كيف أجد نفسي مع القرآن ؟؟
للشيخ صالح المغامسي
ينبغي أن يُعلَم أن الله عز وجل أنزل هذا القرآن حياة للقلوب ولم يختص به قلب أحد دون قلب آخر
"بمعني أن المؤمنين جميعاً مُخاطَبون بالقرآن"...
فالمذنب يري فيه طريق التوبة ..
والمحسن في عمله يري فيه طريق الثبات ..
والذي بين ذلك يري فيه كيف يتباعَد عن المعاطي ويرتقي بنفسه إلي طرائق أهل الصلاح..
جعل الله عز وجل هذا القرآن حياة لكل قلب وطريقا لكل هدي وسبيلا لكل رحمة
ولا يمكن أن يُقال إن القرآن يُخاطِب فئة معينة من المؤمنين مُحال ..
هذا القرآن جعله الله للمؤمنين جميعاً خُوطِبَ به الثقلين الجن والإنس ومن قرائن ذلك
( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا)الجن: ١
وقوله تعالي : (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)الرحمن: ١٦
فهذا القرآن كفانا شرفاً أنه كلام الله ولا يمكن أن تحيا القلوب التي خلقها الله بشئ أعظم من كلام الله ..
فلا يقولنَّ أحد هناك بيني وبين القرآن موانع أولستُ أنا المُخاطب ، أنا لستُ أهلاً لذلك ولا أستطيع أن أرتقي ..
كلنا مُخاطَبون بالقرآن .. كلنا نجد فيه بُغيتنا ..
يجد فيه الحكيم الحكمة ، والعالم العلم، والمحسن الشكر،كل أحد يجد فيه مايريد ..
لكن تبقي طائفة عياذاً بالله خُتِم ..طُبِع..ران علي قلوبهم هؤلاء قال الله عنهم :
(وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) فصلت: ٤٤
أولئك أهل الكفر والفجور الذين لم يؤمنوا بالقرآن أصلاً ... أما من آمن بالقرآن يستطيع أن يتمثل هذا القرآن
في حياته في غدوه في رواحه في ذهابه في مجيئه ..
إن كان ذا سلطان ومُلك فالله يقول :
(وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ) الكهف: ٨٣
وإن كان ذا ابتلاء في مرضه فالله عز وجل يقول ..
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) الأنبياء: ٨٣
وإن كان قد ازدلف عليه الهم قي الليل فالله عز وجل يقول
(وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ) الأنبياء: ٨٨
وإن كان ذا انقطاع في الذرية فالله يقول :
(وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين) الأنبياء: ٨٩
وإن كان طالب علم فالله يقول :
(وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) طه: ١١٤
إن كان تاجراً فالله يقول :
(إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ) النساء: ٢٩
إن كان والداً فالله يقول :
(يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ) النساء: ١١
وإن كان ولداً فالله يقول :
(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) الإسراء: ٢٣
مابقي أحد لم يُخاطَب بالقرآن ..الكل مُخاطَب..