مناوبة في رمضان
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المكان: العاصمة
الزمان: رمضان
الوقت : قرب المغيب
شوارع المدينة خلت تقريبا ً من السيارات التي كانت تملؤها منذ دقائق مرت ..
فقد اقترب موعد الافطار وكل ٌ قد استعد في منزله ...
ما بين داع ٍ وذاكر ٍ ومستغفر ...
الكل قد أصغى باهتمام مترقباً لمدفع الافطار الذي لا يغيب صداه عن كثير من القلوب قبل البيوت ...
وهناك على الطرف الآخر ..
في مكان ما ...
في ذات الميقات ...
هدوء وسكون خـّـيم على طرقات المستشفى ...
تماما ً كالشوارع التي وصفناها للتو ...
استقر كل مريض ٍ ومرافق ... في غرفته ..وخلت ممرات العنابر سوى من تجمعات بسيطة لمرضى آثروا أن يجلسوا معاً على سفرة إفطار واحدة .. علها تخفف عنهم مرارة بعدهم عن أهليهم ...
*************
وفي أحد الأقسام
قريباً حيث كنا
شعلة نشاط تراها مضيئة
في قسم الطواريء
الكل منصب باهتمام على عمله ...
من تدوين التاريخ المرضي أو فحص سريري ...
أو اتصال على المختبر لمتابعة تحاليل جديدة ...
عناية وحرص على مصلحة المرضى
نهار طويل ٌ مر ّ على الجميع وهم صائمون ذاكرون ...
لكن لم يزدهم صيامهم إلا إقبالا على مرضاهم .. احتسابا ً للأجر من عند الله رب العالمين ...
وهناك من الأطباء من لم يجد الوقت الكافي منذ بدأ نهاره إلا ليصلي فريضته من شدة ازدحام المرضى
*******
في رمضان ترى عجب العجاب
بل تعيش اللذة التي لا تعادلها لذة جنان وكنوز
كيف لا ونفوسنا ترتوي بنفحات إيمانية صادقة
وقلوبنا قد انتعشت بصيام النهار وقيام الليل وتلاوة القرآن
والمعاني الجميلة التي لا نراها إلا في رمضان
حيث ترى في متابعة مرضاك ما هو أجمل من مجرد دوام عادي
روحانية تفرضها أيام طيبة
وهمة يزرعها في داخلنا شهر الصيام والقيام
وصبر عجيب يجعلنا نستقبل رمضان بدموع فرح وتهليل
ونودعه بدموع فراقه المؤلمة
********
الممرات القليلة في قسم الطواريء تعج بالناس ... منهم من يئن ألما ومنهم من يصرخ من شدة الوجع الذي يحسه ...
دقيقة واحدة فقط ...
انطلق فيها الاذان ...
بصوت رخيم ... مطمئن ...
ارتفعت الأقلام ...لوهلة .. فقد تذكر الجميع أن موعد الافطار قد حان ...
أٌقبل طبيب من الأطباء ... يحمل وعاء ً فيه تمر ورطب ...
أقبل ممسكاً بيده اليمنى تمرة واحدة أفطر بها وبيده الثانية وعاءه
مبتسما ً فرحاً ناسياً لحظات قد مضت وقد أنهك الجميع التعب ...
مشجعا ً كل من يمر أمامه لكي يأخذ تمرة ليفطر بها ...
حتى الطاقم الغير مسلم لم يتأخر في ضيافتهم
وكأن لسان حاله يقول ( من فطر صائما كان له مثل أجره )
******
منظر جميل جداً كلي ثقة في أنه قد ترك أثراً واضحاً في طاقم العمل الذي ينتمي لديانة أخرى
لابد أن السؤال قد علا صداه في ذهن البعض منهم
ماهذا الالتزام ؟
ماهذا الحرص ؟
أينتظرون نداءاً معينا ً ليأكلوا بعده ؟؟!!
تساؤلات نراها في أعينهم
وتعليقات نسمعها منهم
ولايبقى سوى أن نلتزم أكثر واكثر بشرع ربنا
بعزة ديننا أن جعلنا مسلمين
لنكون بذلك قد دعونا لهذا الدين دعوة عملية تلزم الطرف الآخر أن يحترمها ويقدرها ويتوقف عند مداركها
*******
طبيب الطواريء ( محدثا زميله من قسم الباطنة ) : دكتور تفضل واترك القسم فوراً ...اذهب لتنال قسطا ً من الراحة وسوف أتولى الأمر حتى تعود ...لقد أفطرت وصليت ...
يغادر الدكتور المناوب القسم ونظرات الامتنان تملؤ عينيه لزميله
فما أحوجه الآن لوجبة تعينه على إكمال يوم حافل في طرقات المستشفى
ودقائق راحة معدودة تعده للجزء المتبقي من مناوبته الرمضانية
وتظل ذكرى لا تنسى !!!
وأجوراً متناثرة فاحتسبوا يا أحبة ...
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المكان: العاصمة
الزمان: رمضان
الوقت : قرب المغيب
شوارع المدينة خلت تقريبا ً من السيارات التي كانت تملؤها منذ دقائق مرت ..
فقد اقترب موعد الافطار وكل ٌ قد استعد في منزله ...
ما بين داع ٍ وذاكر ٍ ومستغفر ...
الكل قد أصغى باهتمام مترقباً لمدفع الافطار الذي لا يغيب صداه عن كثير من القلوب قبل البيوت ...
وهناك على الطرف الآخر ..
في مكان ما ...
في ذات الميقات ...
هدوء وسكون خـّـيم على طرقات المستشفى ...
تماما ً كالشوارع التي وصفناها للتو ...
استقر كل مريض ٍ ومرافق ... في غرفته ..وخلت ممرات العنابر سوى من تجمعات بسيطة لمرضى آثروا أن يجلسوا معاً على سفرة إفطار واحدة .. علها تخفف عنهم مرارة بعدهم عن أهليهم ...
*************
وفي أحد الأقسام
قريباً حيث كنا
شعلة نشاط تراها مضيئة
في قسم الطواريء
الكل منصب باهتمام على عمله ...
من تدوين التاريخ المرضي أو فحص سريري ...
أو اتصال على المختبر لمتابعة تحاليل جديدة ...
عناية وحرص على مصلحة المرضى
نهار طويل ٌ مر ّ على الجميع وهم صائمون ذاكرون ...
لكن لم يزدهم صيامهم إلا إقبالا على مرضاهم .. احتسابا ً للأجر من عند الله رب العالمين ...
وهناك من الأطباء من لم يجد الوقت الكافي منذ بدأ نهاره إلا ليصلي فريضته من شدة ازدحام المرضى
*******
في رمضان ترى عجب العجاب
بل تعيش اللذة التي لا تعادلها لذة جنان وكنوز
كيف لا ونفوسنا ترتوي بنفحات إيمانية صادقة
وقلوبنا قد انتعشت بصيام النهار وقيام الليل وتلاوة القرآن
والمعاني الجميلة التي لا نراها إلا في رمضان
حيث ترى في متابعة مرضاك ما هو أجمل من مجرد دوام عادي
روحانية تفرضها أيام طيبة
وهمة يزرعها في داخلنا شهر الصيام والقيام
وصبر عجيب يجعلنا نستقبل رمضان بدموع فرح وتهليل
ونودعه بدموع فراقه المؤلمة
********
الممرات القليلة في قسم الطواريء تعج بالناس ... منهم من يئن ألما ومنهم من يصرخ من شدة الوجع الذي يحسه ...
دقيقة واحدة فقط ...
انطلق فيها الاذان ...
بصوت رخيم ... مطمئن ...
ارتفعت الأقلام ...لوهلة .. فقد تذكر الجميع أن موعد الافطار قد حان ...
أٌقبل طبيب من الأطباء ... يحمل وعاء ً فيه تمر ورطب ...
أقبل ممسكاً بيده اليمنى تمرة واحدة أفطر بها وبيده الثانية وعاءه
مبتسما ً فرحاً ناسياً لحظات قد مضت وقد أنهك الجميع التعب ...
مشجعا ً كل من يمر أمامه لكي يأخذ تمرة ليفطر بها ...
حتى الطاقم الغير مسلم لم يتأخر في ضيافتهم
وكأن لسان حاله يقول ( من فطر صائما كان له مثل أجره )
******
منظر جميل جداً كلي ثقة في أنه قد ترك أثراً واضحاً في طاقم العمل الذي ينتمي لديانة أخرى
لابد أن السؤال قد علا صداه في ذهن البعض منهم
ماهذا الالتزام ؟
ماهذا الحرص ؟
أينتظرون نداءاً معينا ً ليأكلوا بعده ؟؟!!
تساؤلات نراها في أعينهم
وتعليقات نسمعها منهم
ولايبقى سوى أن نلتزم أكثر واكثر بشرع ربنا
بعزة ديننا أن جعلنا مسلمين
لنكون بذلك قد دعونا لهذا الدين دعوة عملية تلزم الطرف الآخر أن يحترمها ويقدرها ويتوقف عند مداركها
*******
طبيب الطواريء ( محدثا زميله من قسم الباطنة ) : دكتور تفضل واترك القسم فوراً ...اذهب لتنال قسطا ً من الراحة وسوف أتولى الأمر حتى تعود ...لقد أفطرت وصليت ...
يغادر الدكتور المناوب القسم ونظرات الامتنان تملؤ عينيه لزميله
فما أحوجه الآن لوجبة تعينه على إكمال يوم حافل في طرقات المستشفى
ودقائق راحة معدودة تعده للجزء المتبقي من مناوبته الرمضانية
وتظل ذكرى لا تنسى !!!
وأجوراً متناثرة فاحتسبوا يا أحبة ...
تعليق