الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في كون تبييت نية الصوم من أركان الصوم وهو قول الجمهور لقوله صلى الله عليه وسلم: من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له. رواه النسائي والترمذي ولفظه: من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له. وصححه الألباني.
فمن أراد صيام رمضان فإنه لا بد له من نية مستقلة لكل يوم، لأن صوم كل يوم عبادة مستقلة فلا بد لها من نية، هذا مذهب جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة، وقال مالك وهو رواية عن أحمد: تكفي نية واحدة عن رمضان كله، وما في حكمه من كل صوم يجب تتابعه ككفارة الظهار ونحوها، لأنه عبادة واحدة فتكفيه نية واحدة كالصلاة والحج، أما ما لا يجب تتابعه كقضاء رمضان وكفارة اليمين فلا بد فيه من تجديد النية لكل يوم. وعلى القول الأول وهو الراجح فلا بد لصحة الصوم من نية مبيتة من الليل لكل يوم من الأيام المذكورة، سواء تتابع صيام تلك الأيام أو تفرق.
ومن بدأ صيام يوم واجب فلا يجوز له الإفطار لغير عذر، فإن أفطر لغير عذر أثم، وعليه أن يصوم يوماً آخر مكانه، ولا أثر لذلك على صيام بقية الأيام.
والله أعلم.
فيجب تبييت النية لصيام كل يوم من أيام رمضان في أي جزء من الليل، ويكون ذلك بنية مستقلة لكل يوم
ولكن أمر النية يسير فهي لا تحتاج إلى كبير عناء، فمجرد العزم على الصوم غدا في أي جزء من أجزاء الليل كاف في تحقيق النية الواجبة.
قال شيخ الإسلام كما في الاختيارات: ومن خطر بقلبه أنه صائم غداً فقد نوى. انتهى.
فإذا كان قد خطر ببالك ليلا أنك صائم غدا فقد فعلت ما وجب عليك، وكذا إذا تسحرت أو أكلت أو شربت بقصد التقوى على الصوم، وأما إذا كنت لم تبيت النية فعلا، فعليك قضاء هذا اليوم لأنك قد أخللت بشرط من شروط صحته وهو النية.
وأما التلفظ بالنية فمحل نزاع بين العلماء: فذهب الجمهور إلى مشروعية ذلك، حيث نص الحنفية على ندبه والشافعية على سنيته، والحنابلة على استحبابه سراً وهو المذهب عندهم، وعلل الجمهور ذلك بأن اجتماع القلب واللسان أولى من الانفراد، وبالقياس على التلفظ بالنية في الحج. وذهب المالكية إلى أن الأولى ترك التلفظ، وهو الوجه الثاني عند الحنابلة واختاره شيخ الإسلام، وأما التلفظ بذلك جماعة في المسجد فمحدث لا أصل له، وهو من البدع. والله أعلم.http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=14300
تعليق