السلام عليكم ورحمة الله
من فاتهم قرأة هذا التقرير فمُحال أن يعرفوا الحقيقة! فالأحداث الراهنة بدأت من هنا.
تابعونا بارك الله فيكم ورزقكم الله البصيرة في الدين والكيّاسة والفطنة
ونقولها من البداية هذا هو مآل التفريط في فريضة العلم واتهام علماء الأمة الأبرار وعدم السماع لنصائحهم!؟
وكما قال الإمام ابن القيم الجوزية -رحمه الله تعالى-:
"ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تولى عنك الوليّ؛
فلا تظن أن الشيطان غلب ، ولكن الحافظ أعرض"
هذا مقال هام جدا وبحث جدي حول حقائق ربما الكثير لا يعرفونها وهي خطيرة جدا هدفها السيطرة على العالم والهيمنة بالتدمير والرعب المقنن!.
ملاحظة: طلاب علم الإقتصاد خاصة لا زالوا إلى يومنا هذا يتعلمون مذهب في الإقتصاد معروف بـ "مدرسة شيكاغو" زعيمها المعروف الصهيوني ميلتون فريدمان Milton Friedman وكان من الضروري أن تدرس أفكار هذه المدرسة التي أسسست لما يعرف بـ"فتيان شيكاغو Chicago Boys" أو "عصابة شيكاغو" للتحذير منها والاستعداد للمواجهتها... ولكن مناهجنا التعلمية أيضا مدخولة منذ زمن!
اقرؤوا ما يلي لتفهموا المقصود من كلامنا...
عقيدة شيكاغو.. الرأسمالية الأمريكية المتوحشة في نسختها العربية
كل شيء بـدأ من العراق ولم ينته بعد
بقلم: مها سلطان
08-01-2014
منقول المؤسسة الوطنية الفلسطينية للدراسات والنشر والإعلام
في 6 أيار 2003 تم اختيار بول بريمر حاكماً «مدنياً» لبلد ما زالت عاصمته تشتعل، فالعمليات العسكرية انتهت للتو (2 أيار 2003).. والعراق بات رسمياً تحت الاحتلال. طبعاً لم يكن لبريمر من «المدنية» إلا لباسه الزاهي والسوار الذي يحيط بمعصمه.
أول كلمات نطق بها بريمر بعد ذلك القرار كانت:
أول كلمات نطق بها بريمر بعد ذلك القرار كانت:
«العراق اليوم أصبح مفتوحاً للأعمال الربحية»
.
لم ينتبه أحد، مرت تلك الكلمات مرور الكرام، ومضت سنوات حتى بدأ ذلك المسمى
لم ينتبه أحد، مرت تلك الكلمات مرور الكرام، ومضت سنوات حتى بدأ ذلك المسمى
«الربيع العربي»
، لنكتشف أن ما قاله بريمر كان إستراتيجية استعمارية كاملة ولكن من نوع خاص: عنيفة بحدود متوحشة ومتطرفة بحدود كارثية. إنها إستراتيجية الكوارث المربحة.. كوارث على اختلافها: حروب، انقلابات، أزمات سياسية أو اقتصادية، مجازر وعمليات إبادة، نكبات إنسانية بفعل زلازل أو براكين أو ثلوج أو تسونامي... الخ. إنها الأوقات الأفضل على الإطلاق لتمرير كل شيء حيث يكون الناس في حالة هلع لا يملكون معها أي مقاومة، وإذا لم تقع هذه الكوارث «فعلينا نحن» (أي دول التحالف الرأسمالي- الامبريالي) القيام بما يجب لكي تقع.
دعونا نعود لبوش الابن وحديثه بعد غزو العراق عن رغبته في
دعونا نعود لبوش الابن وحديثه بعد غزو العراق عن رغبته في
«أن يرى منطقة تجارة حرة تمتد إلى كل الدول العربية»
. أيضاً لم ينتبه أحد، وبوش لم يفصّل في الحديث عن كيفية تحقيق ذلك وما هو دور الولايات المتحدة.
بوش وبريمر قالا كلامهما وصمتا، لتبدأ تلك الإستراتيجية العنيفة والمتوحشة تشق طريقها في المنطقة، ولتتوالى فصول «الأرمادا» والأغلبية تماماً في تلك الحالة، حالة من لا يملك أي مقاومة.
بوش وبريمر قالا كلامهما وصمتا، لتبدأ تلك الإستراتيجية العنيفة والمتوحشة تشق طريقها في المنطقة، ولتتوالى فصول «الأرمادا» والأغلبية تماماً في تلك الحالة، حالة من لا يملك أي مقاومة.
لنوضح أكثر، يمكننا استحضار ما قاله مرة ريتشارد أرميتاج (أحد أبرز صقور المحافظين الجدد) خلال فترة التجهيز لغزو العراق: «العراقيون سيغرقون في الصدمة، سيكونون مشوشين وفي حالة تيه كاملة بسبب الحرب وبسبب سقوط صدام حسين، وهذا سيسهّل قيادتهم من النقطة ألف إلى النقطة باء».
في الولايات المتحدة والغرب عموماً تعرف هذه الإستراتيجية- بالمصطلح والمفهوم السياسي- بإستراتيجية الصدمة أو بمعنى أدق «الصدم» وفق مبدأ «اصدمهم واستولِ عليهم». أما بالمصطلح والمضمون الأكاديمي فتعرف بـ«عقيدة شيكاغو»، العقيدة التي لا تعرف الرحمة، عقيدة الغاب.. والخراب العابر للقارات، عقيدة الربح ولا شيء إلا الربح، والأهم الأخطر أن هذه العقيدة تُدرّس علناً بوجهها هذا من دون تجميل، من دون تشذيب، ومن دون «رتوش أو ترقيع» وذلك في أشهر الجامعات الأميركية- جامعة شيكاغو للعلوم الاقتصادية، ومنها أخذت اسمها.
في الولايات المتحدة والغرب عموماً تعرف هذه الإستراتيجية- بالمصطلح والمفهوم السياسي- بإستراتيجية الصدمة أو بمعنى أدق «الصدم» وفق مبدأ «اصدمهم واستولِ عليهم». أما بالمصطلح والمضمون الأكاديمي فتعرف بـ«عقيدة شيكاغو»، العقيدة التي لا تعرف الرحمة، عقيدة الغاب.. والخراب العابر للقارات، عقيدة الربح ولا شيء إلا الربح، والأهم الأخطر أن هذه العقيدة تُدرّس علناً بوجهها هذا من دون تجميل، من دون تشذيب، ومن دون «رتوش أو ترقيع» وذلك في أشهر الجامعات الأميركية- جامعة شيكاغو للعلوم الاقتصادية، ومنها أخذت اسمها.
في منطقتنا، قلة قليلة جداً تلك التي تحدثت عن عقيدة شيكاغو وربطتها بما يجري، لكن أحداً لم يسمع بها، لأننا ما زلنا حبيسي نظرية «كل فرنجي برنجي»، فوصلت منطقتنا إلى ما وصلت إليه.
في منطقتنا، ومنذ بداية هذه الألفية.. كل شيء بدأ من العراق، ولم ينته بعد، ونحن لم ندرك إلا متأخراً جداً معنى ذلك المثل القائل: «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض».
في منطقتنا، ومنذ بداية هذه الألفية.. كل شيء بدأ من العراق، ولم ينته بعد، ونحن لم ندرك إلا متأخراً جداً معنى ذلك المثل القائل: «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض».
كيف طبقت أميركا جورج بوش وباراك أوباما عقيدة شيكاغو على الدول العربية، بأي مستوى، بأي أدوات، ولمن كانت الأدوار الرئيسة؟
لنبق في العراق.. في ظهيرة يوم 13 أيار 2003 وصل بريمر إلى بغداد، وفي أول اجتماع له مع ما كان يُسمى آنذاك «مجلس الحكم العراقي»، تبجح رداً على سؤال تهكمي عن صلاحياته ومسؤولياته، قائلاً:
«لدي صلاحيات محتل وسلطات صدام حسين إضافة لما أراه مناسباً، أنا هنا بصلاحيات غير قابلة للنقاش وغير قابلة للطعن»
..
من هنا بدأ
من هنا بدأ
«زلزال شيكاغو»
في العراق ولاحقاً في كل المنطقة وصولا إلى ما يسمى
«الربيع العربي»
.
عندما غزت الولايات المتحدة، على رأس ما سمته «تحالفاً دولياً»، العراق (20 آذار 2003) كانت المنطقة لا تزال تحت صدمة ما تلى أحداث 11 أيلول 2001 والحرب العالمية التي أعلنتها واشنطن «على الإرهاب». هذه الحرب بدأت من أفغانستان 7 تشرين الثاني 2001 ليمر بعد ذلك عامان وخمسة أشهر كان فيها أكثر من دولة في المنطقة وجوارها (السودان مثلاً) تتحسس رأسها خشية أن تكون التالية على لائحة غزوات الإرهاب الأميركية.
لم يكن اختيار العراق للغزوة التالية اعتباطياً، لقد أرادت الولايات المتحدة انتصاراً ثانياً سهلاً وسريعاً لتكرس عقيدة شيكاغو المتوحشة التي أطلقتها في المنطقة. كانت واثقة من النصر على جيش منهك وبلد محاصر منذ 15 عاماً وبلا غطاء عربي، لنتذكر كيف هلل العرب، إلا قليلاً منهم، لاحتلال العراق، وكيف أن نصفهم على الأقل انخرط في دعمه لوجستياً ومالياً وإعلامياً. آنذاك كانت ذريعة «التخلص من النظام الدكتاتوري» تطرح أول مرة.
خلال الأشهر القليلة ما بعد استقرار الجيوش الغازية في العراق بدأ العالم يستفيق من كذبة «الحرب على الإرهاب»، ويدرك ماهية الطابع التجاري الربحي والمؤدلج في آن لهذه الحرب. لقد نجحت الولايات المتحدة في حشد العالم حول صفقة وضعها لوبي المحافظين الجدد من خريجي جامعة شيكاغو، مستغلة «فوبيا» أمنية هائلة أحدثتها صدمة 11 أيلول ولاسيما في الغرب، أما في الشرق فكانت هذه الـ «فوبيا» متمثلة- على المستوى الشعبي والرسمي- في أنه بات يرى ويسمع علناً بأنه أصبح في دائرة الاستهداف العسكري الأميركي المباشر.. هذا يعيدنا إلى مبدأ الصدم الذي تعتمده عقيدة شيكاغو.
قبل أن ندخل في كيفية قيام أميركا بتطبيق عقيدة شيكاغو على العراق، لنستعرض هذه العقيدة تاريخياً في أبرز محطاتها، وأهم منظريها، وأخطر المنفذين لها، ولاسيما أولئك المؤمنين بها بالمطلق كأفضل الحلول للأزمات الاقتصادية من جهة، ولتحقيق الوفر المالي المطلوب لاتقاء السقوط من جهة ثانية. هذا الشق بالذات من عقيدة شيكاغو اعتمدته الدول الأوروبية نفسها، وفي مقدمتها بريطانيا في عهد مارغريت تاتشر.. وحتى أميركا أيام رونالد ريغان، واليوم مع باراك أوباما.. وسيأتي توضيح وتفصيل ذلك لاحقاً.
يتبع إن شاء الله
عندما غزت الولايات المتحدة، على رأس ما سمته «تحالفاً دولياً»، العراق (20 آذار 2003) كانت المنطقة لا تزال تحت صدمة ما تلى أحداث 11 أيلول 2001 والحرب العالمية التي أعلنتها واشنطن «على الإرهاب». هذه الحرب بدأت من أفغانستان 7 تشرين الثاني 2001 ليمر بعد ذلك عامان وخمسة أشهر كان فيها أكثر من دولة في المنطقة وجوارها (السودان مثلاً) تتحسس رأسها خشية أن تكون التالية على لائحة غزوات الإرهاب الأميركية.
لم يكن اختيار العراق للغزوة التالية اعتباطياً، لقد أرادت الولايات المتحدة انتصاراً ثانياً سهلاً وسريعاً لتكرس عقيدة شيكاغو المتوحشة التي أطلقتها في المنطقة. كانت واثقة من النصر على جيش منهك وبلد محاصر منذ 15 عاماً وبلا غطاء عربي، لنتذكر كيف هلل العرب، إلا قليلاً منهم، لاحتلال العراق، وكيف أن نصفهم على الأقل انخرط في دعمه لوجستياً ومالياً وإعلامياً. آنذاك كانت ذريعة «التخلص من النظام الدكتاتوري» تطرح أول مرة.
خلال الأشهر القليلة ما بعد استقرار الجيوش الغازية في العراق بدأ العالم يستفيق من كذبة «الحرب على الإرهاب»، ويدرك ماهية الطابع التجاري الربحي والمؤدلج في آن لهذه الحرب. لقد نجحت الولايات المتحدة في حشد العالم حول صفقة وضعها لوبي المحافظين الجدد من خريجي جامعة شيكاغو، مستغلة «فوبيا» أمنية هائلة أحدثتها صدمة 11 أيلول ولاسيما في الغرب، أما في الشرق فكانت هذه الـ «فوبيا» متمثلة- على المستوى الشعبي والرسمي- في أنه بات يرى ويسمع علناً بأنه أصبح في دائرة الاستهداف العسكري الأميركي المباشر.. هذا يعيدنا إلى مبدأ الصدم الذي تعتمده عقيدة شيكاغو.
قبل أن ندخل في كيفية قيام أميركا بتطبيق عقيدة شيكاغو على العراق، لنستعرض هذه العقيدة تاريخياً في أبرز محطاتها، وأهم منظريها، وأخطر المنفذين لها، ولاسيما أولئك المؤمنين بها بالمطلق كأفضل الحلول للأزمات الاقتصادية من جهة، ولتحقيق الوفر المالي المطلوب لاتقاء السقوط من جهة ثانية. هذا الشق بالذات من عقيدة شيكاغو اعتمدته الدول الأوروبية نفسها، وفي مقدمتها بريطانيا في عهد مارغريت تاتشر.. وحتى أميركا أيام رونالد ريغان، واليوم مع باراك أوباما.. وسيأتي توضيح وتفصيل ذلك لاحقاً.
يتبع إن شاء الله
تعليق