Tweet
الأيام تطوي صفحاتها والأرض تُكمل دورتها والسماء تضيء بهلالها ليأتي سيد الشهور والأزمان …رمضان. الذي كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم إياه ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم. قال يحيى بن أبي كثير “كان من دعائهم اللهم سلمني إلى رمضان وسلّم لي رمضان وتسلّمه مني متقبلا”.
فها قد أقبل بجلاله وحلاوته وأُنسه الأخاذ إليك، فكم من أمّل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله فصار أقرب إلى ظلمة القبر من أمله.
ِكم كنت تعرف من صام من سلفٍ *** من بين أهلٍ وجيرانٍ وأخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم *** حيّاً فما أقرب القاصي من الداني
نعم استبقاك ربك لهذا الشهر فما ظنك فاعل به ؟ أتمرره على نفسك كباقي الشهور والأيام وتستثني منه صيام النهار عن الجماع والطعام ؟
رمضان رُبّ فمٍ تمنع *** عن شرابٍ أو صيامِ
ظن الصيام عن الغذاء *** هو الحقيقة في الصيامِ
وهو على الأعراض *** ينهشها ويقطع كالحِمامِ
ياليته إذ صام صام *** عن النمائم والحرام
واستاك إذ يستاك عن *** كذبٍ وجورٍ وإجرام
وكما قال الزعيم صلى الله عليه وسلم: [ من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ] البخاري. فالعبرة الأساسية من الصيام هي تقوى الله كما قال جل في علاه ( ياأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
أيها الراجي ثمار الصوم *** أعط الصوم حقه
من خشوعٍ واصطبارٍ *** والتذاذٍ بالمشقة
اللذة بالمشقة هي تلك الروحانية العجيبة التي يبذرها الصائم بالخشوع ويسقيها بالدموع ويقويها بالركوع لتنبت الخشوع والخضوع. ورُوي عن ذي النون أنه قال “تجوَّع بالنهار وقم بالأسحار ترى عجبا من المليك الجبار”
فعلينا أن نستغل شهر الصيام بالتقليل من الطعام لنلتذ في التهجد والقيام، قال يحيى بن معاذ “من شبع عن الطعام عجز عن القيام” وقال عمرو بن قيس “إياكم والبطنة فإنها تقسي القلب” وكما يقال البطنة تُذهب الفطنة. وقال سفيان الثوري ” إن أردت أن يصح جسمك ويقل نومك فأقلل من الأكل”
نرجوا الله أن يبلغنا رمضان ويتقبله منا ويرزقنا اللذة في صيامه وقيامه. يارب آمييييين
تعليق