بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله الذي بيده تتم الصالحات ، و بنور رحمته تتنزل الرحمات ، و بجزيل عطائه تعم البركات ، و أشهد أنه لا إله إلا الله ، و أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم
ضم الإله اسم النبي إلي اسمه*إذ قال في الخمس المؤذن
أشهد شق له من اسمه ليجله *فذو العرش محمود وهذا محمد
يا حبيبي يا رسول الله لطالما بكت الأمة لفراقك وتمالكها الاشتياق للقائك
كل القلوب إلي الحبيب تميل** ومعي بهذا شاهد ودليل
أما الدليل إذا ذكرت محمد ** صارت دموع العاشقين تسيل
هذا رسول الله هذا المصطفى**هذا لكل العالمين رسول
يا حبيبي يا رسول الله ما طبقت شمس ولا غربت** إلا وحبك عامر بأنفاس
ولا جلست بين الناس أحدثهم **إلا وكنت حديثي بين جلاس
وما هممت بشرب الماء عن عطش ** إلا رأيته خيالا منك في الكأس
ما أجمل اللقاء مع أهل الود و الصفاء ، و ما أعظم الإيمان عند اجتماع الإخوان لرضى الرحمن ، و إن الزمان و المكان ليتشرف بشرف الغاية ، فكيف إذا كانت الغاية أعظم المقاصد و أجلها الحيث عن الحبيب و قرة العين محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا ، و الزمان شهر أنزل فيه القرآن هدى و تتنزل فيه الرحمات.
يقول ابن القيم رحمه الله : " المحبة أمر ينبعث في النفس يصعب التعبير عنه "
و الانسان إذا أحب شخصا آثره و آثر مواقفه ، و إلا لم يكن صادقا في محبته بل مدعيا محبته ، و حب النبي عليه الصلاة و السلام لا يخرج عن ذلك فالرسول عليه الصلاة و السلام لم يترك ولدا يرث رداه ، و لكن ترك أجيالا مابقيت الأرض تحمل لواءه ، و حمل اللواء لا يكون إلا عن محبة صادقة خالصة.
فلماذا نحبه عليه الصلاة و السلام ؟؟؟؟؟؟
1/ نحبه لأنه حبيب الله ، فمن أحب الله أحب كل ما يحبه الله تعالى ، و أعظم محبوب من الخلق لله تعالى الرسول عليه الصلاة و السلام : " و لكن صاحبكم خليل الله " حديث صحيح و الخلة أعلى درجات المحبة.
2/ نحبه لأن الله تعالى أظهر لنا كمال رأفته و عظيم محبته لأمته عليه الصلاة و السلام ، فنحب الإنسان متى ما وجدناه بنا رحيما و علينا شفيقا ، و لنفعنا مبادرا و لعوننا مجتهدا ، و الرسول عليه الصلاة و السلام في هذا الباب أعظم من رحمنا و رأف بنا و إن كان بيننا و بينه هذه القرون المتطاولة قال تعالى :" لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ " التوبة: 128
3/ و من دواعي محبته عليه الصلاة و السلام خصاله العظيمة و يكفينا قوله تعالى فيه :" وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ" القلم: 4 ، فقد اجتمع فيه عليه الصلاة و السلام ما تفرق في كل الخلق من وجوه الفضائل و المحاسن و الأخلاق ، و هذا سر استمالته عليه الصلاة و السلام قلوب أصحابه التي ملئت حبا له عليه الصلاة و السلام .
و اللهم صلِّ على الحبيب المصطفى وعلى صَحبه وآله ومن تَبِعهم.. وسلم تسليما كثيرا
تعليق