تلخيص الحلقة 27 من برنامج إنسان جديد – التكاسل والاعتمادية
تلخيص الحلقة 27 من برنامج إنسان جديد – التكاسل والاعتمادية
حال اليوم من أكثر الأحوال التي تعطل الإنسان عن تحقيق مراد الله منه فيصبح عالة في الحياة، حال اليوم هو الكسل والاعتمادية.
علامات التكاسل
- التعامل مع الأمور الضخمة بمنتهى التراخي: كالبحث عن وظيفة أو السعي لجمع المال والزواج.
- كثرة أوقات الفراغ: الحقيقة هي أن الواجبات أكثر بكثير من الوقت المتاح لذلك هناك علم إدارة الوقت.
عواقب التكاسل
- من يتكاسل يكون لديه فقر، فقر في الانجازات وفقر في المال، فالكسل يسلب قيمة الإنسان.
- ضمور في العزيمة: إن عزيمة الإنسان وطموحة مثل العضلة، إن لم يستخدمها الإنسان تضعف.
من هو الإنسان الجديد؟
الله يحب أن يرى عبده عال الهمة، ونشيط ومحدد الأهداف، ولا يحب أن يرى عبده الضائع الذي لا ينفع نفسه ولا ينفع غيره.
كيف يصبح الإنسان إنسانا جديدا عال الهمة؟
- ربط الأمنية بالعمل: إن كانت نفس الإنسان محترقة على هذه الأمنية فسيعمل من أجلها.
- عظم الخيال: تخيل جمال الإنجاز فهذا سيجعلك تسارع نحو هدفك وأملك في الحياة.
منتدى مصطفى حسنى
.......................................
الكسل....
ما أصاب أمة إلا أضعفها وأخَّرها ودمَّرها..
وما أصاب شعباً إلا ضيَّعه وجهله، وأفشله ووهاه.
وما أصاب فرداً إلا أسقمه وأخزاه وأذله وحقَّره.
الكسل: هو التثاقل عما لا ينبغي، التثاقل عنه من أمور الدين والدنيا.
الكسل قسمان:
الأول: كسل العقل بعدم إعماله في التفكر والتدبر والنظر في آلاء الله من ناحية، وفي تركه النظر إلى ما يصلح شأن الإنسان ومن حوله في الدنيا التي فيها معاشه، وما تأخرت الأمم إلا نتيجة كسل أصحاب العقول فيها وقلة اكتراثهم بالقوة الإبداعية المفكرة التي أودعها الله فيهم.
الثاني: كسل البدن المؤدي إلى التثاقل عن الطاعات وأداء العبادات على الوجه المشروع، وكذلك يؤدي إلى تأخر الأفراد بَلْهَ الأمم والشعوب في مجالات النشاط المختلفة من زراعة وصناعة وغيرهما..
ماذا بعد رمضان؟
هل سنتكاسل عن فعل الخيرات الصلاة فى المساجد والنفقة على المحتاجين وقراءة القران وقيام الليل وصيام النوافل .....
رب رمضان هو رب باقى الشهور
إن كان شهر رمضان شهر الجود والإحسان قد أنتهى فإن الزكاة والصدقة والإحسان لاينتهي وقتها لأن ربك الذي يقبلها حي موجود لا يزول ولا يحول؛
فمن علامات قبول العمل
الحسنه بعد الحسنه فإتيان المسلمون بعد رمضان بالطاعات , والقُربات والمحافظة عليها دليل على رضى الله عن العبد , وإذا رضى الله عن العبد وفقه إلى عمل الطاعة وترك المعصية.
فالعاقل هو الذي يدرك شرف زمانه وقدر وقته، ولا تراه في ساعة من عمره إلا منشغلاً بعمل نافع يرضي به نفسه ويرضي به ربه.
الوسائل المعينة على ترك الكَسل
1_اللُّجوء إلى الله بالدعاء والاستعاذة، كما ورد عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجبنِ والهرَمِ وأعوذُ بِكَ من فتنةِ المَحيا والمماتِ ، وأعوذُ بِكَ مِن عذابِ القبرِ)
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2823 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
2- مجالسة أرباب الجِدِّ والسَّعي: فإنَّ الصُّحبة سارية، والطَّبيعة سارقة، وعليه يُحْمَل قول بعض السَّلف: (استكثر مِن الإخوان ما قدرت؛ فإنَّ لكلِّ مؤمنٍ شفاعة)،
في ((تعليم المتعلِّم)) قيل:عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه فكلُّ قرين بالمقارن يقتدي
3_(ذكر أحد العلماء علاج الكَسَل -وهو سهل لمن وفَّقه الله- فقال: هو تحريك الهمَّة بخوف فوات القَصْد، وبالوقوع في اللَّوم، أو التَّأسُّف، فإنَّ أَسَف المفرِّط -إذا عاين أجر المجتهد- أعظم مِن كلِّ عقاب، وليفكِّر العاقل في سوء مغبَّة الكَسَل والعَجْز، والاشتغال بالدُّنيا عن الآخرة، فرُبَّ راحة أوجبت حسرات وندمًا، فمَن رأى زميله اجتهد وثابر على دروسه ونجح، زادت حسرته وأسفه، ومَن رأى جاره قد سافر ورجع بالأرباح والفوائد، زادت حسرة أسفه وندامته على لذَّة كسله وعَجْزه.قال: وقد أجمع الحكماء على أنَّ الحكمة لا تُدرك بالرَّاحة، فمَن تلمَّح ثمرة الكَسَل اجتنبه، ومَن مدَّ فطنته إلى ثمرات الجِدِّ والاجتهاد نسي مشاق الطَّريق، ثمَّ إنَّ اللَّبيب الذَّكي يعلم أنَّه لم يُخْلَق عبثًا، وإنَّما هو في الدُّنيا كالأجير أو كالتَّاجر، ثمَّ إنَّ زمان العمل بالإضافة إلى مدَّة البقاء في القبر كلحظة، ثمَّ إنَّ إضافة ذلك إلى البقاء السَّرمدي
-إما في الجنَّة وإما في النَّار- ليس بشيء)
4_المحافظة على أيِّ نوع من أنواع الرياضة البدنية لقد ذكر ابن قيم الجوزية - رحمه الله - فائدة الرياضة المعتدلة فقال: "واعلَم أن لكل عضو رياضته؛ فللصدر القراءة فليَبتدئ فيها من الخفْية إلى الجهر بتدريج، ورياضة السمع بسمع الأصوات والكلام بالتدريج، فينتقل من الأخف إلى الأثقل، وكذلك رياضة اللسان في الكلام، وكذلك رياضة البصر، وكذلك رياضة المشي بالتدريج شيئًا فشيئًا"
5_الاشتغال بالأعمال؛ فإن الفراغ هو الذي يولِّد الكسل، وإن العمل مهما كان حقيرًا فهو أفضل من البطالة وسؤال أحد من ذوي المال، إن أعطاه فقد حمَّله ثقل المِنَّة مع ذل السؤال، وإن منعه فقد باء بذل الخيبة مع ذل السؤال.
حتى قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "مكسبه في دناءة خير من سؤال الناس"، فلا يليق بالرجل القادر أن يَرضى لنفسه أن يكون حملاً على كاهل المجتمع ثقيلاً مرذولاً يتكفَّف الناس، فهذا أمر ممقوت محتقر.
أقوال السَّلف والعلماء في الكَسَل
قد رغب الإسلام في السعي والكسب وذم الكسل والخمول واستجداء الناس، وهذه بعض النصوص تبين ذلك قال تعالى:{ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}{الجمعة:10}
وفي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلاً فيسأله أعطاه أو منعه}.
وفي الصحيحين أيضا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {اليد العليا خير من اليد السفلى}.
وقال أيضا:{ ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة}. رواه البخاري.
وقال عمر رضي الله عنه آمرا بالكسب حاثا على السعي: إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.
وقال المروذي: سمعت رجلا يقول لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: إني في كفاية، قال: الزم السوق تصل به الرحم وتعود به على نفسك.
وقال أحمد للميموني: استغن عن الناس فلم أر مثل الغنى عن الناس.
فهذه النصوص والآثار تدل على فضل السعي والكسب وأن تكون يد المؤمن هي اليد العليا لا السفلى وأن يكون هو المعطي لا الآخذ
- قال أبو حاتم: (سبب النَّجاح تَـرْك التَّواني، ودواعي الحِرْمَان الكَسَل؛ لأنَّ الكَسَل عدوُّ المروءة، وعذابٌ على الفُتُوَّة، ومِن التَّواني والعَجْز أُنتجت الهلكة، وكما أنَّ الأناة بعد الفرصة أعظم الخطأ، كذلك العجلة قبل الإمكان نفس الخطأ، والرَّشيد مَن رشد عن العجلة، والخائب مَن خاب عن الأناة، والعَجِل مخطئ أبدًا، كما أنَّ المتثبِّت مصيب أبدًا)
- وقال القنُّوجي: (قيل: مَن دام كسله خاب أمله) .
- وقال بعض الحكماء: (نكح العَجْز التَّواني فخرج منهما النَّدامة، ونكح الشُّؤم الكَسَل فخرج منهما الحِرْمَان)
- ويقول ابن القيِّم: (إذا جنَّ اللَّيل وقع الحرب بين النَّوم والسَّهر، فكان الشَّوق والخوف في مقدمة عسكر اليقظة، وصار الكَسَل والتَّواني في كتيبة الغفلة، فإذا حمل الغريم حملة صادقة هزم جنود الفُتُور والنَّوم، فحصل الظَّفر والغنيمة، فما يطلع الفجر إلَّا وقد قسِّمت السُّهمان، وما عند النَّائمين خبر) .
- وقال الرَّاغب (مَن تعوَّد الكَسَل ومال إلى الرَّاحة، فَقَدَ الرَّاحة، فحبُّ الهوينا يُكْسِب النَّصبَ) .
- (وقد قيل: الكَسَل مزلقة الرِّبح، وآفة الصَّنَائع، وأَرَضَة البضائع، وإذا رَقَدَت النَّفس في فراش الكَسَل استغرقها نوم الغفلة عن صالح العمل) .
- و(وقف قوم على عالم، فقالوا: إنَّا سائلوك أفم جيبنا أنت؟ قال: سلوا، ولا تكثروا؛ فإنَّ النَّهار لن يرجع والعمر لن يعود، والطَّالب حثيث في طلبه. قالوا: فأوصنا. قال: تزوَّدوا على قَدْرِ سفركم؛ فإنَّ خير الزَّاد ما أبلغ البغية. ثمَّ قال: الأيَّام صحائف الأعمار، فخلِّدوها أحسن الأعمال، فإنَّ الفرص تمرُّ مرَّ السَّحاب، والتَّواني مِن أخلاق الكسالى والخوالف، ومَن استوطن مركب العَجْز عثر به. وتزوَّج التَّواني بالكَسَل فولد بينهما الخسران. ا.هـ .
حال اليوم من أكثر الأحوال التي تعطل الإنسان عن تحقيق مراد الله منه فيصبح عالة في الحياة، حال اليوم هو الكسل والاعتمادية.
علامات التكاسل
- التعامل مع الأمور الضخمة بمنتهى التراخي: كالبحث عن وظيفة أو السعي لجمع المال والزواج.
- كثرة أوقات الفراغ: الحقيقة هي أن الواجبات أكثر بكثير من الوقت المتاح لذلك هناك علم إدارة الوقت.
عواقب التكاسل
- من يتكاسل يكون لديه فقر، فقر في الانجازات وفقر في المال، فالكسل يسلب قيمة الإنسان.
- ضمور في العزيمة: إن عزيمة الإنسان وطموحة مثل العضلة، إن لم يستخدمها الإنسان تضعف.
من هو الإنسان الجديد؟
الله يحب أن يرى عبده عال الهمة، ونشيط ومحدد الأهداف، ولا يحب أن يرى عبده الضائع الذي لا ينفع نفسه ولا ينفع غيره.
كيف يصبح الإنسان إنسانا جديدا عال الهمة؟
- ربط الأمنية بالعمل: إن كانت نفس الإنسان محترقة على هذه الأمنية فسيعمل من أجلها.
- عظم الخيال: تخيل جمال الإنجاز فهذا سيجعلك تسارع نحو هدفك وأملك في الحياة.
منتدى مصطفى حسنى
.......................................
الكسل....
ما أصاب أمة إلا أضعفها وأخَّرها ودمَّرها..
وما أصاب شعباً إلا ضيَّعه وجهله، وأفشله ووهاه.
وما أصاب فرداً إلا أسقمه وأخزاه وأذله وحقَّره.
الكسل: هو التثاقل عما لا ينبغي، التثاقل عنه من أمور الدين والدنيا.
الكسل قسمان:
الأول: كسل العقل بعدم إعماله في التفكر والتدبر والنظر في آلاء الله من ناحية، وفي تركه النظر إلى ما يصلح شأن الإنسان ومن حوله في الدنيا التي فيها معاشه، وما تأخرت الأمم إلا نتيجة كسل أصحاب العقول فيها وقلة اكتراثهم بالقوة الإبداعية المفكرة التي أودعها الله فيهم.
الثاني: كسل البدن المؤدي إلى التثاقل عن الطاعات وأداء العبادات على الوجه المشروع، وكذلك يؤدي إلى تأخر الأفراد بَلْهَ الأمم والشعوب في مجالات النشاط المختلفة من زراعة وصناعة وغيرهما..
ماذا بعد رمضان؟
هل سنتكاسل عن فعل الخيرات الصلاة فى المساجد والنفقة على المحتاجين وقراءة القران وقيام الليل وصيام النوافل .....
رب رمضان هو رب باقى الشهور
إن كان شهر رمضان شهر الجود والإحسان قد أنتهى فإن الزكاة والصدقة والإحسان لاينتهي وقتها لأن ربك الذي يقبلها حي موجود لا يزول ولا يحول؛
فمن علامات قبول العمل
الحسنه بعد الحسنه فإتيان المسلمون بعد رمضان بالطاعات , والقُربات والمحافظة عليها دليل على رضى الله عن العبد , وإذا رضى الله عن العبد وفقه إلى عمل الطاعة وترك المعصية.
فالعاقل هو الذي يدرك شرف زمانه وقدر وقته، ولا تراه في ساعة من عمره إلا منشغلاً بعمل نافع يرضي به نفسه ويرضي به ربه.
الوسائل المعينة على ترك الكَسل
1_اللُّجوء إلى الله بالدعاء والاستعاذة، كما ورد عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجبنِ والهرَمِ وأعوذُ بِكَ من فتنةِ المَحيا والمماتِ ، وأعوذُ بِكَ مِن عذابِ القبرِ)
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2823 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
2- مجالسة أرباب الجِدِّ والسَّعي: فإنَّ الصُّحبة سارية، والطَّبيعة سارقة، وعليه يُحْمَل قول بعض السَّلف: (استكثر مِن الإخوان ما قدرت؛ فإنَّ لكلِّ مؤمنٍ شفاعة)،
في ((تعليم المتعلِّم)) قيل:عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه فكلُّ قرين بالمقارن يقتدي
3_(ذكر أحد العلماء علاج الكَسَل -وهو سهل لمن وفَّقه الله- فقال: هو تحريك الهمَّة بخوف فوات القَصْد، وبالوقوع في اللَّوم، أو التَّأسُّف، فإنَّ أَسَف المفرِّط -إذا عاين أجر المجتهد- أعظم مِن كلِّ عقاب، وليفكِّر العاقل في سوء مغبَّة الكَسَل والعَجْز، والاشتغال بالدُّنيا عن الآخرة، فرُبَّ راحة أوجبت حسرات وندمًا، فمَن رأى زميله اجتهد وثابر على دروسه ونجح، زادت حسرته وأسفه، ومَن رأى جاره قد سافر ورجع بالأرباح والفوائد، زادت حسرة أسفه وندامته على لذَّة كسله وعَجْزه.قال: وقد أجمع الحكماء على أنَّ الحكمة لا تُدرك بالرَّاحة، فمَن تلمَّح ثمرة الكَسَل اجتنبه، ومَن مدَّ فطنته إلى ثمرات الجِدِّ والاجتهاد نسي مشاق الطَّريق، ثمَّ إنَّ اللَّبيب الذَّكي يعلم أنَّه لم يُخْلَق عبثًا، وإنَّما هو في الدُّنيا كالأجير أو كالتَّاجر، ثمَّ إنَّ زمان العمل بالإضافة إلى مدَّة البقاء في القبر كلحظة، ثمَّ إنَّ إضافة ذلك إلى البقاء السَّرمدي
-إما في الجنَّة وإما في النَّار- ليس بشيء)
4_المحافظة على أيِّ نوع من أنواع الرياضة البدنية لقد ذكر ابن قيم الجوزية - رحمه الله - فائدة الرياضة المعتدلة فقال: "واعلَم أن لكل عضو رياضته؛ فللصدر القراءة فليَبتدئ فيها من الخفْية إلى الجهر بتدريج، ورياضة السمع بسمع الأصوات والكلام بالتدريج، فينتقل من الأخف إلى الأثقل، وكذلك رياضة اللسان في الكلام، وكذلك رياضة البصر، وكذلك رياضة المشي بالتدريج شيئًا فشيئًا"
5_الاشتغال بالأعمال؛ فإن الفراغ هو الذي يولِّد الكسل، وإن العمل مهما كان حقيرًا فهو أفضل من البطالة وسؤال أحد من ذوي المال، إن أعطاه فقد حمَّله ثقل المِنَّة مع ذل السؤال، وإن منعه فقد باء بذل الخيبة مع ذل السؤال.
حتى قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "مكسبه في دناءة خير من سؤال الناس"، فلا يليق بالرجل القادر أن يَرضى لنفسه أن يكون حملاً على كاهل المجتمع ثقيلاً مرذولاً يتكفَّف الناس، فهذا أمر ممقوت محتقر.
أقوال السَّلف والعلماء في الكَسَل
قد رغب الإسلام في السعي والكسب وذم الكسل والخمول واستجداء الناس، وهذه بعض النصوص تبين ذلك قال تعالى:{ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}{الجمعة:10}
وفي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلاً فيسأله أعطاه أو منعه}.
وفي الصحيحين أيضا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {اليد العليا خير من اليد السفلى}.
وقال أيضا:{ ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة}. رواه البخاري.
وقال عمر رضي الله عنه آمرا بالكسب حاثا على السعي: إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.
وقال المروذي: سمعت رجلا يقول لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: إني في كفاية، قال: الزم السوق تصل به الرحم وتعود به على نفسك.
وقال أحمد للميموني: استغن عن الناس فلم أر مثل الغنى عن الناس.
فهذه النصوص والآثار تدل على فضل السعي والكسب وأن تكون يد المؤمن هي اليد العليا لا السفلى وأن يكون هو المعطي لا الآخذ
- قال أبو حاتم: (سبب النَّجاح تَـرْك التَّواني، ودواعي الحِرْمَان الكَسَل؛ لأنَّ الكَسَل عدوُّ المروءة، وعذابٌ على الفُتُوَّة، ومِن التَّواني والعَجْز أُنتجت الهلكة، وكما أنَّ الأناة بعد الفرصة أعظم الخطأ، كذلك العجلة قبل الإمكان نفس الخطأ، والرَّشيد مَن رشد عن العجلة، والخائب مَن خاب عن الأناة، والعَجِل مخطئ أبدًا، كما أنَّ المتثبِّت مصيب أبدًا)
- وقال القنُّوجي: (قيل: مَن دام كسله خاب أمله) .
- وقال بعض الحكماء: (نكح العَجْز التَّواني فخرج منهما النَّدامة، ونكح الشُّؤم الكَسَل فخرج منهما الحِرْمَان)
- ويقول ابن القيِّم: (إذا جنَّ اللَّيل وقع الحرب بين النَّوم والسَّهر، فكان الشَّوق والخوف في مقدمة عسكر اليقظة، وصار الكَسَل والتَّواني في كتيبة الغفلة، فإذا حمل الغريم حملة صادقة هزم جنود الفُتُور والنَّوم، فحصل الظَّفر والغنيمة، فما يطلع الفجر إلَّا وقد قسِّمت السُّهمان، وما عند النَّائمين خبر) .
- وقال الرَّاغب (مَن تعوَّد الكَسَل ومال إلى الرَّاحة، فَقَدَ الرَّاحة، فحبُّ الهوينا يُكْسِب النَّصبَ) .
- (وقد قيل: الكَسَل مزلقة الرِّبح، وآفة الصَّنَائع، وأَرَضَة البضائع، وإذا رَقَدَت النَّفس في فراش الكَسَل استغرقها نوم الغفلة عن صالح العمل) .
- و(وقف قوم على عالم، فقالوا: إنَّا سائلوك أفم جيبنا أنت؟ قال: سلوا، ولا تكثروا؛ فإنَّ النَّهار لن يرجع والعمر لن يعود، والطَّالب حثيث في طلبه. قالوا: فأوصنا. قال: تزوَّدوا على قَدْرِ سفركم؛ فإنَّ خير الزَّاد ما أبلغ البغية. ثمَّ قال: الأيَّام صحائف الأعمار، فخلِّدوها أحسن الأعمال، فإنَّ الفرص تمرُّ مرَّ السَّحاب، والتَّواني مِن أخلاق الكسالى والخوالف، ومَن استوطن مركب العَجْز عثر به. وتزوَّج التَّواني بالكَسَل فولد بينهما الخسران. ا.هـ .
تعليق