Tweet
الهـــــــــــــــــــــــــــــــــدوء يرحمني ويرحمكم الله!!
سكون النفس وطمأنينتها بركن ربها، غرفة من نعيم الجنان (في الدنيا) لا يلج إليها إلا من تجرد تماماً من أهوائه، وحكم على نفسه حكماً خالياً من جميع ألوان الزيغ أو الميل أو المبالغة في تقييم خيرها، أو نقد شرها!!
فتلمس العبد لخطوات مسيرته نحو الله والجنة؛ لابد وأن يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقوة إخلاصه لله عز وجل؛ وعلى ضوء من هدي نبيه صلى الله عليه وسلم؛ حتى لا تزيغ به الأقدام؛ وهو يحسب أنه يحسن صنعاً!!
ففعل الطاعات وما يصحبها من صخب وساوس العجب والخيلاء في خواطر نفس العبد أحياناً، حتى وإن لم تبدو آثار ذلك على ظاهره؛ يعد مانعاً من ولوج تلك الغرفة التي ينعم من بداخلها بالطمأنينة والسكينة!!
كما أن الوقوع في مستنقع المعاصي؛ مع التماس الأعذار للنفس في اقترافها لتلك المعاصي؛ بما يحدث الألفة بين العبد وبين تلك المعصية؛ من أشد الموانع لدخول تلك الغرفة؛ بل يعد حائلاً منيعاً دونها؛ ولا أعني بذلك الحض على القنوط من رحمة الله تعالى؛ وإنما على العبد أن يستشعر حجم جرم المعصية للحيلولة دون ألفتها من جهة؛ وللمسارعة لتحقيق التوبة الصادقة بشروطها المستوفاة من جهة أخرى؛ حيينها يكون مهيئاً بصدق توبته للاقتراب من تلك الغرفة!!
إننا بحاجة لخفض مستوى الصخب الممتزج بدواخل نفوسنا؛ سواء كان عجباً بطاعة، أو امتعاضاً من ضيق رزق؛ أو التماساً للأعذار في اقتراف المعاصي، أو أخذاً بأسباب اشتعال نيران الشهوات في نفوسنا؛ حتى نهيئ أنفسنا بالصدق والإخلاص لله تعالى؛ للاستمتاع بأجواء تلك الغرفة، وما فيها من حلاوة سكينة الإيمان في الدنيا قبل ولوجها بإذن الله يوم القيامة!!
نحن بحاجة لمعرفة نفوسنا حق المعرفة؛ وإنزالها المنزلة التي تمثل بحق معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) فنحن لا شيء دون توفيق الله تعالى لنا للطاعة؛ ونحن لا شيء إذا لم يحفظنا الله من معصيته، ونحن لا شيء حتى نسخر من الآخرين، ونستشعر في نفوسنا الفضل عليهم!! ونحن لا شيء مهما بلغنا من الدهاء والتخطيط للحصول على الرزق!! فالأمر كله بيد الله وحده، وشتان بين من يلتمس في خطواته التوفيق من الله، ويعيش بالفعل مفتقراً له سبحانه، وبين من يغويه غروره في أي درب من دروب الحياة حتى يورده المهالك!!
ألا فلنزح عن أنفسنا تلك الأستار الثقيلة من الأوهام التي حالت دون رؤيتنا لحقيقة نفوسنا دهوراً من العمر؛ حتى نبصر طريقنا بكل شفافية نحو الله والدار الآخرة التي نرجو أن تكون عاقبتها رضوانه وجنته!!
ولن نستطيع ذلك؛ حتى نخفض صوت الصخب الذي يهيج في نفوسنا شرورها؛ ويطمس خيرها؛ ألا وإن ذكر الله تعالى والمسارعة إلى طاعته، وإغلاق منافذ الشر عنها بصوم هذه الأيام الجميلة؛ لمن أنجع الوسائل لخفض مستوى ذلك الصخب، ألا فانعموا بصومكم في ظل هدوء سكينة الإيمان في قلوبكم، يرحمني ويرحمكم الله.
تعليق