دعوة لإغاثة المستضعفين الروهينجيا في ماينمار
الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع
الحمدُ لله على كلِّ حال، وهو المستعان وعليه الاعتماد، وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد، أمابعد:فمن جراحات المسلمين التي لا تزال نازفةً منذ أمد بعيد: ما يتعرض له المسلمون الروهينجيا في ميانمار -بورما من اضطهادٍ ومصادرةٍ لحقوقهم مراتٍ متكررة، وتوالت فيهم المذابح والتصفيات الجسدية وحرقهم بالنار أحياء... ﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِالْحَمِيدِ ﴾[البروج: 8].وقد لجأ المسلمون هناك إلى الهرب والنُّزوح إلى الدول المجاورة، لكنهم وللأسف الشديد انتقلوا من معاناة إلى معاناة، إمَّا بعدم استقبالهم، أو بإيوائهم في أماكن لا تفي بالقدر الأدنى للكرامة الإنسانية، أو بما تعرَّضوا له من التجارة بهم وبيعهم، وإما بموتهم في القوارب البحرية التي تُقلُّهم. وكان من آخر ألوان معاناتهم: عُلوق أعدادٍ كبيرة من المهجَّرين منهم في قواربهم في البحر، بعد أن رفضت استقبالَهم دولٌ قريبة... ماليزيا وتايلند واندونيسيا ومن قبلهم بنجلاديش.وبحسب منظماتدولية: لا زال قرابة ثمانية آلاف مهاجر روهينجي مسلم في قواربهم المتهالكة فيالبحر منذ شهرين!. ولا ريب أن هذا الوضع تأباه شريعة الإسلام وتوجب على الجميع المبادرة بنجدتهم وإغاثتهم، سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين، ومن عنده ذرَّة من إنسانية ورحمة يحزنه ويؤسفه هذا الظلم والتجاهل لأولئك المستضعفين، ويسعى بما استطاع لإغاثتهم.فالمتعين على حكومات الدول الإسلامية، وكذلك المنظمات والهيئات الإسلامية الإغاثية والسياسية والدولية أنتبادر فوراً لإغاثتهم والسعي لتوفير المخرج الآمن لأولئك العالقين في البحر، وأن تتواصل مع دول الآسيان والدول القريبة من ميانمار لإنقاذهم من الغرق وتوفير الملاذ الآمن لهم، وتقديم الدعم المادي لذلك.كما أن أغنياء المسلمين ورجال الأعمال فيهم مسؤولون بين يدي الله: ماذا قدموا لإخوانهم المضطهدين الجوعى والمرضى هناك؟ هل آزروا الهيئات الإغاثية؟ وهل أبرؤوا ذمتهم بين يدي ربهم؟.كما أنه قد آن الأوان لإيجاد حلٍّ عادل للمسلمين المستضعفين في ميانمار، فيجب على الدول والمنظمات أن تلزم الحكومة في "نايبييدو" بأن تعترف بحق مسلمي ميانمار في العيش بكرامة وسلام، وأن تكف عن اضطهادهم، وأن تحميهم من اعتداءات المتطرفين. يقول الله جل شأنهمبيناً ما يجب على أهل الإسلام: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ ﴾ [التوبة: 71] أي: يتناصرون ويتعاضدون، كما جاء في "الصحيحين"عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "المؤمن للمؤمن كالبُنيان يشدُّ بعضُه بعضاً" وشبَّك بين أصابعه. وفي "الصحيحين" أيضاً قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم، كمَثَل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحُمَّى والسَّهر".والشريعة الإسلامية آمرةٌ للناس جميعاً مسلمين وغير مسلمين أن يتعاضدوا ويتعاونوا على إقرار العدل ومنع الظلم ورعاية الحقوق للإنسانية جمعاء، قال الله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّوَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].
والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا به جلَّ وعلا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الرياض 2 شعبان 1436هـ
المصدر: الالوكة
الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع
الحمدُ لله على كلِّ حال، وهو المستعان وعليه الاعتماد، وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد، أمابعد:فمن جراحات المسلمين التي لا تزال نازفةً منذ أمد بعيد: ما يتعرض له المسلمون الروهينجيا في ميانمار -بورما من اضطهادٍ ومصادرةٍ لحقوقهم مراتٍ متكررة، وتوالت فيهم المذابح والتصفيات الجسدية وحرقهم بالنار أحياء... ﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِالْحَمِيدِ ﴾[البروج: 8].وقد لجأ المسلمون هناك إلى الهرب والنُّزوح إلى الدول المجاورة، لكنهم وللأسف الشديد انتقلوا من معاناة إلى معاناة، إمَّا بعدم استقبالهم، أو بإيوائهم في أماكن لا تفي بالقدر الأدنى للكرامة الإنسانية، أو بما تعرَّضوا له من التجارة بهم وبيعهم، وإما بموتهم في القوارب البحرية التي تُقلُّهم. وكان من آخر ألوان معاناتهم: عُلوق أعدادٍ كبيرة من المهجَّرين منهم في قواربهم في البحر، بعد أن رفضت استقبالَهم دولٌ قريبة... ماليزيا وتايلند واندونيسيا ومن قبلهم بنجلاديش.وبحسب منظماتدولية: لا زال قرابة ثمانية آلاف مهاجر روهينجي مسلم في قواربهم المتهالكة فيالبحر منذ شهرين!. ولا ريب أن هذا الوضع تأباه شريعة الإسلام وتوجب على الجميع المبادرة بنجدتهم وإغاثتهم، سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين، ومن عنده ذرَّة من إنسانية ورحمة يحزنه ويؤسفه هذا الظلم والتجاهل لأولئك المستضعفين، ويسعى بما استطاع لإغاثتهم.فالمتعين على حكومات الدول الإسلامية، وكذلك المنظمات والهيئات الإسلامية الإغاثية والسياسية والدولية أنتبادر فوراً لإغاثتهم والسعي لتوفير المخرج الآمن لأولئك العالقين في البحر، وأن تتواصل مع دول الآسيان والدول القريبة من ميانمار لإنقاذهم من الغرق وتوفير الملاذ الآمن لهم، وتقديم الدعم المادي لذلك.كما أن أغنياء المسلمين ورجال الأعمال فيهم مسؤولون بين يدي الله: ماذا قدموا لإخوانهم المضطهدين الجوعى والمرضى هناك؟ هل آزروا الهيئات الإغاثية؟ وهل أبرؤوا ذمتهم بين يدي ربهم؟.كما أنه قد آن الأوان لإيجاد حلٍّ عادل للمسلمين المستضعفين في ميانمار، فيجب على الدول والمنظمات أن تلزم الحكومة في "نايبييدو" بأن تعترف بحق مسلمي ميانمار في العيش بكرامة وسلام، وأن تكف عن اضطهادهم، وأن تحميهم من اعتداءات المتطرفين. يقول الله جل شأنهمبيناً ما يجب على أهل الإسلام: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ ﴾ [التوبة: 71] أي: يتناصرون ويتعاضدون، كما جاء في "الصحيحين"عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "المؤمن للمؤمن كالبُنيان يشدُّ بعضُه بعضاً" وشبَّك بين أصابعه. وفي "الصحيحين" أيضاً قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم، كمَثَل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحُمَّى والسَّهر".والشريعة الإسلامية آمرةٌ للناس جميعاً مسلمين وغير مسلمين أن يتعاضدوا ويتعاونوا على إقرار العدل ومنع الظلم ورعاية الحقوق للإنسانية جمعاء، قال الله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّوَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].
والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا به جلَّ وعلا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الرياض 2 شعبان 1436هـ
المصدر: الالوكة
تعليق