الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وسلم،
أما بعد..
الأفاضل الكرام..
حياكم الله وبياكم، وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
حياكم الله ومرحبًا؛ يا أهل الخير، ويا كل باغيًا للخير.. فمرحبًا بكم في مسعانا لكل الخير وفي طريقنا للخير.
مرحبًا بكم في أيام النفحات من شهر رمضان، ومرحبًا بشهر الخيرات من كل عام، شهر الصوم والقرآن.
مـرحبــًا رمضـــان
كلمات سمعتها وأسمعها هذه الأيام؛ كلما أشاهد قناة الندى الفضائية، حفظ الله شيخنا الحويني والقائمين عليها وأثابهم حسن الثواب.
مـرحبــًا رمضـــان
كلمات تأتي في استراحة قليلة بين برنامج وآخر، وهذا الإعلان الموجز السريع بتعليق في نهايته لأحد المذيعين:
رمضـــــان .. هايفكرك برمضان زماااااان ،
وجزء من تسجيل للشيخ سيد النقشبندي رحمه الله، يُنشِد قائِلًا: مرحبًا رمضان
فتعــالـوا بنــا معــًا نستعيد ذكـريـاتنـا مـع ... شهر الخير .. شهر رمضان .. زماااان زماااااان
يا ترى فاكرين أيام زمان ، أيام وليالي رمضان؟
ويا ترى .. فاكرين كمان .. أيام زمان .. من غير ألوان؟
أيوه من غييير ألوااان!! ... أيام الأبيض واسود!
لو تلاحظوا إن الإعلان بيظهِر صور قديمة لمصر بالأبيض والأسود، تُشعرِكم بالهدوء وعدم الزحام والصخب والضوضاء،
وبين نصيحتي لنفسي قبلكم ثم حضراتكم، واللي أحب أعرضها عليكم؛ لنعمل بها جميعًا إن شاء الله تعالى.
ياترى .. مين فاكر أيام زمان من غير الألوان؟
طبعًا أغلب أبنائي الفضلاء وبناتي الفضليات ما حضرش الأيام دي، وأعتقد إن مواليد الخمسينات والستينات هم اللي ها يفتكروا هذه الأيام؛
لأن ذكرياتي بالتحديد في الفترة من عام 1965 إلى عام 1975..
والألوان كلمة ليها معاني مختلفة، أحب الأول نتعرف معًا على بعض هذه المعاني من معجم [اللغة العربية المعاصر] :
ألوان: إسم ، جمع لَوْن ، أي:
1- صفة الشَّيء: من بياض وسواد وغيرهما ( أصفر، أحمر، أزرق، أخضر، بني، رمادي، ...) ، ولا تُدْرَك إلاَّ بالنَّظَر:
{ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا } البقرة: 69 ، { وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ } فاطر: 28 2
2- نوع ، صنف:
- ذو لونين: مُنافِقٌ ، مُرَاءٍ
- لَوْن أدبيّ ، ألوان الطَّعام ، قاسى ألوانًا من العذاب ، لَوْنٌ نغميّ: جرس لصوت أو أداة.
• عمى الألوان: ( طب ) عجز في التمييز بين الألوان خاصّة الأحمر والأخضر ، ويرجع ذلك إلى عيب في مخاريط شبكيّة العين.
وحديث الذكريات عن رمضان زمان اللي من غير ألوان؛ خلينا نركز فيه على لونين متضادَّيْن: أبيض و اسود
لما كانت الصور أبيض واسود، ولما كانت شاشات التليفزيون أبيض واسود،
و كمــان .. لما كااااانت القلوووب بين لونيـــن ؛ أبيــض أو اســود !!2- نوع ، صنف:
- ذو لونين: مُنافِقٌ ، مُرَاءٍ
- لَوْن أدبيّ ، ألوان الطَّعام ، قاسى ألوانًا من العذاب ، لَوْنٌ نغميّ: جرس لصوت أو أداة.
• عمى الألوان: ( طب ) عجز في التمييز بين الألوان خاصّة الأحمر والأخضر ، ويرجع ذلك إلى عيب في مخاريط شبكيّة العين.
وحديث الذكريات عن رمضان زمان اللي من غير ألوان؛ خلينا نركز فيه على لونين متضادَّيْن: أبيض و اسود
لما كانت الصور أبيض واسود، ولما كانت شاشات التليفزيون أبيض واسود،
وأهم ذكرياتي الثابتة بعقلي وجوارحي عن رمضان من غير ألوان، أحب أبدأها بمقارنة بين فترتين:
* الفترة الأولى في الأعوام 1965 ، 1966 ، وأوائل عام 1967
*******************************
حينما عمَّ السواد بقلوب أكثر الناس وانصرفوا عن طريق الاستقامة، وحادت بهم نفوسهم إلى طريق معوَّجٍّ،
قاد الشباب –وهم عماد الأمة ومستقبلها- إلى التقليد الأعمى للغرب، والوقوف على نواصي الطرقات، بلا هدف سوى اللهو وإضاعة الوقت فيما لا يُفيد،
فكانوا يقضون أوقاتهم في الضحكات الصارخة والألفاظ الخارجة بكل تنطُّع، ومعاكسة فتيات مُتبرجات بالعري أيضًا لكَفرةِ الغرب مُقلِدات!
ساد المجتمع في هذه الفترة البعد عن الدين والتدين، وعدم التمسك بكتاب الله تعالى، إلا من رحم الله من عباده المتقين!
فكان الجزاء من الله العزيز الرحمن بنكسة مريرة أليمة في شهر يونية 1967، واحتلال اليهود لجزء من أرض مصر الغالية!!
حينها كان جنود الجيش من الشباب هتافهم الحماسِّي هو: هـَــعْ !
و هَاعَ في الحرب، أي: صَاحَ ، و الهيْعة هي: الصَّوت الذي يخافه الإنسانُ من عَدُوِّه!
ظــنَّ جنودنا واهمين أنهم سيُخِيفون العدو بهذه الصيحة، واعتقدوا أنها ستُرعِبه!!
فما كان مآل هذه الهــع إلا أسر الكثير منهم والباقي وقع .. بين قتيل ومصاب وكسير قد انخدع، بظنٍّ واهٍ في قُوةٍ قد زال و انقشع!!
* والفترة الثانية في الأعوام 1971 ، 1972 ، وأواخر عام 1973
*******************************
عندما عمَّ البياض قلوب أكثر الناس وانصرفوا عن طريق اللهو والاعوجاج، فامتلأت ساحات المساجد بالشباب،
ولم يعد هناك أثر لشباب النواصي في الطرقات؛ إلا القليل جدًا، وبانت مظاهر الاستقامة واتضحت بفضل الله تعالى،
وانتشر عدد الفتيات المُحجبات، تاركين التبرج بلا رجعة، وبدا جليًا للجميع صلاح أحوال المجتمع عما كان عليه من قبل،
فكان الجزاء من الله العزيز الرحمن بالنصر في حرب العاشر من رمضان في يوم السبت من عام 1393 الموافق 6 اكتوبر 1973
و حينها كان أيضًا لجنود الجيش من الشباب هتافهم الحماسِّي؛ لكنَّهم هتفوا باسم الله مُردِّدين: الله أكبر
والفارق كبير بين هتافين لهما دلالتين مختلفتين بالكلية؛ الله أكبر، و هــع
هتافين تميَّزَ مضمون كلٌّ منهما بلون النقيض للآخر؛ الأبيض و الأسود
فها هي القلوب التي آمنت بالقضاء ، وهتفت باسم ربها ذو الجلال والكبرياء ، تنزيها وتسبيحًا له سبحانه واستقواء ،
بعزته وقدرته على قهر الأعداء، فنصرهم بنَصرِه وأيدهم بجُندٍ من السماء.ساد المجتمع في هذه الفترة البعد عن الدين والتدين، وعدم التمسك بكتاب الله تعالى، إلا من رحم الله من عباده المتقين!
فكان الجزاء من الله العزيز الرحمن بنكسة مريرة أليمة في شهر يونية 1967، واحتلال اليهود لجزء من أرض مصر الغالية!!
حينها كان جنود الجيش من الشباب هتافهم الحماسِّي هو: هـَــعْ !
و هَاعَ في الحرب، أي: صَاحَ ، و الهيْعة هي: الصَّوت الذي يخافه الإنسانُ من عَدُوِّه!
ظــنَّ جنودنا واهمين أنهم سيُخِيفون العدو بهذه الصيحة، واعتقدوا أنها ستُرعِبه!!
فما كان مآل هذه الهــع إلا أسر الكثير منهم والباقي وقع .. بين قتيل ومصاب وكسير قد انخدع، بظنٍّ واهٍ في قُوةٍ قد زال و انقشع!!
* والفترة الثانية في الأعوام 1971 ، 1972 ، وأواخر عام 1973
*******************************
عندما عمَّ البياض قلوب أكثر الناس وانصرفوا عن طريق اللهو والاعوجاج، فامتلأت ساحات المساجد بالشباب،
ولم يعد هناك أثر لشباب النواصي في الطرقات؛ إلا القليل جدًا، وبانت مظاهر الاستقامة واتضحت بفضل الله تعالى،
وانتشر عدد الفتيات المُحجبات، تاركين التبرج بلا رجعة، وبدا جليًا للجميع صلاح أحوال المجتمع عما كان عليه من قبل،
فكان الجزاء من الله العزيز الرحمن بالنصر في حرب العاشر من رمضان في يوم السبت من عام 1393 الموافق 6 اكتوبر 1973
و حينها كان أيضًا لجنود الجيش من الشباب هتافهم الحماسِّي؛ لكنَّهم هتفوا باسم الله مُردِّدين: الله أكبر
والفارق كبير بين هتافين لهما دلالتين مختلفتين بالكلية؛ الله أكبر، و هــع
هتافين تميَّزَ مضمون كلٌّ منهما بلون النقيض للآخر؛ الأبيض و الأسود
فها هي القلوب التي آمنت بالقضاء ، وهتفت باسم ربها ذو الجلال والكبرياء ، تنزيها وتسبيحًا له سبحانه واستقواء ،
و ها هي القلوب التي هتفت بكلمةٍ سرابٍ في الهواء، وابتعدت وناءت عن ربِّ السماء، فعاقبهم بالهزيمة وغَلبَة الأعداء.
أبيضٌ وأسودٌ .. تقرُّب وابتعادٌ .. استقامةٌ وانحرافٌ .. نصرٌ وهزيمةٌ
فأي الضدَّيْن منهما يجب أن نحرص على التمسك به والتشبث به والحرص عليه؟
وأيام وليالي رمضان زمااان .. لما كانت من غير ألوااان
كانت الصور أبيض واسود؛ لكن بتظهر الحقائق بدون تزييف،
وكانت شاشات التليفزيون أبيض واسود؛ لكن ياترى.. هل كانت بتظِهْر أو تنقِل الحقائق!
أجل.. كانت كلها حقائق مُجردَة، تنبعث من التلفاز في كل بيت، يدركها أصحاب العقول المُمَيِّزة للحق وأصحاب القلوب السليمة.
كانت كلها حقائق تنحصر بين لونيّ بث التلفاز -بياضه وسواده-، وتُنقَل لنا وتُعرَضُ علينا لهدفين:
إفادة الناس نسبيًا والتذكِرة بالله إلى حدٍ ما، و إلهاء الناس تمامًا عن ذكر الله!!
لكن حجم أعمال التذكرة كان أقل بكثير جدًا عن أعمال الإلهاء والإفساد!
وفي كلتا الحالتين من اختياراتنا للمشاهدة كنا نشعر بالسعادة والهدوء وعدم الصخب وقلة الصراعات؛
لكنَّ شعورًا عن شعور يختلف تمامًا!
لأننا زمان في أيام وليالي رمضان كُنَّا أيضًا بين لونين، أو بالأحرى كنا أحد الصنفين:
مُغتنِم لساعات شهر الخيرات، أو مضيِّع لأوقات الخيرات!!
أبْيَـضٌ و أسْــوَدٌ
إِغْتِنَـامٌ للوَقْتِ وانْتِـهــازٌ لِلْفُرْصَـة ، أو اسْتِهَانةٌ بالْوَقْتِ وإِهْمالٌ لِلْوَاجِب
تعليق