افراد الحلقه التاسعه من اسرار المحبين للشيخ محمد حسين يعقوب
المحمود هو الله جل جلاله، والمُصلى والمُسلم عليه محمد وآله.
أما بعد
فإخوتي في الله،،،
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة؛ إني أحبكم في الله. وأسأل الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله (اللهم اجعل عملنا كله صالحًا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا).
أحبتي في الله،،،
كيف حالكم مع الله؟ كيف حال الصفاء النفسي والقلبي الذي نتحدث عنه؟
إخوتي،،،
ذكرنا في اللقاء الماضي.. في نهايته لكي نفي بوعودنا، أن بعض الناس تعوّد الحزن، وتعود الألم، حتى صار الحزن جزءًا منه أو هو جزءًا من الحزن، إننا أحيانا قد نعتاد الحزن، حتى يصير الحزن جزءًا منا، ونصير جزءا منه، في بعض الأحيان تعتاد عين الإنسان أن ترى لونًا معينًا، تعتاد على بعض الألوان، وتفقد العين القدرة على رؤية غيرها في تفسير الأشياء، فالذي اعتاد أذى الناس، إذا مدحه أحد يأخذها على أنها استهزاء، إذا رأى شيئا يسعده يشقى به..
هي نفسيات عياذًا بالله، وقد نُبتلى بهذه الشخصية في أنفسنا أو فيمن حولنا من زوجة أو ولد أو أخ شقيق أو صديق أو شيخ أو زميل عمل أو صاحب عمل وتكون الحياة مأساة... فما السبيل لإصلاح مثل هذا؟
إخوتي،،،
لا سبيل لإصلاح هذا أبدًا إلا بأن يعرف هذا الإنسان معنى أن الله جل جلاله بيده ملكوت كل شيء، فيكون على ثقة من هذا.
إذا وقع في قلبه اليقين من أن الله جل جلاله بيده ملكوت كل شيء، ونواصي هؤلاء الخلق جميعا بيده، وأن حال هؤلاء الناس وحال الدنيا معه بيد ربه، يصرفها سبحانه كيف يشاء.. لو أن الإنسان اعتقد أن الله يصرف هذه الأكوان، وهو جزء من هذا الكون، فصدق في اللجوء إلى الله فإنه حين ذاك يبتسم ويتغير.
سبحان الله العظيم تعال إلى موقف كثيرًا ما يأسرني.. موقف رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم مع عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين، عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين كما قيل كان يُنظم له عُقد الملك حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فشَرِق به، فلما علا أمر الإسلام وظهر، اضطر أن يظهر الإيمان ويبطن الكفر نفاقًا، ولكن كلما وجد وجهًا يستطيع فيه أن يطعن الإسلام فعل، والموقف الخطير أنه طعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في زوجته... السيدة عائشة لم تكن مجرد الزوجة للنبي صلى الله عليه وسلم، كانت حبيبته، وكانت ابنة حبيبه، لما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب الناس إليك؟" قال: "عائشة". قيل: "فمن الرجال؟" قال: "أبوها". فهي حبيبته وابنة حبيبه، كان صلى الله عليه وسلم يحبها ويحب المكث عندها، وكان الصحابة يعرفون ذلك، ويتحرون يومها بالهدايا، الشاهد أنه جاء هذا المنافق واتهمها في عرضها وشرفها، وبرأها الله جل جلاله من هذه التهمة في عشر آيات تُتلى ويُصلى بها إلى يوم القيامة، ما الشاهد؟... أنه قد تأخر نفي التهمة شهرًا، ثلاثون يوما والرسول صلى الله عليه وسلم يعاني، فتجد المعاناة في أنه يسأل عليا ويسأل أسامة بن زيد... الرسول تعب ..وبعد ذلك برأها الله، وأثبت الله وليس شهادة اثنين أو ثلاثة شهود، لا، هذا ربنا الله جل جلاله من فوق سبع سماوات، يقول إنها بريئة وأنها طاهرة، ويسمي الذي قالوه إفكا، بعد ذلك يأتي ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول، ويقول: "يا رسول الله إن كنت آمرًا في قتله فمرني"، قال: "لا بل نحسن صحبته ما دام فينا"، فلما مات عبد الله بن أبي بن سلول يأتي ابنه ويقول يا رسول الله أعطني قميصك أكفن فيه أبي فيعطيه قميصه الذي يلي جلده.. يا رسول الله صلّ عليه، فيذهب رسول الله للصلاة عليه.
السؤال الآن: بالله عليك؛ لو أنت أحدهم اتهمك في بنتك أو زوجتك، هل تسامحه؟ تتركه؟ تدعو له؟ تعطيه قميصك ليكفن فيه ليرحم؟ ماذا نسمي هذا؟
هذا ما نسميه سعة الصدر، سعة القلب، صفاء الروح، صفاء الضمير.. رسول الله صلى الله عليه وسلم من داخله طاهر، لا حقد ولا ضغينة ولا بغضاء لأحد من الناس، سبحان الملك، سبحان الملك، هكذا يعيش الإنسان هذه السعادة حين يرى أن عبد الله بن أبيّ والعصبة الذين جاؤوا بالإفك في قبضة الله، فيرى هذه الأقدار من الله إذا قال الله عز وجل: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} سورة النور- آية:11.
هل أحزن؟ أتعقد؟ أتضايق؟ أبدًا. و إنما هو الرضا، الرضا وفقط.
حين يعيش الإنسان معنى الرضا.. المعنى الحقيقي لرضا عبد بين يدي ربه؛ فيكون راضيًا بالله ربًا، يعني مقسمًا للأرزاق.. يكون راضيًا بالله، فاكتفى بالله، قرت عينه، امتلأت عينه بالله، امتلأ قلبه بالله شبع، فيعيش هذه الحالة من الرضا والسعادة، وينسى كل الدنيا و كل ما في الدنيا...
هل من سر جديد؟
نعم معنا سر جديد يأتيكم في اللقاء القادم
اسالكم الدعاء لى ولاهلى بالهدايه والعتق من النيران
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
المحمود هو الله جل جلاله، والمُصلى والمُسلم عليه محمد وآله.
أما بعد
فإخوتي في الله،،،
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة؛ إني أحبكم في الله. وأسأل الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله (اللهم اجعل عملنا كله صالحًا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا).
أحبتي في الله،،،
كيف حالكم مع الله؟ كيف حال الصفاء النفسي والقلبي الذي نتحدث عنه؟
إخوتي،،،
ذكرنا في اللقاء الماضي.. في نهايته لكي نفي بوعودنا، أن بعض الناس تعوّد الحزن، وتعود الألم، حتى صار الحزن جزءًا منه أو هو جزءًا من الحزن، إننا أحيانا قد نعتاد الحزن، حتى يصير الحزن جزءًا منا، ونصير جزءا منه، في بعض الأحيان تعتاد عين الإنسان أن ترى لونًا معينًا، تعتاد على بعض الألوان، وتفقد العين القدرة على رؤية غيرها في تفسير الأشياء، فالذي اعتاد أذى الناس، إذا مدحه أحد يأخذها على أنها استهزاء، إذا رأى شيئا يسعده يشقى به..
هي نفسيات عياذًا بالله، وقد نُبتلى بهذه الشخصية في أنفسنا أو فيمن حولنا من زوجة أو ولد أو أخ شقيق أو صديق أو شيخ أو زميل عمل أو صاحب عمل وتكون الحياة مأساة... فما السبيل لإصلاح مثل هذا؟
إخوتي،،،
لا سبيل لإصلاح هذا أبدًا إلا بأن يعرف هذا الإنسان معنى أن الله جل جلاله بيده ملكوت كل شيء، فيكون على ثقة من هذا.
إذا وقع في قلبه اليقين من أن الله جل جلاله بيده ملكوت كل شيء، ونواصي هؤلاء الخلق جميعا بيده، وأن حال هؤلاء الناس وحال الدنيا معه بيد ربه، يصرفها سبحانه كيف يشاء.. لو أن الإنسان اعتقد أن الله يصرف هذه الأكوان، وهو جزء من هذا الكون، فصدق في اللجوء إلى الله فإنه حين ذاك يبتسم ويتغير.
سبحان الله العظيم تعال إلى موقف كثيرًا ما يأسرني.. موقف رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم مع عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين، عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين كما قيل كان يُنظم له عُقد الملك حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فشَرِق به، فلما علا أمر الإسلام وظهر، اضطر أن يظهر الإيمان ويبطن الكفر نفاقًا، ولكن كلما وجد وجهًا يستطيع فيه أن يطعن الإسلام فعل، والموقف الخطير أنه طعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في زوجته... السيدة عائشة لم تكن مجرد الزوجة للنبي صلى الله عليه وسلم، كانت حبيبته، وكانت ابنة حبيبه، لما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب الناس إليك؟" قال: "عائشة". قيل: "فمن الرجال؟" قال: "أبوها". فهي حبيبته وابنة حبيبه، كان صلى الله عليه وسلم يحبها ويحب المكث عندها، وكان الصحابة يعرفون ذلك، ويتحرون يومها بالهدايا، الشاهد أنه جاء هذا المنافق واتهمها في عرضها وشرفها، وبرأها الله جل جلاله من هذه التهمة في عشر آيات تُتلى ويُصلى بها إلى يوم القيامة، ما الشاهد؟... أنه قد تأخر نفي التهمة شهرًا، ثلاثون يوما والرسول صلى الله عليه وسلم يعاني، فتجد المعاناة في أنه يسأل عليا ويسأل أسامة بن زيد... الرسول تعب ..وبعد ذلك برأها الله، وأثبت الله وليس شهادة اثنين أو ثلاثة شهود، لا، هذا ربنا الله جل جلاله من فوق سبع سماوات، يقول إنها بريئة وأنها طاهرة، ويسمي الذي قالوه إفكا، بعد ذلك يأتي ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول، ويقول: "يا رسول الله إن كنت آمرًا في قتله فمرني"، قال: "لا بل نحسن صحبته ما دام فينا"، فلما مات عبد الله بن أبي بن سلول يأتي ابنه ويقول يا رسول الله أعطني قميصك أكفن فيه أبي فيعطيه قميصه الذي يلي جلده.. يا رسول الله صلّ عليه، فيذهب رسول الله للصلاة عليه.
السؤال الآن: بالله عليك؛ لو أنت أحدهم اتهمك في بنتك أو زوجتك، هل تسامحه؟ تتركه؟ تدعو له؟ تعطيه قميصك ليكفن فيه ليرحم؟ ماذا نسمي هذا؟
هذا ما نسميه سعة الصدر، سعة القلب، صفاء الروح، صفاء الضمير.. رسول الله صلى الله عليه وسلم من داخله طاهر، لا حقد ولا ضغينة ولا بغضاء لأحد من الناس، سبحان الملك، سبحان الملك، هكذا يعيش الإنسان هذه السعادة حين يرى أن عبد الله بن أبيّ والعصبة الذين جاؤوا بالإفك في قبضة الله، فيرى هذه الأقدار من الله إذا قال الله عز وجل: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} سورة النور- آية:11.
هل أحزن؟ أتعقد؟ أتضايق؟ أبدًا. و إنما هو الرضا، الرضا وفقط.
حين يعيش الإنسان معنى الرضا.. المعنى الحقيقي لرضا عبد بين يدي ربه؛ فيكون راضيًا بالله ربًا، يعني مقسمًا للأرزاق.. يكون راضيًا بالله، فاكتفى بالله، قرت عينه، امتلأت عينه بالله، امتلأ قلبه بالله شبع، فيعيش هذه الحالة من الرضا والسعادة، وينسى كل الدنيا و كل ما في الدنيا...
هل من سر جديد؟
نعم معنا سر جديد يأتيكم في اللقاء القادم
أحبكم في الله
والسلام عليكم ورحمة الله
اسالكم الدعاء لى ولاهلى بالهدايه والعتق من النيران
تعليق