07-2010, 03:03 AM.

  • #2
    رد: دورة الإستعداد لرمضان :::: متجدد بإذن الله

    جزاكِ الله خيرا اختى أم شريك
    موضوع رائع جعله الله فى ميزان حسناتك
    متابعينك ان شاء الله
    اللهم بلغنا رمضان

    إن لله تعالى أهلين من الناس : أهل القرآن ، هم أهل الله و خاصته ((صححه الألبانى))
    اللهم ارزقنى حفظ القرآن و اجعلنى من أهله الذين هم أهلك و خاصتك

    تعليق


    • #3
      رد: دورة الإستعداد لرمضان :::: متجدد بإذن الله

      الأسباب التى جعلت الصالحين يستعدوا لرمضان قبل مجيئه بستة أشهر


      > < > <




      1- تعظيم شهر رمضان وإعطائه قدره ، وكان
      السبب في ذلك رؤيتهم الصحيحة وتقيـيمهم الصائب للأزمنة

      ففهموا قدر الزمان وما فضل الله بعضه على بعض

      وعلموا حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها " .

      فتربصوا لهذه النفحات ثم تعرضوا لها ففازوا برحمات الله فيها في الدنيا والآخرة.


      *****

      وفيما يلي بيان فضائل هذا الشهر الذي جعل الصالحين يستعدون له بهذا القدر ويضحون لأجله هذه التضحية .






      فضائل شهر رمضان





      أ- رمضان شهر خير وبركة :


      فهو يحمل البشريات للعاملين ويغسل ذنوب التائبين النادمين ويرفع درجات المحبين الصادقين .


      ب- رمضان هو الشهر الذي اختاره الله واصطفاه ليكون ميقاتاً لنزول كتبه ورسالاته :


      فهو شهر الصلة بين الأرض والسماء ومهبط البركة من السماء للأرض

      فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضت من رمضان ،

      وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان ، وأنزل الزبور لثمان عشر خلت من رمضان ،

      وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان "


      ج- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له ، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " :



      استأثر الله سبحانه وتعالى بالصيام لنفسه من بين سائر الأعمال ولهذا قال بعد ذلك " إنه إنما ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي " ؛


      وقال بعض السلف : طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره .


      د- فيه ليلة خير من ألف شهر :




      لما كانت أعمار هذه الأمة تتراوح بين الستين والسبعين وقليل منهم من يجاوز ذلك أعطاها الله البركة في الأعمال

      فالحسنة بعشر أمثالها وقراءة حرف من القرآن بعشر حسنات وليلة القدر في رمضان خير من ألف شهر .

      هل تأمل العبد هذا المعنى : " خير من ألف شهر " ؟


      فوالله لا يُحرم خيرها إلا محروم مخذول وقيامها به غفران ما تقدم من الذنوب ؛

      فإن العبد إذا قام بثلاثين أو أربعين ليلة قدر كل ليلة ببضع وثمانين سنة لصار عمره أكثر من ثلاثة آلاف سنة ..


      و- تسلسل فيه الشياطين .. وتغل فيه مردة الجن




      فيصير العبد حر طليق في أجواء العبودية لله عز وجل .




      ز- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :



      " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ،

      وينادي منادٍ : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر .



      ح- جماعية الطاعة في رمضان تبعث في النفس نشاطاً وثباتاً :



      فالمسلمون كلهم صائمون ثم يجتمعون في صلاة التراويح

      والنفس من عادتها أنها تنشط عند المشاركة وتغتر بالكثرة الكاثرة

      ولذلك ثبت كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة توبته بعدما ضغط عليه قومه حتى كاد يعود فيكذب نفسه ؛


      ثبت لما علم برجلين صالحين شهدا بدراً أصابهم ما أصابه ،


      وكذلك لما قال موسى عليه السلام : " واجعل لي وزيراً من أهلي * هارون أخي * أشدد به أزري * وأشركه في أمري " .


      ط- تجتمع في رمضان أمهات الطاعات :



      فالصلاة والصيام وزكاة الفطر فيه فرائض واجبة

      ثم هناك تلاوة القرآن والذكر والدعاء والصدقة والعمرة وإطعام الطعام من المستحبات المؤكدات .



      ي- تكثر فيه أسباب غفران الذنوب والعتق من النار :



      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " .


      وقال صلى الله عليه وسلم : " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " .


      وقال صلى الله عليه وسلم : "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " .



      كـ- سنة الإعتكاف في رمضان تعد بمثابة غرفة عناية مركزة :



      لاستئصال سرطان الذنوب من القلوب فهي بيئة معقمة بعيدة عن شوائب الدنيا وأدرانها ؛

      وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان .



      ل- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :



      " إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة " .



      م- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :



      " للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقى ربه فرح بصومه " .






      تابعونا


      >


      <


      >


      <

      تعليق


      • #4
        رد: دورة الإستعداد لرمضان :::: متجدد بإذن الله



        جزانا وإياكِ
        أختى

        لؤلؤه بنقابى

        تعليق


        • #5
          رد: دورة الإستعداد لرمضان :::: متجدد بإذن الله

          السلام عليكم ورحمه الله وبركاته انى سعيده جدا بالمشاركه معكم وادعوا لى ولكم بالثبات على الطاعه فى رمضان واقول لكم ياباغى الخير اقبل فانت سوف تقبل على ملك الملوك سبحانه فلا تترددواقدم لكل اخت جدول اعمالها فى رمضان بهذا الدرس نفعنا الله واياكم

          جدول المرأة المسلمة في رمضان - الشيخ عبدالمحسن الأحمد - طريق الإيمان
          التعديل الأخير تم بواسطة A_E_B; الساعة 31-07-2010, 04:15 PM. سبب آخر: يمنع وضع أى روابط للمواقع ..

          تعليق


          • #6
            رد: دورة الإستعداد لرمضان :::: متجدد بإذن الله



            جزاكى الله خيرا أختى محبة النبى محمد



            وأهلا بكِ فى المنتدى

            تعليق


            • #7
              رد: دورة الإستعداد لرمضان :::: متجدد بإذن الله

              جزاكم الله خيرا

              ياربى لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
              "ياالهى اسالك فرجا قريبا وصبرنا جميلا والعافيه من كل بليه والشكرعلى العافيه والغنى عن الناس ولاحول ولاقوة لابالله"
              الوْصُـولْ إلى رِضَــى آلنـَــآس‘أشـْـــــبَه بــِ طــَريق طَويـْل!يـَنْتهْي‘بــِ لـَوحَة آرشـــــــَآدية.مـَـكـُـتــــوب عـَـلـْـيهـَـا عــــُذراً .الطـــَريـْق‘ مــَـسْدُود فَـلاَ تَنْشَغِلْ إلاَ بـِ رِضى الله

              تعليق


              • #8
                رد: دورة الإستعداد لرمضان :::: متجدد بإذن الله

                وأيضا من الاسباب التى جعلت الصالحين يستعدوا لرمضان قبل مجيئه بستة أشهر :


                2- العلم بأنه لابد من وقفة صادقة ( في الطريق إلى الله ) عامة للنجاة من عذاب الله وغضبه والفوز بنعيم الله ورضاه :



                • لأن حال العبد إذا كان على وتيرة واحدة دون محطات يقف عندها ليحاسب نفسه فيما مضى ويتزود لما بقي لما نجح في طريقه إلى الله عز وجل


                ، كالطالب لا يُعلم مستواه بدون اختبار ، بل ولا يجتهد في مذاكرته ابتداءً إلا لعلمه أن هناك إختبار


                • فالعبد في طريق سفره إلى الله يحتاج إلى محطات ليقف ويتزود منها ثم يكمل سيره بهمة ونشاط من أثر ما تزود به

                كالسيارة في طريق سفرها تحتاج إلى محطات لتقف فيها وتتزود من وقودها لتكمل سيرها في سفرها على أكمل وجه .


                • ومن رحمة الله بعباده أن أرسل لهم بعض المواسم حتى تكون سبباً لأن يقفوا وقفة قبلها وأثناءها وبعدها ، لتوقظهم تلك الوقفات من غفلتهم وتزودهم بالهمة في طريقهم إليه سبحانه ،


                فهو سبحانه أرحم الراحمين يعلم ضعف عباده وما يحتاجون إليه ، وما الذي به نجاتهم وفوزهم ، كما قال تعالى :( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) .


                • فالله سبحانه يرسل لعباده هذه المواسم التي هي بمثابة إختبارات كي يرتفع بها مستواهم ويزدادون بها تفوقاً في طريقهم إليه سبحانه

                وكي تكون تلك الوقفات المصاحبة لهذه المواسم سبباً كي يعيدون بها حساباتهم مع أنفسهم .


                • وإذا نظرنا في واقع الصحابة رضي الله عنهم لوجدناهم قد حققوا أعلى معدلات الثبات والفوز والإرتقاء

                لأنهم أخذوا من الوقود ما يزود هم للسير بأعلى همة في طريقهم إلى ربهم .


                • فلابد للمتشبه بهم من وقفة صادقة قبل هذه الإختبارات للنجاة من الشهوات أو الشبهات أو غضب الله ( في الدنيا ) ،

                وللنجاة من عذاب القبر ويوم القيامة وعذاب النار ( في الآخرة ) وللفوز برضا الله ( في الدنيا) ، و رضاه سبحانه وجنته ( في الآخرة ) .


                3- استشعار أن الاستعداد لشهر رمضان يولد يقظة تامة وعمل صالح لأن العبد يكون في يقظة تامة عندما يُشعر نفسه بقرب الإختبار ويُديم مخاطبته لها بذلك ،

                أيضاً لتكون النفس منشغلة بالحق فتترفع عن الباطل ، ( فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ) .


                4- استشعار أن التفوق في الاستعداد يثمر التفوق في الاختبار ( شهر رمضان )

                ثم يثمر بذلك التفوق في سائر الحياة بعد أن يثمر الهداية والصلاح وهذه هي أسمى غاية لأن بها يرزق العبد الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة .


                • فلابد أن يتم تقديم أعمال عظيمة تؤهل للهداية والصلاح لأنها نِعم لها قدرها عند الله عز وجل لذلك لابد أن يُقدَّم لها ما يتناسب معها من ثمن

                كما قال تعالى : ( ومن أراد الآخرةوسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً ) ،

                وصدق من قال : " الدنيا يعطيها الله لكل أحد أما الآخرة فلا يعطيها إلا لعبد كريم عنده ".


                • فالآخرة لا تعطى إلا للصفوة الذين يختارهم الله عز وجل لأن الهداية ليست بيدي العبد إنما هي بيد صاحبها سبحانه وتعالى


                لذلك كان علي الراغبين في تحصيلها أن يدفعوا ثمنها الغالي كي ينالوها ...


                والدليل على أن الهداية ليست بيدي العبد قوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام ( الذي خلقني فهو يهدين ) ،

                وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى : ( ياعبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ) .


                والثمن إن لم يُدفع قبل نيل الهداية ( وهو طلب الهداية بما تتطلبه من أثمان ) قد يدفع في وسط طريق الهداية

                لأن الهداية لا تنال إلا بدفع ضريبة تؤهل العبد لنيلها لكونها لا تـُقَدَّر بثمن كما قال صلى الله عليه وسلم معبراً عن هذه السلعة التي لن تُحَصَّل إلا بالهداية

                " ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة "

                فهذه دعوة للعمل عند مالك الرحمات سبحانه وتعالى ، ليتفضل علي من عمل عنده بأعظم سلعة وهي الجنة التي جعل الله الهداية سبباً لنيلها.


                • ولقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في تقديرهم لهذه النعمة ؛ والتضحية لجنيها بكل غالٍ ونفيس ( ومعرفة ذلك يعلي قدر نعمة الظفر بدين الله في القلوب )

                فالصحابة رضي الله عنهم كانوا أكمل الخلق عقولاً وأكثرهم حكمة وكانت تضحياتهم ببيع أغلى ما يملكون في سبيل إرضاء من باعوا له ذلك سبحانه وتعالى

                ورغم أنه تعالى أكرم مشتري إلا أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكتفوا ببيعهم القليل مما يملكون له سبحانه بل باعوا له سبحانه كل ما يملكون

                وهذا دليل على تقديرهم البليغ وتعظيمهم الصادق للسلعة التي اختاروها وقدموها على ما سواها

                وهذا يدل على أن التضحية للظفر بدين الله عز وجل لابد أن تكون عظيمة مهما كلف العبد ذلك وشق عليه فإنها مشقة تخالطها متعة

                كتاج الملك الذي ثقل بالجواهر واللآلئ فمع مشقة حمله لثقله إلا أن به من متعة الشرف والجاه ما يشغل حامله عن شعوره بهذه المشقة .


                5- استشعار أن رمضان بحقيقته وقدره لا يعطى إلا لمن أثبت صدقه في طلبه ..

                ولذلك فلابد أن يتم إثبات هذا الصدق بالإستعداد له قبل مجيئه بستة أشهر ،

                ولأن حق الإختبار إتقانه من جميع جوانبه دون الإكتفاء بجانب أو جانبين من جوانبه فحسب ،

                ولأن رمضان هو بمثابة لجنة اختبار فلابد للصادق أن يُري الله تفوقه في هذا الإختبار من جميع الجوانب المطلوبة .


                • وصورة هذا التفوق هو إتقان العبودية لله عز وجل في كل ثانية في شهر رمضان ،

                ثم لابد أيضاً من الثبات بعد ذلك على ما تم إتقانه ولا سبيل إلى ذلك إلا بالاستعداد والاجتهاد قبل الإختبار ( شهر رمضان ) ،

                فلا ينبغي أن تكون خدمتنا لأجسادنا أكثر إتقاناً من خدمتنا لأرواحنا وليكن لسان حالنا كما قال الشاعر :



                ياخادم الجسم كم تسعى لخـدمتـه

                أتطلب الربح مما فيـه خسران ؟!





                أقبل على الروح واستكمل فضائلها


                فأنت بالروح لا بالجـسم إنسان




                • والمسلم الصادق يتمنى أن يفوز في اختباراته التي تحدد مكانته عند الله عز وجل ودرجته في الجنة بأعلى تقدير ومن هذه الاختبارات ( شهر رمضان ) ،


                فينبغي أن يأمل العبد ويتمنى أن يخرج منه وقد حصَّل أعلى الدرجات ولا يكفي التمني بل لابد أن يصحب هذا التمني العمل الصالح .


                ولنيل هذه الأمنية التي لن تنالها إلا النفوس النقية من الأدران والشوائب والقلوب الخالية من الآفات والرواسب،

                كان لزاماً على طالب هذه الأمنية ؛ الراغب في تحصيلها أن يستفرغ وسعه في تطهير قلبه قبل دخول شهر رمضان

                ولا يستكثر أي مدة في سبيل الظفر بهذا التطهير ولو كانت هذه المدة ستة أشهر كما كان حال الصالحين في الاستعداد لهذا الاختبار العظيم

                رغم سلامة قلوبهم وخلوها من الآفات الموجودة في قلوبنا ، وإذا استكثر العبد هذه المدة في إصلاح نفسه فقد خطا أول خطوات الفشل في اختباره .


                6- كتابة وعمل عداد الحسنات من حيث بدء الإستعداد وحتى آخر يوم في رمضان .


                7- ضمان الأجر ( أجر شهر رمضان ) إن حيل بين العبد وبين العمل في شهر رمضان

                بسبب موت أو مرض أو أي ظرف قهري لأنه سيكون أثبت رغبته في العمل والتفوق في هذا الإختبار بالعمل ( الاستعداد ) دون الإدعاء والتمني فقط .


                8- أن التفوق يتوقف على وقت الإختبار ووقت المذاكرة وإتقان العبد في إختباره يتوقف على إتقانه لمذاكرته ،

                فوقت الإختبار هو شهر رمضان ووقت المذاكرة هو ما قبل رمضان( الاستعداد ) ،

                ولا ينبغي أن يجمع العبد بين المذاكرة والإختبار في وقت واحد ، كأن يقول (سأستعد في أول الشهر وأعمل في آخره) ؛

                فإن رمضان من أول يوم إلى آخر يوم موطن إختبار وليس استعداد وهذا يدعو للإستتعداد قبل بدء الإختبار .


                • فلا ينبغي أن نعتمد على رمضان وحده للفوز بثمراته ، لأن شهر رمضان نتيجة وثمرة للاستعداد الذي كان قبله كما أن ليلة القدر نتيجة وثمرة للعمل في شهر رمضان

                وهذا لأن الآخرة ليست سهلة المنال ولا تعطى إلا لمن دفع الثمن الذي يتناسب مع قدرها .


                9- لصعوبة الإختبار وذلك لثقل التكاليف المطلوب إنجازها في رمضان فهي تحتاج إلى جهد متميز ويقظة تامة ؛

                فلا بد أن يجرد العبد قلبه وجوارحه للطاعة ويلغي ما سوى ذلك وهذا هو صوم الخواص وهو : الصوم عن غير ذكر الله وعبادته .


                • ولا ينبغي أيضاً أن ينظر العبد لهذا الاستعداد على أنه أمر تكليفي أو أمر شاق بل إن الطاعة نعمة يعطيها الله لمن أراد به الخير ،

                فهذا الاستعداد بمثابة رزق عظيم للعبد كما أن شهر رمضان من أعظم الأرزاق التي ينالها العبد .


                • فالنية في الاستعداد لشهر رمضان الإقتداء بأولئك الصالحين الذين كانوا في صدر هذه الأمة

                الذين هم أوائلها .. من فازوا ( لتعظيمهم للإختبارات والمواسم واستعدادهم لها حق الاستعداد)،


                فلن يصلح أي مسلم وأي موحد ولن يرفع الله عنا البلاء ولن تتنـزل الرحمات ولن يمكَّن لعباد الله في أرضه ولن يتم النصر

                إلا إذا أخذ الخلف بالأسباب التي أخذ بها السلف من الصحابة والتابعين الذين هم أوائل هذه الأمة .


                • ولابد أن يسأل المسلم نفسه قبل الطاعة لماذا أفعلها ليكون ذلك سبباً لثباته في هذه الطاعة وبعدها لأن الثبات ثمرة اليقين


                واليقين لا يتم إلا بمعرفة الأسباب الداعية لفعل الطاعة ، وحينئذ ينطبق علينا قول الله عز وجل ( إنماالمؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا )

                فينبغي للعبد أن يسأل نفسه قبل الطاعة عن ما دفعه لفعلها ليأخذ أجر النية ( لأنه على قدر النية يكون الأجر )

                ولكي يفوز باليقين الذي هو أصل ديننا ( فديننا مبني على اليقين وليس على الشك ) .


                • ولا ينبغي أن يستثقل العبد أو يستصعب تغيير نفسه وإصلاح آفاتها في هذه الفترة البسيطة

                لأن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين كانوا قد دخلوا الإسلام بعد وجود أكبر آفة وهي الكفر ثم تغيروا في أيام معدودة ،

                فالعبد معه من الأسباب ما يصلحه بإذن الله في هذه الفترة قبل رمضان ،

                ولكن يجب إن أراد العبد إصلاح نفسه أن يصارحها ويكشف عيوبها أمامه لأن مخادعة النفس من أقوى المهلكات لها .


                ولا يعتمد على إصلاح نفسه في رمضان فرمضان لجنة اختبار للإجابة فقط وليس للمذاكرة

                ثم يجب أن يعطيه حقه إذا هل عليه لأنه قد يكون آخر رمضان يمُر عليه ،

                فالله أعلم هل سيمهل لشهر رمضان في العام القادم أم لا ؟! ؛


                وصدق من قال :



                فيا شهر الصيام فدتكَ نفسي تمهَّـل بالرحيلِ والانتقـالِ




                فما أدري إذا ما الحولُ ولَّـى وعُـدتَ بقابلٍ في خيرِ حالِ




                أتلقانـي مع الأحيـاءِ حيـاً أم أنـك تلقني في اللحد بالي


                >


                <


                >




                تابعـونــــــــــــا

                تعليق


                • #9
                  رد: دورة الإستعداد لرمضان :::: متجدد بإذن الله

                  جزاكم الله خير الجزاء
                  وبارك الله فيكم ونفع بكم وأثابكم الجنة

                  وبورك في جهودكم

                  تعليق


                  • #10
                    رد: دورة الإستعداد لرمضان :::: متجدد بإذن الله

                    كيف يستعد الصادق للفوز بأعلى ثمرات شهر رمضان ؟




                    1- بتدارك أخطائه في شهور رمضان السابقة الناتجة عن وجود بعض الآفات

                    لأن هذه الأخطاء تحول بين العبد وبين التفوق في طريقه إلى الله عامة ؛ وبينه وبين التفوق في شهر رمضان خاصة


                    ... ومن هذه الآفات ...





                    1- التسويف :

                    وهو تأخير الطاعة والمماطلة في فعلها وعدم المسارعة للظفر بها

                    وصور الأخطاء الناتجة عن وجود هذه الآفة في شهر رمضان قول البعض في بداية الشهر : أنا غير مؤهل لهذا المستوى من العبادة

                    فسأؤجل الطاعة إلى منتصف الشهر حتى أكون تدربت وصرت أهلاً لهذا المستوى اللائق بشهر رمضان

                    ثم عندما ينتصف الشهر يؤجل إلى العشر الأواخر ، ثم يؤجل إلى ليلة القدر ( وكما أسلفنا فإن ليلة القدر ثمرة الإجتهاد في شهر رمضان فكيف يظن أن يحصلها بدون إجتهاد ؟!)

                    ثم يؤجل إلى آخر يوم في رمضان ولسان حاله حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالخواتيم "

                    ونسي أن الخواتيم الحسنة لا يوفق لها إلا من أحسن بدايتها


                    2- الكسل وسفول الهمة .


                    3- نسيان قدر وفضل شهر رمضان :

                    سواء في بدايته أو أثنائه أو نهايته ، بل نسيان قدر أي يوم منه أو دقيقة أو حتى ثانية .


                    4- التعب بسبب فعل طاعات لم يتعود العبد على فعلها قبل شهر رمضان :


                    بسبب تقصيره في الإستعداد ، فلابد أن يتدرب ( طالب الفوز بثمرات هذا الشهر )

                    قبل الإختبار بتدريب الجوارح على الطاعات المطلوبة في شهر رمضان

                    وهذا التدرب يحتاج إلى أوقات طويلة لتُجنى الثمرة المطلوبة .


                    5- الإعتماد على ليلة القدر بعينها :

                    ونسيان أن تلك الليلة ما هي إلا جائزة لا يعطيها الله إلا لمن هو أهل لها ..


                    فهذه الآفات لابد أن يتخلص العبد منها جميعها قبل دخول الإختبار ( شهر رمضان ) ليحقق الله له ما يرجوه ويتمناه من التفوق في هذا الإختبار ...
                    وفيما يلي إيضاح لكل آفة من هذه الآفات من حيث صورتها وسببها وآثارها وكيفية التخلص منها .



                    الآفة الأولى


                    ( التسويف )


                    *****




                    وهي آفة فتاكة


                    لابد أن تُبغض في الله أشد البغض

                    لكونها تُنقص جداً من درجات العبد عند الله عز وجل وتحول بينه وبين ارتقاءه بل تمنع مجرد سيره إلى الله سبحانه وتعالى .



                    و التسويف .. من كلمة ( سوف ) ويعبر عنها بالتباطؤ وعدم الرغبة الأكيدة على الفعل

                    والدليل على ذلك قول يعقوب عليه السلام حين طلب منه بنوه الإستغفار لهم

                    وقد كانوا أدخلوا الحزن عليه بما فعلوه مع يوسف عليه السلام وأخيه:
                    ( قال سوف استغفر لكم ربي )

                    بخلاف توبة آدم عليه السلام فقد نفى عنه سبحانه التسويف في التوبة بقوله عز وجل
                    ( فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه )

                    والفاء هنا للسرعة ..

                    فالصادق في رغبته بالفوز يسارع بالعمل لأن التأجيل يدل على عدم الرغبة الصادقه في العمل


                    كذلك يدل التأجيل للطاعة أيضاً على دنو قدرها في القلب .



                    خطورة المرض




                    1- التسويف سبب الهوان الذي أصاب هذه الأمة :-


                    فالتسويف من أقوى الأسباب لقلة طاعات الأمة وتأخير توبتها وكثرة معاصيها مما جعلها غير مؤهلة لنـزول رحمة الله عليها


                    وحل بها من المحن والفجائع ما الله به عليم وصدق الشاعر إذ قال موضحا حال هذه الأمة :


                    كـأنَّ دماءنا مـاءٌ كريـهُ وأنَّ وجوهَـنا عَرَضٌ قبيحُ


                    على أيِّ الجنوبِ سنستريـحُ وهذا الجرحُ في الكبدِ يصيحُ



                    • فهذه الأمة ذلت وهانت في دينها ودنياها معاً ولا يرجع ذلك إلا لكونها تخلقت بخلق التسويف

                    وتجنبت المسارعة التي ترضي سيدها

                    وما يؤكد ذلك أن الأمة التي تبلغ من العدد مليار وربع المليار


                    يُسبّ نبيها !! .


                    2- التسويف يورث الأمن من مكر الله :-


                    وذلك لسببين :


                    1) أن التسويف يجعل العبد لا يشعر بالتقصير لظنه أنه طالما نوى فعل الطاعة فهو بذلك طائع لله عز وجل

                    ونسي قول الشاعر الذي يخاطب من تهاونوا في دينهم ظناً أنهم على خير وقد اغتروا بحلم الله عز وجل وستره :




                    أغرَّكَ حِلمهُ يا صاحِ مهلاً ألم تعلم بـهِ حيٌّ يـراكَ



                    بل ونسي قول الله تعالى : ( يا أيها الإنسانُ ما غرَّك بربك الكريم )


                    فهذا سوء أدب مع الله عز وجل ( ولا يمكن لأحد أن يقول أنه طالما نوي فعل المطلوب منه فهو علي خير وغير مخطئ )


                    فهذا لايجوز بالنسبة للتعاملات مع البشر فما بالنا برب البشر ؟!


                    2) أن الجزاء من جنس العمل فالذي يسوف لا يحمل هم شيء لكن القلب الذي يحمل هم الطاعة لا يهدئ قبل فعل الطاعة


                    لأنه يريد أن يرضي الله وأن يسارع بإنهاء ما عليه قبل الموت فلذلك يجزيه الله بدوام هده النعمة " القلق على دين الله وحمل همه "

                    ويرزقه سبحانه الهمة العالية والثبات أما الذي لا يحمل هم الطاعة يجازى بالتسويف .


                    3- العجب بدون عمل :-


                    فإذا ترك العبد الطاعة ثم صاحب هذا الترك كسرة في القلب فسيكون بذلك أخطأ خطأً واحداً فقط

                    لأن تلك الكسرة ستدفعه للإعتذار لسيده والتعويض ومداركة ما فات بالعمل

                    ولكن الذي ترك وسوَّف يكون بذلك وقع في خطأين وهما : عدم العمل والعجب ( نتيجة تسويفه )

                    والخطأ الثاني أعظم من الأول ويقع هذا العجب مع عدم العمل لأن العبد يظن أنه طالما نوى فقد ضمن الأجر

                    وأنه كمن عمل ويحسب نفسه في عداد العاملين لكون نيته تكفي لأخذ الأجر

                    ونسي أنه لم يعمل أي شيء يلحقه بالصالحين الذين ادعى أنه منهم

                    وشتان ما بين حال الأمة الآن وحال السلف عليهم رحمة الله فقد جمع السلف عليهم رحمة الله بين العمل والخوف

                    وجمعت هذه الأمة بين البطالة والأمن


                    فإلى الله المشتكى ..


                    فالجمع بين العمل والخوف هو حال الصادقين


                    أسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم إنه نعم المجيبون .


                    • فينبغي على العبد الصادق في طريقه إلى ربه عز وجل إذا نوى أي عمل يرجو به القربة إلى ربه سبحانه وتعالى

                    أن يسارع لتحصيله حقيقة وليس أمنية فحسب قبل أن يصيبه داء التسويف فيفقد تلك الطاعة

                    التي قد تكون سبباً لرفع دجته ومنزلته عند الله عز وجل أبعد ما بين المشرق والمغرب


                    وليحذر جداً أن يكون حاله عند الله عز وجل كحال الراسبين الفرحين فلا هم نجحوا ولا هم انكسروا برسوبهم


                    4- زوال الهمة الباقية :-

                    - فالمسوف همته ضعيفة جداً والتسويف يقضي على البقية الباقية منها


                    وكما قيل : " الهمة تهتف بالعمل فإن أجابها وإلا ارتحلت "


                    والفتور الذي تعاني منه الأمة الآن سببه هو التسويف في العمل وإهدار الهمة

                    فالله عز وجل حين يطَّلِع علي عبده ولا يرى منه اهتماماً بنعمته ( الهمة ) التي أنعم بها سبحانه عليه يسلبها منه

                    لأنه بذلك يصير غير أهل لها

                    فينبغي أن يظهر العبد دائماً نعمة ربه المنعم عليه وخاصة إن كانت هذه النعمة في الدين


                    فمثلاً إذا رزق الله العبد الهمة فلا بد أن تظهر عليه بالعمل


                    كإتقانه وإكثاره للعبادات من حفظ للقرآن ومراجعة له وصلاة به وتدبر له وهكذا .


                    5-التشبه بالمغضوب عليهم الذين علموا ولم يعملوا وهم اليهود :-


                    قد يعجب الله من عبد يستعيذ به سبحانه في كل ركعة في صلاته من أن يكون من المغضوب عليهم أو الضالين ثم بعد ذلك يتشبه بهم


                    بأن يتعلم ثم لا يعمل أو يعمل على جهالة ، وينسى أنه لابد أن يبتعد عن أي صفة تشبهه بهم

                    لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقوم فهو منهم ) وفي رواية ( حشر معهم )


                    فلمَ التشبه بأكثر خلق الله سوءً ؟؟ !! .


                    فالتسويف يمنع العمل ولا يتم إلا بعد علم فهنا وجه الشبه بالمغضوب عليهم الذين علموا ولكنهم لم يعملوا .


                    6- إثبات شهادة العبد على نفسه بحب الدنيا أكثر من الآخرة :-


                    وذلك بأن أحوال العبد الدنيوية التي قد تكون بها إختبارات يعلم مواعيد اختباراتها

                    ورغم ذلك يستعد لها قبل وقتها بفترة طويلة جداً ولا يسوف أبدًا لا في المذاكرة ولا في حل الإختبار

                    أما في اختبارات الآخرة


                    تلك الإختبارات المجهولة أوقاتها


                    خاصة الإختبار النهائي وقت مجيء ملك الموت


                    هذه الإختبارات المصيرية الحساسة


                    للأسف يسوَّف فيها .



                    >


                    <


                    >


                    <




                    تابعونــــــــــا

                    تعليق


                    • #11
                      رد: دورة الإستعداد لرمضان :::: متجدد بإذن الله



                      صدقة جارية هنا /
                      https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=77064


                      " رحمك الله يا والدي الغالي "


                      تعليق


                      • #12
                        رد: دورة الإستعداد لرمضان :::: متجدد بإذن الله

                        أسباب التسويف



                        *****





                        -1- طول الأمل


                        ينبغي أن يكون عند العبد قصر أمل دائماً لئلا يقع في أي صورة من صور التسويف


                        فالعبد لا يضمن لحظة من حياته فكيف يؤمل أن يعيش لحظات بل ساعات بل أيام بل شهور بل سنوات !!!

                        خاصة عندما يعلم أنه في آخر الزمان والساعة أوشكت على القيام

                        ومن علامات الساعة موت الفجأة وموت الشباب


                        -2- حسن الظن بالنفس




                        فقد يظن العبد أنه على خير وأن مستواه مرتفع جداً في علاقته بالله عز وجل

                        وأنه غير محتاج لهذه الطاعة لكونه من المقبولين الذين ضمنوا دخول الجنة

                        وهذا من أقوى دوافع التسويف وعدم الرغبة الصادقة لفعل الطاعة وعدم الافتقار لها والزهد فيها .


                        ولن يستطيع العبد رفع هذا الأمر عن نفسه إلا بعد أن يعلم بل يتيقن أنه لم يفعل بعد ما ينجيه مما يخافه من سيده سبحانه وتعالى

                        وأنه من أشد المقصرين وإن عمل فهو من المفرِّطين

                        وإن أتقن فالله أعلم هل هو من المقبولين الذين سلموا من الآفات أم لا لقوله تعالى

                        ( إنما يتقبل الله من المتقين )


                        فلا ينبغي أن يحسن العبد الظن بنفسه طرفة عين بل ولا بد أن يفتقر جداً لجميع محاب الله عز وجل


                        ويوقن بأنه لا نجاة له إلا بها مهما كثرت وشقت عليه أو صغرت في نظره واستهان بها وبفعلها


                        فعلى قدر الإفتقار للطاعة واستشعار الحاجة لها تكون المسارعة لفعلها وتكون النجاة بها

                        ويكفي العبد المسارع فوزاً أن يكون ممن يقول لهم الجليس الصالح في قبورهم

                        " فوالله ما علمتك إلا سريعاً في طاعة الله بطيئاً عن معصية الله فجزاك الله خيراً "

                        وما أعظمها من كلمة يسمعها المسلم في أشد ما ما يكون من وقت الحاجه ( وقت انقطاع العمل ) وما أسعده حينها ..


                        ثم ما ظن العبد إذا قيل له عكس ذلك " والله ما علمتك إلا بطيئاً عن طاعة الله سريعاً في معصية الله فجزاك الله شراً "


                        خاصة أن هذا الوقت الذي قد يسمع فيه العبد هذه الكلمة لا ينفع معه أبداً الإصلاح أو التغيير أو تدارك الأخطاء



                        وهذا ما جعل السلف عليهم رحمة الله يغلبون جانب الخوف طوال حياتهم خوفاً من هذه اللحظة


                        لكن عند موتهم كانوا يغلبون جانب الرجاء أملاً وطمعاً في أن يؤتيهم الله ما يتمنون في قبورهم .



                        -3- عدم الخوف من ذهاب الهمة




                        قد يظن العبد أن الهمة بيده وأنها مضمونة ، ولكن الصحيح أن الهمة غير مضمونة نهائياً


                        لأنها تأتي بإذن الله وتزول كذلك بأمر الله فإذا لم يكن العبد صادقاً مستعيناً بالله عز وجل متلهفاً على طاعته سبحانه وتعالى

                        لم يتفضل عليه ملك الهمه برزقها له، لأن الهمة رزق منه سبحانه يرزقها من يشاء وقت ما يشاء سبحانه وتعالى ..


                        قال تعالى ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله )


                        فالأمر بيد الله عز وجل وحده لذلك كان لا بد من استغلال أقل همة يرزقها الله العبد


                        لعله سبحانه يرحمه ويرزقه دوامها كما قال تعالى
                        ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم )

                        والشكر لا يكون باللسان فحسب بل يك
                        ون بالعمل

                        .

                        -4- ضعف الصدق والعزم والتقدير للأمر المسوف فيه



                        فإذا سوَّف العبد في أمر فإن ذلك يدل على عدم صدقه في تحصيله وقلة الرغبة في الظفر والفوز به


                        وأنه لم يعطِ هذا الأ مر قدره وذلك لأن المعتبر عند الله عز وجل العمل وليست النية فحسب

                        كما أن المعتبر في مستوى الطالب عند المعلم ورقة الإجابة وليست نية التفوق فحسب ..


                        وقد يؤجر العبد بنيته وحدها دون العمل بشرطين وهما:-


                        أ ) أن يكون هناك حائلاً قوياً يمنع العبد من تلك الطاعة .


                        ب) أن يكون العبد استفرغ وسعه في الأخذ بجميع الأسباب التي تقهر هذا الحائل .


                        فهنا فقط يأخذ أجر النية وإن لم يفعل الطاعة .. فلابد أن يُقدِّر ( طالب علو الهمة ) الطاعة ..


                        بإعطائها قدرها ؛ وذلك بأن يستشعر ويوقن في أنها من الطبيب الأعظم سبحانه وتعالى علاَّم الغيوب

                        فهو من شرَّع لعباده الطاعة ورزقهم بها علاجاً لأمراضهم وشفاءً لها

                        وزوالاً لهمومهم وإبعاداً لها .. مهما كانت الطاعة تلك بها من الصعوبة والمشقة الكثير .




                        وليعلم العبد أن أحوال الناس مع الطاعة أربعة :-


                        1- حال تسخط : وهو الحال الذي يترك صاحبه معه الطاعة لاستصعابه لها وعدم محبته إياها .


                        2- حال صبر: وهو الحال الذي يعمل صاحبه فيه الطاعة ولكن بدون محبة لها

                        ويقوم بها خوفاً من الإثم الذي قد يلحقه لتركه إياها فقط


                        فهذا العبد بهذا الحال سقط عنه الإثم وصار في عداد المأجورين ولكنه لم يحسن أدبه مع الله عز وجل .


                        3- حال رضا : وهو الحال الذي يعمل صاحبه فيه الطاعة برضىً تام لأنه يعلم قدر تلك الطاعة

                        وأنها رزق من أكرم الأكرمين للعبد وأنه سينال بها أعلى الدرجات وأرقى المستويات من الرضى والفوز .


                        4- حال شكر :( وهذه المرتبة هي أعلى مراتب المكلفين )

                        وهو الحال الذي يعمل صاحبه فيه الطاعة باستشعار منة الله عليه بها

                        فأضاف لمعنى الرضى شكر الله عز وجل على هذه النعمة ومحاولة رد جميله سبحانه

                        فلسان حاله ومقاله




                        لك الحمد يارب أن رزقتني باباً لعبادتك


                        لك الحمد يارب أن رزقتني دواءً لشفاء مرضي


                        لك الحمد يارب أن رزقتني باباً للنجاة والفوز



                        -5- الصحبة والمجتمع الذي يغلب عليه التسويف




                        فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) .

                        فالذي يصاحب أصحاب الهمم السفلية تسفل همته والذي يصاحب أصحاب الهمم العالية تعلو همته

                        وكما قال أيضاً صلى الله عليه وسلم : " إنما الحلم بالتحلُّم "

                        أي أن الصفات تُكتسب وكذلك الطباع وليست جبلية فحسب

                        فبالرغم من صعوبة اكتساب هذا الخلق ( الحلم ) إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أثبت أنه قد يحصل عليه العبد

                        بالكسب فكذلك الهمة قد تُنال بالكسب وهي تتأثر جداً بالصحبة والمجتمع إما بالعلو وإما بالسفول .





                        >



                        <



                        >


                        تابعونـا

                        تعليق

                        يعمل...
                        X