Tweet
من لم يدرك البداية ... فلا يتركنّ البقية
ـ حينما يرغب الشرع في الحث على شهود صلاة العشاء والتراويح مع الإمام في المسجد فيكتب له قيام ليلة كاملة ...
فهل سيترك المأموم شهود صلاة التراويح مع الإمام في المسجد لعدم إدراكه صلاة العشاء ، أم يكمل ما تبقى من إدراكه مع الإمام ... ويحصّل من الثواب بقدر ما شهده من العمل !!
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "من صلَّى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حِجة وعُمرة" قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "تامة تامة تامة" رواه الترمذى
ـ وحينما يرغب الشرع في الحث على صلاة الفجر في جماعة في المسجد والمكث في المسجد بعد صلاة الفجر فيكتب له أجر حجة وعمرة ...
فهل سيترك الذي لم يدرك صلاة الفجر مع الإمام في جماعة في المسجد أداء صلاة الفجر والمكث في المسجد حتى تطلع الفجر ... ويحصّل من الثواب بقدر ما شهده من العمل !!
إن ترغيب الإسلام لأداء عبادة معينة بأجر معين ... لا يسقط هذا الأجر لتأخره عن العمل .. بل يأخذ أجره بقدر ما يشهده من العمل ... قال تعالى ( وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ )... بل يوفيكم ثوابها ولا ينقصكم منها شيئا ..
ألا ترى أن الله خاطب الكفار بقوله : ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )... فيغفر لهم كل الذنوب ، ويبدلها حسنات ...
وروى أحمد، وأبو داود، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ حَضَرَهَا وَلَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا " ....
قال العظيم أبادي في عون المعبود: بَلْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُصَلِّينَ بِالْجَمَاعَةِ وَالْمُصَلِّي وَحْدَهُ أَجْرٌ كَامِلٌ عَلَى حِدَةٍ ، وَذَلِكَ لِكَمَالِ فَضْلِ اللَّهِ وَسَعَةِ رَحْمَتِهِ ، وَهَذَا إِذَا لَمْ يَكُنِ التَّأْخِيرُ نَاشِئًا عَنِ التَّقْصِيرِ ، وَلَعَلَّهُ يُعْطَى لَهُ بِالنِّيَّةِ أَصْلُ الثَّوَابِ ، وَبِالتَّحَسُّرِ مَا فَاتَهُ مِنَ الْمُضَاعَفَةِ .
إذا فمن تأخر عن العبادة .. فلا يسوسنّ له الشيطان فيقول له: لا أجر لك لأنك لم تشهدها من أولها ... لكن ليكمل ما بقي منها ... على أن يكون حريصا على إتيانها من أولها فيما بعد ذلك ... والله يعطي عطاء واسعا ...
__________________
تعليق