بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيراً , وصى عباده بفعل الطاعات ووعدهم بالجنة وتوعد من عصاه بالنار ....
حياكن الله في هذه الروضة من رياض الجنة , أسأل الله كم جمعنا في رياض الدنيا أن يجمعنا في الآخرة ...
قبل أيام قلائل ودعنا شهر هو سيد الشهور , شهر يحبه الله عز وجل ,,
لهذا الشهر حرقه لفراقه , تمنينا لو طال هذا الشهر ,
هذا موسم أعطانا الله إياه حتى نتزود من الصالحات ..
قبل رمضان كنا نخطط سنعمل كذا وكذا وما إن جاء رمضان حتى لم نعمل ما خططنا له ..
رمضان كان سوق قائم , كحال المهرجانات المؤقتة نجد زحمة لأن الناس يعملون أنه سينقضي ...
رمضان سوق = === > نحن التجار فيه
هناك من ربح فيه وهناك من خسر
نسأل الله أن يجعلنا من الفائزين فيه ويتقبله منا بتقصيرنا .
الآن وبعد انتهاء رمضان نقارن بين حالنا قبل رمضان وحالنا بعد رمضان
رمضان كنا قريبين من الله عز وجل بالطاعات
لأن هناك روحانية لماذا ؟؟
لأن علاقتنا كانت بالله أقوى , فالروح تحتاج إلى الإتصال بالله عز وجل ..
في رمضان نكثر من الصلاة , الصدقة , قراءة القرآن ..
كل هذه الأعمال جعلتنا نحس بهذه الطمأنينة
لماذا بعد رمضان تغيرت أحوالنا ؟ بل والبعض قد يضيع الحسنات التي جمعها في رمضان .
لا نطلب من أحد أن يكون كما كان في رمضان ,,, لكن نطلب منهم المداومة على الطاعات بعد رمضان ..
" أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل "
بعد رمضان قلت قراءتنا للقرآن الكريم وقيامنا لليل
في رمضان كان لدينا بركة في الوقت .
قارني بين نهارنا في رمضان ونهارنا الآن في هذه الأيام ..
عبادتنا والعياذ بالله عبادة موسمية .. فالمسلم مطالب بالعبادة الدائمة ..
ـتأملوا هذا الموقف
عندما مات النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر : من كان يعبد محمد فإن محمداً قد مات , ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت "
والشيخ محمد حسين يعقوب يذكر في كتابه الرائع " أسرار المحبين في رمضان " يذكر : من كان يعبد رمضان فإن رمضان انقضى , ومن كان يعبد الله فإن الله موجود " أو كما ذكر في كتابه ..
ما ينبغي أن تنقلب أحوالنا هكذا بعد رمضان , يقول الله عز وجل : {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً } كانت هذه المرأة من قريش تصنع وتغزل الصوف فلما يجئ الصباح تنقض هذا الغزل , وإن كانت معذورة لفقدها عقلها ..
نحن لا نطالب أن تكونوا كحالكم في رمضان لا بل نطالب بالدوامة على الأعمال الصالحة التي كنا نعملها في رمضان ولو بنسبة أقل ..
خصائص المداومة على الطاعات :
1 ـ خصائص عباد الله المؤمنين " {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ }المعارج
{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ }المؤمنون3
فالمحافظة على الطاعات من صفات عباد الله المؤمنين
إحداهن تقول : كفاية صمنا رمضان كمان نصوم الست , لا تغتري بالعمل مهما فعلنا فالله عز وجل يستحق منا أكثر من ذلك ..
2 ـ هي وصية من الله عز وجل لخير خلقه الأنبياء صلوات ربنا وسلامه عليهم : { وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً }
أي : أدوام واستمر على الطاعة حتى الممات , إذا كانت هذه وصية الله للأنبياء فنحن من باب أولى .
وهي ليست وصية بل أمر , وصى بها خير أنبيائه " {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }
هناك أناس يجتهدون في رمضان يتركون التلفاز والمسلسلات ويعتكفوا على القرآن والصلاة , ومن أول يوم في العيد يعودوا كما كانوا كأنهم يقولوا " وأعبد ربك حتى يأتيك شوال "
إذا فالأمر للنبي صلى الله عليه وسلم أمر لأمته ,
يقول شداد : إذا رأيت الرجل في طاعة الله فأعلم أن عنده أخواتها , وإذا رأيت الرجل في معصية الله فاعلم أن عنده أخواتها "
نرجع ونقول : ليس في مستوى رمضان لكن بل نداوم على الأعمال ..
كلنا عنده مشاغل لا تنقضي ...لكن لا نجعلها تطغى على حساب العمل للآخرة
و نحن وجدنا هنا لعبادة الله عز وجل يقول عثمان رضي الله عنه : إنما أعطيتم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة , ولم تعطوها لتركنوا إليها , فالدنيا فانية والآخرة باقية
لا أقول لكم لا تنبوا ولا تعلموا ..... لكن لا تشغلكم عن عمل الآخرة .
3 ـ سبب لحسن الخاتمة
الكل يتمنى أن يكون قبره روضة من رياض الجنة , والكل يتمنى الجنة .
لكن الأماني لا تنفع لابد من العمل , وعملك يكون بالدوام على الطاعة ..
وعندما أنفك عنها وأعيش في غفلة فلا أضمن أن يأتيني الموت على هذه الغفلة ..
لذلك هي ـ المداومة ـ سبب لحسن الخاتمة
فلابد أن نعد العدة للقاء الله عز وجل
بجسمنا , بأموالنا , بأولادنا ؟؟؟ لا بل بأعمالنا
ولن ندخل الجنة بأعمالنا إلا برحمة الله عز وجل
قال تعالى : {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185
فمن زحزح : معناه الأمر صعب وليس بالهين .
نسأل الله أن يجعل مصيرنا إلى الجنة .
... أكبر دلائل المداومة ...
الله رغب في صيام الست من شوال لحكمه ... لماذا لم يقل في القعدة ؟؟ حتى نفهم أنه ليس لأننا صمنا شهر كامل هذا يكفي بل لابد أن نداوم على الطاعات ...
خصائص المداومة :
جعل الله لكل إنسان مداوم على الطاعات وحصل له ظرف منعه من العمل أن الله يكتب له الأجر كامل كما لو فعلها قال صلى الله عليه وسلم : إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعلم صحيحاً مقيماً "
لو كنت تصلين 11 ركعة في رمضان وفي الحرم لو كنت تصلين هناك 21 ركعة الشيطان يقول لك أنت الآن هل ستصلين هذا العدد ؟؟؟ نقول : لا تستمعي له ركعتين أو أربع أواظب عليها وأعملها باستمرار
ونضع نصب أعيوناً دوماً : " أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل "
فلم يحددها بمقدار ...
الأيام البيض ـ الست من شوال ـ الإثنين والخميس
كلها تدل على أن الله يحب المداومة على الأعمال الصالحة .
ثمرات المداومة :
الله سبحانه وتعالى غني عن عبادتنا ونحن المستفيدون من المداومة ...
فرحة العيد فرحة بالطاعة وليس فرح بإنقضاء شهر الطاعة وكأننا أصبح لدينا رصيد من الحسنات تكفي 11 شهر الباقي
هل ضمنا القبول ؟؟
السلف كانوا يحملون هم القبول
هل صلاتنا قبلت ؟؟ هل صيامنا قبل ؟؟ هل صدقتنا قبلت ؟
كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم .
هل فكرنا أن ندعو الله عز وجل أن يتقبل منا الأعمال التي عملناها .
.: أكثري من الدعاء أن يتقبل الله منا هذه الطاعة ..
وبعد كل عبادة أكثري من الإستغفار ...
ثمرات المداومة
1 ـ اتصالك بالله عز وجل زيادة في التقوى والإيمان
وقلبك مطمئن ومرتاح بالطاعة وهذا يؤدي إلى قوة الإيمان
الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ...
2 ـ البعد عن الغفلة :
فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية
حتى لو كنت في أمور مباحة فالأمور المباحة تجر للأمور المحرمة
3 ـ سبب لمحبة الله عز وجل
يقول الله عز وجل في الحديث القدسي : " ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه " أو كما جاء في الحديث
فلا تغتري مهما عملتي من عمل {وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ }المدثر6
4 ـ سبب للنجاة في الشدائد :
فالحمد لله نحن نعبد الله عز وجل وإن كانت بدرجات أقل من المطلوب لكن هي سبب للنجاة من الشدائد ...
فالنبي صلى الله عليه وسلم علم ابن عباس كلمات قال له : يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) . رواه الترمذي وقال :" حديث حسن صحيح ".
وفي رواية الإمام أحمد : ( احفظ الله تجده أَمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة ، واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك ، وما أَصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أَن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسرِ يسرا ) .
فالنبي صلى الله عليه وسلم يوصي ابن عباس أن يكون في عبادة مستمرة حتى يكون الله معه .
5 ـ سبب لمحو الذنوب :
ففي الحديث : " أرئيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه خمس مرات في اليوم هل يبقى من درنه شئ " أو كما جاء في الحديث
ففي هذا دليل على المداومة على الأعمال الصالحة .
6 ـ تيسر لك الحساب يوم القيامة :
كلنا سيقف بين يدي الله عز وجل , هناك من الناس من لا يناقش , تعرض عليه صحائف أعماله عرض يقال له فعلت كذا وكذا
وهناك من يناقش الحساب ومن نوقش الحساب عذب
لو كنت مداومة على الطاعة يخفف الله عنك الحساب وتعرض عليك الأعمال عرضاً
7 ـ سبب لدخول الجنة
فمن رحمته أنه نوع لنا العبادة سبحانه وتعالى
أبواب الجنة ثمانية ,, لذلك الله نوع العبادات لأن هناك من الناس من لديه مثلاً شحاً في المال لكنه يصلي كثيراً
ينادي عليه ليدخل من باب الصلاة ...
فمثلاً أخت قادرة على الصيام ينادى عليها لتدخل من باب الريان .
.: أنظري العبادات التي تحبينها فالزميها .. فإذا كانت نفسك تطيق الصلاة فأكثري منها , وإذا كانت نفسك تطيق الصدقة أكثري منها ...
وهكذا كل طاعة قدرت عليها الزميها
.: المداومة على الطاعة لها فضائل عدة ,
فعندما سئلت عائشة عن أحب الأعمال للنبي صلى الله عليه وسلم قالت : " أدومها "
ومن حبه صلى الله عليه وسلم للمداومة كان إذا فاته ورده من الليل قضاه في الصباح وفي هذا دليل على حبه للعمل وحرصه على المداومة .
تزود من معادك للمعاش وقم لله وأعمل خير زاد
ولا تجمع من الدنيا كثيراً فإن المال يجمع للنفاد
أترضى أن تكون رفيق قوم بزاد وأنت من غير زاد .
يكون هذا الحال بلزومك الطاعة
فالأعمال مكاييل .... كان أحد السلف يكره أن يقول : صمنا رمضان كاملاً , صلينا رمضان كاملاً
لأنه لا يضمن القبول
فالله وعد من طفف موازين الدنيا {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ }المطففين 1
فما بالك لو كان في موازين الدين
.: فاعبد الله على قدر استطاعتك .
ولا تغتر بما قدمت في رمضان وعلينا الإكثار من الإستغفار ..
يقول أحدهم : يا بني عود نفسك على الإستغفار فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً .
وأنت تحرقين الشيطان : أهلكت بني آدم بالذنوب وأهلكوني بالإستغفار ...."
ولنحمل هم القبول : { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }
التقوى / أن تكون على ما يحب الله ويرضى
إذا كنت في معصية اعلمي أنك ابتعدتي عن صفات المتقين ...
إلزمي الإستغفار بعد كل ذنب وهذا من رحمة الله عز وجل ...
.: المداومة على الطاعة والأعمال الصالحة
كان هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم
يذكر عن صحابين جاء أحدهم الموت فقال له الآخر : أوصني , قال : ألم يأتك اليقين ؟ قلت : بلى وعزة ربي قال : فإياك والتلون فإن دين الله واحد
.: أحوالنا لابد أن تكون كما هي لا نقول بنفس المقدار لكن نداوم على الطاعات ....
أنظري علاقتك مع القرآن ؟
نحافظ على الأوراد اليومية ـ الحفظ ـ القراءة
من علامات قبول العمل سواءً في رمضان أو غيره أن الله يوفقك لعبادة أفضل من العمل ...
علامات القبول :
1 ـ القلب أقرب إلى الله
نفسك تعلقت بالله عز وجل والأنس به عز وجل .
2 ـ أن يحب الطاعة ويقبل عليها .
3 ـ لا يترك الطاعات التي كان يعمل في رمضان .
لا تتركي الصيام والصلاة والقيام وقراءة القرآن
يقول أحد السلف : اعلم أنك إذا لم تستطع أن تصلي وتصوم فإنك مقيد بالذنوب "
4 ـ أن لا تعودي إلى أي ذنب تبت إلى الله منه في رمضان
مثلاً / كنت أتابع المسلسلات والأغاني وفي رمضان عاهدت ربي وتركتها لا تعودي إليها
فلو تركتيها بعد رمضان هذه علامة قبول إن شاء الله
ولو عدتي لها نحن لا نقنط من رحمة الله أحد فمغفرة الله واسعة
إذا كلامنا كله على المداومة
وفي الحديث قال أبو هريرة : أوصاني خليلي بثلاث أن أوتر قبل أن أنام وركعتي الضحى وأن أصوم من كل شهر ثلاثة أيام " أو كما جاء في الحديث
حافظي عليها حتى تدخلي في هذه الوصية ,,, ففيها دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب المداومة على الطاعات ...
صيام الست من شوال ::
قد يأتي عام 1428 هـ في صحائف أعمالنا وكأننا صمنا السنة كاملة
وذاك أننا صمنا ستاً من شوال بعد رمضان
رمضان شهر كامل والحسنة بعشر أمثالها فكأننا صمنا 10 أشهر وعليها الست من شوال في عشرة فتتم لنا شهرين كاملة فكأننا صمنا 12 شهراً
بعض الناس بمنتهى البساطة تقول ما أقدر
صيام الست من شوال كالنوافل في الصلاة لو حدث في الصوم خلل تجبر النقص ...
كما في الصلوات مثلاً الظهر قبله نافلة وبعده وفي الصيام جاءت السنة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصيام في شعبان ثم رمضان ثم الست من شوال ...
وكذلك من السنة لمن فاته الإعكتاف في رمضان أن يقضيه في أي أيام العام كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك
.: ذكري نفسك دوماً بما كنت تفعلينه في رمضان ...
اسمعي لتلك العبارة " صم في الدنيا , واجعل فطرك الموت , الدنيا كلها شهر صيام للمتقين فإذا جاء الموت استهلوا فطرهم "
السلف الصالح كانوا في حال صعبه وتعب ونصب ونحن كل سبل الراحة عندنا ونعجز عن الطاعات وقد كانوا لا يجدون ما يفطروا ويتسحروا عليه ونحن جميع أنواع الأطعمة لدينا ...
5 ـ الإنكسار بين يدي الله بالدعاء
رمضان انتهى لكن القبول بيد الله عز وجل فاعملي على جبر الكسر بالطاعات ...
يقول موسى " يا رب إن أنا صليت فمن قبلك , وإن أنا تصدقت فمن قبلك , وإن أنا بلغت رسالتك فمن قبلك , فكيف أشكرك , قال له / الآن شكرتني ...
لأنه معترف بفضل الله ونعمة عليه ...
إحداهن تقول : أنا جبت خمس عمر .... قولي الحمد لله " ولئن شكرتم لأزيدنكم "
نهاية الكلام / المداومة على الطاعة وعدم الإنفكاك عنها
وأكثر شئ لا يكلفنا مجهود الذكر
نسأل الله أن يكون ممن يذكره ليل نهار ,,, اللهم تقبل منا الصيام والقيام , اللهم اجعلنا على الطاعة غير منفكين , اللهم واجعلنا ممن قبلته في رمضان , وبلغنا رمضانات عديدة , ربنا بيض وجوهنا يوم تبيض وجوه أوليائك , اللهم اجعلنا على السنة وحببها إليها وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان , اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبنا على دينك , ولا تجعل الدنيا أكبر همنا , واجعل الجنة هي دارنا , وشفع الصيام والقرآن فينا , وبلغنا شفاعة الحبيب صلى الله عليه وسلم , ولا تردنا خائبين , واجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك , واجعلنا ممن يقيم حلاله ويحرم حرامه ويعمل به ...
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيراً , وصى عباده بفعل الطاعات ووعدهم بالجنة وتوعد من عصاه بالنار ....
حياكن الله في هذه الروضة من رياض الجنة , أسأل الله كم جمعنا في رياض الدنيا أن يجمعنا في الآخرة ...
قبل أيام قلائل ودعنا شهر هو سيد الشهور , شهر يحبه الله عز وجل ,,
لهذا الشهر حرقه لفراقه , تمنينا لو طال هذا الشهر ,
هذا موسم أعطانا الله إياه حتى نتزود من الصالحات ..
قبل رمضان كنا نخطط سنعمل كذا وكذا وما إن جاء رمضان حتى لم نعمل ما خططنا له ..
رمضان كان سوق قائم , كحال المهرجانات المؤقتة نجد زحمة لأن الناس يعملون أنه سينقضي ...
رمضان سوق = === > نحن التجار فيه
هناك من ربح فيه وهناك من خسر
نسأل الله أن يجعلنا من الفائزين فيه ويتقبله منا بتقصيرنا .
الآن وبعد انتهاء رمضان نقارن بين حالنا قبل رمضان وحالنا بعد رمضان
رمضان كنا قريبين من الله عز وجل بالطاعات
لأن هناك روحانية لماذا ؟؟
لأن علاقتنا كانت بالله أقوى , فالروح تحتاج إلى الإتصال بالله عز وجل ..
في رمضان نكثر من الصلاة , الصدقة , قراءة القرآن ..
كل هذه الأعمال جعلتنا نحس بهذه الطمأنينة
لماذا بعد رمضان تغيرت أحوالنا ؟ بل والبعض قد يضيع الحسنات التي جمعها في رمضان .
لا نطلب من أحد أن يكون كما كان في رمضان ,,, لكن نطلب منهم المداومة على الطاعات بعد رمضان ..
" أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل "
بعد رمضان قلت قراءتنا للقرآن الكريم وقيامنا لليل
في رمضان كان لدينا بركة في الوقت .
قارني بين نهارنا في رمضان ونهارنا الآن في هذه الأيام ..
عبادتنا والعياذ بالله عبادة موسمية .. فالمسلم مطالب بالعبادة الدائمة ..
ـتأملوا هذا الموقف
عندما مات النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر : من كان يعبد محمد فإن محمداً قد مات , ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت "
والشيخ محمد حسين يعقوب يذكر في كتابه الرائع " أسرار المحبين في رمضان " يذكر : من كان يعبد رمضان فإن رمضان انقضى , ومن كان يعبد الله فإن الله موجود " أو كما ذكر في كتابه ..
ما ينبغي أن تنقلب أحوالنا هكذا بعد رمضان , يقول الله عز وجل : {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً } كانت هذه المرأة من قريش تصنع وتغزل الصوف فلما يجئ الصباح تنقض هذا الغزل , وإن كانت معذورة لفقدها عقلها ..
نحن لا نطالب أن تكونوا كحالكم في رمضان لا بل نطالب بالدوامة على الأعمال الصالحة التي كنا نعملها في رمضان ولو بنسبة أقل ..
خصائص المداومة على الطاعات :
1 ـ خصائص عباد الله المؤمنين " {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ }المعارج
{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ }المؤمنون3
فالمحافظة على الطاعات من صفات عباد الله المؤمنين
إحداهن تقول : كفاية صمنا رمضان كمان نصوم الست , لا تغتري بالعمل مهما فعلنا فالله عز وجل يستحق منا أكثر من ذلك ..
2 ـ هي وصية من الله عز وجل لخير خلقه الأنبياء صلوات ربنا وسلامه عليهم : { وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً }
أي : أدوام واستمر على الطاعة حتى الممات , إذا كانت هذه وصية الله للأنبياء فنحن من باب أولى .
وهي ليست وصية بل أمر , وصى بها خير أنبيائه " {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }
هناك أناس يجتهدون في رمضان يتركون التلفاز والمسلسلات ويعتكفوا على القرآن والصلاة , ومن أول يوم في العيد يعودوا كما كانوا كأنهم يقولوا " وأعبد ربك حتى يأتيك شوال "
إذا فالأمر للنبي صلى الله عليه وسلم أمر لأمته ,
يقول شداد : إذا رأيت الرجل في طاعة الله فأعلم أن عنده أخواتها , وإذا رأيت الرجل في معصية الله فاعلم أن عنده أخواتها "
نرجع ونقول : ليس في مستوى رمضان لكن بل نداوم على الأعمال ..
كلنا عنده مشاغل لا تنقضي ...لكن لا نجعلها تطغى على حساب العمل للآخرة
و نحن وجدنا هنا لعبادة الله عز وجل يقول عثمان رضي الله عنه : إنما أعطيتم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة , ولم تعطوها لتركنوا إليها , فالدنيا فانية والآخرة باقية
لا أقول لكم لا تنبوا ولا تعلموا ..... لكن لا تشغلكم عن عمل الآخرة .
3 ـ سبب لحسن الخاتمة
الكل يتمنى أن يكون قبره روضة من رياض الجنة , والكل يتمنى الجنة .
لكن الأماني لا تنفع لابد من العمل , وعملك يكون بالدوام على الطاعة ..
وعندما أنفك عنها وأعيش في غفلة فلا أضمن أن يأتيني الموت على هذه الغفلة ..
لذلك هي ـ المداومة ـ سبب لحسن الخاتمة
فلابد أن نعد العدة للقاء الله عز وجل
بجسمنا , بأموالنا , بأولادنا ؟؟؟ لا بل بأعمالنا
ولن ندخل الجنة بأعمالنا إلا برحمة الله عز وجل
قال تعالى : {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185
فمن زحزح : معناه الأمر صعب وليس بالهين .
نسأل الله أن يجعل مصيرنا إلى الجنة .
... أكبر دلائل المداومة ...
الله رغب في صيام الست من شوال لحكمه ... لماذا لم يقل في القعدة ؟؟ حتى نفهم أنه ليس لأننا صمنا شهر كامل هذا يكفي بل لابد أن نداوم على الطاعات ...
خصائص المداومة :
جعل الله لكل إنسان مداوم على الطاعات وحصل له ظرف منعه من العمل أن الله يكتب له الأجر كامل كما لو فعلها قال صلى الله عليه وسلم : إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعلم صحيحاً مقيماً "
لو كنت تصلين 11 ركعة في رمضان وفي الحرم لو كنت تصلين هناك 21 ركعة الشيطان يقول لك أنت الآن هل ستصلين هذا العدد ؟؟؟ نقول : لا تستمعي له ركعتين أو أربع أواظب عليها وأعملها باستمرار
ونضع نصب أعيوناً دوماً : " أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل "
فلم يحددها بمقدار ...
الأيام البيض ـ الست من شوال ـ الإثنين والخميس
كلها تدل على أن الله يحب المداومة على الأعمال الصالحة .
ثمرات المداومة :
الله سبحانه وتعالى غني عن عبادتنا ونحن المستفيدون من المداومة ...
فرحة العيد فرحة بالطاعة وليس فرح بإنقضاء شهر الطاعة وكأننا أصبح لدينا رصيد من الحسنات تكفي 11 شهر الباقي
هل ضمنا القبول ؟؟
السلف كانوا يحملون هم القبول
هل صلاتنا قبلت ؟؟ هل صيامنا قبل ؟؟ هل صدقتنا قبلت ؟
كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم .
هل فكرنا أن ندعو الله عز وجل أن يتقبل منا الأعمال التي عملناها .
.: أكثري من الدعاء أن يتقبل الله منا هذه الطاعة ..
وبعد كل عبادة أكثري من الإستغفار ...
ثمرات المداومة
1 ـ اتصالك بالله عز وجل زيادة في التقوى والإيمان
وقلبك مطمئن ومرتاح بالطاعة وهذا يؤدي إلى قوة الإيمان
الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ...
2 ـ البعد عن الغفلة :
فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية
حتى لو كنت في أمور مباحة فالأمور المباحة تجر للأمور المحرمة
3 ـ سبب لمحبة الله عز وجل
يقول الله عز وجل في الحديث القدسي : " ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه " أو كما جاء في الحديث
فلا تغتري مهما عملتي من عمل {وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ }المدثر6
4 ـ سبب للنجاة في الشدائد :
فالحمد لله نحن نعبد الله عز وجل وإن كانت بدرجات أقل من المطلوب لكن هي سبب للنجاة من الشدائد ...
فالنبي صلى الله عليه وسلم علم ابن عباس كلمات قال له : يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) . رواه الترمذي وقال :" حديث حسن صحيح ".
وفي رواية الإمام أحمد : ( احفظ الله تجده أَمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة ، واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك ، وما أَصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أَن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسرِ يسرا ) .
فالنبي صلى الله عليه وسلم يوصي ابن عباس أن يكون في عبادة مستمرة حتى يكون الله معه .
5 ـ سبب لمحو الذنوب :
ففي الحديث : " أرئيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه خمس مرات في اليوم هل يبقى من درنه شئ " أو كما جاء في الحديث
ففي هذا دليل على المداومة على الأعمال الصالحة .
6 ـ تيسر لك الحساب يوم القيامة :
كلنا سيقف بين يدي الله عز وجل , هناك من الناس من لا يناقش , تعرض عليه صحائف أعماله عرض يقال له فعلت كذا وكذا
وهناك من يناقش الحساب ومن نوقش الحساب عذب
لو كنت مداومة على الطاعة يخفف الله عنك الحساب وتعرض عليك الأعمال عرضاً
7 ـ سبب لدخول الجنة
فمن رحمته أنه نوع لنا العبادة سبحانه وتعالى
أبواب الجنة ثمانية ,, لذلك الله نوع العبادات لأن هناك من الناس من لديه مثلاً شحاً في المال لكنه يصلي كثيراً
ينادي عليه ليدخل من باب الصلاة ...
فمثلاً أخت قادرة على الصيام ينادى عليها لتدخل من باب الريان .
.: أنظري العبادات التي تحبينها فالزميها .. فإذا كانت نفسك تطيق الصلاة فأكثري منها , وإذا كانت نفسك تطيق الصدقة أكثري منها ...
وهكذا كل طاعة قدرت عليها الزميها
.: المداومة على الطاعة لها فضائل عدة ,
فعندما سئلت عائشة عن أحب الأعمال للنبي صلى الله عليه وسلم قالت : " أدومها "
ومن حبه صلى الله عليه وسلم للمداومة كان إذا فاته ورده من الليل قضاه في الصباح وفي هذا دليل على حبه للعمل وحرصه على المداومة .
تزود من معادك للمعاش وقم لله وأعمل خير زاد
ولا تجمع من الدنيا كثيراً فإن المال يجمع للنفاد
أترضى أن تكون رفيق قوم بزاد وأنت من غير زاد .
يكون هذا الحال بلزومك الطاعة
فالأعمال مكاييل .... كان أحد السلف يكره أن يقول : صمنا رمضان كاملاً , صلينا رمضان كاملاً
لأنه لا يضمن القبول
فالله وعد من طفف موازين الدنيا {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ }المطففين 1
فما بالك لو كان في موازين الدين
.: فاعبد الله على قدر استطاعتك .
ولا تغتر بما قدمت في رمضان وعلينا الإكثار من الإستغفار ..
يقول أحدهم : يا بني عود نفسك على الإستغفار فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً .
وأنت تحرقين الشيطان : أهلكت بني آدم بالذنوب وأهلكوني بالإستغفار ...."
ولنحمل هم القبول : { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }
التقوى / أن تكون على ما يحب الله ويرضى
إذا كنت في معصية اعلمي أنك ابتعدتي عن صفات المتقين ...
إلزمي الإستغفار بعد كل ذنب وهذا من رحمة الله عز وجل ...
.: المداومة على الطاعة والأعمال الصالحة
كان هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم
يذكر عن صحابين جاء أحدهم الموت فقال له الآخر : أوصني , قال : ألم يأتك اليقين ؟ قلت : بلى وعزة ربي قال : فإياك والتلون فإن دين الله واحد
.: أحوالنا لابد أن تكون كما هي لا نقول بنفس المقدار لكن نداوم على الطاعات ....
أنظري علاقتك مع القرآن ؟
نحافظ على الأوراد اليومية ـ الحفظ ـ القراءة
من علامات قبول العمل سواءً في رمضان أو غيره أن الله يوفقك لعبادة أفضل من العمل ...
علامات القبول :
1 ـ القلب أقرب إلى الله
نفسك تعلقت بالله عز وجل والأنس به عز وجل .
2 ـ أن يحب الطاعة ويقبل عليها .
3 ـ لا يترك الطاعات التي كان يعمل في رمضان .
لا تتركي الصيام والصلاة والقيام وقراءة القرآن
يقول أحد السلف : اعلم أنك إذا لم تستطع أن تصلي وتصوم فإنك مقيد بالذنوب "
4 ـ أن لا تعودي إلى أي ذنب تبت إلى الله منه في رمضان
مثلاً / كنت أتابع المسلسلات والأغاني وفي رمضان عاهدت ربي وتركتها لا تعودي إليها
فلو تركتيها بعد رمضان هذه علامة قبول إن شاء الله
ولو عدتي لها نحن لا نقنط من رحمة الله أحد فمغفرة الله واسعة
إذا كلامنا كله على المداومة
وفي الحديث قال أبو هريرة : أوصاني خليلي بثلاث أن أوتر قبل أن أنام وركعتي الضحى وأن أصوم من كل شهر ثلاثة أيام " أو كما جاء في الحديث
حافظي عليها حتى تدخلي في هذه الوصية ,,, ففيها دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب المداومة على الطاعات ...
صيام الست من شوال ::
قد يأتي عام 1428 هـ في صحائف أعمالنا وكأننا صمنا السنة كاملة
وذاك أننا صمنا ستاً من شوال بعد رمضان
رمضان شهر كامل والحسنة بعشر أمثالها فكأننا صمنا 10 أشهر وعليها الست من شوال في عشرة فتتم لنا شهرين كاملة فكأننا صمنا 12 شهراً
بعض الناس بمنتهى البساطة تقول ما أقدر
صيام الست من شوال كالنوافل في الصلاة لو حدث في الصوم خلل تجبر النقص ...
كما في الصلوات مثلاً الظهر قبله نافلة وبعده وفي الصيام جاءت السنة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصيام في شعبان ثم رمضان ثم الست من شوال ...
وكذلك من السنة لمن فاته الإعكتاف في رمضان أن يقضيه في أي أيام العام كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك
.: ذكري نفسك دوماً بما كنت تفعلينه في رمضان ...
اسمعي لتلك العبارة " صم في الدنيا , واجعل فطرك الموت , الدنيا كلها شهر صيام للمتقين فإذا جاء الموت استهلوا فطرهم "
السلف الصالح كانوا في حال صعبه وتعب ونصب ونحن كل سبل الراحة عندنا ونعجز عن الطاعات وقد كانوا لا يجدون ما يفطروا ويتسحروا عليه ونحن جميع أنواع الأطعمة لدينا ...
5 ـ الإنكسار بين يدي الله بالدعاء
رمضان انتهى لكن القبول بيد الله عز وجل فاعملي على جبر الكسر بالطاعات ...
يقول موسى " يا رب إن أنا صليت فمن قبلك , وإن أنا تصدقت فمن قبلك , وإن أنا بلغت رسالتك فمن قبلك , فكيف أشكرك , قال له / الآن شكرتني ...
لأنه معترف بفضل الله ونعمة عليه ...
إحداهن تقول : أنا جبت خمس عمر .... قولي الحمد لله " ولئن شكرتم لأزيدنكم "
نهاية الكلام / المداومة على الطاعة وعدم الإنفكاك عنها
وأكثر شئ لا يكلفنا مجهود الذكر
نسأل الله أن يكون ممن يذكره ليل نهار ,,, اللهم تقبل منا الصيام والقيام , اللهم اجعلنا على الطاعة غير منفكين , اللهم واجعلنا ممن قبلته في رمضان , وبلغنا رمضانات عديدة , ربنا بيض وجوهنا يوم تبيض وجوه أوليائك , اللهم اجعلنا على السنة وحببها إليها وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان , اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبنا على دينك , ولا تجعل الدنيا أكبر همنا , واجعل الجنة هي دارنا , وشفع الصيام والقرآن فينا , وبلغنا شفاعة الحبيب صلى الله عليه وسلم , ولا تردنا خائبين , واجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك , واجعلنا ممن يقيم حلاله ويحرم حرامه ويعمل به ...
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
تعليق