بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:
فإننا كنا نتطلَّع وندعو الله تعالى أن يبلِّغنا رمضان، فها قد بلَّغنا عشرينَه، وبقي عشر أواخره، فاللهم بَلِّغناها، وارزقنا غلتها وبركتها، واجعلها فرصتنا التي نتزوَّد منها..
لا يخفى على المسلمين قيمة هاته الليالي المباركات، وفضلها، وتحريض النبي صلى الله عليه وسلم على الجد والاجتهاد فيها..
ولكننا نردد دائمًا العشر الأواخر، فهيَّا نغتنمها، نريد العشر الأواخر من شهر رمضان، ونطمع أن يزيدنا الله من فضله ويرزقنا سعة في الأجل أخرى، ويبلِّغنا رمضانات أُخَر، ونعيش العشر الأواخر..
فما بالك لو كانت العشر الأواخر هذه لا من شهر رمضان، ولكنها العشر الأواخر من حياتك؟!
أهي عشرُ أواخره، أم عشر أواخرنا؟!
لا شك ولا ريب أنها أواخر عشر بعضنا، فمن مات بحدِّ السيف مات ومن مات بغيره مات، فمن مِنَّا هو أو هي؟!
نحن نرجو الله تعالى أن نكون ممن طالت أعمارهم وحسُنت أعمالهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الناس من طال عمره وحسن عمله» (الألباني، صحيح الترغيب والترهيب، برقم[3364]).
وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع، ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدًا، واجمع الإياس مما في يدي الناس»(الألباني؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم: [1914])، أي اعتبرها صلاتك التي تودع فيها صلاتك، وصلاتك التي تودع فيها حياتك..
فيا أيها الراحل اعتبر هذه العشر عشر أواخر حياتك، فقم فيها مؤمنا محتسبًا قيام مودِّع، وصلِّ صلاتها فرضا ونفلا صلاة مودِّع.
صم نهارها مؤمنًا محتسبًا صيام مودِّع.
تَحَبيَّب إلى أرحامك تحبُّبَ مودِّعٍ، وصلهم صِلْة مودِّعٍ...
أَعِنِ المسلمين إعانة مودِّع، بما تستطيع، فربما يأتي عليك يومٌ لا تستطيع أن تسجد سجدة تدعو فيها بنصر المسلمين، واجتماع كلمتهم واتِّحاد صفهم.. فادعُ لهم دعاء مودِّعٍ.. دعاء عشر أواخر حياتك..
إنَّك تقدر أن تُفَطّر صائمًا، بل صائمين، فاجعل إفطارك لهم إفطار مودِّعٍ: «من فطر صائما أو جهز غازيا فله مثل أجره» (الألأباني، صحيح الترغيب والتهرهيب، برقم:[1078])، ولا يلزمك طيرًا ولا فطيرًا، وإنما مَن جاد بما مَلَكَ فما بخِل.
اخْلُف غازيًا، سجينًا، طريدًا، شريدًا في أهله بخيرٍ خلافة مودِّعٍ.
امسح على رأس يتيم، مسحةَ مودِّعٍ، واسعَ على أرملة أو مسكين سعيةَ مودِّعٍ.
فلا يقتصر عمل العشر الأواخر على قيام الليل كما يتوهمه بعض المسلمين، ولا ليلة القدر حتى كذلك، بل إن كلَّ عمل تعمله ليلتها وكأنك عملته في أكثرَ من ألف شهر، بل خير مما تعمل في ألف شهر وليس مجرد أكثر، في ثلاثٍ وثمانين سنة! في أي باب من أبواب الخير..لأن الله تعالى قال: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر:3].
هذه الليلة المباركة، قد تكون آخر ليلة قدر في حياتك، وهي التي يأخذ الملَك فيها قوائم الأموات قبل ليلة القدر القادمة: «ينسخ لملك الموت من يموت ليلة القدر إلى مثلها، وذلك لأن الله عز وجل يقول: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان:3-4]، يقضى فيها أمر السنة القابلة كلها من يموت، ومن يولد، ومن يعز، ومن يذل، وسائر أمور السنة، فتجد الرجل ينكح النساء، ويغرس الغرس واسمه في الأموات..
ألا يمكن أن يكون اسمك مع هؤلاء، فتكون العشر الأواخر أواخرك أنت؟!
أخي المسلم! رمضان ينتهي ولكنه سيعود، فهذه أواخره هذا العام، وله أواخر أُخَر تتكرر إلى قيام الساعة.. أما نحن فهل نعود فنلقاه، أم تكون هذه عشر أواخرنا؟!
فهي عشر أواخر من مِنَّا؟!
لعلها وصَلت فلا نكثر فيها الكلام.. فاللهم أحسن خواتيمنا، واجعل خير أيامنا يوم نلقاك.
فإننا كنا نتطلَّع وندعو الله تعالى أن يبلِّغنا رمضان، فها قد بلَّغنا عشرينَه، وبقي عشر أواخره، فاللهم بَلِّغناها، وارزقنا غلتها وبركتها، واجعلها فرصتنا التي نتزوَّد منها..
لا يخفى على المسلمين قيمة هاته الليالي المباركات، وفضلها، وتحريض النبي صلى الله عليه وسلم على الجد والاجتهاد فيها..
ولكننا نردد دائمًا العشر الأواخر، فهيَّا نغتنمها، نريد العشر الأواخر من شهر رمضان، ونطمع أن يزيدنا الله من فضله ويرزقنا سعة في الأجل أخرى، ويبلِّغنا رمضانات أُخَر، ونعيش العشر الأواخر..
فما بالك لو كانت العشر الأواخر هذه لا من شهر رمضان، ولكنها العشر الأواخر من حياتك؟!
أهي عشرُ أواخره، أم عشر أواخرنا؟!
لا شك ولا ريب أنها أواخر عشر بعضنا، فمن مات بحدِّ السيف مات ومن مات بغيره مات، فمن مِنَّا هو أو هي؟!
نحن نرجو الله تعالى أن نكون ممن طالت أعمارهم وحسُنت أعمالهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الناس من طال عمره وحسن عمله» (الألباني، صحيح الترغيب والترهيب، برقم[3364]).
وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع، ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدًا، واجمع الإياس مما في يدي الناس»(الألباني؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم: [1914])، أي اعتبرها صلاتك التي تودع فيها صلاتك، وصلاتك التي تودع فيها حياتك..
فيا أيها الراحل اعتبر هذه العشر عشر أواخر حياتك، فقم فيها مؤمنا محتسبًا قيام مودِّع، وصلِّ صلاتها فرضا ونفلا صلاة مودِّع.
صم نهارها مؤمنًا محتسبًا صيام مودِّع.
تَحَبيَّب إلى أرحامك تحبُّبَ مودِّعٍ، وصلهم صِلْة مودِّعٍ...
أَعِنِ المسلمين إعانة مودِّع، بما تستطيع، فربما يأتي عليك يومٌ لا تستطيع أن تسجد سجدة تدعو فيها بنصر المسلمين، واجتماع كلمتهم واتِّحاد صفهم.. فادعُ لهم دعاء مودِّعٍ.. دعاء عشر أواخر حياتك..
إنَّك تقدر أن تُفَطّر صائمًا، بل صائمين، فاجعل إفطارك لهم إفطار مودِّعٍ: «من فطر صائما أو جهز غازيا فله مثل أجره» (الألأباني، صحيح الترغيب والتهرهيب، برقم:[1078])، ولا يلزمك طيرًا ولا فطيرًا، وإنما مَن جاد بما مَلَكَ فما بخِل.
اخْلُف غازيًا، سجينًا، طريدًا، شريدًا في أهله بخيرٍ خلافة مودِّعٍ.
امسح على رأس يتيم، مسحةَ مودِّعٍ، واسعَ على أرملة أو مسكين سعيةَ مودِّعٍ.
فلا يقتصر عمل العشر الأواخر على قيام الليل كما يتوهمه بعض المسلمين، ولا ليلة القدر حتى كذلك، بل إن كلَّ عمل تعمله ليلتها وكأنك عملته في أكثرَ من ألف شهر، بل خير مما تعمل في ألف شهر وليس مجرد أكثر، في ثلاثٍ وثمانين سنة! في أي باب من أبواب الخير..لأن الله تعالى قال: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر:3].
هذه الليلة المباركة، قد تكون آخر ليلة قدر في حياتك، وهي التي يأخذ الملَك فيها قوائم الأموات قبل ليلة القدر القادمة: «ينسخ لملك الموت من يموت ليلة القدر إلى مثلها، وذلك لأن الله عز وجل يقول: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان:3-4]، يقضى فيها أمر السنة القابلة كلها من يموت، ومن يولد، ومن يعز، ومن يذل، وسائر أمور السنة، فتجد الرجل ينكح النساء، ويغرس الغرس واسمه في الأموات..
ألا يمكن أن يكون اسمك مع هؤلاء، فتكون العشر الأواخر أواخرك أنت؟!
أخي المسلم! رمضان ينتهي ولكنه سيعود، فهذه أواخره هذا العام، وله أواخر أُخَر تتكرر إلى قيام الساعة.. أما نحن فهل نعود فنلقاه، أم تكون هذه عشر أواخرنا؟!
فهي عشر أواخر من مِنَّا؟!
لعلها وصَلت فلا نكثر فيها الكلام.. فاللهم أحسن خواتيمنا، واجعل خير أيامنا يوم نلقاك.
تعليق