في حياتنا العادية نشاهد ونعلم أن من أراد السفر إلى مكان ما فلا بد له من أن يعدَّ العدة, ويهيئ الزاد والراحلة، ويأخذ جميع ما يحتاج إليه في هذا السفر, والمفارقة أننا مع علمنا ذلك؛ فإننا - ونحن في هذه الدار ماضون على قدم وساق في سفرنا إلى رب العالمين - لم نسأل أنفسنا عن مدى استعدادنا لهذا السفر الطويل؟
أخي في الله: إن هذه الدنيا دار عمل لا دار حساب, وهي دار تسابق إلى فعل الخيرات والأعمال الصالحات, إذ العمل الصالح هو الزاد الحقيقي للوصول إلى الدار الأبدية الآخرة
قال الله - تبارك وتعالى -: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} سورة النحل (97).
, وقال: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ}
سورة غافر (40).
, وعليك أن تعلم حقيقة الدنيا التي ألهت كثيراً من الناس قال الله - تبارك وتعالى -: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}
سورة آل عمران (185).,
وقال: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ}
سورة غافر (39)
, وقال سبحانه: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}
سورة الحديد (20).,
وصدق الشاعر إذ قال:
عبد الله: ألست غداً تنـزل القبر, ويتخلى عنك أهلك وأحبابك, يضعونك في تلك الحفرة الضيقة, ويرجعون إلى بيوتهم, ولا يبقى معك إلا ما قمت به في هذه الحياة من الأعمال الصالحة فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى واحد، يتبعه أهله، وماله، وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله))رواه مسلم برقم (2960).
, ولأجل ذلك ينبغي أن نعمل لأجل ذلك السبب الذي أعطانا الله - تبارك وتعالى - النعم لأجله، وكرَّمنا بالجوارح؛ وهذا السبب هو العبادة والتسابق إلى الطاعة والمرضاة كما قال الله - تبارك وتعالى -: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}
سورة الإسراء (36).
, فاجتهد أخي الكريم في استغلال وقتك في طاعة الله - تبارك وتعالى -, واعمر وقتك بما يقربك من رب الأرض والسموات.
عبد الله: قد هلَّ عليك هلال هذا الشهر الكريم فاغتنمه بالصيام والقيام, والإكثار من طاعة الكريم الرحمن, وحاول أن تنظم وقتك فتحدد وقتاً لقراءة القرآن, ووقتاً لمحاسبة النفس, ووقتاً لصلاة الضحى والنوافل وقيام الليل، ووقتاً للصدقة وأعمال البر، ووقتاً لصلة الرحم؛ فهو فرصة مباركة تقربك إلى الله - تعالى -.
أخي: هذا رمضان يناديك: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر اقصر"، فكن ممن يبتغي الخير، وأقبل على رب الأرض والسماوات، علَّ هذا رمضان يكون آخر رمضان لك.
نسأل الله - تبارك وتعالى - أن يمنَّ علينا بطاعته, وأن يعيننا على اغتنام الأوقات, وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجنبنا الزلل في القول والعمل, والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أخي في الله: إن هذه الدنيا دار عمل لا دار حساب, وهي دار تسابق إلى فعل الخيرات والأعمال الصالحات, إذ العمل الصالح هو الزاد الحقيقي للوصول إلى الدار الأبدية الآخرة
قال الله - تبارك وتعالى -: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} سورة النحل (97).
, وقال: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ}
سورة غافر (40).
, وعليك أن تعلم حقيقة الدنيا التي ألهت كثيراً من الناس قال الله - تبارك وتعالى -: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}
سورة آل عمران (185).,
وقال: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ}
سورة غافر (39)
, وقال سبحانه: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}
سورة الحديد (20).,
وصدق الشاعر إذ قال:
إنمــا الدنيا فناء ليس للدنيا ثبوت
إنما الدنـيا كبيت نسجته العنكبوت
ولقد يكفيك منها أيها الطالب قوت
ولعمري عن قليل كل من فيها يموت
أخي الكريم:
سبيلك في الدنيا سبيل مسافر ولا بــد من زاد لكل مسافر
ولابد للإنسان من حمل عدة ولاسيما إن خاف سطوة قاهر
التبصرة لابن الجوزى (1/15).
التبصرة لابن الجوزى (1/15).
وقال الآخر:
تزود للذي لا بـــد منه فإن الموت ميقات العباد
وتب مما جنيت وأنـت حي وكـن متنبهاً قبل الرقاد
ستندم إن رحلت بغيـر زاد وتشقى إذ يناديك المنادي
أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد
عبد الله: ألست غداً تنـزل القبر, ويتخلى عنك أهلك وأحبابك, يضعونك في تلك الحفرة الضيقة, ويرجعون إلى بيوتهم, ولا يبقى معك إلا ما قمت به في هذه الحياة من الأعمال الصالحة فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى واحد، يتبعه أهله، وماله، وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله))رواه مسلم برقم (2960).
, ولأجل ذلك ينبغي أن نعمل لأجل ذلك السبب الذي أعطانا الله - تبارك وتعالى - النعم لأجله، وكرَّمنا بالجوارح؛ وهذا السبب هو العبادة والتسابق إلى الطاعة والمرضاة كما قال الله - تبارك وتعالى -: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}
سورة الإسراء (36).
, فاجتهد أخي الكريم في استغلال وقتك في طاعة الله - تبارك وتعالى -, واعمر وقتك بما يقربك من رب الأرض والسموات.
عبد الله: قد هلَّ عليك هلال هذا الشهر الكريم فاغتنمه بالصيام والقيام, والإكثار من طاعة الكريم الرحمن, وحاول أن تنظم وقتك فتحدد وقتاً لقراءة القرآن, ووقتاً لمحاسبة النفس, ووقتاً لصلاة الضحى والنوافل وقيام الليل، ووقتاً للصدقة وأعمال البر، ووقتاً لصلة الرحم؛ فهو فرصة مباركة تقربك إلى الله - تعالى -.
أخي: هذا رمضان يناديك: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر اقصر"، فكن ممن يبتغي الخير، وأقبل على رب الأرض والسماوات، علَّ هذا رمضان يكون آخر رمضان لك.
نسأل الله - تبارك وتعالى - أن يمنَّ علينا بطاعته, وأن يعيننا على اغتنام الأوقات, وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجنبنا الزلل في القول والعمل, والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
تعليق