إن العبد الرباني، هو الذي يعبد الله -تبارك وتعالى- السنة كلها،
قيل لبشر الحافي: "إن قوما يجتهدون ويتعبدون لله -جل وعلا- في رمضان وحده؟"
فقال: "بئس القوم قوم لا يعرفون الله حقا إلا في رمضان".
إن العبد المجتهد الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها فهكذا فكونوا -عباد الله-،
رمضان فرصة أدركناها بفضل الله -تبارك وتعالى- علينا، وأنعم الله -عز وجل- علينا بإتمامها،
لكن هل يتوقف الأمر على ما فعلنا بأنفسنا في رمضان؟
الحسن البصري وجه رسالة إلى كل مسلم في كل زمان وكل مكان، يقول رحمه الله -تعالى- في كلام يشبه كلام الأنبياء، يقول: "إن الله جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته".
إننا نحتاج -عباد الله-: إلى كل مسلم الذي يفهم الحياة فهما حقيقا، أنت عبدا لله -جل وعلا- في كل وقت وفي كل حين تطبق منظومة العبودية لله -جل وعلا-، تطبق قول الله -جل وعلا-:(قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الأنعام: 162-163].
أنت عبدٌ لله في رمضان وفي غير رمضان، أنت عبدٌ لله في الصحة وفي المرض، أنت عبدٌ لله في الكرب والبلاء، وأنت عبدٌ لله كذلك في الرخاء، أنت عبدٌ لله -جل وعلا- في الغنى، وأنت عبدٌ لله -تبارك وتعالى- في الفقر.
فكن عبدا لله -جل وعلا- في كل وقت وفي كل حين، وأتمر بأمر الله -تبارك وتعالى- الذي أمر به الرسول -صلوات الله وسلامه- على الرسول، قال تعالى آمرًا نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو أمر لنا كذلك:
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)[الحجر: 99].
ما هو اليقين -عباد الله-؟
إنه الموت.
نحتاج -عباد الله- إلى أن نكثر من الطاعة بعد الطاعة:
(فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ)[الشرح: 7-8].
إذا فرغت من طاعة فاجتهد في طاعة بعدها، وأسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقبل منك هذه الطاعة.
ومن الأيام المباركات التي حثنا النبي -صلّ الله عليه وسلم- على صيامها؛ كما صح في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه وأرضاه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر".
من صام رمضان، أي صام كل رمضان، ثم أتبعه بست من شوال، أي أتبعه بصيام ست من شوال، لا يشترط أن تكون متتابعة، المهم أن تكون في شهر شوال، المهم أن تصوم هذه الستة في شهر شوال، فمن صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال، كان كمن صام السنة كلها، على لسان سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وقد فسر الرسول -صلى الله عليه وسلم- كيف كان صيام رمضان مع ست من شوال يساوي السنة كلها، صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صيام رمضان بعشر أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام سنة" يعني رمضان وستة أيام بعده.
كذلك من علامات قبول رمضان:
أن تستمر على القيام بعد رمضان، ولو حتى بركعتين في جوف الليل، تناجي بها ربك
طوبى لمن كان يرى القيامة أمامه، وأنه عما قريب سوف يرتحل عن هذه الحياة الدنيا،
ليوقف بين يدي الله -جل جلاله وتقدست أسمائه-.
تأملوا -عباد الله-: هذا المشهد الذي لا ينبغي أن يغيب عن خاطرنا، لا ينبغي أن يغيب عن تفكيرنا؛ لأنه مشهد -عباد الله- يطيش القلوب والألباب.
والله إذا تأملت جيدا مشهد المرور على الصراط -عبد الله-.
تأمل! الخلائق كلهم! تأمل الصراط منصوبا على جسر جهنم، تأمل الشمس قد أدنيت من رؤوس العباد، تأمل الصراط منصوبا للمرور عليه.
من يطيق -عباد الله- أن يمشي على صراط أدق من الشعرة، وأحد من السيف؟ من سيثبت -عباد الله-؟ من يثبتنا -عباد الله- في ذلك اليوم؟
إنه الله -جل وعلا-:
(يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء)[إبراهيم: 27].
من ثبت هنا -عباد الله- في الدنيا على طاعة الله -جل وعلا-، من كان من المتقين كان من الطائعين، كان من الصالحين؛ ثبت هنالك -عباد الله-: ثبت عند المرور على الصراط، لذلك: "فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالطرف، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الرجل ويرمل رملا، فيمرون على قدر أعمالهم، حتى يمر الذي نوره على إبهام قدميه، تخر يد وتعلق يد، وتخر رجل وتعلق رجل، فتصيب جوانبه النار".
نسأل الله -جل وعلا- أن يثبتنا وإياكم على دينه؛ إنه جواد كريم، وبالإجابة جدير.
ملتقى الخطباء
قيل لبشر الحافي: "إن قوما يجتهدون ويتعبدون لله -جل وعلا- في رمضان وحده؟"
فقال: "بئس القوم قوم لا يعرفون الله حقا إلا في رمضان".
إن العبد المجتهد الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها فهكذا فكونوا -عباد الله-،
رمضان فرصة أدركناها بفضل الله -تبارك وتعالى- علينا، وأنعم الله -عز وجل- علينا بإتمامها،
لكن هل يتوقف الأمر على ما فعلنا بأنفسنا في رمضان؟
الحسن البصري وجه رسالة إلى كل مسلم في كل زمان وكل مكان، يقول رحمه الله -تعالى- في كلام يشبه كلام الأنبياء، يقول: "إن الله جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته".
إننا نحتاج -عباد الله-: إلى كل مسلم الذي يفهم الحياة فهما حقيقا، أنت عبدا لله -جل وعلا- في كل وقت وفي كل حين تطبق منظومة العبودية لله -جل وعلا-، تطبق قول الله -جل وعلا-:(قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الأنعام: 162-163].
أنت عبدٌ لله في رمضان وفي غير رمضان، أنت عبدٌ لله في الصحة وفي المرض، أنت عبدٌ لله في الكرب والبلاء، وأنت عبدٌ لله كذلك في الرخاء، أنت عبدٌ لله -جل وعلا- في الغنى، وأنت عبدٌ لله -تبارك وتعالى- في الفقر.
فكن عبدا لله -جل وعلا- في كل وقت وفي كل حين، وأتمر بأمر الله -تبارك وتعالى- الذي أمر به الرسول -صلوات الله وسلامه- على الرسول، قال تعالى آمرًا نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو أمر لنا كذلك:
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)[الحجر: 99].
ما هو اليقين -عباد الله-؟
إنه الموت.
نحتاج -عباد الله- إلى أن نكثر من الطاعة بعد الطاعة:
(فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ)[الشرح: 7-8].
إذا فرغت من طاعة فاجتهد في طاعة بعدها، وأسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقبل منك هذه الطاعة.
ومن الأيام المباركات التي حثنا النبي -صلّ الله عليه وسلم- على صيامها؛ كما صح في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه وأرضاه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر".
من صام رمضان، أي صام كل رمضان، ثم أتبعه بست من شوال، أي أتبعه بصيام ست من شوال، لا يشترط أن تكون متتابعة، المهم أن تكون في شهر شوال، المهم أن تصوم هذه الستة في شهر شوال، فمن صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال، كان كمن صام السنة كلها، على لسان سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وقد فسر الرسول -صلى الله عليه وسلم- كيف كان صيام رمضان مع ست من شوال يساوي السنة كلها، صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صيام رمضان بعشر أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام سنة" يعني رمضان وستة أيام بعده.
كذلك من علامات قبول رمضان:
أن تستمر على القيام بعد رمضان، ولو حتى بركعتين في جوف الليل، تناجي بها ربك
طوبى لمن كان يرى القيامة أمامه، وأنه عما قريب سوف يرتحل عن هذه الحياة الدنيا،
ليوقف بين يدي الله -جل جلاله وتقدست أسمائه-.
تأملوا -عباد الله-: هذا المشهد الذي لا ينبغي أن يغيب عن خاطرنا، لا ينبغي أن يغيب عن تفكيرنا؛ لأنه مشهد -عباد الله- يطيش القلوب والألباب.
والله إذا تأملت جيدا مشهد المرور على الصراط -عبد الله-.
تأمل! الخلائق كلهم! تأمل الصراط منصوبا على جسر جهنم، تأمل الشمس قد أدنيت من رؤوس العباد، تأمل الصراط منصوبا للمرور عليه.
من يطيق -عباد الله- أن يمشي على صراط أدق من الشعرة، وأحد من السيف؟ من سيثبت -عباد الله-؟ من يثبتنا -عباد الله- في ذلك اليوم؟
إنه الله -جل وعلا-:
(يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء)[إبراهيم: 27].
من ثبت هنا -عباد الله- في الدنيا على طاعة الله -جل وعلا-، من كان من المتقين كان من الطائعين، كان من الصالحين؛ ثبت هنالك -عباد الله-: ثبت عند المرور على الصراط، لذلك: "فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالطرف، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الرجل ويرمل رملا، فيمرون على قدر أعمالهم، حتى يمر الذي نوره على إبهام قدميه، تخر يد وتعلق يد، وتخر رجل وتعلق رجل، فتصيب جوانبه النار".
نسأل الله -جل وعلا- أن يثبتنا وإياكم على دينه؛ إنه جواد كريم، وبالإجابة جدير.
ملتقى الخطباء
تعليق