إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس ... منقول

[التائب الي المنان]

إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس
والحازم من يحفظ ما في يده!
====================================
- قد وصلنا إلى زمان تقطعت فيه هذه الأسباب حتى لو احتاج العالِم فطلب =لم يعط
فأولى الناس بحفظ المال وتنمية اليسير منه والقناعة بقليله توفيرا لحفظ الدين والجاه، والسلامة من منن العوام الأراذل= العالِم الذي فيه ديِن وله أنفة من الذل.
-وقد قال منصور بن المعتمر: إن الرجل ليسقيني شربة من ماء فكأنه دق ضلعا من أضلاعي
-وقد كان أقوام في الجاهلية إذا افتقروا لا يرون سؤال الناس فيخرجون إلى جبل فيموتون فيه.
-فالأولى لمثل هذا (العالِم) في هذا الزمان المظلم أن يجتهد في كسب إن قدر عليه، وإن أمكنه نسخ بأجرة، ويدبر ما يحصل له، ويدخر الشيء لحاجة تعرض لئلا يحتاج إلى نذل.
-((فلا ينبغي للعاقل أن يعمل بمقتضى الحال الحاضرة، بل يصور كل ما يجوز وقوعه)).
وأكثر الناس لا ينظرون في العواقب، فكم من مخاصم سب وشتم وطلق، فلما أفاق ندم!
-كان أبو هريرة - رضي الله عنه - إذا رأى شبانا قد تنسكوا يقول: الموت الموت جاءهم، خوفا من تغيير حالهم. وكذلك مخرج المال في حال الغنى إذا لم يحسب وقوع الفقر.
-واعلم أن الإمساك في حق الكريم جهاد لأنه قد ألف الكرم، كما أن إخراج ما في يد البخيل جهاد.
فإنما يستعين الكريم على الإمساك بذكر الحاجة إلى الأنذال
-قيل لبعض الحكماء: لم حَفِظَت الفلاسفة المال؟
فقال: لئلا يقفوا مواقف لا تليق بهم.
-قال ابن الجوزي: وقد رأيت أنا ببغداد من الصوفية من كان له مال، ودخل فكان الخلق يتقربون إلى السلاطين ويطلبون منهم وهو لا يبالي فكنت أغبطه على ذلك؛ لأن من احتاج إلى السلاطين يذلونه ويحتقرونه وربما منعوه، فإن أعطوه أخذوا من دينه أكثر!
-والحازم من يحفظ ما في يده: قال سفيان الثوري:
من كان بيده شيء من المال فليجعله في قرن ثور فإنه زمان من احتاج فيه كان أول ما يبذل دينه.
============
الآداب الشرعية بتصرف يسير