الحمد لله ولي الصالحين، سبقت رحمته غضبه، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، يحب أنين النادمين، ويسمع دعاء المتضرعين، ويقبل توبة التائبين، ويعجب من الشباب الصالحين، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ الحقُ المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الأمين، عبد ربه حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرًا.
آتي على الأبواب، وسأحل ضيفًا بعد يوم أو يومين، وشأن الضيف أن يرتحل، فماذا أعددت لضيفك؟
حري بك أيها المسلم أن تجعلني بداية توبة جادَّة، ونقطةَ انطلاقٍ إلى الله عازمة، قدِّر نعمة الله عليك أيها المسلم، واسأله أن يبلغك إياي، وخذ أمورَك بالجد، فكم من النفوس صامت العام المنصرم ولن تصوم هذا العام، وما تدري من أي الفريقين تكونُ أنت.
حري بك أيها المسلم أن تجعلني بداية توبة جادَّة، ونقطةَ انطلاقٍ إلى الله عازمة، قدِّر نعمة الله عليك أيها المسلم، واسأله أن يبلغك إياي، وخذ أمورَك بالجد، فكم من النفوس صامت العام المنصرم ولن تصوم هذا العام، وما تدري من أي الفريقين تكونُ أنت.
كم صحيح رأيت من غير سقم ذهبت نفسه الصحيحة فلتة
أيها المذنب
أيها العاق لوالديه والقاطع رحمه، أنا رمضان أدعوك وأهتف بك أن تعال نظف نفسك، طهر نفسك، رمِّم ما تهدّم في بناء قلبك، انفض غبار الشقاقِ واتباع الهوى والانسياق وراء وساوس الشيطان وتوهيماته، واحرص على ما ينفعك، فعمّا قليل سترتحل، وإلى الآخرة تنتقل، ويقفل ملفك في هذه الدنيا، دع عنك إغراءاتِ الأصدقاءِ ورفاقِ الهزل والضحك، ولا تلتفت لمكائد زوجتك إن كانت سببًا في عقوق والديك ومقاطعتهم، فإنّ كل زهرة ستذبل، وشبابك وشبابها زهرة وسيذبل، ويتقدم بك العمر إن عمرت وتعجز، وتحتاج إلى خدمة الأولاد وحنوِّهم، فإذا فتشت صفحاتِ ماضيك وعلاقتك مع والديك وجدتها لا تسر. عجبًا لك أيها العاق! أي قلبٍ تحمل في جوفك وقد تركت والديك أو أحدهما يذرف الدمعَ كمدًا ويكظم الغم قهرًا؟! ألا تخاف من دعوة مستجابة من والدٍ في؟!
ألا تخشى أن تبلى بمن يؤرق ليلك غدًا وينغص نهارك ممن كنت تؤمِّل برَّهم؟!
ألا تخشى أن تبلى بمن يؤرق ليلك غدًا وينغص نهارك ممن كنت تؤمِّل برَّهم؟!
أنا رمضان أدعوك يا آكل الربا، إلى متى تظل تبارز ربك وتعلن الحرب عليه؟! ألست تعلم أنك ضعيف وخصمك قوي ويملك جنود السماوات والأرض؟!
أذكرك بحلم الله عليك وإمهاله لك؛ لعلك تتوب وتكتفي بالحلال، وأفتح أمامك أبواب الرزق الحلال، ويحذرك في الوقت نفسه من مغبة التمادي في تغذية جسمك على الحرام.
ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في الرجل الذي يمد يديه إلى السماء داعيًا ومتضرعًا: يا رب، يا رب، لكن مطعمه حرام، ومشربه حرام وملبسه حرام، قال المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((فأنى يستجاب لذلك)).
أذكرك بحلم الله عليك وإمهاله لك؛ لعلك تتوب وتكتفي بالحلال، وأفتح أمامك أبواب الرزق الحلال، ويحذرك في الوقت نفسه من مغبة التمادي في تغذية جسمك على الحرام.
ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في الرجل الذي يمد يديه إلى السماء داعيًا ومتضرعًا: يا رب، يا رب، لكن مطعمه حرام، ومشربه حرام وملبسه حرام، قال المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((فأنى يستجاب لذلك)).
يا من تتعاطى المخدرات أو تشرب المسكرات، اتق الله في نفسك، كفى أذية لنفسك، ماذا جلبتْ لك تلك المحرمات؟! همّ وخوف، وفقرٌ وذلة، وقلق وفشل، وقسوة قلب، وتهرب عن كل فضيلة، وتهافت على كل رذيلة.
يا من تتعاطى المخدرات، أترضى أن تكون أختك أو بنتك أو زوجتك فريسة لوحوش البشر؟! هل يسرك أن إحدى محارمك يعبث بها شرار الخلق مقابل أن تحصل على شيء من المخدرات؟! فإن الواقع يثبت ذلك، ولا تظنَّ أنك في مأمن من هذا.
يا من تتعاطى المخدرات، أترضى أن تكون أختك أو بنتك أو زوجتك فريسة لوحوش البشر؟! هل يسرك أن إحدى محارمك يعبث بها شرار الخلق مقابل أن تحصل على شيء من المخدرات؟! فإن الواقع يثبت ذلك، ولا تظنَّ أنك في مأمن من هذا.
واحرص على ما ينفعك، فوالله عمّا قليل ستندم، وحينها ربما يكون الثمن غاليًا.
واعلم ـ أيها المسلم رعاك الله وحفظك وهداك ـ أن الموسيقى والغناء مفتاحٌ يلج به المرء عوالم المخدرات والمسكرات والفواحش، كثير من نجوم الموسيقى والغناء يتعاطون المخدرات علنًا، سواءً على المسرح أو خارجه، وكثير من الأغاني مطعمٌ بلغة المخدرات، فاحذروا.
أيها الشاب، إن مرحلة الشباب والفتوة لا تستغرق العمر كلّه، إنها مرحلة من مراحل عمرك، سرعان ما تطوى وتنتهي كما طوي ما قلبها، لكن أثرها على سلوك صاحبها أبلغ من أي مرحلة أخرى، فكن حذرًا أن تصير من ضحاياها، فكم غرت من فتى، وأوقعته في براثن الرذائل، ثم ولَّت هاربة عنه، وقد أسلمته لمرحلة الكهولة الممهدة للشيخوخة والعجز. يظن الشاب أنه هكذا سيظل دائمًا في نشاط وفتوة دون رقيب ولا مسؤولية، فما هي إلا مدة وجيزة ويفيق من سكرته، فيجد نفسه قد ضيع دينه ودنياه، وأهمل الاستعداد لمستقبل أيامه وآخرته؛ ضعفٌ في الدراسة وصدود عنها، وتهرُّب من كل عمل جاد، وشعور بالفشل يلاحقه.
أخوتي في الله، إن ضحايا الترصد للقنوات الفضائية ومتابعة غثها مما تعرضه في شاشاتها يكلفك كثيرًا، فاحرص على ما ينفعك، والسعيد من وعظ بغيره. لا يكن حظك من رمضان السهر في الاستراحات ومتابعة المسلسلات والنظر إلى المحرمات. وتذكر، كم من الشباب صاموا العام الماضي والآن هم في القبور.
إحذر ـ أيها الشاب ـ أن تظن أن مرحلة الشباب لا يُستمتع بها إلا أن تمضي سفهًا وعبثًا أو اقترافًا للحرام، إنها أغلى وأشرف من ذلك وأقدس
وفي الحديث المتفق عليه عَدَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: شابًا نشأ في طاعة الله، وما ذاك إلا لتغلبه على هواه وانتصاره على نفسه وقهرِه للشيطان ودحرِه وترقبه لما عند الله.
فرحة النصر على أعدائه من الشيطان وهوى النفس وقرناء السوء أبدلت طموحاته الأرضيةَ الوضيعةَ شوقًا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
أيها المفرط والمتساهل والمتهاون، أيها المذنب، لا تظن أن الأمر سهل وهين، إن الأمر جِدٌ، إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ [الطارق:13، 14].
وفي الحديث المتفق عليه عَدَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: شابًا نشأ في طاعة الله، وما ذاك إلا لتغلبه على هواه وانتصاره على نفسه وقهرِه للشيطان ودحرِه وترقبه لما عند الله.
فرحة النصر على أعدائه من الشيطان وهوى النفس وقرناء السوء أبدلت طموحاته الأرضيةَ الوضيعةَ شوقًا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
أيها المفرط والمتساهل والمتهاون، أيها المذنب، لا تظن أن الأمر سهل وهين، إن الأمر جِدٌ، إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ [الطارق:13، 14].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [لقمان:33].
أخوتي في الله
فإن من الناس من يفرح بقدومي ليستغله في التسول وفتح جيبه ليضع الناس فيه زكواتهم، وهو ليس من أهل الزكاة، ولم يشرع له السؤال.
ونسي أو تناسى أو جهل حديث الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((ما فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر)). فاحذر ـ يا مسلم ـ أن تفتح على نفسك باب الفقر فتشقى، ويشقى معك من تعول، ولن تغتني ولو صبَّت زكوات المسلمين كلها في جيبك؛ لأن الله فتح عليك باب الفقر حين فتحت على نفسك باب سؤال الناس. مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ [فاطر:2].
أما من كان محتاجًا وذا عيالٍ ودخله لا يغطي ضرورياته فالزكاة لم تشرع إلا لمثله والحمد لله، لكن كن حذرًا ـ أخي في الله ـ أن تظن أن مظاهر الترف والكماليات والتوسع في متع الدنيا، حذار أن تظن أن تلك ضرورياتٌ، فهذه حتى لو لم تجدها ولا تستطيع تأمينها فلا يحل لك أخذ الزكاة.
أخوتي في الله، المرأة يجب أن يكون لها في أنا رمضان نصيب، ليس من اللائق أن يضيع نهارها تفننًا في إعداد المآكل والمشارب، ويضيع ليلها تجوالاً في الأسواق بحجة شراءِ ملابسِ الشتاء أو العيد، لم لا يكون الاستعداد للعيد والشتاء قبل دخولي (أنا رمضان)؛ حتى تتفرغ المرأة أكثر للتزود منه لآخرتها؟!
اللهم اعصمنا بحفظك وثبتنا على أمرك
وجزى الله مشايخنا عنا خير الجزاء وجمعنا بهم في سوق الجنة
وجزى الله مشايخنا عنا خير الجزاء وجمعنا بهم في سوق الجنة
تعليق