إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)
1- لماذا سميت #ليلة_القدر بهذا الاسم ؟ قيل: من القدر= التضييق قال الخليل بن أحمد: (لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة) / نايف الفيصل
2-لو قُدر لعابد أن يعبد ربه أكثر من 83 سنة ليس فيها #ليلة_القدر .. وقام موفق هذه الليلة وقُبلت منه لكان عمل هذا الموفق خير من ذاك العابد / نايف الفيصل
3- (إنا أنزلناه في ليلة القدر) سميت ليلة القدر لعظم قدرها وفضلها ، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من المقادير. / محمد السريع
4-} إنا أنزلناه في ليلة '' القدر '' } كيف لا تكون عظيمة القدر !! وقد أنزل فيها كتاب ذو قدر بواسطة ملك ذي قدر على رسول ذي قدر وأمة ذات قدر .. / نايف الفيصل
5-(وما أدراك ما ليلة القدر) أوثق الناس برحمة ربه (محمد عليه السلام) ومع هذا (لايحيط بشأن ليلة القدر) لأن رحمة الله أوسع /عقيل الشمري
6-( وما أدراك ) "قال يحيى بن سلام : بلغني أن كل شيء في القرآن "وما أدراك" فقد أدراه إياه وعلمه، وكل شيء قال "وما يدريك" فهو مما لم يعلمه -القرطبي- ." / أبو حمزة الكناني
7-﴿ إنّا أنزلناه في ليلة القدر ﴾ شهر رمضان خيرته من الشهور وليلة القدر خيرته من الليالي ومكة خيرته من الأرض ومحمدﷺ خيرته من خلقه. #ابن_القيم / روائع القرأن
8-ثم فخم شأنها، وعظم مقدارها فقال: ﴿ وما أدراك ما ليلة القدر ﴾ أي: فإن شأنها جليل، وخطرها عظيم #السعدي/ روائع القرأن
9-إنها الليلة المباركة، وأفضل ليالي الدهر، وخير ساعات العمر قال الله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر)./سلمان العودة
10-من أفضل الأعمال في ليلة القدر قراءة القرآن، ففيها أُنزل (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (إنا أنزلناه في ليلة مباركة/عبدالعزيز الطريفي
11-لحظات تأمل في هذه الآية ﴿وما أدراك ما ليلة القدر﴾ تملأ القلب تفخيما وتعظيما لهذه الليلة، فيسعى المؤمن لاستثمارها بما يليق بمقامها الرفيع. / أ.د رقية المحارب
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)
1-(خير من ألف شهر) ليلة خير من ألف ليلة لا تقس الأعمال (بحسابك) إنما العبرة بميزان الأعمال عند الله /عقيل الشمري
2-(ليلة القدر خير من ألف شهر) من أجل الأعمال : حمد الله على هذه الليلة (فالحمد لله أن شرع لنا ليلة القدر) ما أصعب حالنا بدونها /عقيل الشمري
3- من أراد أن ينظر إلى محروم يمشي على الأرض فلينظر إلى من يلهو في { ليلة خير من ألف شهر{ ! / نايف الفيصل
4-{ ليلة القدر خير من ألف شهر } من وفق لقيام هذه الليلة فقد وفق لقيام أكثر من ثلاث وثمانين سنة كلها قيام لا قعود فيها ولا نوم ولا غير ذلك../ ماجد الزهراني
5-﴿ ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر ﴾أي أن ثواب قيامها أفضل من ثواب العبادة لمدة ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريبا !!فضل الله ما أوسعه . / حاتم المالكي
6-﴿لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ ألْفِ شَهْر﴾ ما زال هناك متسعٌ من الليل ؛ لتطلب ربك وتشكو ضعفك وتستغفر ذنبك وتسأله من خيري الدنيا والآخر . / روائع القرأن
7-ليلة القدر خير من ألف شهر" ليست العبرة بطول الأعمار إنما بحسن الأعمال ورُب لحظة واحدة هي في جوهرها خير من الحياة.. . / فوائد القرآن
8- مغبون .. مغبون .. مغبون، من لم يبع ساعات ويشتري أكثر من ثلاثة وثمانين عاماً (ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر/ عبدالعزيز الطريفي
9- ليلة نزل فيها القرآن،هي سلام تنزل فيها الملائكة والرحمة،خير من ثلاث وثمانين سنة،أتستكثر أن يكون ثمنها سويعات؟!!(ليلة القدر خير من ألف شهر) / سعود الشريم
تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)
1-(تنزل الملائكة) ويل لشياطين (السحر) حينها /عقيل الشمري
2-(تنزل...من كل أمر) (كل أمر) مهما دعوت فما بقي بيد الملائكة من (الأوامر) أكثر ، فأكثر فالله أكثر /عقيل الشمري
3-(تنزل...والروح فيها) الروح : جبريل أهلا بجبريل إذ معه (عبق) محمد عليه السلام ، صاحب (الإمام) وتعاهد (الأتباع) /عقيل الشمري
4-(تنزل ...بإذن ربهم) عادة (الملوك) إذا أذنوا (أكرموا) والله أجل وأعلى وأكرم /عقيل الشمري
5-(ليلة القدر...تنزل الملائكة) يامؤمن لاتؤذ سمع الملائكة الليلة ، فلم يعتد سمعها إلا (سلاما وتسبيحا) /عقيل الشمري
6-(والروح فيها) صلى الله وسلم على (جبريل) لا يزال يتعاهدنا بعد (محمد عليه السلام) /عقيل الشمري
7-"تنزل الملائكة والروح فيها " يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة. ./ تأملات قرآنية
8-(والروح فيها) أي : جبريل أهلاً بمن معه عبق محمد عليه السلام. . / عقيل الشمري
9-(من كل أمر) أي : تتنزل الملائكة بكل أمر قضاه الله من رزق وغيره ( ادخل أمنياتك معهم). . / عقيل الشمري
10-﴿ تنزل الملائكة والروح فيها ﴾ أي: يكثر نزول الملائكة في #ليلة_القدر#السعدي / روائع القرأن
سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)
1-(سلام هي حتى مطلع الفجر) سلام لأهل الأرض . (عجزت) هيئات (السلام) العالمية عن توفير السلام ليلة واحدة للبشرية لأنها (ليست سلام) /عقيل الشمري
2-( سلامٌ هي حتى مطلع الفجر ) ليلة القدر خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر وتكثر فيها السلامة من العذاب فهي سلام كلها. ./ عايض المطيري
3-قال ابن أحمد : سميت ليلة القدر ، لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها من " القدر" وهو التضييق لقوله : ( وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ) ./ عايض المطيري
4-﴿ سلام هي حتى مطلع الفجر ﴾ أي سالمة من كل آفة وشر، وذلك لكثرة خيرها "حتى مطلع الفجر" أي: مبتداها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر #السعدي / روائع القرأن
-5 2-سلامٌ هي حتى مطلع الفجر(ليلة القدر خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر وتكثر فيها السلامة من العذاب فهي سلام كلها. / عايض المطيري
المصدر
حصاد التدبر
.....................................
عن العشر الأواخر من رمضان
يقول ابن الجوزي :إن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق
فلا تكن الخيل أفطن منك!
اللهُم إني أسألك دعوة لا تُرد ، ورزقًا لا يُعد ، وبابًا إلى الجنّة لا يُسد
قال الله تعالى في فضل ليلة القدر: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].
جدير بهذا الفضل الكبير الذي منحه الله تعالى لعباده في هذه الليلة المباركة،
أن نتفكر في قدره، ونستجلي ما فيه من جوانب الرحمة والإنعام؛ حتى نستقبله بما يليق به من السعي في تحصيله، والشكر على تقديره.
وبإجراء عملية حسابية نجد أن ألف شهر = 83 سنة وأربعة أشهر، وقد ذكر المفسرون أن معنى الآية أن العبادة في ليلة القدر خير من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. ومتوسط عمر الإنسان من 60 إلى 70 سنة، وقد جاء في الحديث: "أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين، وأقلهم من يجوز ذلك"
[ رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. ورواه الترمذي وابن ماجه].
فإذا حسبنا الوقت الذي يقضيه الإنسان في غير العبادة فسنجد ما يأتي: هناك ما يقرب من 15 سنة قبل سن التكليف. وما يقرب من 20 سنة في النوم، على أساس أن الإنسان ينام ثلث اليوم وهو 8 ساعات، يعني ثلث عمره. وما يقرب من 20 سنة في العمل لكسب المال، أي بحساب متوسط ساعات العمل اليومي 8 ساعات، وهو ثلث العمر. وما يقرب من سنتين في الطعام والشراب وقضاء الحاجة واللباس وما شابه ذلك. ويتبقى من متوسط عمر الإنسان ما يقرب من 3 سنوات قد تزيد أو تقل بحسب الأعمار واختلاف الأحوال.
فكم يقضي الإنسان من هذه السنوات الثلاثة في عبادة؟!
وما هو قدر العبادات التي يمكن أن يقوم بها ليفوز بثوابها يوم القيامة؟
هنا يتجلى الفضل الكبير الذي منحه الله تعالى لعباده؛ إذ شرع لهم العبادات والقربات، وجعل لهم من الأسباب ما يضاعف أجرها أضعافًا مضاعفة، والله يضاعف لمن يشاء، فمن أسباب مضاعفة ثواب العبادة شرف الزمان، كالعمل في هذه الليلة المباركة، ليلة القدر التي جعل الله تعالى أجر العبادة فيها خيرًا من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. إنها خسارة عظيمة لمن ضيع ساعات هذه الليلة دون أن يحظى بأجرها الكبير!
فقد قال رسول الله : "إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم"[ رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني ].
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَأَيْتَ إِنْ ليلة القدر، فَبِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: "قُولِي: اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي".
وفي سؤال عائشة رضي الله عنها كما في إِجابة النبي صلى الله عليه وسلم لها بهذه الإجابة، عدة وقفات تربوية أوجز أظهرها فيما يلي:
- الوقفة الأولى: حرص عائشة رضي الله عنها على تعلّم ما ينفعها
. تُعدُّ رضي الله عنها من المكثرين في الفتيا والرواية باتفاق العلماء، ومع ذلك حرصت على أَنْ تتعلم من النبي صلّ الله عليه وسلم أفضل ما يقال في ليلة القدر، وفي هذا تعليم لنا أَنَّ العبد مهما بلغ فهو محتاج -بل مضطر- إلى معرفة الأمور التي ينبغي الحرص عليها، والجد في طلبها. وأَخَصُّ هذه الأمور: العلم النافع المزكي للقلوب والأرواح، المثمر لسعادة الدارين.
وقد أثنى الله على هذا الصنف من الناس في قوله: {فَبِشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُوا الأَلْبَابِ} [الزمر: 17- 18]، أي إيثارًا للأفضل واهتمامًا بالأكمل. أراد أن يكونوا نقادًا في الدين، يميزون بين الحسن والأحسن والفاضل والأفضل. ويدخل تحته المذاهب واختيار أثبتها على السبك، وأقواها عند السبر، وأبينها دليلًا وأمارة. وأن لا تكون في مذهبك كما قال القائل: ولا تكن مثل عير قيد فانقادا، يقصد بذلك المقلّد. ويدخل تحته أيضًا إيثار الأفضل من كل نوعين عند التعارض
- الوقفة الثانية: الحكمة في تخصيص هذه الليلة بسؤال العفو
سؤال الله عز وجل العفو في كل وقت وحين، أمر مرغوب وردت فيه نصوص كثيرة، حتى إِنَّ العباس بن عبد المطلب سأل رسول الله صلّ الله عليه وسلم أكثر مِنْ مَرَّةٍ أَنْ يرشده إلى شيء يدعو الله به، فأجابه الرسول صلّ الله عليه وسلم في كل مَرَّةٍ بقوله:
"سَلِ اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ".
فما الحكمة إِذًا مِنْ تخصيص هذه الليلة بسؤال العفو
أبان الحافظ ابن رجب هذه الحكمة في قوله: وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر -بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر- لأن العارفين يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملًا صالحًا ولا حالًا ولا مقالًا، فيرجعون إلى سؤال العفو، كحال المذنب المقصر
وقد صدق رحمه الله؛ وذلك لأَنَّ "العبد يسير إلى الله سبحانه بين مشاهدة منته عليه، ونعمه وحقوقه، وبين رؤية عيب نفسه وعمله وتفريطه وإضاعته، فهو يعلم أَنَّ ربه لو عذبه أشد العذاب لكان قد عدل فيه، وأَنَّ أقضيته كلها عدل فيه، وأَنَّ ما فيه من الخير فمجرد فضله ومنته وصدقته عليه، ولهذا كان في حديث سيد الاستغفار "أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي"، فلا يرى نفسه إلا مقصرًا مذنبًا، ولا يرى ربه إلا محسنًا"
- الوقفة الثالثه: في هذا الدعاء
استشعار لحسن الظن بالله تعالى فيعمر قلب المؤمن بالرجاء،
- الوقفةالرابعة: حاجة العبد وفقره إلى عفو الله
عائشة رضي الله عنها وهي من هي تحرص على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن ماذا تقول في ليلة القدر، فيجيبها النبي الكريم بسؤال الله العفو، فإذا كان هذا شأن الصديقة بنت الصديق فكيف بمن دونها؟ أليس في ذلك دلالة قاطعة على أَنَّ العبد فقير إلى الله من كل وجه وبكل اعتبار؟
فما نجى أحد إلا بعفو الله ولا دخل الجنة إلا برحمة الله"
- الوقفة الخامسة: حظ العبد من اسم الله "الْعَفُوُّ"
حظّ العبد من اسم الله الْعَفُوُّ" لا يخفى، وهو أن يعفو عن كلّ من ظلمه، بل يحسن إليه كما يرى الله تعالى محسنًا في الدّنيا إلى العصاة والكفرة غير معاجل لهم بالعقوبة. بل ربّما يعفو عنهم بأن يتوب عليهم، وإذا تاب عليهم محا سيّئاتهم، إذ التّائب من الذّنب كمن لا ذنب له. وهذا غاية المحو للجناية
وقد وعد الله العافين بالأجر العظيم والثواب الكبير فقال سبحانه: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40]، ويلاحظ في الآية أمران:
الأول: أَنَّ الله قرن الإصلاح بالعفو، وذلك ليدل على أَنَّه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته؛ فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورًا به
الأمر الثاني: أَنَّ الله جعل أجر العافي عليه سبحانه، وفي ذلك حض وتهييج للعبد على العفو، وأن يعامل الخلق بما يحب أن يعامله الله به، فكما يحب أن يعفو الله عنه، فَلْيَعْفُ عنهم، وكما يحب أن يسامحه الله، فليسامحهم، فإنَّ الجزاء من جنس العمل
- الوقفة السادسة: يُسْر الإسلام
يحمل قول الله تعالى لنبيه: {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى} [الأعلى:8]، بشارة عظيمة، ألا وهي يسر شريعته، فمعنى الآية: "نُسَهِّلُ عليك أفعال الخير وأقواله، وَنُشَرِّعُ لك شَرْعًا سَهْلًا سَمْحًا مُسْتَقِيمًا عَدْلًا، لا اعوجاج فيه ولا حَرَجَ وَلَا عُسْرَ
- الوقفة السابعة: خطورة اتكال العبد على العفو وقعوده عن المسابقة إلى الخيرات
إن عالي الهمة يجتهد في نيل مطلوبه، ويبذل وسعه في الوصول إلى رضى محبوبه، أما خسيس الهمة فاجتهاده في متابعة هواه، ويتكل على مجرد العفو، فيفوته -إن حصل له العفو- منازل السابقين المقربين، قال بعض السلف: هب أن المسيء عفي عنه، أليس قد فاته ثواب المحسنين .
- الخاتمة
إخواني: الْمُعَوَّلُ على القبول لا على الاجتهاد، والاعتبار ببر القلوب لا بعمل الأبدان، وربَّ قائم حظه من قيامه السهر، وكم من قائم محروم، وكم من نائم مرحوم، وهذا نام وقلبه ذاكر، وذاك قام وقلبه فاجر.
إِنَّ المقادير إذا ساعدت *** ألحقت النائم بالقائم
لكن العبد مأمور بالسعي لاكتساب الخيرات والاجتهاد في الأعمال الصالحات، وكلٌّ ميسر لما خلق له، فالمبادرة المبادرة إلى اغتنام العمل فيما بقي، فعسى أن يستدرك به ما فات من ضياع العمر
موقع قصة الاسلام
اشراف د.راغب السرجانى
حصاد التدبر
.....................................
عن العشر الأواخر من رمضان
يقول ابن الجوزي :إن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق
فلا تكن الخيل أفطن منك!
اللهُم إني أسألك دعوة لا تُرد ، ورزقًا لا يُعد ، وبابًا إلى الجنّة لا يُسد
قال الله تعالى في فضل ليلة القدر: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].
جدير بهذا الفضل الكبير الذي منحه الله تعالى لعباده في هذه الليلة المباركة،
أن نتفكر في قدره، ونستجلي ما فيه من جوانب الرحمة والإنعام؛ حتى نستقبله بما يليق به من السعي في تحصيله، والشكر على تقديره.
وبإجراء عملية حسابية نجد أن ألف شهر = 83 سنة وأربعة أشهر، وقد ذكر المفسرون أن معنى الآية أن العبادة في ليلة القدر خير من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. ومتوسط عمر الإنسان من 60 إلى 70 سنة، وقد جاء في الحديث: "أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين، وأقلهم من يجوز ذلك"
[ رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. ورواه الترمذي وابن ماجه].
فإذا حسبنا الوقت الذي يقضيه الإنسان في غير العبادة فسنجد ما يأتي: هناك ما يقرب من 15 سنة قبل سن التكليف. وما يقرب من 20 سنة في النوم، على أساس أن الإنسان ينام ثلث اليوم وهو 8 ساعات، يعني ثلث عمره. وما يقرب من 20 سنة في العمل لكسب المال، أي بحساب متوسط ساعات العمل اليومي 8 ساعات، وهو ثلث العمر. وما يقرب من سنتين في الطعام والشراب وقضاء الحاجة واللباس وما شابه ذلك. ويتبقى من متوسط عمر الإنسان ما يقرب من 3 سنوات قد تزيد أو تقل بحسب الأعمار واختلاف الأحوال.
فكم يقضي الإنسان من هذه السنوات الثلاثة في عبادة؟!
وما هو قدر العبادات التي يمكن أن يقوم بها ليفوز بثوابها يوم القيامة؟
هنا يتجلى الفضل الكبير الذي منحه الله تعالى لعباده؛ إذ شرع لهم العبادات والقربات، وجعل لهم من الأسباب ما يضاعف أجرها أضعافًا مضاعفة، والله يضاعف لمن يشاء، فمن أسباب مضاعفة ثواب العبادة شرف الزمان، كالعمل في هذه الليلة المباركة، ليلة القدر التي جعل الله تعالى أجر العبادة فيها خيرًا من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. إنها خسارة عظيمة لمن ضيع ساعات هذه الليلة دون أن يحظى بأجرها الكبير!
فقد قال رسول الله : "إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم"[ رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني ].
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَأَيْتَ إِنْ ليلة القدر، فَبِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: "قُولِي: اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي".
وفي سؤال عائشة رضي الله عنها كما في إِجابة النبي صلى الله عليه وسلم لها بهذه الإجابة، عدة وقفات تربوية أوجز أظهرها فيما يلي:
- الوقفة الأولى: حرص عائشة رضي الله عنها على تعلّم ما ينفعها
. تُعدُّ رضي الله عنها من المكثرين في الفتيا والرواية باتفاق العلماء، ومع ذلك حرصت على أَنْ تتعلم من النبي صلّ الله عليه وسلم أفضل ما يقال في ليلة القدر، وفي هذا تعليم لنا أَنَّ العبد مهما بلغ فهو محتاج -بل مضطر- إلى معرفة الأمور التي ينبغي الحرص عليها، والجد في طلبها. وأَخَصُّ هذه الأمور: العلم النافع المزكي للقلوب والأرواح، المثمر لسعادة الدارين.
وقد أثنى الله على هذا الصنف من الناس في قوله: {فَبِشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُوا الأَلْبَابِ} [الزمر: 17- 18]، أي إيثارًا للأفضل واهتمامًا بالأكمل. أراد أن يكونوا نقادًا في الدين، يميزون بين الحسن والأحسن والفاضل والأفضل. ويدخل تحته المذاهب واختيار أثبتها على السبك، وأقواها عند السبر، وأبينها دليلًا وأمارة. وأن لا تكون في مذهبك كما قال القائل: ولا تكن مثل عير قيد فانقادا، يقصد بذلك المقلّد. ويدخل تحته أيضًا إيثار الأفضل من كل نوعين عند التعارض
- الوقفة الثانية: الحكمة في تخصيص هذه الليلة بسؤال العفو
سؤال الله عز وجل العفو في كل وقت وحين، أمر مرغوب وردت فيه نصوص كثيرة، حتى إِنَّ العباس بن عبد المطلب سأل رسول الله صلّ الله عليه وسلم أكثر مِنْ مَرَّةٍ أَنْ يرشده إلى شيء يدعو الله به، فأجابه الرسول صلّ الله عليه وسلم في كل مَرَّةٍ بقوله:
"سَلِ اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ".
فما الحكمة إِذًا مِنْ تخصيص هذه الليلة بسؤال العفو
أبان الحافظ ابن رجب هذه الحكمة في قوله: وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر -بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر- لأن العارفين يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملًا صالحًا ولا حالًا ولا مقالًا، فيرجعون إلى سؤال العفو، كحال المذنب المقصر
وقد صدق رحمه الله؛ وذلك لأَنَّ "العبد يسير إلى الله سبحانه بين مشاهدة منته عليه، ونعمه وحقوقه، وبين رؤية عيب نفسه وعمله وتفريطه وإضاعته، فهو يعلم أَنَّ ربه لو عذبه أشد العذاب لكان قد عدل فيه، وأَنَّ أقضيته كلها عدل فيه، وأَنَّ ما فيه من الخير فمجرد فضله ومنته وصدقته عليه، ولهذا كان في حديث سيد الاستغفار "أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي"، فلا يرى نفسه إلا مقصرًا مذنبًا، ولا يرى ربه إلا محسنًا"
- الوقفة الثالثه: في هذا الدعاء
استشعار لحسن الظن بالله تعالى فيعمر قلب المؤمن بالرجاء،
- الوقفةالرابعة: حاجة العبد وفقره إلى عفو الله
عائشة رضي الله عنها وهي من هي تحرص على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن ماذا تقول في ليلة القدر، فيجيبها النبي الكريم بسؤال الله العفو، فإذا كان هذا شأن الصديقة بنت الصديق فكيف بمن دونها؟ أليس في ذلك دلالة قاطعة على أَنَّ العبد فقير إلى الله من كل وجه وبكل اعتبار؟
فما نجى أحد إلا بعفو الله ولا دخل الجنة إلا برحمة الله"
- الوقفة الخامسة: حظ العبد من اسم الله "الْعَفُوُّ"
حظّ العبد من اسم الله الْعَفُوُّ" لا يخفى، وهو أن يعفو عن كلّ من ظلمه، بل يحسن إليه كما يرى الله تعالى محسنًا في الدّنيا إلى العصاة والكفرة غير معاجل لهم بالعقوبة. بل ربّما يعفو عنهم بأن يتوب عليهم، وإذا تاب عليهم محا سيّئاتهم، إذ التّائب من الذّنب كمن لا ذنب له. وهذا غاية المحو للجناية
وقد وعد الله العافين بالأجر العظيم والثواب الكبير فقال سبحانه: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40]، ويلاحظ في الآية أمران:
الأول: أَنَّ الله قرن الإصلاح بالعفو، وذلك ليدل على أَنَّه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته؛ فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورًا به
الأمر الثاني: أَنَّ الله جعل أجر العافي عليه سبحانه، وفي ذلك حض وتهييج للعبد على العفو، وأن يعامل الخلق بما يحب أن يعامله الله به، فكما يحب أن يعفو الله عنه، فَلْيَعْفُ عنهم، وكما يحب أن يسامحه الله، فليسامحهم، فإنَّ الجزاء من جنس العمل
- الوقفة السادسة: يُسْر الإسلام
يحمل قول الله تعالى لنبيه: {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى} [الأعلى:8]، بشارة عظيمة، ألا وهي يسر شريعته، فمعنى الآية: "نُسَهِّلُ عليك أفعال الخير وأقواله، وَنُشَرِّعُ لك شَرْعًا سَهْلًا سَمْحًا مُسْتَقِيمًا عَدْلًا، لا اعوجاج فيه ولا حَرَجَ وَلَا عُسْرَ
- الوقفة السابعة: خطورة اتكال العبد على العفو وقعوده عن المسابقة إلى الخيرات
إن عالي الهمة يجتهد في نيل مطلوبه، ويبذل وسعه في الوصول إلى رضى محبوبه، أما خسيس الهمة فاجتهاده في متابعة هواه، ويتكل على مجرد العفو، فيفوته -إن حصل له العفو- منازل السابقين المقربين، قال بعض السلف: هب أن المسيء عفي عنه، أليس قد فاته ثواب المحسنين .
- الخاتمة
إخواني: الْمُعَوَّلُ على القبول لا على الاجتهاد، والاعتبار ببر القلوب لا بعمل الأبدان، وربَّ قائم حظه من قيامه السهر، وكم من قائم محروم، وكم من نائم مرحوم، وهذا نام وقلبه ذاكر، وذاك قام وقلبه فاجر.
إِنَّ المقادير إذا ساعدت *** ألحقت النائم بالقائم
لكن العبد مأمور بالسعي لاكتساب الخيرات والاجتهاد في الأعمال الصالحات، وكلٌّ ميسر لما خلق له، فالمبادرة المبادرة إلى اغتنام العمل فيما بقي، فعسى أن يستدرك به ما فات من ضياع العمر
موقع قصة الاسلام
اشراف د.راغب السرجانى
تعليق