الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان
للشيخ د. محمد العريفي
أيها الأحبة الكرام سنة الاعتكاف خلال هذه العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم قد كان نبينا و سيدنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يحرص على أن يعتكف في هذه العشر الأواخر .. يلتمس فيها صلى الله عليه و آله و سلم ليلة القدر ، و الاعتكاف بلا شك أنه سنة و طاعة عظيمة ، و هو لزوم المسجد و حبس النفس في المسجد لطاعة الله تعالى فيه ، يمكث المرء في المسجد تسبيحاً و تهليلاً و استغفاراً و صلاةَ ، و قد مدح النبي صلى الله عليه و آله و سلم من جلس في مصلاه بعد الصلاة ،
( عن أبي هريرة قال : إذا صلى أحدكم ثم جلس في مصلاه ، لم تزل الملائكة تصلي عليه : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ، فإن قام من مصلاه فجلس في المسجد ينتظر الصلاة ؛ لم يزل في صلاة حتى يصلي )
الراوي: نعيم بن عبدالله المجمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 442خلاصة حكم المحدث: صحيح ،
فإذا كان هذا المدح لمن جلس دقائق بعد الصلاة في المسجد فما بالك بمن يجلس يوماً أو يومين أو ثلاثة أو ربما جلس الأيام العشرة كلها ، هذا بلا شك أنه طاعة و قربة إلى رب العالمين ، و الاعتكاف ليس شرطاً أن يكون المرء يعتكف في العشر الأواخر كلها و إن كان هذا هو أفضل لكن لو أنه اعتكف يوماً أو اعتكف ليلة فهذا جائز أو اعتكف و لو ساعة أو ساعتين ، بمعنى أنه لو قال أنا سأصلي الفجر اليوم في المسجد ثم أجلس في المسجد إلى المغرب فهذا اعتكاف يوم أو لو قال سأصلي المغرب في المسجد و سوف أجلس في المسجد إلى الفجر و أهلي يحضرون لي سحوري مثلاً أو قهوة أو شاي في المسجد فلا بأس في ذلك أيضاً ،
و لو أنه اعتكف بين صلاتين فلو صلى العشاء ثم قال أنا سأجلس بعد التراويح إلى صلاة القيام .. صلاة التهجد آخر الليل ، فيعتكف مثلاً ثلاث أو أربع ساعات ، هذا أيضاً هو اعتكاف .. هو مأجور عليه ، و كذلك لو قال سأصلي الظهر و أجلس إلى العصر أو أصلي العصر و أجلس إلى المغرب ، هذا كله اعتكاف .. سواء اعتكف يوماً أو اعتكف ليلة أو اعتكف شيئاً من يوم أو شيئاً من ليلة ، على الصحيح من أقوال الفقهاء فكل هذا جائز ، لكن المقصود أن ينشغل خلال اعتكافه بالذكر .. الدعاء .. قراءة القرآن ، و نسأل الله تعالى أن يقبل منا و منكم جميعاً.
تعليق