●•۰• مُتعـوِّدة أم مُتعـبِّـدة ؟ •۰•●
* * * * * * ** **
جاء رمضـان .. شهر القـرآن .. و الجـود و الإحسان ..
فـ استقبله البعضُ بحفاوةٍ و ترحيب .. و عاملوه كضيفٍ حبيب .. مِن قلوبهم قريب .. و استقبله البعض الآخـر بجفاءٍ شديد .. و كأنه ضيفٌ ثقيل .. فلم يُرحِّبوا به .. و لم يُقبلوا عليه ...
فـ مِن أىِّ الفريقين كنتِ أنتِ ؟؟
أكنتِ ممن استقبله استقبالاً عادِيَّاً .. فم تُبـدى اهتمامًا به .. و لم تشعـرى بأىِّ روحانياتٍ فيه .. و لم تتغيرى .. و لم يَقوَى إيمانك .. و لم تزدد طاعتك .. و تمنيتِ أن لو انقضت أيامه مُسرعة لتأكلى و تشربى .. و تلهى و تلعبى .. و صُمتيه صيام " مُتعـوِّدة " .. يأتيكِ الشهـرُ كلَّ عام .. و لا فرق بين هذا العام و العام الماضى ؟!!! رأيتِ الناس يصومون فصُمتِ .. رأيتيهم يقومون الليل فقمتِ ... لمُجرد أنكِ على ذلك تعوَّدتِ ؟!!
أم كنتِ مِمَّن فـرح بقـدوم الشهر .. و استقبلتيه بالحب و البِشر .. و عاملتيه كضيفٍ حبيب .. جاء بعد طول غياب .. و أسكنتيه الدار .. و عمَّرتيه بقيام ليلٍ و صيام نهار .. و أكثرتِ فيه من تلاوة القـرآن .. و الصدقة و الإحسان و صُمتيه صيامَ " مُتَعَبِّـدَة " .. و سعيتِ جاهدةً من أجل التقرب إلى الرحمن .. طمعًا فى الجِنان .. و رغبةً فى النجاة من النيران ... فـزاد إيمانكِ بانقضائه .. و حزنتِ لفِراقه .. و تمنيتِ طولَ بقائه ؟!!
مِن أىِّ الفريقين كنتِ : مِمَّن صام رمضان صيامَ عادة ، و لم يجعل فى حسناته زيادة ؟؟!!
أم كنتِ مِمَّن صامه صيامَ عِبادة ، و أراد لنفسه السعادة ؟؟!!
أكنتِ ‹‹ مُتعـوِّدةً ›› أم ‹‹ مُتعبِّـدَة ›› ؟؟!!
أخيتى : هـذه نصيحتى إليكِ :
قـد بَلَّغـكِ اللهُ رمضـان .. فى حين مات أُناسٌ كثير كانوا يتمنون إدراك الشهر .. لكنْ : حِيل بينهم و بين ما يتمنون ...
فـ احمـدى اللهَ أنْ أبقى عمـركِ حتى أدركتِ شهر رمضان .. و اغتنميه فهو فُرصةٌ قـد لا تتكـرر .. و عَمِّـرى أوقاته بالطاعة .. فقـد لا تُدركيه ثانيةً ..
و اجعلى هـدفكِ ‹‹ الجنة ›› .. و لا ترضى بغيرها بديلاً .. جعلنا اللهُ و إياكِ مِن سُكناها ..
اللهم اجعل رمضان شاهدا لنا لا علينا و وفقنا لصيام نهاره و قيام ليله
تعليق