أنا الفقير إليك - (3)
خالد أبو شادي
من لوازم الفقر:
1. «وإذا استعنت فاستعن بالله»: إذا شكوت الحاجة فالجأ إلى الغني، وإذا جفاك العز وابتدرك الذل فاطرق باب العزيز، وإذا سرى الضعف في جسدك فاستمد القوة من القوي.. فهو وحده الذي يعطي ويمنع.. وحده الذي يصل ويقطع.. وحده الذي بيده مفاتيح كل شيء.
«وإذا استعنت فاستعن بالله»: لما سمع الصحابة هذا الحديث كان أحدهم إذا سقط سوط بعيره من على الفرس يتروع عن أن يطلب من أحد أن يناوله إياه، بل يتناوله بنفسه.
استح من سؤال غيرك: كان صلة بن أشيم في غزاة فمات فرسه، فتلفت يمينا وشمالا، ثم قال: اللهم لا تجعل لمخلوق على منة، فإني أستحي من سؤال غيرك.
وعلم الله صدقه فأحيا الله له فرسه، فركبه حتى إذا وصل إلى أهله قال لغلامه : فك السرج فإن الفرس عارية، فنزع السرج فهبط الفرس ميتا!!.
الزبير غني بربه: كان الزبير بن العوام في مرض موته يوصي ابنه عبد الله بدينه ويقول: يا بني إن عجزت عن شيء منه فاستعن بمولاي، قال: فوالله ما دريت ما عني حتى قلت: يا أبت من مولاك؟! قال: الله عز وجل، فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير.. اقض عنه، فيقضي.
2. التوكل على الله: ومعناه الاعتماد على الله، والتعلق به وحده، وصرف الهم إليه وحده، خاصة عند نزول البلاء والمحن التي تطيش لها العقول وتهلع لها الأفئدة، واسمع قوة التوكل على الله في قصة أبي على قلندر.
سلطان العلماء: كان الشيخ أبو علي قلندر من كبار متصوفة القرن السابع والثامن الهجري في الهند، وحدث أن مر السلطان علاء الدين الخلجي في السوق، فنادى أحد الحراس تلميذا من تلامذة الشيخ ليفسح الطريق فلم ينتبه، فضربه على رأسه فذهب إلى شيخه شاكيا فكتب الشيخ إلى السلطان: إما أن تعزل عاملك أو أنصب مكانك ملكا آخر!! فارتدع السلطان، وأرسل الشاعر الكبير أمير خسرو، فغنى بعض شعره ليسترضى به الشيخ، فلما رضي الشيخ بلغه رسالة السلطان يطلب عفو الشيخ فعفا عنه!!.
لو نظر إلينا الخالق!! خرج أحد الأمراء يجوب بلدة حاتم الأصم يوما، فاجتاز على باب حاتم فاستسقى الماء، فلما شرب رمى إليهم شيئا من المال ففرح أهل الدار سوى ابنته الصغيرة فإنها بكت فقيل لها: ما يبكيك؟! فقالت: مخلوق نظر إلينا فاستغنينا، فكيف لو نظر إلينا الخالق؟!.من نماذج الفقراء:
1. النبي صلى الله عليه وسلم: انظر إليه بعد أن بلغ رسالة ربه، واستفرغ فيها وسعه وطاقته، ودانت له جزيرة العرب في يوم الحج الأكبر يوم عرفة يدعو الله عزوجل بهذا الدعاء الذي ارتقى فيه أعلى قمم الضعف والعجز، يقول لنتعلم منه: «اللهم إنك تري مكاني وتسمع كلامي ولا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقر المعترف بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، دعاء من خضعت لك رقيته، وذل لك جسده، ورغم لك أنفه، وفاضت لك عيناه، اللهم لا تجعلني بدعائك شقيا، وكن بي ربي رؤوفا رحيما، يا خير المسئولين ويا خير المعطين يارب العالمين».
وهكذا كان دأبه صلى الله عليه وسلم في أسمى مواقف الانتصار: يكون في أعلى درجات الفقر والتضرع، كما حدث يوم فتح مكة، دخلها منتصرا بعد أن أخرج منها.. فإذا به يدخلها ساجدا على ظهر فرسه تواضعا لله وشكرا لنعمته، انتصر فتواضع أو إن شئت قلت : تواضع فانتصر.
2. ابن تيمية: قال تلميذه ابن قيم الجوزية: كان شيخنا ابن تيمية -قدس الله روحه- كثير اللهج بهذه الكلمات: مالى شيء وما عندي شيء وما مني شيء:
3. ابن أبى ذؤيب: دخل الخليفة المهدى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المسجد أكثر من خمسمائة من طلبة الحديث أهل العمائم والمحابر والأقلام، فقام الناس جميعا إلا ابن أبى دؤيب، فقال المهدى : يا ابن أبى دؤيب.. قام الناس جميعا إلا أنت!!. قال: والله الذي لا إله إلا هو، لقد أردت أن أقوم لك فلما تهيأت للقيام تذكرت قول الله سبحانه وتعالى: {يوم يقوم الناس لرب العالمين} [المطففين: 6]، فتركت هذا القيام للقيام ذلك اليوم. قال: اجلس.. والله ما بقي في رأسي شعرة إلا وقفت.
وماذا بعد الكلام:
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات وللمسلمين والمسلمات الاحياء والاموات
خالد أبو شادي
من لوازم الفقر:
1. «وإذا استعنت فاستعن بالله»: إذا شكوت الحاجة فالجأ إلى الغني، وإذا جفاك العز وابتدرك الذل فاطرق باب العزيز، وإذا سرى الضعف في جسدك فاستمد القوة من القوي.. فهو وحده الذي يعطي ويمنع.. وحده الذي يصل ويقطع.. وحده الذي بيده مفاتيح كل شيء.
«وإذا استعنت فاستعن بالله»: لما سمع الصحابة هذا الحديث كان أحدهم إذا سقط سوط بعيره من على الفرس يتروع عن أن يطلب من أحد أن يناوله إياه، بل يتناوله بنفسه.
استح من سؤال غيرك: كان صلة بن أشيم في غزاة فمات فرسه، فتلفت يمينا وشمالا، ثم قال: اللهم لا تجعل لمخلوق على منة، فإني أستحي من سؤال غيرك.
وعلم الله صدقه فأحيا الله له فرسه، فركبه حتى إذا وصل إلى أهله قال لغلامه : فك السرج فإن الفرس عارية، فنزع السرج فهبط الفرس ميتا!!.
الزبير غني بربه: كان الزبير بن العوام في مرض موته يوصي ابنه عبد الله بدينه ويقول: يا بني إن عجزت عن شيء منه فاستعن بمولاي، قال: فوالله ما دريت ما عني حتى قلت: يا أبت من مولاك؟! قال: الله عز وجل، فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير.. اقض عنه، فيقضي.
2. التوكل على الله: ومعناه الاعتماد على الله، والتعلق به وحده، وصرف الهم إليه وحده، خاصة عند نزول البلاء والمحن التي تطيش لها العقول وتهلع لها الأفئدة، واسمع قوة التوكل على الله في قصة أبي على قلندر.
سلطان العلماء: كان الشيخ أبو علي قلندر من كبار متصوفة القرن السابع والثامن الهجري في الهند، وحدث أن مر السلطان علاء الدين الخلجي في السوق، فنادى أحد الحراس تلميذا من تلامذة الشيخ ليفسح الطريق فلم ينتبه، فضربه على رأسه فذهب إلى شيخه شاكيا فكتب الشيخ إلى السلطان: إما أن تعزل عاملك أو أنصب مكانك ملكا آخر!! فارتدع السلطان، وأرسل الشاعر الكبير أمير خسرو، فغنى بعض شعره ليسترضى به الشيخ، فلما رضي الشيخ بلغه رسالة السلطان يطلب عفو الشيخ فعفا عنه!!.
لو نظر إلينا الخالق!! خرج أحد الأمراء يجوب بلدة حاتم الأصم يوما، فاجتاز على باب حاتم فاستسقى الماء، فلما شرب رمى إليهم شيئا من المال ففرح أهل الدار سوى ابنته الصغيرة فإنها بكت فقيل لها: ما يبكيك؟! فقالت: مخلوق نظر إلينا فاستغنينا، فكيف لو نظر إلينا الخالق؟!.من نماذج الفقراء:
1. النبي صلى الله عليه وسلم: انظر إليه بعد أن بلغ رسالة ربه، واستفرغ فيها وسعه وطاقته، ودانت له جزيرة العرب في يوم الحج الأكبر يوم عرفة يدعو الله عزوجل بهذا الدعاء الذي ارتقى فيه أعلى قمم الضعف والعجز، يقول لنتعلم منه: «اللهم إنك تري مكاني وتسمع كلامي ولا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقر المعترف بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، دعاء من خضعت لك رقيته، وذل لك جسده، ورغم لك أنفه، وفاضت لك عيناه، اللهم لا تجعلني بدعائك شقيا، وكن بي ربي رؤوفا رحيما، يا خير المسئولين ويا خير المعطين يارب العالمين».
وهكذا كان دأبه صلى الله عليه وسلم في أسمى مواقف الانتصار: يكون في أعلى درجات الفقر والتضرع، كما حدث يوم فتح مكة، دخلها منتصرا بعد أن أخرج منها.. فإذا به يدخلها ساجدا على ظهر فرسه تواضعا لله وشكرا لنعمته، انتصر فتواضع أو إن شئت قلت : تواضع فانتصر.
2. ابن تيمية: قال تلميذه ابن قيم الجوزية: كان شيخنا ابن تيمية -قدس الله روحه- كثير اللهج بهذه الكلمات: مالى شيء وما عندي شيء وما مني شيء:
أنا المكدى وابن المكدى *** وهكذا كان أبي وجدي
أنا الفقير إلى رب البريا *** أنا المسكين في مجموع حلاتي
أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي *** والخير إن يأت فهو من عنده يأتي
ثم يقول:أنا الفقير إلى رب البريا *** أنا المسكين في مجموع حلاتي
أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي *** والخير إن يأت فهو من عنده يأتي
والفقير لي وصف ذات لازم أبدا *** كما الغني أبدا وصف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق كلهم *** وكلهم عنده عبد له أتى
فمن بغى مطلبا من غير خالقه *** فهو الظلوم الجهول المشرك العاتي
وكان يقول: والله منذ احتلمت وبلغت وعقلت للآن ما أعلم أني أسلمت إسلاما جيدا، وأنا أصحح إسلامى إلى الآن. قال ابن القيم : قال هذا في أواخر أيامه.وهذه الحال حال الخلق كلهم *** وكلهم عنده عبد له أتى
فمن بغى مطلبا من غير خالقه *** فهو الظلوم الجهول المشرك العاتي
3. ابن أبى ذؤيب: دخل الخليفة المهدى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المسجد أكثر من خمسمائة من طلبة الحديث أهل العمائم والمحابر والأقلام، فقام الناس جميعا إلا ابن أبى دؤيب، فقال المهدى : يا ابن أبى دؤيب.. قام الناس جميعا إلا أنت!!. قال: والله الذي لا إله إلا هو، لقد أردت أن أقوم لك فلما تهيأت للقيام تذكرت قول الله سبحانه وتعالى: {يوم يقوم الناس لرب العالمين} [المطففين: 6]، فتركت هذا القيام للقيام ذلك اليوم. قال: اجلس.. والله ما بقي في رأسي شعرة إلا وقفت.
وماذا بعد الكلام:
- اغتنم أوقات إجابة الدعاء:
- ثلث الليل الأخير.
- آخر ساعة من نهار الجمعة.
- في السجود.
- وقت طلوع الإمام المنبر يوم الجمعة.
- بين الآذان والإقامة.
- أحضر قلبك أولا ثم ادع بما تشاء؛ فالدعاء اللساني دون القلب لا قيمة له.
- أكثر من السجود؛ فبكل سجدة تسجدها ترتفع بك عند الله درجة، "كان سجود النبي صلى الله عليه وسلم مقدار قراءة خمسين آية".
- استصغر عملك: كلما صغرت عبادتك فى عينك عظمت عند الله، وكلما عظمت في عينك صغرت عند الله.
- بالضغط تتلاءم الأجزاء المتبعثرة، وبالمحن يمحى الذنب ويصح الفقر فيستجاب الدعاء.
- من أدام قرع الباب أوشك أن يفتح له «يستجاب لأحدكم مالم يعجل، يقول : قد دعوت فلم يستجيب لى»(صحيح كما فى ص ج ص رقم 8085).
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات وللمسلمين والمسلمات الاحياء والاموات