إلى كل صائم قائم . إلى الذين ذبلت شفاههم من الصيام .
وجفت أكبادهم من الظمأ . وخمصت بطونهم من الجوع .
إلى من صام رمضان إيماناً واحتساباً أُهدي هذي الكتاب
إلى من صام رمضان إيماناً واحتساباً أُهدي هذي الكتاب
مرحبا بالزائر الكريم
صحَّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه إذا رأى الهلال قال : (( ربي وربك الله هلالُ خيرٍ ورشدٍ ، اللهم أهله علينا بالسلامة والإسلام والأمن والإيمان )) ([1]).
ورمضان أشرفُ الشهور ، وأيامُه أحلى الأيام ، يعاتب الصالحون رمضان لقلة الزيارة ، وطول الغياب ، فيأتي بعد شوقٍ ، ويفد بعد فراق ، فيحييه لسان الحال قائلاً .
مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام
يا حبيباً زارنا في كل عام
قد لقيناك بحبٍّ مفعمٍ
كل حبٍّ في سوى المولى حرام
فاقبل اللهم ربي صومناً
ثم زدنا من عطاياك الجسام
لا تعاقبنا فقد عاقبنا
قلقٌ أسهرنا جُنح الظَّلام
والعجيب أن هذا الضيف يصلح الله بمقدمه القلوب ، ويغفرُ بزيارته الذنوب ، ويستر بوصوله العيوب ، فحيَّ هلا وسهلاً به .
([1])رواه الترمذي وأحمد وإسحاق في مسنديهما وهو حديث حسن .
هديه صلى الله عليه وسلم في الصوم
ورمضان أشرفُ الشهور ، وأيامُه أحلى الأيام ، يعاتب الصالحون رمضان لقلة الزيارة ، وطول الغياب ، فيأتي بعد شوقٍ ، ويفد بعد فراق ، فيحييه لسان الحال قائلاً .
مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام
يا حبيباً زارنا في كل عام
قد لقيناك بحبٍّ مفعمٍ
كل حبٍّ في سوى المولى حرام
فاقبل اللهم ربي صومناً
ثم زدنا من عطاياك الجسام
لا تعاقبنا فقد عاقبنا
قلقٌ أسهرنا جُنح الظَّلام
والعجيب أن هذا الضيف يصلح الله بمقدمه القلوب ، ويغفرُ بزيارته الذنوب ، ويستر بوصوله العيوب ، فحيَّ هلا وسهلاً به .
([1])رواه الترمذي وأحمد وإسحاق في مسنديهما وهو حديث حسن .
هديه صلى الله عليه وسلم في الصوم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد .
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : (( وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثارُ من أنواع العبادات ، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن الكريم في رمضان ، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسله ، وكان أجود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ([1]) ، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن الكريم ، والصلاة والذكر والاعتكاف .
وكان يخصُّ رمضان من العبادة بما لا يخصُّ غيره به من الشهور ، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة ، وكان ينهى أصحابه عن الوصول ، فيقول له : إنك تواصل ، فيقول : (( لستُ كهيئتكم ، إني أبيت عند ربي يُطعمني ويسقيني )) ([2]) .
والله عز وجل رسوله عند هذا الوصال بلطائف المعارف ، ودر الحكم وفيض أنوار الرسالة ، لا أنه طعام وشراب حقيقة ، إذ لو كان كذلك لما كان عليه الصلاة والسلام صائماً .
فلما قرّت عينه عليه الصلاة والسلام بمعبوده ، وانشرح صدره بمقصوده وتنعم باله بذكر مولاه ، وصلح حاله بالقرب مِن ربّه نسي الطعام والشراب كما قال الأول :
فزادُ الرُّوح أرواحُ المعاني
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : (( وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثارُ من أنواع العبادات ، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن الكريم في رمضان ، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسله ، وكان أجود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ([1]) ، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن الكريم ، والصلاة والذكر والاعتكاف .
وكان يخصُّ رمضان من العبادة بما لا يخصُّ غيره به من الشهور ، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة ، وكان ينهى أصحابه عن الوصول ، فيقول له : إنك تواصل ، فيقول : (( لستُ كهيئتكم ، إني أبيت عند ربي يُطعمني ويسقيني )) ([2]) .
والله عز وجل رسوله عند هذا الوصال بلطائف المعارف ، ودر الحكم وفيض أنوار الرسالة ، لا أنه طعام وشراب حقيقة ، إذ لو كان كذلك لما كان عليه الصلاة والسلام صائماً .
فلما قرّت عينه عليه الصلاة والسلام بمعبوده ، وانشرح صدره بمقصوده وتنعم باله بذكر مولاه ، وصلح حاله بالقرب مِن ربّه نسي الطعام والشراب كما قال الأول :
فزادُ الرُّوح أرواحُ المعاني
وليس بأن طعمت ولا شربتا
فليس يُضيرك الإفتارُ شيئاً
إذا ما أنت ربك قد عرفتا
والرسول صلى الله عليه وسلم أذكر الذاكرين وأعبدُ العابدين ، جعل شهر رمضان موسماً للعبادة ، وزمنا للذكر والتلاوة . ليله صلى الله عليه وسلم قيام يناجي مولاه ، ويضرع إلى ربه يسأله العون والسداد والفتح الرشاد، يقرأ بالسور الطوال ، ويطيل الركوع والسجود ، شأن النهم الذي لا يشبع من العبادة ، جعل من قيامه الليل زادا وعتادا ، وقوة وطاقة . قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ (المزمل:1) ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ (المزمل:2) وقال تعالى ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ﴾ (الاسراء:79) .
فليس يُضيرك الإفتارُ شيئاً
إذا ما أنت ربك قد عرفتا
والرسول صلى الله عليه وسلم أذكر الذاكرين وأعبدُ العابدين ، جعل شهر رمضان موسماً للعبادة ، وزمنا للذكر والتلاوة . ليله صلى الله عليه وسلم قيام يناجي مولاه ، ويضرع إلى ربه يسأله العون والسداد والفتح الرشاد، يقرأ بالسور الطوال ، ويطيل الركوع والسجود ، شأن النهم الذي لا يشبع من العبادة ، جعل من قيامه الليل زادا وعتادا ، وقوة وطاقة . قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ (المزمل:1) ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ (المزمل:2) وقال تعالى ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ﴾ (الاسراء:79) .
ونهاره عليه الصلاة والسلام دعوة وجهاد ونصح وتربية ووعظ وفتيا.
([1])متفق عليه عن ابن عباس .
([2])رواه البخاري ومسلم ومالك في الموطأ .
يتبع إن شاء الله
تعليق