قال علي رضى الله عنه : أصعب الأعمال أربع خصال : العفو عند الغضب والجود في العسرة، والعفة في الخلوة، وقول الحق لمن يخافه، أو يرجوه .
قال محمد بن كعب : الدنيا دار فناء منزل بلغة رغبت عنها السعداء وأسرعت من أيدي الأشقياء فأشقى الناس بها أرغب الناس فيها وأسعد الناس فيها أزهد الناس بها هي المعذبة لمن أطاعها المهلكة لمن اتبعها الخائنة لمن انقاد لها علمها جهل وغناؤها فقر وزيادتها نقصان وأيامها دول .
قال سلمان الفارسي رضى الله عنه : أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث: ضحكت من مؤمل الدنيا والموت يطلبه وغافل لا يغفل عنه وضاحك ملء فيه لا يدري أمسخط ربه أم مرضيه؟! وأبكاني ثلاث: فرقة الأحبة محمد وحزبه وهول المطلع عند غمرات الموت والوقوف بين يدي رب العالمين حين لا أدري إلى النار انصرافي أم إلا الجنة .
قيل : أعظم الإضاعات إضاعتان هما أصل كل إضاعة : إضاعة القلب وإضاعة الوقت، فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة وإضاعة الوقت من طول الأمل
عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : أربعة من ظلمة القلب، بطن شبعان من غير مبالاة وصحبة الظالمين، ونسيان الذنوب الماضية وطول الأمل،وأربعة من نور القلب، «بطن جائع من حذر» أي خشية أن يكون مما لا يحل له وصحبة الصالحين، وحفظ الذنوب الماضية، وقصر الأمل .
قال علي رضى الله عنه : خير الأعمال ما يقبل الله منك، وخير الشهور ما تتوب فيه إلى الله توبة نصوحًا، وخير الأيام ما تخرج فيه من الدنيا إلى الله تعالى مؤمنًا بالله .
قال علي رضى الله عنه : عليكم بخمس كلمات: لا يرجون أحدكم إلا ربه ولا يخافن إلا ذنبه ولا يستحي إذا لم يعلم شيئًا أن يتعلمه ولا يستحي إذا سئل عما لم يعلم أن يقول الله أعلم وعليكم بالصبر فإنه من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد
أربعة حسن ولكن أربعة أحسن منها الحياء من الرجال حسن ولكنه من النساء أحسن، والعدل من كل أحد ولكنه من القضاة والأمراء أحسن. والتوبة من الشيخ حسن ولكنها من الشباب أحسن، والجود من الأغنياء حسن ولكنه من الفقير أحسن ، وعند أحد الحكماء أربعة قبيح، لكن أربعة منها أقبح، الذنب من الشاب قبيح، وهو من الشيخ أقبح، والاشتغال بالدنيا من الجاهل قبيح، ومن العالم أقبح، والتكاسل في الطاعة من جميع الناس قبيح ومن العلماء وطلبة العلم أقبح، والتكبر عن الأغنياء قبيح ومن الفقراء أقبح .
قال عمر رضى الله عنه : الهوى بحر الذنوب، والنفس بحر الشهوات، والموت بحر الأعمار، والقبر بحر الندامات
عن عثمان رضى الله عنه قال : وجدت حلاوة العبادة في أربعة أشياء: أولها: في أداء فرائض الله، والثاني: في اجتناب محارم الله، والثالث: في الأمر بالمعروف ابتغاء ثواب الله، والرابع: في النهي عن المنكر اتقاء غضب الله
عن عثمان رضى الله عنه قال : أربعة ظاهرهن فضيلة وباطنهن فريضة، مخالطة الصالحين فضيلة والاقتداء بهم فريضة، وتلاوة القرآن فضيلة والعمل به فريضة، وزيارة القبور فضيلة والاستعداد للموت فريضة، وعيادة المريض فضيلة واتخاذ الوصية منه فريضة .
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : خمس من كن فيه سعد في الدنيا والآخرة، أولها أن يذكر لا إله إلا الله محمدًا رسول الله وقتًا بعد وقت. وإذا ابتلي ببلية قال: إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإذا أعطي نعمة قال: الحمد لله رب العالمين شكرًا للنعمة، وإذا ابتدأ في شيء قال: بسم الله الرحمن الرحيم، وإذا أفرط منه ذنبًا قال: أستغفر الله العظيم وأتوب إليه .
عن عثمان رضى الله عنه قال : إن المؤمن في ستة أنواع من الخوف، أحدها: من قبل الله تعالى أن يأخذ منه الإيمان، والثاني: من قبل الحفظة أن يكتبوا عليه ما يفتضح به يوم القيامة ،والثالث: من قبل الشيطان أن يبطل عمله، والرابع: من قبل ملك الموت أن يأخذه في غفلة بغتة، والخامس: من قبل الدنيا أن يغتر بها وتشغله عن الآخرة، والسادس: من قبل الأهل والعيال أن يشتغل بهم فيشغلونه عن ذكر الله تعالى .
قال إبراهيم بن أدهم حين سألوه عن قول الله تعالى : " ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ " وإنا ندعوه فلم يستجب لنا؟ فقال: ماتت قلوبكم من عشرة أشياء: أولها: أنكم عرفتم الله ولم تؤدوه حقه، وقرأتم كتاب الله ولم تعملوا به، وادعيتم عداوة إبليس وواليتموه،وادعيتم حب الرسول صلى الله عليه وسلم وتركتم أثره وسنته، وادعيتم حب الجنة، ولم تعملوا لها، وادعيتم خوف النار ولم تنتهوا عن الذنوب، وادعيتم أن الموت حق ولم تستعدوا له، واشتغلتم بعيوب غيركم وتركتم عيوب أنفسكم وتأكلون رزق الله ولا تشكرونه، انتهى بتصرف يسير .
أشرف أبو الدرداء صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل حمص فقال : يا أهل حمص أتبنون ما لا تسكنون وتأملون ما لا تدركون وتجمعون ما لا تأكلون، إن من كان قبلكم بنوا شديدا وأملوا بعيدًا وجمعوا كثيرًا فأصبحت اليوم مساكنهم قبورًا وأملهم غرورا وجمعهم بورا .
قال أحد فصحاء الملوك في خطبته : ألم تروا مصارع من كان قبلكم كيف استدرجتهم الدنيا بزخارفها ونفتهم ثم تركتهم وقد تخلت عنهم فهم في حيرة وظلمة مدلهمة تركوا الأهلين والأولاد والعيال والأموال، مساكنهم القبور وقد خلت منهم الدور وتقطعت منهم الأوصال والصدور وصاروا ترابًا باليًا وكان الله لهم ناهيًا قال تعالى : " فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ " ، " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ " .
روي أن الحسن رأى رجلا متعبدًا فقال : يا عبد الله ما يمنعك من مجالسة الناس ؟ قال: ما شغلني عن الناس قال: فما منعك أن تأتي الحسن؟ فقال: ما أشغلني عن الحسن، قال: فما الذي أشغلك عن الحسن؟ قال: إني أمسي وأصبح بين ذنب ونعمة فرأيت أن أشغل نفسي بالاستغفار للذنب والشكر لله تعالى على النعمة فقال: أنت عندي أفقه من الحسن
عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال : «وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة وإذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة» (رواه ابن حبان في صحيحه) .
قال الخليفة هشام بن عبد الملك لسالم بن عبد الله بن عمر عند الكعبة : سلني حاجتك، فقال : والله إني لأستحي أن أسأل في بيته غيره ،فلما خرج من المسجد قال هشام الآن خرجت من بيت الله فاسألني، فقال : من حوائج الدنيا أم الآخرة ؟ قال : من حوائج الدنيا، فقال سالم : ما سألتها ممن يملكها، فكيف أسالها ممن لا يملكها .
قيل : الموت محمود على كل حال للبر والفاجر، فأما البر فيصل إلى ما قدم من صالح أعماله وجميل أفعاله، وأما الفاجر فيستريح العالم من فجوره وشروره ويقل تزيده من الأوزار .
قال يحيى بن معاذ : العقلاء ثلاثة من ترك الدنيا قبل أن تتركه، وبنى قبره قبل أن يدخله وأرضى خالقه قبل أن يلقاه .
قال شريح : إني أصاب بالمصيبة فأحمد الله تعالى أربع مرات أحمده إذ لم تكن أعظم منها، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني لاسترجاع ما أرجو فيه من الثواب، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني .
قال الحسن البصري : يا ابن آدم إنما أنت أيام مجموعة كلما ذهب يوم ذهب بعضك .
قال الحسن البصري : أدركت أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصًا على دارهمكم ودنانيركم
.
قال ابن مسعود رضى الله عنه : ارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس واجتنب ما حرم الله عليك تكن من أورع الناس، وأد ما افترض الله عليك تكن من أعبد الناس .
المراقبة في ثلاثة أشياء : مراقبة الله في طاعته بالعمل الذي يرضيه ومراقبة الله عند ورود المعصية بتركها ومراقبة الله في الهم والخواطر والسر والإعلان قال تعالى : " وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ " [القصص: 69] .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ليقفن أحدكم بين يدي الله تبارك وتعالى ليس بينه وبينه حجاب يحجبه ولا بينه وبينه ترجمان يترجم عنه فيقول ألم أنعم ألم آتك مالا فيقول : بلى ، فيقول : ألم أرسل إليك رسولا فيقول : بلى ثم ينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار فليتق أحدكم النار ولو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيبة» (رواه البخاري) .
الكلم الطيب
تعليق